الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

7 فوائد للتطعيم ابتداءً من 16 عاماً

7 فوائد للتطعيم ابتداءً من 16 عاماً
19 يناير 2021 01:22

سامي عبد الرؤوف ( دبي)

أكد مجموعة من أطباء الأطفال والبالغين بالدولة، أن هناك 7 فوائد ونتائج متوقع حدوثها، مع توسيع دائرة الحصول على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المستجد لتشمل الطلاب من عمر16 عاماً وحتى 18 عاماً. 
وأظهرت البيانات الرسمية التي قدمتها الجهات المختصة، إلى منظمة الأمم المتحدة، أن دولة الإمارات تضم نحو 223 ألف شخص من السكان من الشريحة العمرية ما بين 16 و18 عاماً، وفقاً لأحدث نتائج تقرير التوقعات السكانية للعالم الذي أعدته إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية. 
وهذا العدد يمكن أن يحصل على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المستجد، في حالة إعطاء جميع الإمارات للقاح للشريحة العمرية من 16 و18 عاماً، واستجابة جميع العدد المذكور لأخذ اللقاح. 
وقالوا في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «ستشهد دولة الإمارات خلال الفترة القليلة المقبلة بعد السماح بتطعيم شريحة مهمة من الطلاب، تزايد نسبة تكوين الأجسام المضادات عند أكبر شريحة من السكان، وبناءً عليه تقل نسبة الإصابة عامة». 
وأضافوا: «كما سيقل الضغط الحاصل على المستشفيات عامة وحتى والمنظومة الطبية، حيث نعلم جيداً حجم الضغوط على المنظومة الطبية مع زيادة الحالات، وتقل عدد الوفيات، ويحدث حصار للفيروس، وتكون هذه البداية لنهاية الجائحة، بالإضافة إلى حدوث تغيير ملحوظ بشكل أكبر في نمو اقتصاد الدولة ونجاح مرحلة التعافي من الجائحة، التي تعتبر الدولة من أوائل وأفضل دول العالم في هذا الجانب». 
ولفتوا إلى أن الفئة العمرية من 16 إلى 18 عاماً، هي شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع ومن وجهة نظر طبية توجد صعوبة للتعامل مع هذه الفئة خاصة مع الإغلاق، أو عند الطلب منهم لَبْس الماسك باستمرار وعدم التجمع مع الأصدقاء. 
واقترح هؤلاء الأطباء 9 أمور طبية ونفسية تساعد على إقبال هذه الشريحة من الطلاب على أخذ اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، من أبرزها إعطاء المراهق الحرية والمساحة الكاملة للتعبير عن رأيه، ثم مناقشته بعقلانية وتعاطف في الوقت ذاته، وإشعاره أن له دوراً في اتخاذ القرار. 

