الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: المواءمة بين الذكاء الاصطناعي والجوانب الأخلاقية ضرورة

خلال ندوة الذكاء الاصطناعي من الخيال إلى الواقع ( من المصدر)
26 نوفمبر 2020 01:51

أبوظبي (الاتحاد)

نظم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، أمس الأول، ندوة عن بُعد، تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي... من الخيال إلى الواقع»، شارك فيها نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في مجال التكنولوجيا في العالم، لمناقشة التطورات الراهنة والمستقبلية في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في مختلف المجالات. 
وأعلن المركز عن تأسيس إدارة ضمن هيكله التنظيمي بعنوان: «إدارة دراسات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي»، وإطلاق منتدى سنوي حول الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تسليط الضوء على التطورات والمستجدات في هذا المجال الحيوي الذي بات يستخدم في القطاعات كافة، وذلك من خلال إعداد الدراسات والأوراق البحثية، وتنظيم الفعاليات العلمية بالتعاون مع أهم مراكز البحوث العالمية المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة. 
وأدار الندوة أحمد نجيب، «رئيس قسم الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي» بـ«مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، الذي أكد أن الهدف الرئيسي لهذه الفعالية يتمثل في بناء منتدى للخبراء والأطراف المعنيين من القطاعين الحكومي والخاص، لمناقشة التطورات الراهنة والمستقبلية في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، وتحليل التحديات والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بشكل سنوي.
وبدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها «الروبوت بيبر» من شركة جاكيز-سوفت بانك، الذي قدّم نفسه باعتباره إنساناً آلياً، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح يُقرّب الحدود بين البشر جميعاً، كما يُظهر الآثار الإيجابية للتكنولوجيا المتقدمة على أوجه الحياة كافة في مختلف المجالات، وأشار إلى ضرورة مواكبة التطورات المتسارعة كلها في عالم التكنولوجيا، والعمل على تعظيم أوجه الاستفادة منها في خدمة الجنس البشري. 

تطرق البروفيسور ستيفن لو، مستشار استراتيجي وعالم أبحاث بدولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته أمام الندوة إلى الواقع الحالي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه رغم حالة الجدل التي يثيرها الكثيرون حول الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بتقليص الوظائف، إلا أن الواقع يشير إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستسهم في إيجاد الملايين من الوظائف الجديدة في المستقبل.
وتحدث د. ملك بن سالم، مستشار رئيسي في التحول الرقمي والتكنولوجيات الناشئة، بمؤسسة ذا ديجتاليب في الولايات المتحدة الأميركية، عن المجالات المتنوعة لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي باتت تشمل مجالات البورصة والأعمال والصناعة والصحة والنقل والمواصلات والاتصالات والفضاء، مشيراً إلى أن موقع أمازون للتسوق الإلكتروني يعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي ليس في الترويح للمنتجات بشكل احترافي فقط، وإنما في معرفة تفضيلات المستهلكين، ووضع بعض التوصيات التي تساعدهم على شراء بعض المنتجات الإضافية أيضاً. وأكد أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي أسهمت في أتمتة العمليات وتقليل النفقات في العديد من القطاعات الحيوية، وتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة بحلول عام 2035، فضلاً عن المساهمة في تطوير الاقتصاد، وتعزيز نحو 60 قطاعاً واعداً في الدول المتقدمة التي توظف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

تجارب رائدة
وتناول د. باتريك نانغيرت، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بشركة سامسونج، في كلمته أمام الندوة تجارب الشركات الرائدة في التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها، مشيراً إلى أن العديد من القطاعات باتت تعتمد الآن بصورة كبيرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير أعمالها ولاسيما قطاع البيع بالتجزئة، التي باتت تحدد بدرجة كبيرة تفضيلات المستهلكين وخياراتهم المفضلة بالنسبة إلى السلع، كما هو واضح في شركة أمازون، وفي الوقت ذاته، فقد تزايد الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، وخاصة فيما يتعلق بتشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة.
وفي السياق ذاته، استعرض د. ماكسيم فيديروف، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي والنمذجة الرياضية وأستاذ في الحوسبة وعلوم البيانات بروسيا تجارب بعض الدول في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن كندا كانت أول دولة تعد استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، ثم تبعتها روسيا التي وضعت خطة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي للستين عاماً المقبلة، وهي خطة تتضمن تطوير منظومة العمل في العديد من القطاعات كالتعليم والطرق والاتصالات.

