الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عام الخمسين ينطلق غداً.. الإمارات تواصل صناعة المستقبل

عام الخمسين ينطلق غداً.. الإمارات تواصل صناعة المستقبل
5 ابريل 2021 01:22

ناصر الجابري (أبوظبي)

ينطلق غداً عام الخمسين في الدولة، وذلك بعد إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بأن عام 2021 هو «عام الخمسين»، وذلك احتفاء بالذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة، حيث يستمر حتى 31 مارس من عام 2022. 
وسيتضمن عام الخمسين، مجموعة من المبادرات والفعاليات والاحتفالات، والتي تسلط الضوء على المكانة الريادية لدولة الإمارات في مختلف القطاعات، والإنجازات التي بلغتها الدولة خلال العقود الماضية وتصدرها لمؤشرات التنافسية العالمية، والقيم والمبادئ التي جسدها أبناء الإمارات، والمسيرة الحضارية الممتدة، والتي جعلت من الدولة رمزاً عالياً في التنمية والازدهار. 
وتتضمن فعاليات ومبادرات عام الخمسين أيضاً، التأكيد على الاستعداد للمرحلة المقبلة من قصة دولة الإمارات التنموية، عبر التأكيد على تسخير الجهود وبذل الطاقات وتعزيز الإنتاجية ومضاعفة العمل والإنجاز، لمواصلة السير في نهج التميز والاستمرار في اعتلاء مؤشرات الريادة، عبر استكشاف الفرص المتاحة والتركيز على قطاعات المستقبل واستشراف فرصه والتعامل مع تحدياته والتحضير جيداً له، عبر التسلح بالعلم والمعرفة وتوظيف التقنيات الحديثة. 
وتتمحور الأنشطة المتعلقة بعام الخمسين حول ركائز رئيسة تتمثل في إطلاق عام الخمسين بروحٍ احتفالية تشمل كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له، ودعوة أبناء الوطن إلى التأمل في قيم الماضي وإنجازاته اعتزازاً وفخراً بآبائنا المؤسسين، وإلهام الشباب لوضع تصوراتهم حول طموحات الخمسين عاماً القادمة، ودعمهم لتحقيق إنجازات وطنية نوعية تعزز مسيرة التقدم والازدهار، إضافة إلى دعم المبادرات طويلة المدى والسياسات المؤثرة لتمكين أبناء الدولة والمقيمين من القيام بدورهم.

المركز الأول عالمياً 
وفي الفترة الماضية، استطاعت دولة الإمارات أن تحتل المركز الأول عالمياً في 121 مؤشراً، والمركز الأول عربياً في 479 مؤشراً. كما تبوأت مكانها بين أفضل خمس دول في العالم في 189 مؤشراً، كما وتواصلت المنجزات خلال العقود الماضية، حيث شهدت السنوات الأخيرة وصولاً لعام 2021، تحقيقاً لمجموعة من المنجزات الأخرى، والتي تتمثل في تغيير نموذج تقديم الخدمة الحكومية من تقليدية إلى ذكية في 2500 خدمة حكومية، واعتماد 50 قانوناً جديداً لمواكبة المستقبل، وأصبحت حكومة دولة الإمارات الثانية عالمياً في الكفاءة المالية، كما تم إعادة هيكلة حكومة الدولة عدة مرات لمواكبة المتغيرات والمستجدات، وتضاعفت الميزانية الاتحادية بمقدار 130%. 
وقفز جواز السفر الإماراتي ليكون الأول عالمياً، كما تعد نسبة الشعور بالأمان في دولة الإمارات الأعلى عالمياً بأكثر من 95%، كما تعد دولة الإمارات الأولى عالمياً في مؤشر الاستقرار الكلي للاقتصاد، والأولى عالمياً في نسبة المستشفيات المعتمدة دولياً، والأولى عالمياً في سهولة الحصول على الكهرباء، والأولى عالمياً في توفر الإنترنت المتنقل عريض النطاق، والثانية عالمياً في قدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات.
وتتواصل رحلة منجزات دولة الإمارات حيث تعد الدولة الأولى إقليمياً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية وفي سهولة ممارسة الأعمال، وتمتلك الدولة التصنيف السيادي المالي الحكومي الأعلى في المنطقة، كما تعد الدولة الأولى عربياً في سيادة القانون وكفاءة النظام القضائي، كما تعد الأولى عالمياً في استقطاب المواهب والأولى عالمياً في الشراكة الحكومية مع القطاع الخاص والأولى عالمياً في المهارات المالية في القطاع العام، ويعد تعليم الدولة الأفضل عربياً في العلوم والرياضيات. 
وبالتوازي مع عام الخمسين، حققت دولة الإمارات إنجازها الذي وضعته للاحتفاء بمرور 50 عاماً على التأسيس، وهو إيصال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، حيث وصل مسبار الأمل خلال شهر فبراير الماضي إلى مدار كوكب المريخ، ليؤكد على حجم القدرات والكفاءات والخبرات العلمية التي اكتسبها أبناء الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية، وليمثل نتاجاً للاستثمار الحكيم للقيادة الرشيدة في العلوم والمعارف وقطاعات المستقبل. 

