الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد حبروش السويدي.. الرجل الأمين

محمد حبروش السويدي.. الرجل الأمين
28 نوفمبر 2020 00:59

أبوظبي (الاتحاد)

«علم الإمارات العربية المتحدة يرفرف الآن أمام مبنى الجامعة العربية بالقاهرة، أصبحت الدولة الاتحادية العضو رقم 18 في الجامعة».
خبر نشرته «الاتحاد» في السادس عشر من شهر ديسمبر عام 1971، تحت عنوان: «كيف تم قبول الدولة الاتحادية في الجامعة العربية والأمم المتحدة؟». 
تفاصيل الخبر توضح الدور الوطني المهم الذي قام به وقتها «معالي محمد حبروش السويدي»، هكذا ورد اسمه في نص الخبر، والذي دون التاريخ اسمه بعد ذلك كأحد الوجوه البارزة في مجال العمل الوطني، بصفته من رجالات الوطن الذين تميزوا خلال المراحل الأولى لمسيرة بناء الدولة.

بحسب نص الخبر: «كان سعادة الأستاذ محمد حبروش وزير الدولة الاتحادية» قد توجه إلى القاهرة على رأس وفد رسمي لتقديم طلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية، وحقق الوفد مهمته بنجاح وسط ترحيب بالغ من جانب ممثلي الدول العربية الشقيقة، وقد عبر الأشقاء عن هذا الترحيب من خلال الكلمات التي ألقيت في الجامعة العربية في أول اجتماع لمجلس الجامعة يحضره ممثل الدولة الاتحادية العربية الفتية، ورد الأستاذ الحبروش بكلمة قال فيها: إن الاتحاد الجديد يجسد أملاً طالما راود شعب الخليج العربي، وأن الحكام سعوا بجهود مخلصة ومتواصلة لتذليل كافة العقبات التي واجهت قيام الاتحاد، حتى أعلنوا بيانهم التاريخي واتفاقهم على قيام الدولة في دبي، وأكد حبروش أن الدولة الجديدة حرصت في بداية مسيرتها على أن تلحق رسمياً بالركب العربي».

  •  «الاتحاد» توثق مهمة محمد حبروش السويدي التاريخية لرفع علم الدولة للمرة الأولى في جامعة الدول العربية
    «الاتحاد» توثق مهمة محمد حبروش السويدي التاريخية لرفع علم الدولة للمرة الأولى في جامعة الدول العربية

وأضاف حبروش: إننا في الواقع لم نكن بعيدين أبداً عن الجامعة العربية، فقد كانت الإمارات من الناحية الواقعية تشارك في أعمال لجان الجامعة ومجالسها المتخصصة. وقال: إن دولة الاتحاد حريصة على أن تشارك في العمل العربي بكل ما تملك من طاقة وقدرة إلى جانب المسؤوليات الكبار التي تنتظرها على الصعيد المحلي، وأعرب الحبروش عن أمله في أن يتحقق تعاون الدولة الاتحادية بصورة أوثق مع الجامعة العربية، وقال: إن الدول العربية مطالبة بأن تساند الاتحاد وتدعمه، ليس فقط من أجل أن يبقى الاتحاد تجسيداً لأمل الجماهير وتحقيقاً لطموحها، بل أيضاً سعياً إلى إنجاح تلك الخطوة الوحدوية التي تمت على الطريق الصحيح.

