السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلم يفتقد حمدان بن راشد

العلم يفتقد حمدان بن راشد
24 مارس 2021 15:31

سامي عبد الرؤوف (دبي)

يعد قطاعا التعليم والصحة من أهم وأبرز المجالات التي استثمر فيها المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، لصالح الإنسانية جمعاء، حيث أولى، رحمه الله، اهتماماً كبيراً بتوفير كل مقومات الدعم اللازمة لهذين القطاعين، على المستوى العالمي والإقليمي والوطني.
وكان، رحمه الله، يرى أن بناء الإنسان وجعله مفيداً لوطنه والناس، يستلزم حصوله على أرقى خدمات التعليم وأفضل أنواع الرعاية الصحية، ولذلك أنشأ المغفور له، جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز عام 1998، والتي تحولت لاحقاً إلى مؤسسة، كما أسس جائزة حمدان بن راشد للعلوم الصحية، في العام 1999. 
وعلى مدار 20 عاماً من العمل الجاد والعطاء المتواصل والمبادرات المتميزة، هي حصيلة مسيرة جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، عملت الجائزة على تحقيق أهدافها من خلال تكريم العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي في كافة المجالات الطبية والثقافية والاجتماعية، والتي تخدم المصلحة العليا للإنسانية. 
وحظيت الجائزة بدعم متواصل لا محدود وتوجيهات سديدة من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، راعي الجائزة منذ تأسيسها عام 1999 وحتى الآن، حيث مضت مسيرة الجائزة بخطوات ثابتة في دروب التميز. 
وانفردت الجائزة، في سعيها لتحقيق ريادة عالمية من خلال شعار الجائزة (سعياً للتميز الطبي) والذي شكل مرتكزاً رئيسياً انطلقت منه لتحقق إنجازات متميزة استمرت لأكثر من 20 عاماً، وشهدت العديد من المحطات المميزة، فقد كانت مسيرة حافلة بالإنجازات كرمت الجائزة خلالها نحو 210 فائزين بجوائز وصلت قيمتها إلى نحو 25 مليون درهم، وكان من بين الفائزين اثنان من الحاصلين لاحقاً على جائزة نوبل. 
كما دعمت العديد من البحوث الطبية وغيرها من الإنجازات التي هدفت في الأساس إلى الارتقاء بالقطاع الصحي داخل الدولة.

  • حمدان بن راشد يكرم أحد الفائزين لاحقاً بجائزة نوبل للطب (الاتحاد)
    حمدان بن راشد يكرم أحد الفائزين لاحقاً بجائزة نوبل للطب (الاتحاد)

وتتجه أنظار العاملين كافة في الحقل الطبي، من أطباء وأكاديميين وباحثين وطلاب ومؤسسات طبية وغيرهم، إلى دبي خلال الفترة التي كان ينعقد فيها المؤتمر الدولي الذي كانت تنظمه جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية كل عامين، والذي يعد واحداً من المؤتمرات الطبية العالمية، وذلك لثراء برنامجه العلمي وتمحوره حول مواضيع الجوائز العالمية لكل دورة، يستعرض في هذا المؤتمر الفائزون العالميون ونخبة من المحاضرين، وعلى مدار يومين أو ثلاثة أيام عقب حفل الجائزة مباشرة، أحدث ما توصلوا إليه من نتائج بحوثهم ودراساتهم العلمية في مجالاتهم المختلفة.

البحث الطبي 
ونظمت الجائزة العشرات من المؤتمرات، من أهمها مؤتمر دبي العالمي للعلوم الطبية، ومؤتمر الأمراض غير السارية الأول، بالإضافة إلى ورش العمل التدريبية مثل ورش جراحات السمنة، والتوعية بمرض السكري، وورش التدريب على الموجات الصوتية للقلب، كما دعمت المئات من المؤتمرات. وأصدرت مجلة حمدان الطبية نحو 43 عدداً و500 مقالة بحثية، وهي مجلة طبية مختصة بنشر الدراسات والبحوث والملخصات الطبية والعروض النقدية للبحوث من قبل أفضل العلماء والباحثين في كافة المجالات الطبية والعلمية، من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تصدر الآن بالتعاون مع واحدة من أكبر منصات النشر العلمي في العالم. وأسست الجائزة مركز المطبوعات، في العام 2007، وهو يُعنى بإصدار بعض المطبوعات والمنشورات العلمية التي تعكس نشاطات الجائزة وتبرز دورها وتحقيق أهدافها.  وعمل المركز على وضع الضوابط التي تحكم عملية إصدار الكتب ونشر الأبحاث. وعملت الجائزة منذ عام 2006 على استمرار الدعم لكل المبادرات المجتمعية والحملات التوعوية للأمراض ذات الأولوية للمجتمع المحلي، حيث ساعدت في إلقاء الضوء على العديد من الفعاليات المجتمعية والطبية، كيوم القلب العالمي ويوم الامتناع عن التدخين وغيرها، كما تم العمل مع مجموعة عمل الثلاسيميا لعدة سنوات، وكذلك مجموعة عمل الأمراض النادرة، مما نتج عنه إشهار جمعية الإمارات للأمراض النادرة بعد ثماني سنوات من العمل المشترط في نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة.

  • حرص الشيخ حمدان بن راشد على دعم التعليم
    حرص الشيخ حمدان بن راشد على دعم التعليم

دراسات جينية
من الإنجازات المهمة لجائزة حمدان للعلوم الطبية، تأسيس المركز العربي للدراسات الجينية في عام 2003، فقد أجمع العلماء على أن إحراز التقدم في فهم آليات الأمراض الوراثية، يكمن في الأثر التراكمي الذي تحدثه الأبحاث العلمية العديدة المنجزة خلال مدد زمنية طويلة نسبياً. وتطلب الأمر إنشاء مرجعية ذات ثقل إقليمي لتوثيق هذه الأبحاث وقولبتها والإضافة إليها، ولهذا الغرض تم إطلاق قاعدة البيانات تحت مسمى «فهرس الأمراض الوراثية عند العرب»، ويعد المركز ثاني أكبر قاعدة بيانات في العالم. واستطاع بجهود العلماء أن يكون مرجعية علمية لكثير من المنظمات الصحية، حيث يعمل المركز مع جامعات دولية في مجال تبادل المعلومات والخبرات، ليكون أول بحث للمركز، ومن خلال العلماء العرب تم التنسيق مع كلية الطب في جنيف، وكذلك مع جامعة نبراسكا في أميركا. يصدر المركز العربي للدراسات الجينية العديد من المطبوعات بشكل منتظم، وتستهدف هذه المطبوعات كلاً من أفراد المجتمع العلمي والعامة. وفي هذا السياق يتبنى المركز سياسة مجانية الوصول إلى المطبوعات للجميع، مما يحقق أكبر قدر من الفائدة للمجتمع. تحتل سلسلة «الأمراض الوراثية عند العرب» المركز الأهم من بين مجموعة المطبوعات التي يصدرها المركز، وتستند كتب هذه السلسلة إلى العمل الذي يقوم به طاقم المركز في سياق أرشفة وتوصيف الأمراض الوراثية عند المجموعات السكانية العربية. ويتضمن كل كتاب لمحة شاملة وحديثة عن الدراسات الوراثية في بلد عربي معين، ويقوم فريق العمل في المركز بكتابة هذه الكتب بمساعدة علماء وراثة وباحثين من ذلك البلد. وتتوفر نسخ إلكترونية من هذه الكتب على موقع المركز الإلكتروني، كما يمكن توفير نسخ مطبوعة عند الطلب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©