خلوة الخمسين
وشهد العام الجاري، عقد خلوة الخمسين برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة وزراء حكومة دولة الإمارات، ومسؤولي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الدولة، حيث عملت جلسات الخلوة على تطوير استراتيجية متكاملة للخمسين عاماً المقبلة، بما يرسخ مكانة الإمارات الريادية في المنطقة، ويعزز تنافسيتها، ويؤسس لمرحلة جديدة عبر الاستعداد للمستقبل برؤية واضحة وبرامج عمل قادرة على تحقيق طموحات وتطلعات شعب الإمارات وقيادته.
وأتت خلوة الخمسين، ضمن جهود الحكومة واستعداداتها الرامية إلى صياغة الأطر الاستراتيجية، ومحاور العمل في القطاعات الحكومية والخاصة للخمسين عاماً المقبلة، بغية تعزيز جاهزية الدولة لتكون من بين الأفضل والأكثر تميزاً في العالم، وبما يرسخ مكانتها وموقعها الإقليمي كوجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار.
وتزامن انعقاد الخلوة الوزارية مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، الذي يعد نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في مسيرتها التنموية المتواصلة بتسارع، وتسعى خلالها حكومة دولة الإمارات، عبر مختلف هياكلها القيادية والإدارية والتنفيذية، إلى صياغة رؤية استراتيجية متطورة، تقوم على الأفكار المبتكرة والمتفردة، وتدفع المسيرة التنموية للدولة إلى آفاق رحبة، وتدعم جهودها في تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات التي تلبي تطلعات شعب الإمارات.
وتناولت خلوة الخمسين سبل تعزيز تنافسية دولة الإمارات عالمياً في القطاعات الحيوية، والآليات الكفيلة بترجمة أولويات أجندة عام الخمسين، في الجوانب الاقتصادية والتنموية والإعلامية والرقمية والبنية التحتية والعلوم المتقدمة، وترسيخ منظومة القيم الحضارية، وتطرقت إلى المتغيرات المستقبلية، وسبل تطوير الحلول الاستباقية لتحدياتها، واستعرضت عدداً من الأفكار لتطوير خطط ومبادرات تنموية، وتحديد المستهدفات الاستراتيجية على المديين القصير والمتوسط. 
وبحثت الحلقات النقاشية تعزيز تنافسية الدولة في قطاع الصحة، وسبل تطوير مستقبل الرعاية الصحية والخدمات الطبية لاستشراف ومواكبة المتغيرات في المجال الصحي، وفق أحدث ما توصل له الطب والعلم والمعرفة البشرية على المستوى العالمي، وناقشت جهود تشكيل خريطة طريق مستقبلية للدولة في هذا القطاع الحيوي، حيث استعرض المشاركون عدداً من الخطط والاستراتيجيات التي تركز على تقديم خدمات طبية ذكية ومتخصصة تسخر التكنولوجيا وأدوات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، وخدمات صحية مبنية على العلوم الطبية الحديثة، مثل: علم الجينوم، وتكنولوجيا النانو، إضافة إلى تعزيز الرعاية الوقائية.
وتناولت الجلسات تنافسية الإمارات، وموضوعات مرتبطة بشكل «مجتمع المئوية»، الذي يحقق طموحات الدولة للخمسين عاماً المقبلة، وسبل تعزيز تنافسية الدولة في هذا الجانب، في مؤشرات المرونة والتكيف والاستباقية والريادة والتسامح والعطاء والابتكار، كما ناقشت عدداً من المبادرات لترسيخ منظومة القيم الحضارية لدولة الإمارات.
وناقش المشاركون، في جلسات العصف الذهني، سبل تعزيز الشراكة الحكومية مع المجتمع، في تصميم أفكار جديدة وتصورات مبتكرة للجيل المقبل للعمل الحكومي، وتطوير نموذج مبتكر لحكومة المستقبل، تحقيقاً لرؤية القيادة بأهمية مواكبة المتغيرات والتحديات العالمية، وتبني ممارسات جديدة تعزز تنافسية الحكومة وريادتها، واستعرضوا مجموعة من الأفكار والمقترحات، المتعلقة بتشكيل وتصميم هيكلية جديدة لعمل الوزارات والجهات الحكومية بدولة الإمارات، والتي تتميز بالمرونة والسرعة والاستعداد لتحديات المستقبل، والقدرة على تقديم خدمات شاملة بالاعتماد على التقنيات الحديثة، ورسم خطط واستراتيجيات متكاملة، تعتمد منهجية استباقية في دراسة الأولويات والأهداف، وتنفيذ البرامج والمبادرات الوطنية، بما ينعكس على رضا المتعاملين وجودة حياة أفراد المجتمع.

