السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

احترس.. من أصدقاء السوء

احترس.. من أصدقاء السوء
1 ابريل 2021 01:22

أبوظبي (الاتحاد)

قدم والد أحد المدمنين المتعافين الشكر والتقدير إلى «شرطة أبوظبي» وشركائها من الجهات المختصة على جهودهم في مساعدته لعلاج ابنه من تعاطي المخدرات، والاستفادة من خدمة «فرصة أمل» التي أطلقتها مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي للوقاية من المخدرات، والتي تتيح العلاج لمتعاطي المواد المخدرة بطريقة تضمن السرية التامة، وتقدم برامج توعية بما يدعم جهود الوقاية وترسيخ أمن واستقرار المجتمع، ويضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة. 
وروى والد الشاب قصة تعاطي ابنه المخدرات، خلال لقاء مع برنامج «لمسيان اليوم» على قناة أبوظبي موضحاً أنه لاحظ انطواء الشاب لمدة طويلة في غرفته، مع ظهور علامات الإعياء الشديد وشعوره بالدوخة وظهور السواد تحت عينيه، مشيراً إلى أنه في بادئ الأمر توقع أنه مرض عادي، ولكن ازداد قلقه لحالته وقرر مواجهته بأنه يبدو غير طبيعي، ومع الاستمرار في السؤال والضغط عليه بالحديث اعترف الشاب بأنه مدمن لنوع معين من المخدرات.
وذكر يوسف لوالده أن أحد أصدقائه عرض عليه حبة مخدرة، وقال له إنها ستساعده في المذاكرة، وتجعله يشعر بالنشاط، فتناول الحبة المخدرة للمرة الأولى والثانية حتى وصل لمرحلة أنه أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها.
وأضاف: إنه شعر بالحيرة والقلق والخوف من الفضيحة، وهو يفكر جدياً في إيجاد حل لعلاج ابنه من مشكلة المخدرات إلى أن شاهد عبر مواقع «التواصل الاجتماعي» خبراً عن مبادرة «فرصة أمل»، وبدأ التفكير في أنها ستكون المخرج لمشكلة ابنه خصوصاً وأنها تتعامل بخصوصية وسرية تامة مع متعاطي المخدرات وعلاجهم من هذه الآفة.
وأشار إلى أنه على الفور عرض الفكرة على ابنه بالتسجيل في المبادرة للعلاج وتفاجأ بسرعة «شرطة أبوظبي» وأسلوبها الراقي في التواصل معه بكل سرية وخصوصية وشفافية وأمان، لافتاً إلى أن مديرية مكافحة المخدرات أوفت بالوعد وأودعت ابنه في مصحة العلاج من الإدمان حتى عودته للمجتمع معافى، وقدم الشكر والتقدير لشرطة أبوظبي على هذه المبادرة الرائعة لعلاج مدمني المخدرات. 
وكانت شرطة أبوظبي أطلقت بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع والاتحاد النسائي العام ومركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، حملة شاملة لمكافحة المخدرات تستمر لمدة شهر، تستهدف فئة الشباب، وأولياء الأمور والأسر والمجتمع المحلي، وتسعى إلى تعزيز وعي المجتمع بالأسباب والآثار المدمرة للمخدرات والنتائج الوخيمة لتعاطيها وتطويق انعكاساتها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.
وذكر العقيد طاهر غريب مدير مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي: إن بعض الأسر لديها فكرة خاطئة بأن متعاطي المخدرات من الصعوبة علاجه، مشيراً إلى أن الفرصة متاحة للعودة إلى الطريق الصحيح متى ما توفرت الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية، مشيراً إلى أن متعاطي ومدمن المخدرات يمكن بنجاح أن يعود إنساناً طبيعياً ويترك الإدمان، ويصبح فاعلاً في المجتمع.
‏‎وأوضح أن الجهات الرسمية في الدولة أتاحت فرصة العلاج للمتعاطين دون ملاحقة قضائية، حسب المادة 43 من القانون الاتحادي رقم (8) لعام 2016 والتي نصت على أنه «لا تقام الدعوى الجزائية على متعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية إذا تقدم من تلقاء نفسه أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية إلى وحدة علاج الإدمان أو النيابة العامة أو الشرطة طالباً العلاج، فيودع لدى الجهة المختصة إلى أن تقرر إخراجه».
وأكد ضرورة تجاوب الأسر في حال كان أحد أفرادها من متعاطي المخدرات بالإبلاغ عن هذا الشخص لتقديم الرعاية اللازمة له وعلاجه من الإدمان، موضحاً أن هذا هو دافع رئيس لإطلاق خدمة «فرصة أمل» بشكل يضمن السرية والخصوصية للمتقدمين للعلاج.

إقبال
أشار العقيد طاهر غريب إلى أن الخدمة شهدت إقبالاً كبيراً واستغل متعاطو ومدمنو المخدرات الخدمة المتاحة لطلب العلاج بالسرية والخصوصية الكاملة، بالتنسيق مع المركز الوطني للتأهيل (والعلاج من الإدمان)، وبالفعل تلقوا العلاج اللازم بعد تقنين إجراءات مكتب النائب العام بإمارة أبوظبي، لافتاً إلى أن برنامج فرصة أمل مخصص لجميع قاطني دولة الإمارات العربية المتحدة من المواطنين والمقيمين والزوار.
وأشار إلى أن نحو 38925 شخصاً زاروا الصفحة الإلكترونية لخدمة «فرصة أمل»، خلال العام 2020 فيما تلقى الموقع نحو 207 طلبات و64 استفساراً، وتم مراعاة السرية التامة للمتقدمين مع الموقع وتقديم النصح والإرشاد للذين وقعوا في براثن هذه الآفة، وتعريفهم بالإجراءات العلاجية التي تقدمها المؤسسات المختصة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©