السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النباتات البرية المحلية.. استدامة بيئية ومخزون دوائي وغذائي

النباتات البرية المحلية.. استدامة بيئية ومخزون دوائي وغذائي
14 مارس 2021 01:44

إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

تزخر دولة الإمارات بصحراء شاسعة تضم صنوفاً من النباتات البرية المحلية التي اعتاد عليها أهل البادية منذ القدم، وكانت مصدراً للغذاء والدواء في آن واحد، يعتمدون عليها في ترحالهم وإقامتهم، فكانت كنزاً من الفوائد المتعددة التي لم يغفل عنها أهل المنطقة. 
ومع التقدم والتطور والنهضة الشاملة التي شهدتها الدولة، بدأ الاهتمام بهذه النباتات يقل، وشيئاً فشيئاً بدأت تختفي وتنقرض أنواع من هذه النباتات وتعاني أخرى من الضياع.
ويحتوي الغطاء النباتي في الإمارات على نحو 755 نوعاً من النباتات المحلية تتبع لـ 81 عائلة، وطبقاً لإحصائيات هيئة البيئة، فإن إمارة أبوظبي تضم 436 نوعاً من النباتات المحلية، منها 432 نباتاً برياً، و4 نباتات بحرية.
ورغم التحديات العديدة التي تواجه عمليات إكثار النباتات البرية والمحلية والمحافظة عليها من الانقراض، إلا أن الجهات المعنية حرصت على الاهتمام بهذه النباتات وإعادة إحيائها والاعتماد عليها واستخدامها مرة أخرى من خلال عمل التجارب لإعادة استنباط الشتلات، واستخلاص البذور الملائمة للبيئة وتخزينها وعمل مراكز علمية متخصصة لإكثار البذور، خاصة أن هذه النباتات متعددة الفوائد والخصائص، وتتناغم مع البيئة المحلية، وكنز من الفوائد البيئية والاقتصادية.

  • أحمد الهاشمي
    أحمد الهاشمي

وأوضح أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة أبوظبي، أن الهيئة تقوم بمحاولات حثيثة ومستمرة لإعادة تأهيل الغطاء النباتي عبر إنشاء شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تضم 13 محمية برية تغطي مساحات مختلفة من الموائل الطبيعية، والتي تم رصد تحسن الغطاء الطبيعي فيها بسبب توافر الحماية لها، وغياب المخاطر التي تهددها كالرعي الجائر.
كما قامت الهيئة بمحاولات عدة لإعادة تأهيل عدد من الموائل البرية، حيث قامت بنجاح بزراعة وإعادة تأهيل بعض الموائل الطبيعية بنباتاتها المميزة كزراعة شجيرات الغضا والسمر في كل من محميتي الغضا الطبيعية ومتنزه جبل حفيت الوطني. وقامت الهيئة كذلك بتنفيذ مشروع لنثر بذور النباتات البرية ضمن موائلها الطبيعية، حيث تم نثر ما يزيد على 3 ملايين بذرة بهدف إثراء محتوى التربة الطبيعي من البذور، وزيادة الغطاء النباتي الطبيعي. 
وأضاف الهاشمي أنه يتم التركيز على العديد من الأنواع النباتية، سواء كانت مهددة أو ذات أهمية بيئية أو اقتصادية أو تقليدية، ومن أهمها الغضا والغاف والنخيل القزم والخنصور والسمر والسبط والثمام والسرح والاثل، وتعتبر من النباتات البرية المحلية المهددة والمتناقصة بشكل حاد ضمن موائلها الطبيعية التي أصبح البعض منها نادراً، إما بشكل طبيعي أو بفعل الأنشطة البشرية المختلفة. 
كما أن هذه النباتات البرية، تعتبر من النباتات الاقتصادية الرعوية ضمن بيئاتها الطبيعية، والتي توفر للحيوانات البرية والرعوية مصدراً غذائياً مهماً ورئيساً ضمن المراعي، فضلاً عن أنها تقوم بتثبيت التربة الرملية، ما يعمل على ضمان عدم تحركها، وهو ما يعتبر من المشاكل والتحديات التي تواجه الأنشطة المختلفة، حيث إن قلة واختفاء الغطاء النباتي أدى إلى شدة إثارة الغبار وانجراف تلك الترب وتشكيلها لتجمعات رملية على العديد من المواقع والمنشآت.
وأشار الهاشمي إلى أن دولة الإمارات تعتبر من أوائل الدول الموقعة على الاتفاقيات الدولية الملزمة بصون التنوع البيولوجي، ما يرتب عليها مهام إضافية بضرورة حماية التنوع البيولوجي النباتي ضمن موائله الطبيعية، وأيضاً خارج تلك الموائل في مراكز لحفظ البذور ومشاتل متخصصة.