النتائج الطبية 
في البداية، أكد الدكتور هيثم السيد، أخصائي ورئيس قسم طب الأطفال بأحد مستشفيات دبي، أن دولة الإمارات كانت منذ بداية الجائحة من أوئل الدول اتباعاً للبروتوكولات الخاصة للتعامل مع الجائحة على كل المستويات.
وقال: «ومع ظهور أول اللقاحات في العالم كانت الإمارات من أول الدول التي شاركت في التجارب السريرية لجميع الفئات العمرية، ولذلك كانت الإمارات أرضاً خصبة لهذه التجارب بسبب تعدد الجنسيات من المقيمين في الدولة». 
وأضاف: «وقد أوضحت النتائج السريرية فاعلية التطعيمات، ونرى أن عملية التطعيم تتم بوتيرة سريعة، حيث قامت وزارة الصحة بفتح مراكز عدة لإعطاء التطعيم للمواطنين والمقيمين على حد سواء». 
وأشار إلى قرار وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الذي أصدرته أمس الأول، عن إعطاء التطعيم، ابتداء من عمر 16 عاماً، لتكون الإمارات من أوائل دول العالم تعاملاً مع هذه الفئة العمرية، إذ تجد معظم الدول صعوبة في إتاحة التطعيم لجميع الفئات العمرية، ولذلك تركز معظم دول العالم على الأعمار الأكبر من كبار السن والمتعاملين في خط الدفاع الأول. 
وأكد الدكتور هيثم السيد أهمية توسيع دائرة اللقاح لتشمل الطلاب، مشيراً إلى تسارع العالم نحو إعطاء اللقاح في أسرع وقت لجميع الفئات، وعلى رأسها الإمارات، التي قامت يوم أمس الأول بإعطاء 84.852 جرعة، ليصل إجمالي الجرعات حتى يوم الأحد الماضي 1.88000 جرعة. 
ولفت إلى أنه مع توسيع دائرة اللقاح سوف نصل قريباً لأكبر عدد من الناس، مما يضمن تكوين أجسام مضادة، وعليه يتم تقليل معدل العدوى في الدولة وعدد حالات الوفيات كذلك. 
وعن مدى إمكانية تكوين الأجسام المضادة من عدمه لدى الطلاب، أجاب أخصائي ورئيس قسم طب الأطفال المستشفى السعودي الألماني دبي: «قد لوحظ عدد إصابات كثيرة في هذه الفئة خاصة في المدارس، ولا ننسى أن هذه الفئة هي الأخرى يوجد منها مرضى أمراض مزمنة مثل السكري على سبيل المثال، أو أمراض الدم المزمنة، مثل الأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط، وهي منتشرة في دولنا العربية». 
وأضاف: «يجب أن يعلم كل شخص أنه عند حصوله على التطعيم سوف ينتج أجساماً مضادة مثل الفئات العمرية الأخرى، حيث إن الجهاز المناعي قوي في هذه الفئة العمرية». 
وحول أهمية وتأثير فئة الطلاب والشباب في تكوين مناعة مجتمعية ضد مرض «كورونا» المستجد، أفاد الدكتور هيثم السيد بأن هذه الشريحة العمرية هي شريحة كبيرة في المجتمع، مشيراً إلى أن الشريحة من عمر 15 إلى 24 تمثل حوالي 12.7 % من المجتمع في دولة الإمارات، فهذه الشريحة كبيرة جداً ومهم وضعها في قائمة المستهدفين للتطعيم. 
وذكر أن الحقائق العلمية تشير إلى اختلاف الجهاز المناعي للأطفال عن الجهاز المناعي للبالغين، كما أنه يوجد اختلاف في استجابة الجهاز المناعي للأطفال أنفسهم مع اختلاف عمرهم، وهذا يتطلب كثيراً من الأبحاث والدراسات للفئات العمرية للأطفال.

خصوصية الطلاب 
أوضحت الدكتورة فاطمة سعد، استشارية طب الأطفال، أن هيئة الأغذية والأدوية الأميركية «FDA» وافقت مؤخراً على إعطاء لقاح «كوفيد- 19»، بدءاً من عمر 16 سنة، كما وافق على ذلك مركز مكافحة الأمراض «CDC»، كما نصحت المنظمة العالمية للصحة «WHO»، بتوفير اللقاح لهذه الفئة. 
‎وأكدت أهمية توسيع دائرة الحاصلين على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، فهذا الأمر مهم للغاية، وإجراء يساعد في الحد من انتشار الفيروس، وخفض نسبة المضاعفات الجانبية الناتجة عن مرض فيروس «كورونا»، مثل التهاب الرئة، وفشل الجهاز التنفسي، والتهاب عضلة القلب، ومتلازمة الالتهابات المتعددة.
ولفتت إلى أن أهمية الفوائد الطبية المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة جراء هذا القرار، لتحقيق الهدف الأهم، وهو تكوين مناعة مجتمعية ضد هذا المرض، لافتة إلى الجدوى الطبية لحصول الفئة العمرية الأقل من 18 عاماً على اللقاح، حيث ينتج عنه تكوين أجسام مضادة مثل الكبار. 

