الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التطبيب عن بُعد: 400 ألف استشارة طبية خلال عام

التطبيب عن بُعد
1 ابريل 2021 21:05

أبوظبي (الاتحاد)- نجحت شركة «صحة» أكبر شبكة رعاية صحية في دولة الإمارات، بتقديم أكثر من 400 ألف استشارة طبية، وصرفت أكثر من 450 ألف وصفة طبية عن بُعد منذ إطلاقها حلّ الرعاية الصحية المبتكر في أبريل 2020 «التطبيب عن بُعد»، وهو ما يُشكل نسبة 9% من إجمالي استشارات العيادات الخارجية، وقدمت بذلك 450 ألف وصفة طبية عن بُعد، وهو ما يعادل نسبة 10% من إجمالي الوصفات الطبية المقدمة لمرضى العيادات الخارجية.
وأظهرت استجابة دولة الإمارات القوية لتحديات انتشار جائحة «كوفيد-19» مرونة الدولة وقدرتها على تقديم ابتكارات جديدة وسريعة في القطاع الصحي، وتعدّ شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» من أنجح شبكات الرعاية الصحية في ريادة هذا الابتكار، حيث أدخلت منذ عام كامل خدمة التطبيب عن بُعد لمرضى العيادات الخارجية في شهر أبريل 2020، كخدمة دائمة لتعزيز تجربة المرضى في منشآت «صحة»، ولتوفير رعاية طبية أكثر شمولاً، واستيعاب المرضى بصورة تتجاوز ما تسمح به عادة نماذج الرعاية الصحية التقليدية.
وفي الآونة الأخيرة، وسعت خدمة التطبيب عن بُعد لمرضى العيادات الخارجية عروضها لتشمل استشارات الفيديو، والتي تتيح أمام المرضى والأطباء فرصة للرؤية المباشرة وتعزيز الانفتاح والراحة خلال الاستشارات. 
وبالإضافة إلى ذلك، عملت «صحة» على تسهيل إيصال الوصفات الطبية المجدولة إلى منازل المرضى، كما تابعت تقديم خدمات الاستشارات المنزلية لأفراد المجتمع المعرضين لمخاطر عالية، ووفرت خدمات التطعيم للأطفال الرضّع من المركبة وفقاً لمعايير السلامة والوقاية، للالتزام بمواعيد تطعيمات الأطفال وفق البرنامج الوطني.
ويؤكد الدكتور مروان الكعبي، المدير التنفيذي بالإنابة لعمليات مجموعة «صحة» أن تسريع التحول الرقمي خلال الذروة التي يشهدها الاعتماد على التكنولوجيا الآن، يشكل أساساً لالتزام «صحة» بالارتقاء في تقديم خدمات الرعاية الصحية والتركيز على المريض كمحور لكل ما تقوم به.

وقال: «شهدت أدوات التفاعل الرقمية استخداماً واسعاً منذ إطلاق خدمة الاستشارات عن بُعد، وأصبحت منهجاً مفضلاً لدى المرضى لإدارة حالتهم الصحية. وعلى مدار العام الماضي، نفخر بنجاح هذه المنصة في ضمان استمرارية تقديم الرعاية للمرضى والربط بين المرضى والأطباء ومزودي خدمات الرعاية الصحية بصورة أكثر انسيابية، مع تقديم أكثر من 400 ألف استشارة طبية عن بُعد، وتحقيق نسبة رضا لدى المستخدمين تصل إلى 83%، كما عززت المنصة من دور المرضى في اتخاذ القرار السريري، وأعادت صياغة نهج تقديم الرعاية، ووضعت معايير جديدة في القطاع الصحي على المستويين المحلي والإقليمي. وبدون شك، ستسهم هذه الأدوات بإحداث ثورة في أساليب تقديم خدمات الرعاية الصحية على مدى السنوات القادمة».