«مئوية الإمارات».. خريطة واضحة للعمل الحكومي
ويمثل عام الخمسين، نقطة انطلاق نحو التحضير ضمن خطة دولة الإمارات لعام 2071، والتي تشكل خريطة واضحة للعمل الحكومي الطويل المدى، لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، حيث تسعى المئوية إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات. 

المحور الأول
وتستند مئوية الإمارات على 4 محاور رئيسية، يتمثل المحور الأول فيها بحكومة تستشرف المستقبل: وهي حكومة تقاد أو تدار بوعي، وفق رؤية بعيدة المدى، تسعى إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي، وتقدم رسائل إيجابية للعالم، إثر تبني أفضل التجارب والممارسات النابعة من استراتيجية وطنية لتعزيز القوة الناعمة للدولة، وضمان وجود مصادر جديدة ومتنوعة للإيرادات الحكومية المستدامة والقدرات المالية والاستثمارية بعيداً عن النفط، وتطوير آلية لرصد المتغيرات التي تطرأ على مختلف القطاعات.

المحور الثاني
ويتمثل المحور الثاني في التعليم للمستقبل، حيث يتم بتعزيز مستوى تدريس العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، لا سيما في مجالات الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، وترسيخ القيم الأخلاقية والتوجهات الإيجابية، وتلك التي تعلي من مستوى الاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية، وتكوين عقول منفتحة على تجارب الدول المتقدمة، ووضع آليات لاستكشاف المواهب الفردية للطلبة منذ المراحل الدراسية الأولى، والتركيز على تمكين المدارس من أن تكون بيئة حاضنة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، وتحويل المؤسسات التعليمية في الدولة إلى مراكز بحثية عالمية.

