الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة جديدة لـ«تريندز»: «الهوية الانفصالية» لدى «الإخوان»

هوية الجماعة الإرهابية تجاوز الهوية الوطنية وتمثل انتهاكاً لسيادة الدول (من المصدر)
31 مارس 2021 00:18

أبوظبي ( الاتحاد)

صدرت عن مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة تتناول الأدوات التي توظفها جماعة الإخوان الإرهابية في صناعة هويتها الانفصالية، مستندة في ذلك إلى تحليل بعض الاقترابات النظرية الخاصة بكيفية صناعة الهوية الجماعية لأي جماعة أو حركة. 
وأشارت الدراسة إلى أن من سمات الهوية الجماعية أن تكون تمييزية، إذ تضع حدوداً خيالية تفصل بين الأعضاء في المجموعة وبين غير الأعضاء، بحيث يتميز هؤلاء الأعضاء عن الآخرين.
وأوضحت الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت في بناء هويتها الجماعية الانفصالية عن المجتمع منذ وقت مبكر من نشأتها، وتحديداً حينما قام مؤسسها حسن البنا بصياغة مشروعه الأيديولوجي، الذي يحتل فيه موضوع الهوية موقعاً بارزاً، وما تبعه من نجاح الجماعة في الربط بين مجموعة من الأبعاد والمستويات في مشروعها الديني - السياسي في خطى متوازية، بحيث وازنت بين البعد الأيديولوجي/‏‏‏‏الدعوي، والبعد التنظيمي والتعبوي، وربطت كل ذلك بحياة المصريين اليومية وبهمومهم وتطلعاتهم؛ أي أن نجاح الجماعة في ربط الأفكار بالتنظيم وبالإنجاز مكّنها من التأسيس لهوية جماعية تتمايز عن الهوية الجماعية الوطنية المصرية.
ولفتت الدراسة النظر إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لجأت إلى هندسة نفسها داخل مجتمع خاص بها، له قيمه ومعاييره ورؤيته الخاصة للعالم، واستخدمت في ذلك سبلاً ووسائط عديدة؛ منها ما هو اقتصادي واجتماعي خدمي وتعليمي تربوي.

تغلغل
تكشف الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين اعتمدت كذلك على التغلغل في نسيج المجتمع، لتعزيز هويتها الجماعية، وذلك من خلال الاعتماد على تقديم الخدمات الاجتماعية للعديد من فئات المجتمع، وخاصة المهمشة والفقيرة منها، باعتباره مدخلاً للتمدد والانتشار في المجتمع. وفي هذا الإطار عملت جماعة الإخوان المسلمين على بناء مخرجات تنظيمية اجتماعية كالجمعيات والمراكز الصحية والمساجد، ونحو ذلك من مؤسسات ذات طابع اجتماعي، تدعم أهدافها العامة، ولعل هذا ما يفسر أسباب استمراريتها رغم الانتقادات العديدة التي توجه إلى أدائها السياسي، حيث إن تنوع أنشطتها وأدوارها الاجتماعية كان دائماً حافزاً وراء هذه الاستمرارية. وتخلص الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين سعت من وراء توظيف كل هذه الأدوات لبناء هوية جماعية انفصالية خاصة بها وبأعضائها، كما حاولت توظيفها في الحفاظ على وحدتها الداخلية وتجنب التفكك، لكن الجماعة لم تستطع الاستمرار في الحفاظ على هذه الهوية التي كانت تتجاوز الهوية الوطنية وتمثل انتهاكاً لسيادة الدول؛ وهذا ما أدى إلى تنامي الانشقاقات عن الجماعة وتراجع قدرتها على التأثير في أعضائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©