  • حمدة الأصلي
    حمدة الأصلي

خريطة ذكية 
قالت حمدة الأصلي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، إن حماية التنوع البيولوجي المحلي تحظى بأولوية واهتمام ضمن استراتيجية الوزارة، لذا تعمل عبر منظومة متكاملة تشمل إيجاد بنية تشريعية تحمي هذا التنوع، وإطلاق برامج ومبادرات لتعزيز هذه الحماية وتحقيق استدامة هذا التنوع.
وتمثل النباتات المحلية أحد مكونات التنوع البيولوجي للبيئة المحلية لدولة الإمارات، لذا تعمل الوزارة على حماية الموجود منها، وزيادة رقعة زراعة العديد من أنواع هذه النباتات عبر العديد من المبادرات مثل مبادرة نثر وزراعة بذور أشجار السمر والغاف، والتي تم عبرها نثر 6 ملايين بذرة عبر تقنيات الطائرات من دون طيار في بعض المناطق المختارة على مستوى الدولة، وبرنامج إنتاج بذور شتلات القرم ورعايتها في مشتل الأبحاث، وتجهيزها وزراعتها بهدف إعادة تأهيل الموائل المتضررة، إلى جانب إنشاء مساحات جديدة من بيئة أشجار القرم في بعض المناطق الساحلية الأخرى، وقد تمت من خلاله زراعة نحو أكثر 34000 شتلة من أشجار القرم، و100 ألف بذرة من أشجار القرم حتى عام 2019 بمساحة إجمالية تصل إلى 1.2 مليون متر مربع، كما تتعاون الوزارة مع مختلف الجهات الحكومية المحلية المعنية بالقطاع البيئي في مبادرات زراعة هذا النوع من الأشجار.

 وعملت الوزارة على مشروع خريطة الإمارات لرأس المال الطبيعي، وتستهدف الخريطة تحديد وتقييم النظم الطبيعية الموجودة في الدولة وتحديد خدماتها الإيكولوجية على المستوى الوطني وقيمتها الاقتصادية، وتوفير المعلومات كافة والبيانات المتعلقة بها على شكل خريطة ذكية واضحة لتعزيز قدرة صناع القرار والعاملين في قطاعي الأعمال والتمويل لوضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرارات ذات العلاقة باستخدام الأراضي والفرص الاستثمارية، ما يعزز حماية التنوع البيولوجي في البيئة المحلية.
كما تم إجراء العديد من البحوث والدراسات والمسوحات الميدانية لحصر أنواع النباتات بغرض الحفاظ عليها وحفظ موائلها ومواردها الوراثية، والمحافظة على الغطاء النباتي من خطر الانقراض.
 وبشكل عام، تساهم وتعزز الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال حماية البيئة في حماية وتعزيز التنوع البيولوجي المحلي (نباتي وحيواني).
ولضمان تحقيق هذه الجهود نتائجها بشكل فعال، تنظم الوزارة بشكل دوري مبادرات وحملات تستهدف رفع الوعي المجتمعي بطبيعة التنوع البيولوجي المحلي، ما يساهم في إشراك فئات المجتمع كافة في حمايته وضمان استدامته.

خطط مستقبلية 
تقوم هيئة البيئة أبوظبي بتنفيذ خطط مستقبلية للحفاظ على الثروة المحلية من النباتات البرية، أهمها استكمال بناء وتشغيل مركز المصادر الوراثية النباتية في مدينة العين، وكذلك إعادة تأهيل الأنواع المهددة والمتناقصة ضمن بيئاتها الطبيعية باستخدام التقنيات الحديثة والاستعانة بالطائرات من دون طيار للقيام بعمليات نثر البذور، وكذلك في مراقبة تطور الغطاء النباتي الطبيعي، وأيضاً زيادة مساحات المحميات الطبيعية لتشمل موائل طبيعية وأنماطاً نباتية جديدة، وأيضاً إنشاء مشتل مركزي للنباتات المحلية بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون شتلة سنوياً. 

