عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
منذ انطلاقتها قبل أكثر من نصف قرن، حرصت جريدة الاتحاد على أن تكون حاضرة في قلب المشهد الاقتصادي لدولة الإمارات، ومواكبة النهضة الاقتصادية للدولة في مراحلها المختلفة بداية من الطفرة النفطية في سبعينيات القرن الماضي، وما صحبها من تغيرات جذرية في الاقتصاد الوطني، ونقله من الاقتصاد التقليدي، إلى اقتصاد حديث ومتنوع ومنفتح، مروراً بالطفرة العمرانية والصناعية والتجارية والسياحية والتكنولوجية، التي شكلت لبنات البنية التحتية الرئيسية لاقتصاد القرن الحادي والعشرين، وصولاً إلى اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار والتحول الرقمي.
وخلال تلك المسيرة الحافلة من التنمية الاقتصادية، وانطلاقها من دورها الريادي في إبراز مكتسبات اقتصادنا الوطني، الذي بات ثاني أكبر اقتصاد عربي، تابعت جريدة الاتحاد عبر صفحاتها الاقتصادية المتخصصة، وملحقها الاقتصادي اليومي - صدر أول ملحق اقتصادي أسبوعي من 4 صفحات داخل العدد في 1978 باسم «نادي الاقتصاد» - الأحداث الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية، بكافة تفاصيلها ومحطاتها المختلفة، خاصة تلك الأحداث الفارقة في المسيرة الاقتصادية للدولة، والتي كان من أبرزها التطورات المتسارعة في البنية التحتية للدولة من شبكة طرق ومطارات وموانئ عالمية باتت في غضون سنوات قليلة من الأكبر عالمياً في حركة السفن وحركة المسافرين، بالإضافة إلى البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي شكل بدوره عاملاً رئيسياً لجذب للشركات العالمية الكبرى التي اختارت الدولة مقراً لعملياتها في المنطقة، الأمر الذي عزز من القدرات التنافسية لدولة الإمارات، والتي باتت واحدة من أكثر الاقتصادات تنافسية في العالم والمنطقة وفقاً لمؤشرات التنافسية العالمية الصادرة عن العديد من المؤسسات الدولية.
كما واكبت «الاتحاد» كذلك انطلاق الإمارات نحو عصر إنتاج الطاقة المتجددة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وإنشاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة واختيار أبوظبي مقراً لها، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الفعاليات والمؤتمرات العالمية والمعارض التي شهدتها الدولة مثل: معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبيك»، ومعرض دبي للطيران، وسوق السفر العربي، ومعرض «جيتكس». وتابعت جريدة الاتحاد كذلك، على صفحاتها الاقتصادية، النهضة الكبرى التي شهدها قطاع السياحة والسفر في الدولة، وساهمت من خلال تغطيتها في إبراز المقومات والإمكانات الضخمة التي تتمتع بها إمارات الدولة كافة، وكذلك مسيرة تأسيس الناقلات الوطنية التي باتت بين الأفضل والأكبر عالمياً من ناحية شبكة الوجهات وامتلاكها أحدث أساطيل الطائرات، لتصبح الدولة وجهة سياحية عالمية يقصدها أكثر من 23 مليون سائح سنوياً.
وشملت قائمة الفعاليات والأحداث التي سجل فيها «الاتحاد الاقتصادي» حضوراً بارزاً في السنوات الأخيرة، استضافة الدولة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في خريف عام 2003، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، واستضافة الإمارات الاجتماعات السنوية لمجالس الأجندة العالمية والتي تحولت فيما بعد إلى مجالس المستقبل العالمية، للمنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر من 15 عاماً.
وتتواصل المسيرة من خلال تغطية ومتابعة ملف استضافة «إكسبو 2020 دبي»، الحدث الأبرز في تاريخ الإمارات والمنطقة، وذلك منذ تقديم ملف الدولة في عام 2011 والفوز بالاستضافة في 2013، ومتابعة عمليات إنجاز وتشيد الموقع وتجهيزه لانطلاق الحدث، في موعده الجديد في مطلع أكتوبر 2021، الذي تستعد معه جريدة الاتحاد لمواصلة تصدر المشهد.