المحطات الوطنية
المحطات الوطنية المهمة في مسيرة معالي محمد حبروش السويدي متعددة وتاريخية، حيث تدرج في مناصب عدة منذ بداية مسيرته المهنية، وعمل في العديد من المشاريع التأسيسية في الإمارة، وشغل منصب نائب رئيس الديوان الأميري عام 1969، ثم أصبح رئيساً لدائرة المالية في عام 1970، واستطاع تطوير الأنظمة الإدارية والمالية ورفع مستواها عبر التركيز على تحقيق الشفافية والمحافظة على المال العام، قبل أن يتولى في عام 1971 مهمة تسجيل دولة الإمارات العربية المتحدة في جامعة الدول العربية في القاهرة.
وفور إنجاز مهمته في جامعة الدول العربية، أدلى معالي محمد حبروش السويدي وقتها بحديث وصفته «الاتحاد» وقتها بـ «الهام» إلى تلفزيون جمهورية مصر العربية، أكد خلاله أن الدولة الجديدة ستصبح خلال فترة وجيزة قوة اقتصادية فعّالة، سواء بالنسبة لاقتصاد المنطقة أو الاقتصاد العالمي ككل، بفضل ما تملكه من طاقات وإمكانيات وفي مقدمتها البترول وباعتبارها إحدى الدول الكبرى المصدرة للنفط، معرباً في ختام حديثه عن أمله في أن تتطور موازين التبادل التجاري، لدولة الإمارات العربية المتحدة مع الدول العربية والصديقة إلى الأفضل خلال السنوات القليلة المقبلة. 
وتقديراً لجهوده، منحت القيادة الحكيمة معالي محمد حبروش السويدي، «جائزة أبوظبي»، التي تمنح للذين أسهموا بتفانيهم والتزامهم العالي في خدمة أبوظبي، لتكون أعمالهم مصدر إلهام يشجع الآخرين على القيام بأعمال نافعة تخدم المجتمع، وفي تقريرها عنه، وصفته الجائزة بـ «الرجل الأمين» الذي يستحق كل تقدير، مشيرة إلى أن المال في الإمارات ليس غاية في ذاته، وإنما وسيلة لخدمة الشعب، وهكذا كانت تتجلى حكمة المغفور له الشيخ زايد، وهكذا كان يكلف القائمين على إدارة المال، ومنهم معالي محمد حبروش السويدي الذي أخذ هذا التكليف كأمانة في عنقه، ليخدم الوطن في مجالات السياسة والاقتصاد.

وقال عنه خليفة محمد الكندي العضو المنتدب لمجلس أبوظبي للاستثمار، في تقرير الجائزة: «محمد حبروش السويدي أحد رجال المال في دولة الإمارات العربية المتحدة.. رجل متمكن.. أمور المال تتطلب قرارات سريعة وصريحة، هذه الخصال كلها تتوفر كلها في معاليه».
أما معالي أحمد سعيد البادي وزير الصحة سابقاً، فأشار إلى طريقة قيادته وتأسيسه لجهاز أبوظبي للاستثمار الذي أصبح واحداً من أكبر المؤسسات السيادية في العالم، فيما قال عنه محمد صالح بن بدوه، رئيس دائرة الجمارك سابقاً: بدأت مسيرته في خدمة الوطن قبل بداية تأسيس الدولة، ويعتبر أحد الذين كان لهم باع طويل في هذا المجال، وهو إداري ناجح وتنفيذي ناجح، محب لكل الناس، ويعمل في صمت، وكما يقال «من قلبه لبلده».

أول حكومة 
عين معالي محمد حبروش السويدي، وزير دولة للشؤون المالية والصناعة في أول حكومة للدولة عام 1971 وكان عمره وقتها 28 عاماً، كما شغل المنصب نفسه في التشكيل الوزاري الثاني عام 1973م، ليساهم في تأسيس شركة أبوظبي الوطنية للحفر، وشركة أبوظبي الوطنية للتأمين، وترأس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، كما كان من المؤسسين لجهاز أبوظبي للاستثمار، الذي يعتبر اليوم واحداً من أبرز مؤسسات الاستثمار العالمية.

توطين
نجح محمد حبروش السويدي في تطبيق مبدأ توطين القيادات والمواقع الإدارية في المؤسسات التي ساهم في تأسيسها أو عمل في إدارتها، كما عمل على جعل تمكين الكوادر الوطنية سياسة ثابتة في المؤسسات الوطنية للدولة، وساهمت خبرته المتنوعة وسعة أفقه في تعزيز شخصيته التنفيذية بامتياز، وهو ما جعل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، يختاره مستشاراً خاصاً، كما مكنته عضويته في كل من المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار من المساهمة في وضع استراتيجية شاملة ترتقي بآليات الإدارة المالية في كلتا المؤسستين السياديتين في الإمارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©