الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«غرس الاتحاد» رسالة أمل وتفاؤل إلى الإنسانية

«غرس الاتحاد» رسالة أمل وتفاؤل إلى الإنسانية
3 ديسمبر 2020 04:16

جاءت فكرة الاحتفال الرسمي باليوم الوطني الـ 49 هذا العام على شكل منحوتة فريدة متحركة ومضيئة عائمة على سطح البحر بارتفاع 15 متراً مضاء بصور رقمية وتأثيرات الألعاب النارية والطائرات الاستعراضية المسيّرة.
 وجسد عنوان العرض «غرس الاتحاد» رؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ومبادئه وقيمه التي شكّلت الأساس الذي قام عليه اتحاد دولة الإمارات.
 ومثل عرض «غرس الاتحاد» مراحل تطوّر دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها بتاريخ الثاني من شهر ديسمبر عام 1971 فيما سلط الضوء على مسيرة نهضتها على مدى 49 عاماً.. كما تناول العرض المبادئ والقيم التي كانت شعلة تستنير بها الدولة منذ نشأتها، وهي: الحكمة والتفاؤل والثبات والعزيمة والاتحاد والطموح والوحدة.
 وتضمنت تفاصيل العرض فقرات سلّطت الضوء على دور الآباء المؤسسين للدولة وجهود العاملين في خط الدفاع الأول وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على سلامة أفراد المجتمع خلال فترة جائحة «كوفيد - 19».. كما شارك أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين في الاحتفال الرسمي من خلال مقاطع فيديو مسجلة لمشاركين من مختلف الجنسيات أثناء أدائهم النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعُرضت المقاطع خلال الحفل على شكل أداء جماعي حيث كانت اللجنة المنظمة للاحتفال قد أطلقت حملة «عيشي بلادي» بتاريخ 23 نوفمبر والتي وجهت خلالها الدعوة إلى الجمهور للمشاركة بتسجيلات لهم أثناء أدائهم النشيد الوطني.

 وصمم العرض الإبداعي فريق من الإماراتيين من ذوي الخبرة بالتعاون مع المخرجة الفنية العالمية إس ديفلين التي سبق لها المشاركة في تصميم العديد من العروض العالمية والتي دمجت خلالها الموسيقى مع اللغة والضوء، فيما سعى المنظمون من خلال العرض الفني الفريد الذي أقيم في منطقة غابات القرم في جزيرة الجبيل في أبوظبي إلى بث رسالة أمل وتفاؤل إلى الإنسانية جمعاء.
 وعلى خلفية مضاءة تعكس أفق مدينة أبوظبي.. تركّز احتفال هذا العام على نحت فريد ومتحرك مضاء يطفو على سطح البحر، على شكل مكعب يحمل اسم «غرس الاتحاد» يبلغ ارتفاعه 15 متراً «أي ما يعادل مبنى مكوّناً من 5 طوابق» ويكشف المكعب عن أربعة تصاميم محفورة على كل جانب وهي البذرة، والبرعم، والزهرة، وانتشار البذور.
 ويعد المكعب الدوّار من أكثر ما يميز أعمال الفنانة إس ديفلين، فقد استخدمته في مجموعة متنوعة من السياقات والمواقع والمقاييس.
 وفي المشهد الأول الذي حمل عنوان «حلم الصحراء» أضاء المكعب بمشهد لرمال الصحراء يصاحبه صوت الراوي الذي بدأ شرح المشهد بطريقة شعرية ثم ظهر فتى يحمل نسخة أصغر من المنحوتة التي زرعها بذرة في دلالة على نشأة الاتحاد.. وعلى المنحوتة الأكبر ظهر عرض للبذرة وهي تنبض بالحياة لتتحول إلى برعم ثم إلى زهرة وأخيراً تنتشر بذورها في كل مكان.. وتخلل المشهد ألعاب نارية إضافة إلى أداء استعراضي قدمه فريق من الفنانين الاستعراضيين بالزي الوطني الإماراتي.
 وتناول المشهد الثاني تحت عنوان «غرس الاتحاد» مراحل تطور اتحاد دولة الإمارات، حيث التفّ الفنانون الاستعراضيون حول المنحوتة في اللحظة التي بدأت فيها أسماء الإمارات السبع بالإنارة، مصحوبةً بصور الآباء المؤسسين الذين أسسوا الاتحاد عام 1971، والقيم السبع الرئيسة التي قدمها الراوي.
 وفي المشهد الثالث الذي حمل اسم «النشيد الوطني» عرضت مقاطع فيديو مجمّعة لأشخاص من مختلف أطياف المجتمع يؤدون النشيد الوطني لدولة الإمارات «في أداء كورالي جماعي افتراضي»، لتتحول جميعها تدريجياً لرسم علم دولة الإمارات على المنحوتة.. وتضمنت هذه التسجيلات المنسقة إسهامات أفراد المجتمع تمت مشاركتها مع اللجنة المنظمة بعد إطلاق حملة «عيشي بلادي».
 وحمل المشهد الرابع عنوان «قيادتنا» الذي ركز على قوة الاتحاد وقيمه الراسخة تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات الذين يلهمون المجتمع بأقوالهم وأفعالهم مؤكدين أصالة تاريخ دولة الإمارات وقوة الاتحاد التي تترسخ في طموح أبناء الإمارات وعزيمتهم، إضافة إلى الدور الذي يقع على عاتق كل فرد للارتقاء بمكانتها.

