الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

5 حقائق يجب أن تعرفها عن «مسبار الأمل»

5 حقائق يجب أن تعرفها عن «مسبار الأمل»
4 فبراير 2021 01:40

دبي (الاتحاد)

مع اقتراب وصول «مسبار الأمل» إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ يوم الثلاثاء المقبل (الموافق التاسع من فبراير الجاري) عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات، تبرز 5 حقائق يجب أن يعرفها المتابعون والمهتمون بأول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة الإمارات.

الحقيقة الأولى
لا يحمل «مسبار الأمل»، المنضوي تحت مظلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، على متنه رواد فضاء، بل أجهزة علمية دقيقة ومبرمجة على جمع نحو 1000 غيغابيت من المعلومات والبيانات والحقائق التي لم تتوصل إليها البشرية من قبل، وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية الواقعة ضمن مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج في دبي. 
كما أن المسبار الذي يبلغ وزنه نحو 1350 كيلوجراماً، ما يعادل سيارة صغيرة، لن يهبط على سطح المريخ، لأن مهمته العلمية ذات الأهداف غير المسبوقة تاريخياً لا تقتضي القيام بذلك، كما أن هذا المسبار الذي تبلغ تكلفته نحو 200 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي نصف تكلفة المشاريع الفضائية المثيلة بفضل جهود ومثابرة فريق العمل من الكوادر الوطنية الشابة، لا يمكن إعادته مرة أخرى إلى الأرض، وبعد انتهاء مهمته المريخية بنجاح سيبقى في مداره حول كوكب المريخ.
وقد أسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» بالفعل في إحداث نقلة نوعية في القطاع الفضائي الإماراتي، باعتباره قطاعاً مستحدثاً يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ونمو الناتج الإجمالي للدولة عبر أنشطة ومجالات جديدة قائمة على الابتكار واقتصاد المعرفة، كذلك يسهم في بناء قدرات وتمكين كوادر وطنية شابة تكون قادرة على قيادة قطاع الفضاء الوطني إلى مراحل جديدة من النمو المستدام، كما يلهم الطلبة والشباب في الدولة والعالم العربي للاهتمام بالعلوم والهندسة ودراستها والتخصص فيها لأهميتها لمستقبل دولة الإمارات.
وكذلك يرسخ «مسبار الأمل» مكانة دولة الإمارات في المجتمع الدولي باعتبارها دولة فاعلة ومساهمة في تقدم البشرية، بالإضافة إلى كونها أصبحت دولة منتجة للمعرفة بما يحقق الخير للإنسانية.
وتتضمن أهداف «مسبار الأمل» - عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر- تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، الأمر الذي سيساعد العلماء على التوصل لفهم أعمق لأسباب تآكل الغلاف الجوي لكوكب المريخ ودور التغير المناخي في تغيير تركيبة الغلاف الجوي، علماً أن إحدى الدراسات التي سيقوم المسبار بإجرائها هي دراسة ظاهرة العواصف الغبارية التي تغطي الكوكب بأكمله وأسباب حدوثها، ودور العواصف الرملية في تآكل الغلاف الجوي وهروب الأوكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. ومن شأن فهم الغلاف الجوي لكوكب المريخ أن يساعدنا على فهم كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل.
وتتجلى الأهداف الاستراتيجية للمشروع في تطوير برنامج فضائي وطني قوي، وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء، وتطوير مهمة علمية فريدة من نوعها، وتطوير قطاع فضاء متنوع عن طريق تطوير الفئات ونقل المعرفة والخبرات. 

الحقيقة الثانية 
يمكن تمديد المهمة العلمية لمسبار الأمل، والتي ستنطلق مع وصوله إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية، إلى عامين إضافيين ليتمكن العلماء من استكمال دراستهم للظواهر التي يتم اكتشافها عن الكوكب أثناء المهمة العلمية الأولية، فطبيعة الاستكشاف تبدأ بسؤال يتم الإجابة عنه، وكل إجابة واكتشاف يولد أسئلة أخرى..
وقد تم تصميم وتطوير وبرمجة مسبار الأمل بحيث تبلغ مدة مهمته العلمية في كشف أسرار الكوكب الأحمر سنة مريخية كاملة؛ أي 687 يوماً (نحو عامين بحسابات الأرض)، على أن يتم تمديد هذه المهمة -إذا اقتضت الضرورة ذلك- سنة مريخية إضافية؛ أي عامين أرضيين إضافيين، ليكون إجمالي مدة المهمة، 1374 يوماً أرضياً؛ أي نحو 4 أعوام.

