الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قضاء حوائج الناس وتنفيس الكرب

قضاء حوائج الناس وتنفيس الكرب
22 ابريل 2021 01:58

أبوظبي (الاتحاد) 

أمر رب العزة جلّ وعلا في القرآن الكريم بفعل الخير، والتعاون على البر، وشجّع أصحاب الإيمان على التعاون بشأنه، وكرّر الدعوة لفعل الخير بلفظ التعاون بين بني البشر، أمر الله بالتعاون في ميدان البر، ونهانا عن التعاون في ميدان الشر. قال -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2]. وقد جاء الأمر بفعل الخير، بعد ذكر جملة من الشعائر.
وللدلالة على أن فعل الخير لا يقل عنها في المنزلة والثواب، يقول الحق -تبارك وتعالى- في محكم تنزيله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [الحج: 77]. وأيّدت السنة ذلك فجاء في الحديث الشريف عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَة»ِ.
كما أن السعي في قضاء حوائج الناس سبب للبركة وزيادة الرزق، فقد رُوي في الحديث: «إنَّ للهِ أقواماً اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ يُقرُّهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحوّلها إلى غيرِهم»، ورمضان شهر المواساة وقضاء حوائج المحتاجين، وشهر التعاون والتراحم، وإن من كرم الله -تعالى- على عباده أن جعل الساعي في قضاء حاجة أخيه المسلم أن يكون في معيّته -جل جلاله- مؤيداً له، ومعيناً ومثيباً، وكفى به أجراً وفضلاً، فمن سعى في قضاء حوائج الناس على اختلاف مشاربهم وأجناسهم، قضى الله -جل وعلا- حوائجه وثبته على الصراط، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ».
وإن السعي في قضاء حوائج الناس منزلة حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنِّي أُوتَى فأُسأَلُ ويُطلَبُ إليَّ الحاجةُ وأنتم عندي فاشفَعوا فلْتُؤجَروا ويقضي اللهُ على لسانِ نبيِّه ما أحَبَّ أو ما شاء»، وكما أشير سابقاً فإن السعي في قضاء حوائج الناس سبب للبركة وزيادة الرزق، فقد رُوي في الحديث: «إنَّ للهِ أقواماً اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ يُقرُّهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحوّلها إلى غيرِهم».
وفي هذه الأيام الرمضانية، يقوم كرام الناس بتفقد المحتاجين، وإطعام الجائعين، والبحث عن المساكين، فيواسونهم، ويقضون حوائجهم، ومن ذلك أيضاً ما تقوم به الهيئات الخيرية الرسمية في الدولة كمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة الشيخ زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها، من مشاريع الخير في داخل الدولة وخارجها مثل: إفطار الصائم وكسوة العيد، وحفظ النعمة وزكاة الفطر، فساهموا معها فهي توصل صدقاتكم إلى مستقيها. وإنّ قضاء حوائج الناس مبدأ إنساني دعا إليه الإسلام وحث عليه، وأن ثواب قضاء حوائج الناس عظيم تكفّل الله -سبحانه- به، وأن من علامات حب النبي الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- التأسي به في حرصه -صلى الله عليه وسلم- على قضاء حوائج الناس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©