الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«كنوز الطبيعة» تحلق بالإمارات في سماء السياحة البيئية

«كنوز الطبيعة» تحلق بالإمارات في سماء السياحة البيئية
21 ديسمبر 2020 01:24

شروق عوض (دبي) 

تنفرد دولة الإمارات بـ161 موقعاً سياحياً بيئياً لا مثيل لها في العالم، ما يجعلها وجهة عالمية لهذا النوع من السياحة التي تجذب الملايين من محبي الطبيعة والحياة البرية، سواء من الداخل أو الخارج، وتشهد الدولة حالياً حركة سياحية بيئية داخلية نشطة، نتيجة لعدة أسباب، منها اعتدال الطقس في هذا التوقيت من العام، وتوافر خيارات متعددة تناسب مختلف أذواق وتطلعات تلك الفئات التي تحرص على استثمار إجازاتها الشتوية في البحث عن الملاذ الأخضر والخصوصية البيئية المتفردة، عبر رحلات ترفيهية تقصد مواقع السياحة البيئية المنتشرة في أرجاء الدولة.
وبحسب بيانات وزارة التغير المناخي والبيئة، بوصفها المسؤولة عن المشروع الوطني للسياحة البيئية «كنوز الطبيعة في الإمارات» الذي أطلقته في عام 2018، تتنوع المواقع إلى محميات ومواقع طبيعية معترف بها عالمياً كالحدائق والمنتجعات والمواقع الأثرية والتاريخية والبرية والبحرية الخاصة بالغوص، بالإضافة إلى المزارع السياحية.
وتعمل الوزارة على مواكبة التغيرات التي تحدث على تلك المواقع، وتضمنها في المشروع، وعلى سبيل المثال ارتفع عدد المحميات الطبيعية المُعلنة في الدولة، نتيجة الجهود المبذولة في هذا الشأن، من 44 محمية خلال عام 2019 إلى 49 محمية عام 2020، ما يعني أن عدد المحميات الطبيعية ارتفع خلال عام واحد، بمقدار 5 محميات جديدة في إمارة الشارقة، ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة المساحة الإجمالية للمحميات الطبيعية في الدولة من 14.8% عام 2019 إلى15.5% عام 2020 من إجمالي مساحة الدولة.

أنظمة إيكولوجية
وتحظى المحميات الطبيعية برعاية رسمية خاصة للحفاظ على ما تمتلكه من أنظمة إيكولوجية وحياة فطرية بحرية وبرية متنوعة، كالشعب المرجانية وغابات القرم والكثبان الرملية التي تحتضن مجموعة واسعة من أشكال الحياة النباتية والحيوانية، بما فيها الأنواع المعرضة للانقراض، كالنمر العربي والمها العربي والسلحفاة الخضراء وبقر البحر، وتجلى ذلك على مدار العقود الماضية، من خلال المساهمة في إنشاء العديد من المحميّات الطبيعية في الدولة، ووضع الخطط والبرامج التي تساهم بشكل مباشر في حماية بعض الكائنات المهددة بالانقراض، وتوفير موطن خاص لها وإكثارها وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية، وإصدار القوانين التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، وإطلاق العديد من مشاريع حماية التنوع البيولوجي التي تزخر بها مكونات البيئة المحلية.

التوازن البيئي
وتكمن أهمية هذه المحميات الطبيعية في حماية النباتات والحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض، وإعادة التوازن البيئي المفقود فيها والمناطق المحيطة بها، وزيادة التنوع البيئي من خلال الحد التدريجي من الفيضانات أو الجفاف وحماية التربة من الانجراف، إضافة إلى تنشيط حركة السياحة؛ إذ تعتبر المحميات إضافة ثرية للقطاع السياحي في الدولة، بخلاف أنها تتيح الفرصة للعلماء والباحثين لإجراء الدراسات الميدانية الحصرية في أرجائها.

