عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
بالتزامن مع تصديق الحكومة في إسرائيل على معاهدة السلام التاريخية مع الإمارات، أكدت وسائل إعلام أميركية أن هذه المعاهدة، تمثل نموذجاً لـ «صنع السلام الحقيقي، الذي سيقود لظهور شرق أوسط جديد، تسوده علاقات صحية بين العرب والإسرائيليين» على نحو غير مسبوق.
وقال موقع «جويش نيوز سينديكات» الإخباري الأميركي: «إن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، تمثل هبة للأجيال المقبلة، وستتواصل انعكاساتها الإيجابية لأمد بعيد»؛ نظراً لأنها ترسي دعائم علاقات تعاون وتعايش بين شعبيْ البلدين، وهو ما يجعلها تختلف بشكل كامل عن الاتفاقيات السابقة التي أُبرمتْ بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وظلت نتائجها قاصرة على الجانب الرسمي وحده.
وأشار الموقع في تقرير أعدته المحللة ميتشيل ديفون، إلى أن التحرك الإماراتي الشجاع على طريق السلام، يُغيّر «الآليات التي تحكم العلاقات، ويضفي طابعاً جديداً من الحماسة والدفء على العلاقات بين مختلف الشعوب، كما يبدو واضحاً من متابعة الأخبار في وسائل الإعلام، والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي».
وشدد التقرير على أن السمة الأبرز للمعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، تتمثل في كونها «سلاماً للشعوب» أكثر من أي شيء آخر، خصوصاً في وقت تواجه فيه البشرية خطراً بوزن وباء «كورونا»، الذي يجتاح العالم منذ شهور.
وأبرزت ديفون في تقريرها المؤشرات المتسارعة التي تبرهن على النجاح الكبير الذي تحققه هذه المعاهدة التاريخية، رغم أنه لم يمضِ سوى أقل من شهر واحد على التوقيع عليها، في مراسم حظيت باهتمام دولي واسع النطاق، وأُقيمت في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقالت في هذا الشأن: «إن الأسابيع الماضية شهدت إبرام عشرات من اتفاقيات الشراكة بين الإمارات وإسرائيل، وهو عدد يزداد بشكل يومي».
وأبرزت الزيارات التي قام بها ممثلو مصارف إسرائيلية كبرى، مثل «لئومي» و«هبوعليم» إلى الدولة مؤخراً، لتوقيع مذكرات تفاهم مع مؤسسات مالية إماراتية بارزة، وهو ما يسمح لمواطني البلدين، بإجراء معاملات مصرفية مباشرة، من دون الحاجة إلى وساطة أطراف ثالثة، كما كان يتعين عليهم في الماضي.
ولم يغفل «جويش نيوز سينديكات» في تقريره، الإشارة إلى ما أثمرته معاهدة السلام التاريخية، من التوصل إلى اتفاقات إماراتية إسرائيلية للتعاون في مجال البيئة، لاسيما في مجالات موارد الطاقة البديلة وحماية الكائنات البحرية والحياة البرية الصحراوية، إضافة إلى بحث الجانبين إنشاء مركز أبحاث مشترك، في ضوء أن البلدين يشكلان قوتين رائدتين على المستوى الإقليمي، فيما يتعلق بمشروعات تحلية المياه.
ولا يقل التعاون في هذا المجال أهمية عن نظيره على صعيد الطب والرعاية الصحية، والذي يتركز في الوقت الحاضر على توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وتطوير أساليب الكشف عنه، وجعلها أكثر دقة وسرعة.
وألقى الموقع الأميركي الضوء على توقعات تفيد بأن يبلغ حجم السياحة بين البلدين قرابة مليون وربع المليون سائح. وأشار في الوقت ذاته إلى أن رياح السلام الإماراتي الإسرائيلي، بلغت كذلك قطاعات مثل السينما والرياضة، وذلك بعد الإعلان عن توقيع اتفاق إطاري للتعاون بين لجنة أبوظبي للأفلام وصندوق السينما في إسرائيل، وانضمام اللاعب الإسرائيلي ضياء السبع إلى نادي النصر الإماراتي.
وخلصت ميتشيل ديفون، في نهاية تقريرها، إلى القول إن كل هذه التطورات تؤكد بوضوح أن «قطار السلام غادر المحطة بالفعل، وأنه لم يعد أمام الآخرين في منطقة الشرق الأوسط سوى اللحاق به» بأقصى سرعة.
