الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دور مؤثر للمملكة في أكبر تجمع اقتصادي دولي.. قيادة حكيمة لـ«العشرين»

دور مؤثر للمملكة في أكبر تجمع اقتصادي دولي.. قيادة حكيمة لـ«العشرين»
23 سبتمبر 2020 03:28

أحمد مراد (القاهرة)

منذ مشاركتها الأولى في اجتماعات قمة مجموعة العشرين خلال نوفمبر 2008، تقوم المملكة العربية السعودية بدور مؤثر في دعم استقرار الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أوصلها، في سابقة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، لقيادة هذه المجموعة الدولية التي تشكل دولها %75 من حجم التجارة العالمية، و%80 من الناتج الاقتصادي العالمي.
وتأسست مجموعة العشرين في الخامس والعشرين من سبتمبر العام 1999، على هامش قمة مجموعة الثمانية في واشنطن، وذلك كرد فعل على الأزمات المالية التي ضربت العالم في نهاية فترة التسعينيات، وتتألف من 19 دولة، بالإضافة إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي، وتشمل قائمة الدول الأعضاء: السعودية، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
وتأتي السعودية في المرتبة الثالثة بين دول المجموعة، من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ 505.1 مليار دولار، بعد الصين واليابان، وتشكل الاحتياطيات الأجنبية للسعودية %6.2 من الاحتياطيات الإجمالية لدول المجموعة.
أوضح الخبير الاقتصادي السعودي، خالد الجاسر، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن السعودية جعلت شعارها في عقدها الـ 90 «همة حتى القمة»، وهو الشعار الذي يثبت أن المملكة تشهد، ولا تزال، سلسلة تطورات على الصعد كافة، وأنها خطت أولى خطوات نجاحها في تحقيق «رؤية 2030»، تلك الرؤية المستقبلية بهدفها الأسمى في تغيير البلاد نحو الأفضل، ووضعها على الطريق العالمي، الذي أوصلها لقيادة مجموعة العشرين، لتكون المملكة أول دولة عربية تقود وتتولى أعمال رئاسة المجموعة، وهي فرصة حقيقية لتمثيل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي، تسلمت السعودية رئاسة مجموعة العشرين في الأول من ديسمبر العام 2019، ومن المقرر أن تعقد قمة القادة في الرياض خلال يومي 21 و22 نوفمبر القادم، وتنتهي الرئاسة السعودية للمجموعة في الثلاثين من الشهر نفسه.
وفي نوفمبر من العام 2019، أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال خطابه السنوي أمام مجلس الشورى، أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي.
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قد علق على تولي السعودية رئاسة مجموعة العشرين، قائلاً: «تلتزم المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل على تعزيز التوافق العالمي، وسنسعى جاهدين، بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة، لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل».
وأضاف ولي العهد: «السعودية تقع على مفترق الطرق لثلاث قارات (آسيا وأفريقيا وأوروبا) وباستضافة المملكة لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونحن نؤمن أن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية».
وأشار الخبير الاقتصادي السعودي إلى أن وصول السعودية إلى قيادة مجموعة العشرين يعكس نجاحها في الاستقرار العالمي، وتهيئتها مناخاً أفضل لمواجهة تحديات العالم، وسعيها إلى وضع السياسات واستخلاص توصيات عملية في ظل جائحة كورونا.

قمة استثنائية
وخلال مارس الماضي، استضافت الرياض قمة استثنائية افتراضية لقادة مجموعة العشرين برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، لتنسيق الجهود الدولية في مجال مكافحة جائحة «كورونا»، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، وشارك فيها الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وتعهدت القمة الاستثنائية بضخ 5 تريليونات دولار لمواجهة تداعيات أزمة كورونا.
وأكد الجاسر أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين أوضحت موقف المملكة تجاه عدد من الموضوعات التي ارتبطت فيها رؤية 2030 ارتباطاً وثيقاً بجوهر أهداف مجموعة العشرين، من حيث التركيز على الاستقرار الاقتصادي، والتنمية المستدامــــة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشــــري، وزيــــادة تدفق التجـــارة والاستثمـــارات.
وأشار الجاسر إلى أن الدور السعودي بات مهماً في أكبر تجمع اقتصادي دولي، الأمر الذي منح المملكة قدرةً التأثير في مناشط حيوية من خلال تأثيرها في التجارة العالمية، ومن خلال التحويلات إلى الخارج وسياسة الاستثمار في الأوراق المالية العالمية، وليس بجديد عليها وقد وصلت ميزانياتها السنوية لعدة تريليونات.