  • سعيد عتيق المنصوري
    سعيد عتيق المنصوري

438 نوعاً من النباتات المحلية في إمارة أبوظبي
أكد عدد من أهالي منطقة الظفرة أن النباتات البرية كنز من الغذاء والدواء، حيث كان يعتمد عليها أهل البادية كثيراً في حياتهم قديماً. ويوضح سعيد عتيق المنصوري، أحد سكان منطقة الظفرة، أنه يستطيع معرفة أغلب النباتات البرية، سواء من شكلها أو رائحتها، مؤكداً أن هذه النباتات كنز من الدواء قبل أن تكون غذاء، حيث كان أهل البادية قديماً يعتمدون عليها عند إصابتهم بالأمراض، فهناك نباتات خاصة بأمراض البطن مثل الأرطى، وأخرى خاصة بالجروح، وهذه النباتات نعرفها جيداً ونعرف كيف نتعامل معها.

  • ناصر أحمد آل علي
    ناصر أحمد آل علي

ويرى ناصر أحمد آل علي، أحد المهتمين بالنباتات البرية والمحلية، أن إعادة نشر هذه النباتات مرة أخرى، سواء من خلال زراعتها في الشوارع أو توزيعها على المواطنين، من شأنها أن تعيد لهذه النباتات أهميتها مرة أخرى، خاصة أنها تتميز عن غيرها من النباتات الأخرى بالعديد من الفوائد، حيث كانت منذ القدم ملازمة للأجداد كدواء أو غذاء، تكون معهم بصفة دائمة.

  • خليفة زايد الفلاحي
    خليفة زايد الفلاحي

ويؤكد خليفة زايد الفلاحي من أهالي الظفرة، أن النباتات البرية يجب الاهتمام بها والتوسع في زراعتها نظراً لما تتمتع به من خصائص متميزة تتناسب مع البيئة المحلية هنا في الظفرة، مع نشر فوائدها ومميزاتها للسكان والأهالي حتى تتم الاستفادة الكاملة منها.

  • محمد شحادة العبيد
    محمد شحادة العبيد

 أكد الخبير الزراعي المهندس محمد شحادة العبيد، أن النباتات البرية والمحلية لها فوائد عديدة، سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي، وكذلك العلاجي، موضحاً أن هناك أنواعاً من النباتات البرية تستخدمها شركات الأدوية في استخراج المادة الفعالة للعديد من المنتجات العلاجية، كما أن بعضها يتم استخدامه كأعشاب علاجية، بجانب استخدام البعض منها كغذاء جيد وأعلاف للحيوانات. 
وأضاف عبيد أن النباتات المحلية تتميز بخصائص بيئية وجمالية تؤهلها للاستخدام في مشاريع التجميل الطبيعي لما تتميز به من خصائص يمكن معها تحقيق العديد من الفوائد كانخفاض استهلاك مياه الري وبنسبة توفير تصل إلى نحو 80% من معدل الاستهلاك في النباتات الأخرى، وانخفاض تكلفة التشغيل والصيانة، وبنسبة توفير تصل إلى نحو 60% من تكلفة بقية النباتات. علاوة على تقليل نسبة التلوث، وذلك نتيجة لقلة عمليات التسميد واستخدام المبيدات الحشرية، والمحافظة على الموارد الطبيعية، خاصة المياه الجوفية واستدامتها، وكذلك المحافظة على النباتات البرية، خصوصاً المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى إبراز النباتات البرية كنباتات تجميلية وإلقاء الضوء عليها كجزء من هوية المنطقة.
 ووفقاً لدراسات هيئة البيئة – أبوظبي، يوجد في الإمارة 438 نوعاً من النباتات المحلية، منها 434 نباتاً برياً، و4 نباتات بحرية، وقد قامت الهيئة بتصنيف النباتات المحلية حسب درجة التهديد لها، وذلك حسب معايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والتي خلصت إلى وجود 23 نوعاً نباتياً برياً تتعرض للتهديد بدرجات متفاوتة، ما أدى إلى تناقصها، الأمر الذي دفع الهيئة إلى البدء بإعداد خطط لصون تلك الأنواع وضمان استدامتها، ومنها القفص والخنصور والنخيل القزم والغاف والسمر والسلم والأوركيد النادر وبعض أنواع السرخسيات.

