السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لا للدروس الخصوصية.. شعار أولياء أمور في زمن كورونا

لا للدروس الخصوصية.. شعار أولياء أمور في زمن كورونا
25 أكتوبر 2020 00:58

لمياء الهرمودي ودينا جوني (دبي، الشارقة) 

رفع أولياء أمور شعار «لا للدروس الخصوصية» في ظل فيروس كورونا الذي يواجهه العالم، وإجراءات التباعد الجسدي التي تهدف للحد من انتشار الجائحة، خاصة بعد منشور التوعية الذي أصدرته النيابة العامة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، والذي ذكرت فيه مخالفات هذا النوع من التدريس.
بالمقابل، طالبت أسر بإتاحة الفرصة لـ «الدروس الخصوصية عن بُعد»، الأمر الذي رأته يتماشى مع إجراءات التباعد المتخذة، ويناسب الظروف الاستثنائية التي تعيشها نتيجة الدراسة عن بُعد أو التعليم الهجين المعتمد حالياً في ظل الجائحة.
ويحظر القانون الدروس الخصوصية وجميع أشكال دروس التقوية باللقاء المباشر في المنازل والأماكن الخاصة ومراكز التعليم.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد قالت إنها تدرس حوكمة وتنظيم الدروس الخصوصية «الافتراضية» للطلبة في مدارس الدولة في مختلف المراحل الدراسية، خصوصاً بعد حظر دروس التقوية المباشرة في شهر أبريل الماضي عقب انتشار الفيروس.
وعممت إدارة التدريب والتنمية المهنية في الوزارة استفتاءً إلكترونياً عن حوكمة الدروس الخصوصية، في إطار سعيها إلى تنظيم الدروس الخصوصية للطلاب، لكي يشارك فيها المعلمون من مختلف المجالس التعليمية في الدولة.

للصفوف «الحاسمة»
أبدت أسيل الزعبي، ولية أمر، اعتراضها على مبدأ الدروس الخصوصية، سواء كانت عن بُعد أو حضورية. وقالت إن الضغوط النفسية التي يواجهها أولياء الأمور والطلبة اليوم كبيرة، وهي ستتفاقم من دون شك باعتماد الدروس الخصوصية الحضورية التي تزيد مخاطر نقل عدوى «كورونا» بين أفراد المجتمع، رافضة بشكل حاسم فكرة الدروس الخصوصية في هذه المرحلة الصعبة.  وقالت إن الدروس الخصوصية يجب أن تكون أساساً محصورة بالصفوف «الحاسمة» أي الثاني عشر أو الثانوية بشكل عام، أما بقية الصفوف فأمرها مقدور عليه. ونوهت بأن ابنها يرتاد مدرسة خاصة في المرحلة التأسيسية، ولن تعمل على تكبّد مصاريف جديدة لكي يجلس ساعات إضافية أمام شاشة الكمبيوتر. 
وأضافت: إنها تدفع ما فيه الكفاية لكي ينال ابنها تعليماً جيداً في إحدى المدارس الخاصة التي تتبع المنهاج الأميركي في دبي، وبالتالي فإن تأطير الدروس الخصوصية الافتراضية من جهة رسمية يضع الكثير من علامات الاستفهام على نوعية التعليم الذي تقدّمه المدارس. 

قليلة المنفعة
المواطن إبراهيم السويدي الذي يرتاد ابنه مدرسة حكومية في رأس الخيمة، يرى أنه في هذه المرحلة لا يوجد فارق بين الدروس الخصوصية الافتراضية وبين التعلّم عن بُعد، كون التدريس في الحالتين قليل المنفعة بالنسبة لصفوف الحلقة الأولى. وأشار أنه يميل إلى الدراسة حضورياً في المدرسة، وبالرغم من ذلك فإنه يرفض أن يُحضر معلماً لولديه حفاظاً على سلامة عائلته من «كورونا». ولفت إلى أن جميع العائلات تمر بفترة صعبة في متابعة دروس أبنائها خلال «كورونا»، وتفتش عن حلول تدعمها عملياً ونفسياً، لكن اتخاذ قرارات لا تأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الاحترازية والوقائية التي وضعتها الجهات المعنية، يحوّل هذه الفترة إلى خطر على المجتمع.