طبيعة خلابة 
وتشكل هذه المحميات الطبيعية المتنوعة على امتداد البلاد، معلماً سياحياً بارزاً يجذب الزائرين ومحبي الطبيعة البرية والبحرية للاستمتاع بمناظرها الساحرة وطبيعتها الخلابة ومشاهدها المتنوعة، ما يدخل السكينة والراحة النفسية والسعادة والمتعة على كل من يزورها، سواء من سكان الدولة أو السائحين القادمين من شتى أصقاع المعمورة، باعتبار المحميات ملاذاً أخضر يستهوي محبي الطبيعة، بما تحتويه من مزيج فريد من بيئة الأراضي الرطبة والسبخات والرمال الأحفورية والكثبان التي تستضيف الكثير من الطيور والنباتات، وأخرى تتسم بإطلالة ساحرة على الجبال والمناطق الطبيعية التي تتدفق فيها المياه العذبة والبرك والشلالات، الأمر الذي لا يعتبر شائعاً في منطقة الخليج الجافة، كما تحتوي على بعض الحيوانات النادرة في العالم ومنها (الثعلب الأفغاني، النمر العربي، غزلان الجبال، وحيوان عناق الأرض وأبقار البحر والمها العربي).
وتتنوع مزايا المحميات، فواحدة تكتسب أهميتها من كونها موطناً لتعشيش سلاحف منقار الصقر البحرية المهددة بالانقراض، فيما تعتبر أخرى منطقة لتجمع الطيور المائية المهاجرة بين شرق أفريقيا وغرب آسيا، وثالثة تحتضن مجموعة من الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً مثل (طائر الزقزاق الأليف، العقاب المنقط الكبير، طيور الفلامنجو الكبير، الطيطوي، والبلشون الرمادي والأبيض)، ومحمية رابعة يحيط بها 40 نوعاً من الشعاب المرجانية، ومحمية خامسة تكثر فيها أشجار المانجروف التي توفر بيئة مناسبة للطيور المقيمة والمهاجرة، وتحتوي على مجموعات هائلة من الأسماك.

85 موقعاً للرياضات البيئية والاسترخاء
تتميز الإمارات بـ 85 موقعاً بيئياً تراثياً وتاريخياً وترفيهياً، اعترفت بها المنظمات العالمية المعنية بهذه القطاعات، وتتنوع هذه المواقع إلى مناطق لممارسة الرياضات البيئية، وأخرى للاسترخاء، سواء كانت منتجعات أو فنادق تطبق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالمحافظة على البيئة، ومواقع تاريخية دارت فيها أحداث مهمة خلال العصور الماضية، تحكي تاريخ الإمارات الحافل بالأحداث  والوقائع، وضمن هذه المواقع 5 حدائق، اثنتان في أبوظبي وهما (حديقة الحيوانات البرية بالعين، ومنتزه «الحياة البرية العربية)، وحديقتان في الشارقة وهما (منتزه الصحراء البري، ومركز كلباء للطيور الجارحة البري)، وواحدة في دبي وهي (حديقة وايلد فلايت البرية للصقارة)، بالإضافة إلى 31 منتجعاً وفندقاً، 13 منها في أبوظبي مثل (منتجع تلال البري، وقرية الليالي العربية البرية)، و11 في دبي مثل (منتجع شيراتون، وشاطئ الجميرا)، و2 في الشارقة هما (جزيرة النور، و«كينجفيشر لودج»)، و3 في رأس الخيمة مثل (منتجع وسبا هيلتون، وفندق ريتز كارلتون)، وواحد في الفجيرة وهو (منتجع لو ميريديان شاطئ العقّة)، وواحد في عجمان وهو (منتجع ذي أوبروي بيتش)
وضمن هذه المواقع، 8 مواقع أثرية ومعالم تاريخية برية، 5 منها تقع في أبوظبي وهي (الموقع الأثري في جزيرة صير بني ياس، جزيرة مروح، قلعة الجاهلي، مقابر جبل حفيت، وحديقة آثار الهيلي)، وواحدة في أم القيوين وهي (قلعة فلج المعلا)، وواحدة في رأس الخيمة وهي (قلعة ضاية)، وواحدة في الشارقة وهي (مركز مليحة للآثار)، وهناك أيضاً 41 موقعاً طبيعياً موزعاً ما بين البري والبحري الخاص بالغوص، 11 منها في أبوظبي مثل (واحة المعترض البرية، وأم ڤي لودڤيغ البحرية)، و5 في دبي مثل (زينب البحرية، وبحيرات القدرة البرية)، و5 في الشارقة مثل (وادي شيص البري، وجزيرة القرش البحرية)، و12 في الفجيرة مثل (صخور شرم البحرية، ووادي السيجي البري)، و7 في رأس الخيمة مثل (وادي شوكة البري، ومزرعة لآلئ السويدي البحرية)، وواحدة في عجمان وهي (مصفوت البرية).