100 ألف شتلة
تواصل بلدية منطقة الظفرة عمليات الإكثار والمحافظة على النباتات البرية، حيث تم تطبيق مشروع زراعة النباتات البرية ضمن مشاريع وعقود التشغيل والصيانة على مستوى مدن المنطقة، ضمن مشاريع التجميل الطبيعي لترشيد استهلاك المياه، والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها. 
وقد قامت بلدية منطقة الظفرة بإنتاج 180 ألف شتلة من النباتات البرية المحلية خلال العام 2020، بالإضافة إلى جمع 1400 كيس من بذور النباتات البرية، وزراعة 100 ألف شتلة من النباتات البرية المحلية بمدن المنطقة، وتضم أنواعاً عديدة منها غضى، ثمام، ارطا، رمث، حاذ، زهر، غاف، عنقود، علقى، شنان، راك، مرخ، رمرام وغيرها. 
ووفر مشروع زراعة النباتات البرية نسبة 75% من استهلاك المياه في الغابات، كما تم وقف استخدام عدد 9 آبار بمدينة زايد خلال فصل الشتاء ورفع كفاءة الاستفادة من المياه المعالجة، بالإضافة إلى استبدال مساحة تقدر بأكثر من 97.000 ألف متر مربع من نبات النجيل بالنباتات البرية المحلية على مستوى مدن المنطقة. 
كما قامت البلدية بنثر أكثر من 311 كيساً من بذور النباتات البرية المحلية في 179 موقعاً بمحمية بينونة الكبرى. وبلغ عدد بذور النباتات المحلية التي تم نثرها خلال العام 2020 في المحمية 13مليوناً و700 ألف بذرة، علماً بأنه تم نثر أكثر من 15 مليون بذرة خلال العام 2019 من النباتات البرية على جوانب ووسط المحمية. 
ويهدف المشروع إلى إعادة إحياء الأرض بالنباتات البرية المحلية، من خلال إعادة إكثارها والمحافظة عليها وحمايتها من الانقراض واستخدامها في عمليات التجميل الطبيعي لما لها من خصائص جمالية، وإبراز النباتات البرية في المشاريع كعناصر نباتية مؤهلة تستخدم في الزراعات التجميلية في الإمارة. 
 ومن خصائص النباتات البرية أنها تتحمل درجات الحرارة العالية التي تتجاوز 50 درجة مئوية، وتتحمل الجفاف، حيث إن احتياجاتها المائية قليلة، هذا إلى جانب مقاومتها لغالبية الأمراض والإصابات الحشرية، كما أنها لا تحتاج إلى أسمدة ومخصبات زراعية، إضافة إلى تحملها لملوحة التربة. 
 وتسهم النباتات البرية في تقليل تلوث الهواء والتربة بعدم استخدام الأسمدة العضوية أو الكيميائية، كما أنها متأقلمة مع الظروف المحلية القاسية، وبالتالي فهي أكثر مقاومة للعوامل البيئية والإصابات الحشرية والفطرية. وتعزز الاتصال بالطبيعة المحلية بجمال ودفء المكان لتضيف الارتياح بالشعور. كما أن النباتات البرية توفر بيئة مناسبة لأنواع من الحشرات وغيرها من الكائنات البرية النافعة مثل الفراش والطيور. وتسهم في إحياء الموروث البيئي وتراث الأجداد بالمحافظة على هذه النباتات البرية من الانقراض. 
الجدير بالذكر أن بلدية منطقة الظفرة افتتحت حديقة للنباتات البرية المحلية بمدينة غياثي، وتبلغ مساحتها 16.132 متراً مربعاً، وتضم أنواعاً من النباتات البرية المحلية. ونفذت البلدية مبادرة بزراعة النباتات البرية في عبوات صديقة للبيئة بمشتل مدينة زايد مصنوعة من إعادة تدوير بعض المواد العضوية القابلة للتحلل، لتسهيل عملية نقل الشتلات وزراعتها مباشرة في المكان المخصص لزراعتها، حيث إنها تستخدم لمرة واحدة وتتحلل بالتربة، ويمكن استخدامها لإنتاج الشتلات الصغيرة للنباتات البرية. وقد حصلت البلدية على جائزة العلم الأخضر بفوز (الحديقة العامة بمدينة زايد، وحديقة زايد الخير بمدينة غياثي). 