 أما المشهد الخامس، فقد كان تحت عنوان «فخر الوطن» الذي عرض شهادات بعدة لغات لسبعة أفراد يمثلون خط الدفاع الأول والذين ضحّوا في سبيل سلامة المجتمع خلال جائحة «كوفيد - 19».. وعُرضت صورة كل بطل في خط الدفاع الأول على المنحوتة وكأنها محفورة في الحجر، لتعبر عن القوة التي استمدوها من قيم دولة الإمارات العربية المتحدة.. وتمثل التضحيات التي قدمها هؤلاء الأشخاص والتجارب التي خاضها الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي الطوارئ ومقدمي الخدمات الأساسيين، الذين بذلوا الغالي والنفيس وأظهروا بطولة لا مثيل لها في سبيل الحفاظ على سلامة مجتمع دولة الإمارات وأمانه.
 وتضمنت قائمة أبطال خط الدفاع الأول كلا من أمل بدر البوسعيدي رئيسة وحدة الدعم الفني لدى الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي، وآيريس إينا دييل، ممرضة في المستشفى الميداني في إكسبو الشارقة، وإسراء الأغا، طالبة في كلية الطب ومتطوعة في مستشفى القاسمي في الشارقة، وحبيب سيف الملوك، سائق مركبة إسعاف في الشارقة، والنقيب ماجد علي الأميري، نائب رئيس ميناء الفجيرة وعضو اللجنة التنفيذية المحلية لإدارة الأزمات والطوارئ، والدكتورة سوسن صالح، اختصاصية طب عام في رأس الخيمة، والرقيب أول محمد السلوم، الذي يتولى قيادة قسم الخدمات الطبية في دائرة الخدمات العامة في شرطة رأس الخيمة.
 وحمل المشهد السادس عنوان «كل شيء ممكن» الذي استعرض إنجازات أربعة إماراتيين تحولت أحلام طفولتهم إلى واقع ملموس، إضافة إلى تقديم كلمة ملهمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بشأن أهمية دور الشباب في بناء الدولة، ثم استعرض المشهد طموحات كل من هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي الأول، وسارة الأميري، قائدة فريق بعثة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، والدكتورة فاطمة الكعبي، رائدة علاج الخلايا الجذعية لمرضى «كوفيد - 19»، وشيخة القاسمي، لاعبة فنون الدفاع عن النفس المصابة بمتلازمة داون، والتي حملت شعلة الأمل في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019».
 وركز المشهد السابع تحت عنوان «إرث الوحدة» على التضامن عبر الأديان، مستمداً إلهامه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي كان يعلي قيم التسامح والتعايش السلمي والتعاون بين مختلف الشعوب والثقافات.. وانعكست على المنحوتة صور تروي استكمال دولة الإمارات هذه المسيرة بتأسيس «بيت العائلة الإبراهيمية» في جزيرة السعديات في أبوظبي.  ومع اقتراب العرض من نهايته وفي المشهد الختامي.. أورد العرض لمحة عن أهم الإنجازات التي حققتها السواعد الإماراتية لاستشراف مستقبل واعد تتبوأ فيه دولة الإمارات مكانة عالمية رائدة في مجالات متعددة منها الأبحاث الطبية والاستدامة البيئية والطاقة المتجددة.
 واختتم الاحتفال الرسمي بعرض للألعاب النارية والطائرات الاستعراضية المسيّرة، مدشناً الاحتفالات باليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
 وأعربت اللجنة المنظمة عن شكرها للمؤسسات التي قدمت الدعم لتنظيم العرض المرئي، ومنها شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة جزيرة الجبيل للاستثمار وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وبلدية أبوظبي و«أبوظبي للإعلام» وشركة نيرفانا للسفر والسياحة وتورنيدو جروب.
 وقد تابع الحفل مشاهدون من جميع أنحاء الدولة ومختلف أرجاء العالم - والذي يعد واحداً من أجمل العروض المقامة على أرض دولة الإمارات - فيما جرى بثّ الحفل على الهواء مباشرة ليتابعه الجمهور تماشياً مع الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية التي تتبعها دولة الإمارات لمواجهة جائحة «كوفيد - 19».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©