المحور الثالث
ويتمثل المحور الثالث في الاقتصادي المعرفي والمتنوع، عبر تكوين اقتصاد منافس لأفضل اقتصادات العالم، عبر تطبيق آليات عدة، من بينها: رفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، ودعم الشركات الوطنية للوصول إلى العالمية، والاستثمار في البحث، والتطوير في القطاعات الواعدة، والتركيز على تلك التي تعتمد على الابتكار والريادة والصناعات المتقدمة، وتطوير استراتيجية اقتصادية وصناعية وطنية تستشرف المستقبل، وتضع الإمارات ضمن الاقتصادات المهمة في العالم، وتربية وتنمية جيل من المخترعين والعلماء الإماراتيين، ودعم إسهامهم في تطور العلوم والتقنية، والتنسيق والتكامل مع الدول المتقدمة في هذا الشأن، وتحسين المستوى المهني لدى الإماراتيين، وإكسابهم ثقافة عمل جديدة، وتشجيع تصدير المنتجات والخدمات الوطنية المتقدمة لمختلف أنحاء العالم عن طريق برامج متخصصة ومكثفة، ودعم وتشجيع زيادة نماذج الشركات الإماراتية الرائدة.

المحور الرابع
ويتمثل المحور الرابع في تكوين مجتمع أكثر تماسكاً، عبر ترسيخ قيم التسامح والتماسك والتواضع والاحترام والولاء للوطن في ربوع المجتمع، وكذلك تمكين الشباب والنساء، وجعل السعادة والإيجابية أسلوب حياة، وتوفير جودة عالية في مجالي الصحة والرياضة، وتوظيف كل الطاقات البشرية في طريق التكاتف والتعاون، وتكوين أسر واعية بمتطلبات المرحلة المقبلة، وتطوير برامج تجعل أجيال المستقبل قادرة على إعطاء نموذج جيد عن دولة الإمارات في الخارج، والأهم هو زيادة مستوى التفاف الإماراتيين حول وطنهم. 
ويشمل برنامج عمل مئوية الإمارات على تعزيز سمعة الدولة، وتنويع الإيرادات وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية بعيداً عن النفط، والاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة. بناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي.

لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي
تشرف لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات على الفعاليات والمبادرات المصاحبة لعام الخمسين، حيث شكلت اللجنة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويترأس اللجنة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائباً لرئيس اللجنة.
وتشمل مهام اللجنة إدارة حوكمة فعاليات الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، والعمل على إعداد خطة شاملة للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في 2021، والعمل على تشكيل فرق عمل لتنفيذ هذه الخطة، ووضع آليات متكاملة لتنسيق فعاليات احتفالات اليوبيل الذهبي على المستوى الاتحادي ومستوى الإمارات المحلية، ووضع خطط لتعزيز الأثر الدولي لاحتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي في كافة المحافل العالمية، إضافة إلى إشراك سفارات الدولة في كافة دول العالم في التحضير والإعداد والتنفيذ لاحتفالات اليوبيل الذهبي، بما يعزز صورة الإمارات العالمية.
وتتضمن المهام أيضاً، إشراك كافة فئات المجتمع في التجهيز والمشاركة في احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي، والعمل على إشراك القطاع الخاص في احتفالات اليوبيل الذهبي مشاركةً وتنفيذاً بما يخرجها بشكل استثنائي للعالم، ووضع خريطة لمخزون الإنجازات في دولة الإمارات منذ تأسيسها والعمل على حفظ هذا المخزون للأجيال القادمة، ووضع خطط إعلامية محلية وعالمية لسرد مسيرة الإمارات في الخمسين عاماً الماضية، وإشراك وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية في احتفالات اليوبيل الذهبي للدول.
وإضافة إلى مهمتها في تحديد تفاصيل احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي، ووضع وتنفيذ خطة شاملة للاحتفال بعام الخمسين على المستويين الاتحادي والمحلي. تعمل اللجنة على تنفيذ أجندة متنوعة تغطي ركائز استراتيجية تشمل العديد من مبادرات التنمية الرامية إلى قيادة التغييرات عبر السياسات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لأجيال قادمة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©