الحقيقة الثالثة
راعى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عند تصميم وتطوير وبناء وبرمجة مسبار الأمل وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية كل السيناريوهات والتحديات الرئيسة التي قد تواجه المسبار في رحلته الممتدة لنحو 7 أشهر في الفضاء، بالإضافة إلى ما قد ينبثق عن هذه السيناريوهات من احتمالات وتحديات فرعية أثناء دخول المسبار في مداره حول الكوكب.
وقد نجح المسبار بالفعل في تخطي كل التحديات التي واجهته منذ انطلاق المشروع كفكرة في الخلوة الوزارية عام 2013، وما تلا ذلك من مراحل متعددة للمشروع، بدأت في مرحلة تصميم مسبار بنصف الوقت ونصف التكلفة
ورغم الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في العشرين من يوليو 2020، فإن مهمته في الوصول إلى مدار المريخ واستكشافه لا تخلو من المخاطر، حيث إن نسبة نجاح الوصول إلى مدار الكوكب الأحمر تاريخياً لا تتعدى 50%.
وتكمن صعوبة مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ في كون الاتصال بالمسبار سيكون متقطعاً، وكون عملية الدخول التي تتطلب إبطاء سرعة المسبار من 121 ألف كيلو متر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر فقط ستكون ذاتية، يعتمد فيها المسبار على برمجته للقيام بها من دون تحكم مباشر من المحطة الأرضية، وسيكون على المسبار إتمام هذه العملية التي تستغرق 27 دقيقة منفرداً، ومن دون أن يتمكن فريق المشروع من مساعدته، ومن هنا جاءت تسمية هذه الدقائق السبع والعشرين بـ«العمياء»، حيث إن المسبار وبلا تدخل بشري سيعالج كافة تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال وجود أي أعطال فنية في محركات الدفع العكسية الستة التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق، أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه. 
ورغم أن فريق العمل قام بإعداد وبرمجة المسبار ليكون مستعداً لمواجهة كل الاحتمالات بمفرده في هذه المرحلة، كما قام بإجراء عمليات محاكاة وتجربة لسبل تخطي التحديات المبرمجة، لكن المفاجآت غير السارة في الفضاء تظل واردة، وخصوصاً أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة مسبار الأمل الذي تم بناؤه بالكامل داخل مركز محمد بن راشد للفضاء بدلاً من شرائه جاهزاً، كما أن عملية الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ لا يمكن محاكاتها -في ظروف وبيئة فضائية مشابهة- على الأرض.

الحقيقة الرابعة
على الرغم من كون المهمة المريخية لمسبار الأمل ستجعل دولة الإمارات - حال الوصول بنجاح إلى مدار الكوكب الأحمر - خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، فإن الأهداف العلمية للمسبار تعد الأولى من نوعها على مر التاريخ، كونها تستهدف رسم صورة كاملة للتغيرات المناخية، التي يشهدها هذا الكوكب الأكثر شبهاً بالأرض في المجموعة الشمسية، على مدار فصوله الأربعة، ما يساعد العلماء حول العالم على فهم أسباب تحوله من كوكب شبيه بالأرض إلى كوكب ذي مناخ قاسٍ وجاف، وبالتالي قد يفيد البشرية في تجنب حدوث مصير مشابه للكوكب الذي تعيش عليه، ويأتي ذلك ترجمةً لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي شددت على أهمية أن تتضمن المهمة المريخية لمسبار الأمل ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أهدافاً علمية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، بما يصب في مصلحة وخير الإنسانية جمعاء.
ويعد فبراير الجاري، شهراً مريخياً بامتياز، إذ إن هناك 3 دول، هي الولايات المتحدة الأميركية والصين بالإضافة إلى دولة الإمارات، تتسابق على الوصول إلى الكوكب الأحمر خلال هذا الشهر، وفي حال نجاح «مسبار الأمل» في تخطي الدقائق الـ27 العمياء، والوصول إلى مدار الالتقاط في الموعد المحدد، أو بتأخير قد يصل إلى ساعتين حسب السيناريوهات المحتملة التي حددها واستعد لها فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ستكون الإمارات في مقدمة هذا السباق، وستصبح خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، كما ستكون ثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى.

الحقيقة الخامسة 
حال تخطي مسبار الأمل بنجاح تحديات مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، ثم مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي، ولاحقاً الوصل إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية وهي المرحلة العلمية، سيكون له طوال هذه المرحلة الممتدة سنة مريخية قابلة للتمديد سنة مريخية إضافية موقع متميز فوق خط الاستواء المريخي، بإطلالة غير مسبوقة على الكوكب الأحمر، بما يُمكن الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه من أداء مهمتها بأعلى كفاءة ممكنة.
وخلال المرحلة العلمية سيدور مسبار الأمل حول الكوكب الأحمر دورة كل 55 ساعة في مدار بيضاوي يتراوح ما بين 20 ألف كيلومتر إلى 43 ألف كيلومتر، كما سيكون تواصل فريق العمل مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، ومدة كل نافذة اتصال من 6 إلى 8 ساعات، علماً بأن التأخر في الاتصال، نظراً لبعد المسافة يتراوح ما بين 11 إلى 22 دقيقة، وذلك لإرسال الأوامر إلى المسبار وأجهزته العلمية، وكذلك لاستقبال البيانات العلمية التي يجمعها المسبار طوال مهمته، وذلك بالتعاون مع الشركاء العلميين الدوليين للمشروع. وقد تم تجهيز مركز التحكم الأرضي على أعلى مستوى للقيام بهذه المهمة من خلال الكوادر الوطنية الشابة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©