زكي نسيبة.. مسيرة ممتدة من العطاء

أبوظبي (الاتحاد)

زكي أنور نسيبة، صاحب مسيرة عطاء زاخرة، استمرت عقوداً من الزمن خدم خلالها الوطن في مختلف المواقع والمهام بإخلاص وأمانة ومحبة وولاء. ويعتبر معاليه أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين رافقوا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وعاصروا مسيرته، ويواصل إلى الآن مهمته الوطنية بإخلاص، حيث يشغل حالياً منصب وزير دولة في حكومة الإمارات، ومكلّف بالدبلوماسية العامة والثقافية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، والمستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، وعمل قبل ذلك مساعداً لوزير الخارجية والتعاون الدولي.

حصل زكي أنور نسيبة على تعليمه الابتدائي في مدينة القدس، والثانوي والعالي في إنجلترا، وتخرّج في جامعة «كامبريدج» بدرجة ماجستير في الاقتصاد، واستقرّ في أبوظبي سنة 1967، وبدأ حياته المهنية كصحفي، فكتب أوراقاً بحثية لوكالات أنباء عربية وأوروبية عدّة عن الأحداث التاريخية المرتبطة بتولّي الشيخ زايد مقاليد الحكم، وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادته، وشهد إنجازات الشيخ زايد التاريخية في إرساء أسس الاستقرار والازدهار لبلاده، في وقت شهدت فيه المنطقة بأسرها فترة محفوفة بالمخاطر.

المترجم الرسمي
انضمّ  نسيبة إلى حكومة أبوظبي في 1968، وعمل مترجماً شخصياً ومستشاراً صحفياً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ أواخر الستينيات، وشغل ذات المهام لدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ورافق القائد المؤسس خلال زياراته الرسمية إلى الخارج، حيث عمل معدّاً للتغطية الإعلامية والملخصات التنفيذية عن فعاليات الزيارات، بالإضافة إلى ذلك، عمل معاليه مترجماً رسميّاً لكبار المسؤولين الحكوميين، ومنهم رئيس الوزراء ونائبه ووزير الخارجية، ومرافقاً رئاسيّاً خلال المحادثات الرسمية مع الحكومات الأجنبية.

ترجمة ونشر
بينما كان يؤدّي دوره الرئيس كمترجم عمل معاليه لفترة لدى دائرة الخدمة المدنية لحكومة أبوظبي، التي أُنشئت حديثاً، وترجم أول القوانين المدنيّة في الدولة، وعمل في مجال تنظيم إدارتها، وبعد ذلك، التحق بدائرة الإعلام والسياحة لحكومة أبوظبي، وعمل مديراً للبحوث والنشر، ثم مديراً للمعلومات؛ إذ تحوّلت الدائرة إلى وزارة الإعلام والسياحة.

وخلال عمله ساعد معاليه على ترجمة ونشر البحوث التاريخية المبكرة، عن تاريخ أبوظبي وقبائلها، كما قام بتحرير الصحيفة الإنجليزية الأولى التي تنشرها حكومة أبوظبي «أبوظبي تايمز»، وشارك في إنشاء «الاتحاد» كأول صحيفة عربية في الدولة، كما عمل خلال الفترة التي قضاها في وزارة الإعلام مذيعاً ومنتجاً للبرامج باللغة الإنجليزية، وشارك في تخطيط وتطوير استراتيجية المعلومات والإعلام للحكومة.وشارك معاليه في إعداد وتحرير وترجمة جميع الكتب والمنشورات الخاصة بدائرة الإعلام، وحضر عدداً من المؤتمرات والاجتماعات الدولية نيابة عن الحكومة 

أخبار ذات صلة

بطولة حمدان بن زايد للرماية تنطلق في مايو بنادي الظفرة

أبوظبي جاهزة لـ «المشاركة القياسية» في «آسيوية الجو جيتسو»

إعلام وثقافة
تمّ إلحاق نسيبة مباشرة بديوان صاحب السمو رئيس الدولة، في عام 1975، حيث عمل مديراً للإعلام، وفي وقت لاحق، تمّ تعيينه في منصب المستشار الصحفي، كما شارك في تخطيط استراتيجية الديوان، وقام بإعداد تقارير تنفيذية موجزة لرئيس الدولة والقادة الحكوميين، وتحرير وإعداد البيانات الصحفية الرسمية الرئاسية والكلمات والرسائل السياسية.في يناير 2006، عُيّن  معاليه نائباً لرئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشارك في إعداد الخطط الاستراتيجية، والإشراف على أنشطة الهيئة، كما شارك بشكل مباشر في تنفيذ عدد من البرامج الثقافية، كما عُيّن معاليه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا الدائمة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ثم عُيّن بعد ذلك عضواً في مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

وإلى جانب مهامه العديدة كان معاليه عضواً في مجلس إدارة المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، وشارك في مناقشات الاستراتيجية العامة للمركز، وتطوير برامجه المختلفة، كما عُيّن عضواً في مجلس إدارة جامعة باريس - السوربون أبوظبي، التي ساعد على تأسيسها سنة 2006، ويشارك مباشرة في إدارتها، وهو عضو في مجلس إدارة مدرسة الإمارات الوطنية.

فنون
شارك معالي زكي نسيبة في عدد من الأنشطة المجتمعية، وكان رئيساً للجنة أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، التي ساعد على تأسيسها كمؤسّسة طوعية سنة 1995؛ وذلك بهدف تعزيز الاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية، وتقديم حفلات لها على مستوى عالمي في العاصمة أبوظبي.

6 لغات
يجيد معالي زكي نسيبة اللغات التالية: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، وقليلاً من اللغة الروسية.

وأسهم في تأسيس مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية سنة 2000، الذي أصبح حدثاً سنويّاً، يُقام في شهر مارس من كلّ عام من أجل إتاحة الفرصة لمحبّي الموسيقى الكلاسيكية لحضور العروض، التي قدّمتها فرق الأوركسترا المشهورة عالميّاً في محيط مدينة واحة العين الخلابة، وأشرف على تنظيم جولات مبرمجة لهذه الفرق للاطّلاع على التراث الثقافي الغني للمنطقة. معاليه أيضاً هو الرئيس المؤسّس لفرع الجمعية العالمية لأصدقاء ريتشارد فاغنر في أبوظبي.

دكتوراه فخرية وجوائز
مُنح معالي زكي نسيبة درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة القدس سنة 2014؛ تقديراً لمسيرته والنشطة، كما حصل على عدد من الجوائز العربية والدولية المرموقة، منها «جائزة أبوظبي» عام 2007، ووسام الآداب والفنون الجميلة برتبة قائد، من فرنسا 2008، ووسام الشرف الذهبي للخدمات للجمهورية النمساوية 2007.