السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«السعودية».. تعيش عصرها الذهبي

«السعودية».. تعيش عصرها الذهبي
23 سبتمبر 2020 03:27

أحمد مراد (القاهرة)

عصر ذهبي تعيشه المرأة السعودية حالياً بعدما نالت العديد من الحقوق والمكاسب التاريخية بدعم من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يولي اهتماماً كبيراً بتمكين المرأة في جميع المجالات، عبر «رؤية 2030» التي تهدف إلى رفع مساهمة المرأة في سوق العمل من %23 إلى %30 بحلول عام 2030.
وكان خادم الحرمين الشريفين، أكد في خطابه أمام مجلس الشورى الذي ألقاه في العشرين من نوفمبر 2019، مواصلة الجهود لتمكين المرأة السعودية، ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص، معرباً عن اعتزازه لارتفاع نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة من %19.4 بنهاية العام 2017 إلى %23.2 بنهاية النصف الثاني من العام 2019.

الكاتبة السعودية، زينة فهد الشهري، أشادت في تصريحات لـ «الاتحاد» بما حققته المرأة السعودية من نجاحات وإنجازات في طريق التمكين سواءً على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الرياضي أو العلمي، واصفة عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بـ «عصر ذهبي» للمرأة السعودية.
وقالت: «في هذا العصر الزاهر تعيش المرأة السعودية أعظم مراحل التطور والمشاركة والتمكين في جميع مؤسسات الدولة، وقد أصبحت المرأة ركيزة من ركائز الوطن، وذلك بجهود خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» وولي عهده الأمين الذي خطا بالتنمية وبمشاركة المرأة السعودية هذه الخطوات المتسارعة بمبدأ التكافؤ والمساواة».
وأضافت: «المرأة السعودية الآن باتت تتقلد المناصب العليا، كما حازت على الثقة الملكية في صنع القرار، ومُنحت العديد من المقاعد ما بين الوزارات ومجلس الشورى والجامعات والمجالس البلدية وبعض سفارات وقُنصليات المملكة في الخارج، ولنا الفخر بأن حازت على مقعد سفيرة تمثل القيادة والوطن خارجياً خير تمثيل».
وأشارت الشهري إلى أن التقدم بالمرأة نحو النجاح قد يكون صعباً، لكن الأصعب هو كيف تحقق نجاحها مع ضمان ما تربت عليه من مبادئ مستمدة من ديننا الحنيف، وهذا ما تحقق في السعودية.

وفي الثاني عشر من ديسمبر 2015، وهو العام الأول في حكم الملك سلمان، كانت المرأة السعودية على موعد مع حدث تاريخي يحدث لأول مرة في تاريخ المملكة، حيث أجريت أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة، وخلالها فازت 21 امرأة بمقاعد في المجالس البلدية.
وفي إطار حرص المملكة على تمكين المرأة السعودية في المجال التشريعي والنيابي، تقرر زيادة تمثيل المرأة في مجلس الشورى، الذي يتألف من 150 عضواً، من بينهم 30 امرأة بنسبة 20% من إجمالي الأعضاء.
وفي 26 سبتمبر 2017، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قراراً تاريخياً سمح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة وفق الضوابط الشرعية، وبدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو من العام 2018، تنفيذاً للقرار التاريخي، الذي أصدره الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وفي 14 فبراير من العام 2018، سمحت السلطات السعودية للمرأة بالبدء في عملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.

منــاصـــب وجوائز دولية
مهدت النجاحات التي حققتها المرأة السعودية على المستوى المحلي الطريق لها لتشغل مناصب دولية مسبوقة، الأمر الذي يعكس التطور المذهل الذي حققته المملكة في جميع مجالات، ومن بينها مجال تمكين المرأة.
وعُينت الطبيبة السعودية عضو مجلس الشورى، لبنى الأنصاري، مساعدة لرئيسة منظمة الصحة العالمية، كما اختيرت الجراحة السعودية، سمر بنت جابر الحمود، من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، لتكون رئيسة للجنة تحكيم الأبحاث العلمية. 
وحصلت الدكتورة فاطمة باعثمان، بوصفها أول سعودية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، على جائزة عالمية في قمة محادثات الذكاء الاصطناعي التي عُقدت بأميركا، ونالت الباحثتان السعوديتان، الدكتورة وفاء الطلحي، والدكتورة أسماء العمودي، جائزة برنامج زمالة «لوريال - اليونسكو» من أجل المرأة في العلم بالشرق الأوسط في دورته السادسة. 

إنجــازات
حققت المرأة السعودية خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الإنجازات الرياضية على المستوى المحلي والعالمي، ونالت الكثير من المكاسب، ففي أغسطس من العام 2016 عُينت الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان في منصب وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، لتكون أول امرأة تتبوأ منصباً رياضياً حكومياً في المملكة، قبل أن يتم تعينها سفيرة للمملكة لدى أميركا في وقت لاحق.
وفي 12 يناير من العام 2018، سمحت المملكة للنساء بدخول الملاعب السعودية للمرة الأولى في التاريخ، حيث أعلنت الهيئة العامة للرياضة جاهزية 3 ملاعب في جدة والرياض والدمام لاستقبال العائلات.
وكانت السائقة السعودية، ريما الجفالي، قد صعدت إلى منصة التتويج في بطولة «تي آر دي 86» بأبوظبي والمخصصة للسيارات من طراز واحد، فضلاً عن أنها أصبحت أول سعودية تشارك في بطولة «فورمولا 4» بحلبة سباق «براندز هاتش» في إنجلترا.