رؤية الإمارات 2021
وتطرق د. نادر كبارة، مستشار إداري لشؤون الذكاء الاصطناعي بمؤسسة إي آي دايركشنز للاستشارات والدراسات في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي ذ.م.م، في كلمته أمام الندوة إلى تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى نجاحها في تطوير الكثير من الاستراتيجيات والخطط في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى أصبحت تحتل المرتبة الأولى عالمياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة المرتبطة بهذا المجال الحيوي.
وأكد د. نادر كبارة أن «رؤية الإمارات 2021» تؤكد أهمية الاستفادة من مختلف التقنيات المتطورة في هذا المجال، وبالفعل فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية، كالطب والنقل والاتصالات. وقدم مثالاً على ذلك بهيئة الطرق والمواصلات في دبي التي نجحت في الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير استراتيجيتها، من خلال الاعتماد على العديد من التطبيقات الذكية التي تسهم في تطوير أنظمة النقل في سيارات الأجرة والمترو، بل إن هذه التطبيقات يتم استخدامها في التأكد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في وسائل المواصلات، فمن خلال الكاميرا يمكن التأكد من ارتداء مستخدمي هذه الوسائل للكمامة (القناع) والتزامهم بإجراءات التباعد الاجتماعي.
وأوضح د. نادر كبارة أن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها عام 2017 تستهدف تطوير منظومة العمل في مختلف القطاعات، وخاصة الصحة والنقل والفضاء والطاقة المتجددة والمياه والتعليم والتكنولوجيا والبيئة والمرور.
وتناول د. راند والتزمان، نائب رئيس قسم التكنولوجيا بمؤسسة راند في الولايات المتحدة الأميركية، في كلمته أمام الندوة مخاطر الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن أحد الجوانب السلبية للذكاء الاصطناعي هو توظيفه في تطوير تقنيات «التزييف العميق» التي تستخدم في تشويه الحقائق والإضرار بسمعة السياسيين ونشر الأكاذيب والشائعات.

خدمات المحتوى
وتطرق رامز القرا، النائب الأول لرئيس مؤسسة إيفيرتيم جي إس-إنتاليو، في كلمته أمام الندوة إلى تطبيقات وفرص الذكاء الاصطناعي في الصناعات الرئيسية، وخاصة فيما يتعلق بخدمات المحتوى في الحكومة، مشيراً إلى أن مؤسسته تتعاون مع الحكومات في مجال تطوير الوسائط الرقمية وتحديثها، وكيفية الاستفادة من الكم الهائل من البيانات المتاحة، سواء كانت معلومات كمية أو بيانات رقمية أو مقاطع فيديو ومكالمات هاتفية، فهذا يحتاج إلى أنظمة ذكية لتقييم هذه البيانات ومدى أهميتها وكيفية تعظيم الاستفادة منها. فعلى سبيل المثال فإن المؤسسات الأمنية والأجهزة الشرطية تعتمد على الأنظمة الذكية التي تحدد لها بدقة أكثر البيانات التي يمكن أن تستفيد منها في إجراء التحقيقات الخاصة بالجرائم الإرهابية مثلاً، كما أنها تعتمد في ذلك على تقنيات التعرف على الوجه لمساعدتها في ذلك.  وتناول د. كارثينك نانداكومار بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في كلمته أمام الندوة كيفية العمل على تأمين نظم الذكاء الاصطناعي، مؤكداً في هذا السياق ضرورة توافر البنية التحتية اللازمة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، وبالشكل الذي يجعلها عادلة وغير منحازة وغير تمييزية. 
وتطرق البروفيسور إرنيستو دامياني، مدير أول في معهد علم الروبوتات والنظم الذكية بجامعة خليفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته أمام الندوة إلى طبيعة دور صانعي السياسات في تسهيل تبنّي أنظمة الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها، وأشار إلى أن هناك العديد من البرامج والخوازميات، التي من شأنها مساعدة السلطات في صنع القرار من خلال الاعتماد على أنظمة ذكية في هذا المجال. 

تكنولوجيا الذكاء
في الختام، طرح الخبراء المشاركون في الندوة بعض التوصيات والمقترحات، التي من شأنها مساعدة الحكومات والمؤسسات على تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لعل أبرزها «بناء مراكز خاصة للذكاء الاصطناعي»، و«توفير التمويل اللازم للإنفاق على البحوث والدراسات المتخصصة في هذا المجال»، و«استحداث حاضنات ومختبرات خاصة تعمل على تعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي»، و«العمل على ضبط حقوق الملكية الفكرية الخاصة ببرامج الذكاء الاصطناعي»، و«مراعاة الجانب الأخلاقي في استخدام أنظمة وبرامج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©