من ناحيتها، قالت الدكتورة أسماء عبدالله حسن المرزوقي، رئيس شعبة طبّ الأطفال لدى الشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية: «تتميز دولة الإمارات بسكانها من الشباب والمنفتحين على التواصل، وبتوفر عدد أكبر من الأجهزة الذكية في المنازل، وقد أسهمت هذه العوامل بتسهيل القبول والاعتماد السريع لتكنولوجيا التطبيب عن بُعد، وإتاحة المجال أمام المرضى للحصول على خدمات الرعاية الصحية اللازمة من منازلهم الآمنة والالتزام بتدابير التباعد الجسدي، كما وفرت خدمة التطبيب عن بُعد في العيادات الخارجية خياراً مريحاً وآمناً لحصول المرضى على الاستشارات الطبية، وخاصة من خلال زيارات المتابعة مع الأطباء».
ومن جانبه، سلط الدكتور إبراهيم إسماعيل الحوسني، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، الضوء على بعض العناصر الرئيسة لتسخير قوة التكنولوجيا في الرعاية الصحية، قائلاً: «يشهد تاريخ الممارسات الطبية الآن لحظة فاصلة بفضل العديد من الاختراقات الطبية والتقنيات التحولية، ومع الاعتماد على تكنولوجيا التطبيب عن بُعد، يمكن لمزودي الرعاية الصحية إدارة قدراتهم بصورة أكثر كفاءة، وتخصيص مزيد من الوقت للزيارات الفعلية الضرورية للمرضى المحتاجين إلى رعاية صحية أكبر، بما أسهم في التخفيف من ازدحام جدول المواعيد. وتتيح لنا التكنولوجيا تخصيص خدمة الاستشارات الطبية عن بُعد للعيادات الخارجية لمتابعة الحالات غير الحرجة، وبالتالي تحسين معايير الرعاية الصحية الشاملة وتوسعة مجال الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بشكل عام».
وأضاف: «على الرغم من الدور الرئيس الذي أسهمت به المنصّة في الحدّ من انتشار العدوى، إلا أننا وجدنا العديد من المرضى يؤجلون حصولهم على خدمات الرعاية الصحية العاجلة نظراً لتخوفهم من الإصابة بفيروس «كوفيد-19» خلال مواعيدهم الطبية. ولذا، ينبغي علينا العمل على مقربة من مرضانا لتثقيفهم حول الحالات التي يمكنهم فيها الاعتماد على التكنولوجيا لاستشارة أطبائهم عن بُعد، وغيرها من الحالات التي يجب عليهم فيها التوجه لمواعيد الزيارة بالفعل، مع طمأنتهم حول قدرة النظام الطبي على إدارة الأزمة وتطبيق اجراءات السلامة الوقائية بشكل فعال».
وتشرح الدكتورة نهى أسامة سليمان، طبيبة الأعصاب في مستشفى توام، فوائد الاستشارة الطبية عن بُعد ضمن نطاق تخصصها، وتقول:«يعتبر علم الأعصاب واحداً من المجالات الطبية التي تعتمد على معرفة التاريخ الطبي المُفصل من المريض، وإجراء فحص عصبي دقيق لتشخيص الحالة بصورة جيدة، من دون تعريض المريض للخطر. وقد يُشكل المرضى الذين يعانون من حالات عصبية تحدياً للتطبيب عن بُعد، وخاصة بالنسبة للمرضى الجدد. وعادة ما أقوم بالاتصال مع المريض، وأحرص على فهم شكواه الأساسية بهدف تقييم مدى حاجته للحضور إلى استشارة فعلية. وبالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص حالاتهم بدقة، تعتبر خدمة الاستشارة عن بُعد في العيادات الخارجية مفيدة للغاية في التواصل معهم ومتابعة الإشراف على تطور حالتهم الصحية».
وعبرت الدكتورة سهى سيد، استشارية ورئيس التوليد وقسم أمراض النساء بمستشفى الكورنيش عن حماستها لإمكانية إدخال منصّات الاستشارة عن بُعد في نطاق تخصصها، وأكدت أنها أداة ممتازة وتساعدها على مراقبة تطور حالة المريضة، خاصة أن النساء الحوامل من ضمن المجموعات الأكثر تعرضاً للخطر في المجتمع خلال استمرار جائحة «كوفيد-19» على أرض الواقع. وأكدت الدكتورة سهى أن الفرصة الحقيقية في هذا المجال تكمن في نقل الأخبار السارة أو الإبلاغ عن نتائج الاختبارات، أو التأكد من سير المريضة على الطريق الصحيح من خلال الاستشارات المقدمة عن بُعد».

وأضافت: «ومهما يكن الأمر، لا يمكن للابتكارات التكنولوجية أن تحلّ محل الاستشارات الفعلية تماماً، ولن تغني عن الحاجة لإجراء زيارات المتابعة ما قبل الولادة وأثناء الحمل، والتي تشمل اختبارات واسعة النطاق للدم والمسحات وغيرها من إجراءات المراقبة، لمواصلة تقديم مستوى متميز من الرعاية للأم والطفل على حد سواء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©