كما تأهلت سارة الجمعة، لاعبة المنتخب السعودي لألعاب القوى لأصحاب الهمم، إلى أولمبياد طوكيو 2020، لتكون أول سعودية تتأهل إلى دورة الألعاب البارالمبية.

  • سارة عطار
    سارة عطار

وكانت 4 سعوديات قد شاركن في أوليمبياد ريو دي جانيرو في العام 2016، وهن: سارة عطار في مسابقة 800 متر عدواً، ولبنى العمير بمنافسات المبارزة، وكاريمان أبو الجدايل في منافسات سباق 100 متر، وجود فهمى في منافسات الجودو لوزن تحت 52 كيلو جراماً.
وفي 17 يوليو الماضي، أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية عن انتخاب الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة لدى واشنطن، عضواً باللجنة الأولمبية الدولية.

سعـــوديـــــات فـــي مواقـــــع قياديــــــــة
خلال الخمسة أعوام الماضية، صدرت العديد من القرارات لتعيين عناصر نسائية في مواقع قيادية مرموقة، حيث صدر في ديسمبر عام 2018 قراراً بتعيين الدكتورة إيمان المطيري مساعداً لوزير التجارة والاستثمار، وعُينت وئام الدخيل كأول مذيعة سعودية تقدم الأخبار على القناة الأولى السعودية.

  • ريما الجفالي
    ريما الجفالي

وفي سابقة تاريخية، عُينت الأميرة ريما بنت بندر في فبراير من العام 2019، سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة، لتكون أول سعودية تتقلد هذا المنصب منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1945. وتم تعيين فاطمة سالم باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن.
كما عُينت الدكتورة إيناس العيسى مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وعُينت الدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية يضم طلابها الجنسين من الذكور والإناث، فضلاً عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.

  • سارة الجمعة
    سارة الجمعة

وعُينت نورة الفايز كوكيلة لوزارة التعليم، ومنيرة العصيمي كوكيلة لوزارة الصحة، وعُينت سارة السحيمي في منصب رئيس مجلس إدارة السوق المالية السعودية «تداول»، وعُينت رانيا محمود نشار رئيساً تنفيذياً لمجموعة سامبا المالية، وعُينت لطيفة السبهان مديراً مالياً للبنك العربي الوطني.
وفي مطلع يونيو الماضي، صدر قرار ملكي بتعيين دفعة من النساء على مرتبة ملازم تحقيق في النيابة العامة السعودية، حيث عُينت 53 امرأة في هذا المنصب وسيتولين مهام التحقيق في القضايا في عدد من أفرع النيابة العامة السعودية.
وخلال لقائه بالسعوديات المعينات في وظيفة «ملازمات تحقيق» لأول مرة في تاريخ النيابة العامة السعودية، أكد النائب العام السعودي، سعود المعجب، أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها وكفاءتها في الالتحاق بجميع الأعمال التي تقوم بها، وأن النيابة العامة اختارت صفوة من أبناء وبنات الوطن للعمل في النيابة العامة، وهذه هي الدفعة الأولى لعمل المرأة وستتبعها دفعات عديدة.
كما عُينت 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وذلك بناء على أمر أصدره خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يقضي بإعادة تشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان، في دورته الرابعة لمدة 4 سنوات، وتعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة.

مكاسب
أكدت البرلمانية المصرية، مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، في تصريحات لـ «الاتحاد» أن السعودية تسير في الطريق الصحيح نحو تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وتحظى التجربة السعودية باحترام وتقدير كبيرين من مختلف المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، لا سيما بعد أن صارت المرأة السعودية تتبوأ أعلى المناصب والوظائف في القطاعين العام والخاص.
وفي أغسطس 2019، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب تاريخية بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل، حيث أتاحت لها حق استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد بعد بلوغ 21 عاماً دون شرط موافقة ولي الأمر، فضلاً عن حقوق أخرى مثل حق التبليغ عن المولود بصفتها أمه، بعد أن كانت في الماضي لا تستطيع، وحق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، كما أصبح يحق للمرأة التبليغ عن حالات الوفاة بعد أن كان الأمر يقتصر على الذكور البالغين.

تمكين 
الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الآسيوية، أوضحت في تصريحات لـ «الاتحاد» أن السعودية لعبت دوراً هاماً في مجال دعم المرأة من خلال ترأسها لمجموعة العشرين عبر تبنيها لعدد من الاجتماعات الافتراضية لتحالف القطاع الخاص لتمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة، وذلك بهدف مناقشة وتبادل الآراء حول التقارير المتعلقة بتقدم المرأة في المناصب القيادية في القطاع الخاص ودعم النهوض بها.
وأشارت إلى أن المملكة سعت خلال قيادتها مجموعة العشرين إلى عمل تحالف للقطاع الخاص لتمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة بهدف سد الفجوة بين الجنسين في المناصب القيادية في القطاع الخاص، ودعم المزيد من فرص التوظيف والنهوض بالمرأة كقائدة أعمال في دول مجموعة العشرين خلال عام ترأس المملكة للمجموعة.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©