19 محمية في أبوظبي 
تحظى المحميات الطبيعية في الإمارات باهتمام بالغ من قبل الحكومة الرشيدة، سعياً لتحقيق التوازن البيئي، والحفاظ على الكائنات المعرضة للانقراض، وتضم الدولة 48 محمية، نصيب إمارة أبوظبي منها 19 محمية أهمها (محمية الوثبة للأراضي الرطبة، الحبارى، الياسات البحرية، ومحمية المها العربي الطبيعية)، مقابل 14 في الشارقة، منها (محمية البردي، الفاية، وادي الحلو البرية، وجزيرة صير بونعير البحرية)، و8 في دبي، منها (محمية رأس الخور للحياة الفطرية، حتا الجبلية، جبل نزوى، والمرموم الصحراوية)، و5 في الفجيرة مثل (محمية منتزه وادي الوريعة الوطني)، ومحميتان في عجمان هما (الزوراء، ومحمية النسيم البرية)، ومحمية في رأس الخيمة هي (محمية خور المزاحمي البحرية).

16 مزرعة سياحية في العاصمة
تضم الدولة 27 مزرعة تندرج ضمن مواقع السياحة الزراعية البيئية، وتستحوذ إمارة أبوظبي على نصيب الأسد من إجمالي المزارع السياحية البيئية بواقع 16 مزرعة منها: (مزارع الرحبة 182، ومزارع جراسيا)، في حين جاءت الشارقة بالمرتبة الثانية بواقع 4 مزارع منها: (مزارع البستان، ومزرعة محمود عسكر)، أما دبي ورأس الخيمة وأم القيوين، فجاءت بالمرتبة الثالثة بواقع مزرعتين في كل إمارة، في حين جاءت عجمان في المرتبة الرابعة بواقع مزرعة واحدة من إجمالي المزارع السياحية.
وتتيح هذه المزارع للزوار عدة أنشطة ممتعة، منها توفير جولات برفقة مرشدين، وحصاد الخضراوات، ومرافق صحية وممرات خاصة برياضة المشي، وفعاليات فنون الطهي، واللعب مع الحيوانات الأليفة، وإطعام الماعز والأغنام، وركوب الخيل، وتقديم الخضراوات العضوية والمنتجات الحيوانية (مثل البيض المحلي، جبن الماعز، أسماك البلطي) التي ينتجها أصحاب الهمم، وزراعة الفواكه والخضراوات العضوية، والتجول في جميع أنحاء المزارع، واختيار الخضراوات التي يفضلونها، وتوفير وسائل مثل المتاجر الزراعية، والمطاعم، ومناطق لعب للأطفال، والبيوت الخضراء، والحقول المفتوحة، ومناطق جلوس خارجية مظللة، وبيع المنتج مباشرة للزائر، وتوفير أنشطة تطوعية مثل العمل في أرجاء المزارع، ومنح فرصة شراء أنواع من الفواكه والخضراوات الطازجة العضوية المحلية والمستوردة، والمنتجات المحلية المجففة والمخللة محلية الصنع، بالإضافة إلى المنتجات الجافة العضوية المستوردة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©