العودة للمدرسة
 أشارت ولية أمر مواطنة فضلت عدم الكشف عن اسمها، أنها استعانت في العام الدراسي الجاري بمعلم دروس خصوصية يحضر يومياً إلى المنزل لتدريس أولادها الخمسة في صفوف الرابع والسادس والسابع والعاشر والثاني عشر في إحدى المدارس الحكومية في دبي. وقالت إن العام الماضي كان المعلم يتابع دورس أبنائها عن بُعد، إلا أنها فضلت منذ بداية العام العودة إلى الدراسة من المنزل، كونها لمست أنها أكثر فائدة وسرعة في فهم الدروس. وعن فكرة طرح دروس خصوصية «أونلاين» معتمدة من وزارة التربية والتعليم، أشارت إلى أنها فكرة ممتازة بالنسبة لها، وقد تدفعها إلى إعادة النظر في إحضار المعلم إلى المنزل. وأشارت إلى أنها تفترض أن منصة الدروس الخصوصية إذا كان معلموها معتمدين من الوزارة فهذا يعني أنهم أكثر قدرة على متابعة دروس أبنائها من أي معلم من خارج منهاج وزارة التربية والتعليم. 
بدوره، أكد الدكتور محمد حسن فرج الله، استشاري الطب النفسي، أن التباعد خلال جائحة «كورونا» واجب وليس ترفاً ورفاهية لدى الأفراد أو العائلات. 
وقال إن الجميع يعلم أن جلوس الطلبة أمام الشاشة تكتنفه أضرار عدة، وأن التواصل المباشر في المدرسة أمر لا بديل عنه بين الطالب والمعلم. 
وأبدى فرج الله موافقته على أن التعليم عن بُعد بالنسبة للبعض لا ينفذ بطريقة مرضية أو تحقق الاكتفاء التام للطالب وولي الأمر. في الوقت نفسه، أشار فرج الله إلى أن على العائلات التفكير بشكل إيجابي أي أن التعليم ما زال مستمراً في هذه الفترة الاستثنائية من حياة البشر، وأن الطلبة في الدولة لم ينقطعوا يوماً عن دروسهم خلال العام الدراسي الماضي والحالي. وأكد أن القناعة تبدأ من المقارنة بين المتاح وليس بين ما هو مطبّق اليوم وما كان مطبّق في السابق، أي أن يضع ولي الأمر في الميزان أمرين: تعلّم عن بُعد أو إيقاف التعليم منذ منتصف العام الدراسي الماضي. وأشار أن الكفّة من دون شك تميل إلى التعلّم عن بُعد سواء في الدروس الخصوصية أو المدرسية.
وبالنسبة لحوكمة الدروس الخصوصية التي تتجه وزارة التربية والتعليم إلى تطبيقها، أكد أن وضع السياسات أمر بغاية الأهمية لضمان سلامة وجودة المادة والمحتوى وأسلوب التقديم. 
ودعا أولياء الأمور إلى تقبّل الواقع الحالي الذي يعدّ أساسياً في مرحلة التأقلم التي نعيشها اليوم، وإيجاد الحلول التي تبعد عن العائلة والمحيط خطر العدوى، وترك تنظيم العملية التعليمية سواء بالنسبة للدروس الخصوصية أو غيرها لأصحاب القرار وواضعي السياسات، لافتاً إلى أن وزارة التربية لديها من الخبراء واللجان التي تساعدها على بناء قراراتها على أسس علمية رصينة.  ودعا الأسر إلى ضرورة الابتعاد عن الحلول التعليمية التي تكسر من الإجراءات الاحترازية والوقائية، وترفع من نسبة العدوى في المحيط الاجتماعي، والالتزام بالبنود والإجراءات الصحية التي أقرتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

أولياء أمور يقرّون: لجوء اضطراري
أقر أولياء أمور بلجوئهم لـ«الدروس الخصوصية الافتراضية»، التي اعتبروها طريقة مثلى للتخفيف من الضغوط التي فرضتها الجائحة، خاصة لأبنائهم في الصفوف الدراسية التأسيسية. وقالوا: إنهم يعيشون بين دوامة أداء مهامهم الوظيفية، وتعلم آليات التدريس الصحيحة، الأمر الذي يضعهم في حالة من الشعور بالتقصير تجاه أبنائهم، مع عدم إلمامهم أو درايتهم بالأسلوب الأمثل لتعليمهم الأبجديات الأساسية في التعليم التأسيسي. 
ونوهوا بأن أسعار الدروس هي نفسها لم تتغير، غير أن آلية التدريس هي التي تغيرت، وهي توفر على المعلمين الخصوصيين الوقت والجهد ومشقة المواصلات. وقالت آمنة محمد، ولية أمر لخمسة أبناء في مراحل دراسية مختلفة: «اضطررت للجوء إلى الدروس الخصوصية الافتراضية، حيث إن التعليم عن بُعد يحتاج لدعم ومتابعة، فعوامل التشتت عند الطلاب أصبحت لا حصر لها ولا يمكن التحكم بها إطلاقاً طوال الحصة عبر الإنترنت في المنزل». وأكدت خلود صالح، ولية أمر لأربعة أبناء في مراحل تأسيسية، أنه من غير المنطقي أن تقوم الأم في المنزل بدور أكثر من 10 معلمات، هذا أمر صعب جداً، وإن استطاعت إحداهن ذلك، فلا شك أنها تحت ضغط نفسي كبير، ما سيؤثر على صحتها النفسية والجسدية مستقبلاً، لذلك كان لا بد من أن ألجأ إلى الدروس الخصوصية الافتراضية، والتي تساهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الضغط الواقع علي.
من جهته، أعرب الطالب محمد حميد في الصف العاشر عن أنه لجأ للدروس الخصوصية الافتراضية؛ لأنها تساعده في فهم الدروس، وقال: أكون محرج أحياناً من أن أسأل سؤالاً لأني أحتاج إلى شرح مفصل، والأسئلة تنهال على المعلم من قبل الطلبة أثناء الحصة، ويكون تحت ضغط كبير؛ لذا فإن الدروس الخصوصية الافتراضية تساعدني على فهم واستيعاب الدروس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©