خصوصية
رداً على سؤال، حول مدى حاجة هؤلاء الطلاب إلى بيئة مختلفة أو توعية بطريقة معينة مقارنة بالأمر بالكبار، أجابت سعد: «نعم هذه الشريحة لها خصوصية في التشجيع والتعامل، حيث يجب علينا زيادة الوعي والمعرفة عند الأهل والأطفال عن الأمراض الجرثومية بشكل عام، ومرض فيروس كورونا بشكل خاص».
وأضافت: «هذا ينتج شعور بالواجب الأخلاقي والاجتماعي للحد من انتشار الأمراض والالتزام بالتعليمات مثل التباعد الاجتماعي، رداء الكمامة و رغبة في أخذ اللقاح».

الجوانب النفسية 
تحدثت الدكتورة ليلى محمود، استشاري طب نفسي، عن الجوانب النفسية والطرق التحفزية للإقبال على أخذ اللقاح للشريحة العمرية المسموح لها بالتطعيم، مؤكدة أنه لم يتم التصريح بإعطاء التطعيم للمراهقين إلا بعد تجربته في أبريل على 33000 مراهق متطوع في أميركا وأثبت فاعليته، ولم يوجد منه أعراض جانبية. 
وقالت: «في ظل جائحه «كوفيد- 19»، التطعيم هو وسيلة الحماية الأهم من هذا الفيروس الذي يهاجم جسم الإنسان، ولا أحد يعرف وخاصة في هذه الموجة الثانية إذا كانت الإصابة بالمرض ستأتي في صورة أعراض خفيفة أم قوية، لذا فالتطعيم يحمي من خطر المرور بهذه التجربة». 
ووصفت، السماح للمراهقين من هم سن 16 فأعلى لأخذ التطعيم، بأنه «نجاح مهم» في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه يجب تحري الصدق عند تشجيع المراهقين على أخذ التطعيم، ومناقشة الأمر معهم بعقلانية، ومشاركتهم مشاعرهم، وجعل المراهق يعبر عن مشاعره بأريحية بما تحتوي من مشاعر خوف أو قلق أو عدم الشعور بالأمان، أو حتى رفض للقاح ظناً أنه قد يؤثر على صحته بالسلب، فيجب أن نعطي المراهق الحرية والمساحة الكاملة للتعبير عن رأيه ثم مناقشته بعقلانية وتعاطف في ذات الوقت، وإشعاره أن له دوراً في اتخاذ القرار، وليس مفروضاً عليه. 
ونبهت الدكتورة ليلى محمود إلى أنه قد يعتقد المراهق أنه تم تأجيل التطعيم للأطفال، ولذلك لعدم وجود شروط الأمان الكافية، وهذا أبعد ما يكون عن الصحيح؛ لأن السبب وراء ذلك هو أن التطعيم بدأ بكبار السن وخط الدفاع الأول، أي كل من يعمل بالصحة، وذلك لأنهم عرضة أكثر للإصابة والمضاعفات، وتزامن ذلك مع تطعيم أصحاب الأمراض المزمنة التي قد تضعف الجسم مثل الضغط والسكر، واحتمالية تعرض خط الدفاع الأول والفرق الطبية للإصابة بالمرض، فالتأخر في إعطائه للمراهقين من باب الأولوية وليس لخطورته. 
وشددت على ضرورة الشرح للمراهق أهمية أخذه للتطعيم ليس للحفاظ عليه من خطر الإصابة بالمرض، وأيضاً لحماية من حوله خاصه كبار السن ،والذين يعانون أمراضاً باطنية.
وأكدت أهمية تعزيز مشاعر المشاركة في اتخاذ القرار، حيث إننا نفعل ذلك من أجل سلامة العائلة والحفاظ عليها في صحة جيدة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©