السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«إيغال كارمون» خلال ندوة «السلام في الشرق الأوسط»: مبادرة الإمارات رؤية شاملة للمصالحة بين الأديان

أثناء الندوة
25 سبتمبر 2020 01:11

طه حسيب (أبوظبي) 

في ندوة «السلام في الشرق الأوسط: مسار جديد نحو الأمن والازدهار»، التي انعقدت الاثنين الماضي، عن بُعد، وشهدت أول تعاون بين «الاتحاد» و«يديعوت أحرونوت»، سلط «إيغال كارمون» رئيس ومؤسس معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام (MEMRI)، الضوء على أهمية معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن «كارمون» هو كبير مستشاري مكافحة الإرهاب السابق لرئيسي الوزراء الإسرائيليين إسحق رابين وإسحق شامير، وأحد كبار المندوبين في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
واستهل «كارمون» مداخلته بالقول، إن مبادرة السلام الإماراتية، «هي في الواقع أهم من مبادرة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بزيارته للقدس وتوقيعه على معاهدة السلام المصرية -الإسرائيلية عام1979». وحسب «كارمون» تتجاوز المبادرة الإماراتية كونها اتفاقية بين دولتين، فهي تنفيذ لرؤية شاملة تهدف إلى تحقيق السلام، والمساواة والمصالحة بين الديانات السماوية الثلاث والمؤمنين بها. وأبدى «كارمون» قناعته بأن جهود الإمارات ورؤيتها الملهمة للسلام تؤهل قيادتها للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وقال «كارمون»: (إن اتفاقية السلام الإماراتية - الإسرائيلية، المسماة «معاهدة إبراهيم»، قد سبقها لقاءٌ تاريخي بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، وجزء أساسي من هذه الرؤية، هو مشروع مجمع الديانات الثلاث المثير للإعجاب، الذي تقوم أبوظبي ببنائه).

  •  إيجال كارمون
    إيجال كارمون

وحذّر «كارمون» من الحملة المسعورة التي شنها «الثالوث الشرير» الذي يتألف من تركيا وقطر و«الإخوان المسلمين» ضد دولة الإمارات والدول المتحالفة معها، وشرح في مداخلته مكونات «الثالوث»: واحدة ذات تعداد سكاني وجيش كبيرين، والثانية بطموحها وثروتها، والثالثة بفكر الكراهية تجاه الآخر، الذي تكفره وتنكر إنسانيته، والأطراف الثلاثة تعمل معاً لضرب المبادرة الإماراتية. هذا«الثالوث»، حسب «كارمون»، له أيديولوجية معادية لكل ما يعتبرونه «غير إسلامي»، حسب تفسيرهم المتطرف. وأبدى «كارمون» استغرابه من أن هذه الأيديولوجية غير معروفة وغير مفهومة لصناع القرار الأميركيين، الذين يعتبرون تركيا حليفاً في «الناتو»، بدلا من أن تعتبر خصماً للحلف. وأضاف: (علاوة على ذلك، تشير الولايات المتحدة إلى أنها ستعلن قطر حليفاً غير عضو في «الناتو»، بينما تواصل الدوحة تحريضها ضد أميركا ورئيسها ليلاً ونهاراً عبر منافذها الدعائية، ومنها قناة «الجزيرة»، يا لها من مهزلة). وأكد «كارمون» أنه لأكثر من عقدين من الزمن، كانت قطر تدعم أخطر المنظمات الإرهابية في العالم، وتمول مراكز تعليمية متطرفة في جميع أنحاء العالم.  وقال «كارمون»: ها هي قطر التي تأوي وترعى يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لـ«الإخوان»، الرجل الذي قال إن المحرقة جاءت بمثابة «عقاب إلهي لليهود»، والذي وعد بأن «تكون المحرقة القادمة إن شاء الله على أيدي المؤمنين!»، هذا هو الرجل- والكلام لكارمون- الذي يُقبّل أمير قطر رأسه في الاحتفالات الرسمية.
هي نفسها قطر التي منحت - حسب كارمون- الملاذ الآمن في الدوحة لخالد شيخ محمد، الإرهابي «الجهادي» اللدود. وعندما جاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الدوحة لاعتقاله -ساعد الأمير نفسه على هروبه فقط ليتمكن من تدبير هجمات الحادي عشر من سبتمبر بعد سنوات قليلة.
وأبدى «كارمون» تفاؤله بأن الرؤية الإماراتية بدأت بالفعل تؤثر على سلوك دعاة الكراهية والعداء بين الأديان. يبدو أن هذه الرؤية للسلام الحقيقي بين الأديان قد أثارت قلق الرئيس التركي أردوغان لدرجة أنه انتهز- حسب كارمون- الفرصة الأولى (رأس السنة اليهودية الجديدة)، لتهنئة اليهود في رسالة تتسم بالنفاق نُشرت على موقع الرئاسة التركية، محاولاً محاكاة قيم المبادرة الإماراتية، مدعياً أن تركيا هي أم التعددية الثقافية والدينية.
 وأضاف «كارمون»: هذا هو أردوغان الذي يروج لنفسه على التلفزيون التركي باعتباره غازياً وفاتحاً جديداً للكنيسة المسيحية القديمة في آيا صوفيا، إلى جانب أربعة من الفاتحين العثمانيين، متظاهراً بأنه مروّج للتعددية! لقد كانت التعددية موجودة في تركيا، ولكن ليس في عهد أردوغان، الذي قمعها منذ سنوات وحتى الآن. وبالفعل، فإن التعددية الوحيدة التي يستطيع أردوغان ادعاءها الآن- حسب كارمون- هي في سجون نظامه، التي يقبع فيها عشرات الآلاف من مختلف الأديان والأعراق لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©