الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العربية».. قلب الهوية الوطنية

«العربية».. قلب الهوية الوطنية
18 ديسمبر 2020 01:05

دينا جوني (دبي) 

تحتفل دولة الإمارات باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام منذ 1973. واحتفاء الإمارات باللغة العربية يأتي من رؤية واضحة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، حيث اعتبرها سموه «قلب الهوية الوطنية». وقد تمت ترجمة هذا التوجّه بالعديد من المبادرات التأسيسية والجهود الواضحة التي قادتها الإمارات منذ سنوات ولغاية اليوم، للإعلاء من شأن لغة الضاد في المنطقة والعالم، هذه اللغة التي وفقاً لليونسكو يتكلمها 400 مليون شخص، وهي من أكثر اللغات انتشاراً واستخداماً في العالم. 
ومن أبرز المبادرات التي تمّ إطلاقها في هذا المجال قانون إنشاء «مركز أبوظبي للغة العربية» العام الجاري، وتشمل اختصاصات المركز وضع الخطط والاستراتيجيات الخاصة به واقتراح التشريعات اللازمة لتمكين اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في مختلف المخاطبات والأعمال الرسمية في الإمارة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ويقوم المركز على تعزيز استخدام اللغة العربية في نظم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتطويرها.
كما تمّ إطلاق ميثاق اللغة العربية، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليكون مرجعاً لجميع السياسات والقوانين المتعلقة بحماية اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في الحياة العامة.
ومن المبادرات، تأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بجامعة زايد، لتتعاون معه الجامعات المتخصصة حول العالم، من خلال إيفاد الطلاب والبعثات لتعلم اللغة العربية في الإمارات، وإنشاء كلية للترجمة، ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي. وكذلك مؤتمر اللغة العربية لمناقشة مئات الأبحاث العلمية في هذا المجال، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للغة العربية.
ويعدّ مجمع اللغة العربية بالشارقة الذي أنشئ عام 2016 بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منارة ثقافية في علوم اللغة العربية، إذ تجرى فيه الدراسات والبحوث المتعلقة باللغة العربية والإشراف عليها ونشرها، إضافة إلى بحث ودراسة كل ما من شأنه أن يرتقي باللغة العربية، وإحياء التراث العربي والإسلامي.

ويمثل المجمع مركزاً للحوار الثقافي والبحث اللغوي لكل دول العالم، كما أنه يعنى بقضايا اللغة العربية ودعم المراكز اللغوية في العالمين العربي والإسلامي، ويأخذ على عاتقه مهمة إصدار المعاجم اللغوية ومعاجم اللهجات والموسوعات العلمية. 
ومن المبادرات أيضاً مركز المعرفة الرقمي، منصة إلكترونية متطورة تدعم ثقافة القراءة وتتضمن مجموعةً ضخمةً من الكتب باللغة العربية، سواء المؤلفة أو المترجمة في مجالات الحياة كافة، إضافةً إلى الكتب والدوريات العربيَّة والأجنبية، والمعاجم، والتراجم والسير الذاتية، والصور والخرائط. 
ومبادرة تحدي القراءة العربي، وهي أكبر مشروع عربي وقد أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.
وتولي حكومة دولة الإمارات كل أهمية لترسيخ اللغة العربية في الجيل الناشئ في المدارس والجامعات، ولذلك تحرص وزارة التربية والتعليم، وعملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة وتمسكاً بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الاهتمام باللغة العربية، وتطوير طرق تدريسها بما يلائم التحديثات الحاصلة في المنظومة التعليمية ككل.
وتعمل الوزارة في تطويرها للغة العربية بشكل متكامل وشمولي، أي أن التطوير المستمر للمنهاج، يتواكب أيضاً مع تطوير الأنشطة والمبادرات اللاصفية الموجّهة لطلبة ومعلمي المدرسة الإماراتية. 
ومثلما أظهرت جائحة كورونا أهمية التعليم عن بعد أو التعليم الهجين، كذلك الأمر بالنسبة للغة العربية، التي وجدت الوزارة أنه لابد من الاستفادة من التقنيات الحديثة لتقريبها من الجيل الجديد وتدريسها بمنهج وأسلوب سلس يردم الفجوة بين اللغة وأهلها من الشباب. وهو ما يحصل بالفعل من خلال إطلاق العديد من التطبيقات الرقمية.

التشاركية بين مختلف الأطراف
تدرك وزارة التربية والتعليم أن الاهتمام باللغة العربية لا يتحقق إلا بإطار من التشاركية بين مختلف الأطراف الحكومية والخاصة والمجتمع، نظراً لما للغة من دور مهم في نشر معالم الثقافة العربية والإسلامية والفضائل التي تختزنها من التسامح والمحبة والانفتاح والاعتدال. 
وقد عمل قطاع الأنشطة في وزارة التربية والتعليم على دمج نشاط المسرح مع منهج اللغة العربية، لتعزيز اللغة العربية الفصحى وجعلها لغة تعبير في متناول الطالب بنشاط ممتع. وتولي المدارس الحكومية أهمية كبيرة للغة العربية من خلال المشاركات المتزايدة في مسابقة تحدي القراءة العربي، بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي تصب في الجانب الإبداعي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©