نجاحات وإنجازات
الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤون الآسيوية، فشددت في تصريحات لـ «الاتحاد» على أهمية الدور الذي تلعبه السعودية في مجموعة العشرين، عبر قيامها بدور مؤثر في دعم الاقتصاد العالمي، كونها تملك ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم، فضلاً عن أنها تعد واحدة من أكبر الاحتياطات النقدية عالمياً.
وتشير العديد من البيانات والتقارير الدولية إلى أن انضمام السعودية إلى مجموعة العشرين التي تضم أقوى 20 اقتصاداً في العالم، شكل عنصراً إضافياً في الدور المؤثر الذي تقوم به المملكة في الاقتصاد العالمي، نظراً لأهميتها الدولية، كمصدر ومسعر للطاقة العالمية التي تهم جميع دول العالم، فضلاً عن ارتفاع حجم تجارتها الدولية ومواردها المالية.
وأكدت الخبيرة في الشؤون الآسيوية، أن السعودية حققت العديد من النجاحات خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين التي تنتهي في الثلاثين من نوفمبر القادم، حيث قدمت أكثر من 180 مبادرة دولية، وقدمت مساهمات تنموية لصالح الدول المتضررة من جائحة «كورونا» خلال ترأسها للقمة الاستثنائية الافتراضية، مشيرة إلى نجاح السعودية في وضع استراتيجية عالمية موحدة لاحتواء آثار الفيروس.

استراتيجياتٍ
أشارت إلى أن السعودية عملت جاهدة خلال عام ترأسها لمجموعة العشرين على التوصل إلى نظام ضريبي عالمي أكثر عدالة في العصر الرقمي. كما بادرت بوضع سياسات لمنع الانكماش والركود الاقتصادي العالمي، موضحة أن جهود السعودية دفعت كبرى اقتصادات العالم على مواصلة دعم الاقتصادات العالمية لتعزيز سيولتها النقدية، وتسهيل الاقتراض، وإرجاء الاقتطاعات الضريبية، وتمديد آجال القروض الممنوحة ودعم الشركات، كمحاولات من السعودية لدعم اقتصاديات دول العالم، لا سيما الدول الفقيرة منها. وأشادت بتبني المملكة لمبادرات واستراتيجيات طويلة الأجل، متمثلة في تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي، والمناخ، والطاقة، والبيئة، فضلاً عن استراتيجياتٍ جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.

منتدى اقتصادي دولي 
تعد مجموعة العشرين أهم منتدى اقتصادي دولي معني ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، وتشكل دول المجموعة 75% من التجارة العالمية، وتمثل الدول الأعضاء مجتمعة نحو 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم.
والمملكة العربية السعودية أول دولة عربية تقود مجموعة دولية تشكل 80% من ناتج الاقتصاد العالمي و75% من حجم التجارة العالمية، وتحتل المرتبة الثالثة بين دول المجموعة من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ 505.1 مليار دولار بعد الصين واليابان.

مشاركات
2008
 جاءت المشاركة الأولى للسعودية في اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي عقدت في واشنطن، في 15 نوفمبر من العام 2008، ومثل المملكة وفد برئاسة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وخلالها طرح العاهل السعودي الراحل رؤية المملكة لتجاوز الأزمة العالمية.

2010
جاءت المشاركة الثالثة للسعودية في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في كندا خلال يونيو العام 2010، بمشاركة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وخلالها دعت السعودية إلى دعم الدول النامية وخاصة الفقيرة التي تضررت من الأزمة المالية العالمية.

2010
في نوفمبر 2010، عقدت قمة أخرى لمجموعة العشرين في مدينة سيول الكورية، وتبنت السعودية خلالها قراراً بتوزيع حصص الصندوق الدولي، حيث تم الاتفاق على زيادة القروض للدول النامية والناشئة في الصندوق على حساب الدول المتقدمة بشكل رئيسي. 

2014
في العام 2014، كان للسعودية دور بارز في اجتماعات قمة العشرين التي عقدت في مدينة بريسبن الأسترالية، ورأس وفد المملكة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان وقتها ولياً للعهد، وخلال القمة تعهدت السعودية باستمرار سياستها المتوازنة لدعم النمو الاقتصادي العالمي وتعزيز استقراره.

2017
في 7 يوليو من العام 2017، جاءت مشاركة متميزة أخرى للسعودية في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة هامبورج بألمانيا، التي بحثت سبل مكافحة الإرهاب.

2019
في يونيو من العام 2019، ترأس ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وفد السعودية الذي شارك في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة أوساكا اليابانية، ولعبت المملكة خلال هذه القمة دوراً بارزاً، ولا سيما فيما يتعلق بأسواق النفط.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©