مشتل خاص 
في إطار سعيها لحماية الأنواع النباتية البرية المحلية في إمارة أبوظبي، والتي تشكل ما نسبته 58% من النباتات البرية في الدولة، أنشأت هيئة البيئة – أبوظبي مشتلاً خاصاً في منطقة الظفرة تصل طاقته الإنتاجية إلى حوالي 500.000 شتلة سنوياً، تنتمي إلى ما يقارب 60 نوعاً من النباتات المحلية، ويتم استخدام الشتلات المنتجة في مشاريع إعادة تأهيل بعض الموائل البرية التي تنفذها الهيئة وشركاؤها. 
كما أنشأت الهيئة مجموعة لحفظ واستدامة استخدام بذور النباتات البرية في العديد من المشاريع التي تقوم بها، والتي أصبحت تضم ما يزيد على 70 نوعاً بذرياً تم جمعها من مختلف الموائل الطبيعية في الإمارة.

مركز المصادر الوراثية النباتية
مركز متخصص لحفظ البذور لأكثر من 100 عام،  وتقوم الهيئة حالياً ببناء مركز المصادر الوراثية النباتية، وهو مركز متخصص لحفظ بذور النباتات البرية لفترات طويلة تصل إلى 100 سنة، والمقرر انتهاؤه بنهاية العام الجاري، كما سيتم إنشاء مشتل نباتات برية مركزي ستصل طاقته الإنتاجية إلى مليون شتلة، وسيخدم جهود ومبادرات إعادة التأهيل على مستوى الإمارة، وسيفيد في الجانب البحثي، خاصة في إجراء تجارب الإنبات لمختلف الأنواع النباتية البرية، وإنتاج الشتلات لمشاريع إعادة التأهيل كافة في مختلف مناطق الإمارة، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

تحديات عديدة 
تواجه زراعة النباتات البرية العديد من التحديات التي تؤثر على انتشارها ونجاحها. وأكد أحمد الهاشمي أن أكثر التحديات التي تواجه جهود الحفاظ على هذه الأنواع، صعوبة جمع البذور من البرية، وذلك بسبب قلة هذه البذور أو موسميتها أو صعوبة الوصول إليها، مشيراً إلى وجود محاولات سابقة لإكثار النخيل القزم، إلا أن الصعوبة كانت بتوافر البذور، حيث تتغذى عليها الطيور والحيوانات البرية الأخرى قبل نضجها، الأمر الذي أدى إلى إجراء محاولات عديدة للحصول على الثمار الناضجة، خاصة أن هذا النوع ينمو ضمن البيئة الجبلية، ولذلك يصعب الوصول إليه، الأمر الذي يصعب من عملية الجمع. إلا أن الهيئة نجحت بعد محاولات عدة من إكثار شجيرات النخيل القزم، وذلك ضمن الإنجازات العديدة المتحققة بهذا المجال، والتي تعتبر الأكثر ندرة في الإمارة، بعد أن ظلت نبتة واحدة من هذا النبات تنمو في أحد الأودية المرتفعة ضمن متنزه جبل حفيت الوطني في مدينة العين، ما أكسبها أهمية وجعلها من أكثر الأنواع البرية تميزاً في الإمارة مع وجود أعداد قليلة ومبعثرة منه في بقية إمارات الدولة.
كما ساهمت الأنشطة البشرية المختلفة التي تتم ضمن الموائل الطبيعية التي تؤوي النباتات البرية، ومن أهمها الرعي الجائر وغير المنظم، في تناقص أعداد ومساحات وكميات النباتات البرية بشكل كبير ضمن تلك الموائل، وبالتالي فقدان هذا المصدر المهم وفقدان إمكانية الحصول على بذور لهذه النباتات لأغراض الإكثار المشتلي، أو فقدان البذور وعدم تخزينها في الأرض للمساعدة والمساهمة في التجدد الطبيعي لها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©