الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التكنولوجيا تعزز الإجراءات الاحترازية في رمضان

التكنولوجيا تعزز الإجراءات الاحترازية في رمضان
2 مايو 2021 01:38

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الإجراءات الاحترازية أعطت فرصة لتطبيق تجربة جديدة في التعامل مع الشهر الفضيل، مشيرة إلى أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية أدى إلى إنجاز جديد على مستوى العالم بصفة عامة ولدولة الإمارات بصفة خاصة. 
وقالت الوزارة، رداً على استفسارات لـ «الاتحاد»: «أكدت الإمارات قدرتها وتميزها في مجال الابتكار والتحول الرقمي، فاعتاد الناس بمختلف أعمارهم استخدام التكنولوجيا من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمنصات الرقمية للتواصل مع الأقارب والأصدقاء، مع إمكانية المشاركة في المحاضرات الدينية إلكترونياً».
وأضافت: «كما يمكن للشخص الآن تقديم التبرعات، ودفع الزكاة من خلال ضغط الزر على جواله، وكذلك يمكن للجهات المختصة التنسيق مع الجهات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف البلاد العربية والإسلامية». 
وأشارت الوزارة إلى أن هذه التجربة أعطت فرصة في تغيير طريقة التفكير بأهمية التجمعات الأهلية، ولكن مع وجود التطبيقات الذكية، ومشاهدة أفراد الأسرة بالفيديو، حيث أدخلت طابعاً جديداً وسهلت عملية التواصل بسبب هذه الظروف الاستثنائية. 
وذكرت الوزارة، أنه في ظل الوضع الراهن وجد الأفراد وقتاً أكبر للبقاء مع الأسرة، وممارسة الرياضة في المنزل، والتعرف على جوانب القوة والضعف في شخصية الأبناء من خلال البقاء في المنزل والمكوث معهم لفترة أطول.
وأكدت الوزارة أن الإجراءات الاحترازية أعطت فرصة لتطوير الذات واكتساب المهارات المختلفة من خلال الدراسة «عن بُعد» وتعلم بعض الاهتمامات مثل الطبخ، وكذلك حفظ القرآن الكريم والذكر وتعليم الأطفال صلاة الجماعة. 

فرصة للتغير 
وقال الدكتور مشعل سلطان، أستاذ مساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، استشاري الطب النفسي للأطفال واليافعين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال: «يأتي ‏رمضان ومعه ذكريات التآلف والتراحم وأداء الصيام والصلوات وقراءة القرآن». 
وأضاف: «والشهر الفضيل فرصة لقضاء أوقات مع الأسرة، والتعاون في أمور المنزل، والتواصل مع العائلة الممتدة ومع الأصدقاء»، لافتاً إلى أن «الجائحة» كان لها الأثر في تغيير نمط الحياة، والمقدرة على التأقلم تفاوتت بناءً على معطيات كثيرة، وربما رمضان المبارك فرصة لاستحضار ‏المشاعر الإيجابية، وفرصة للتمعن وللتفكر. 
وذكر أن الاجتماع حول العالم في العبادات الفضيلة يدعونا إلى التفكر في وحدتنا كبشر، ويعزز من مشاعر الانتماء، على نطاق الأسرة، للوالدين دور مهم كقدوة في الاحترام، والتعاطف مع الآخرين، مشيراً إلى أهمية تشجيع الأطفال على المشاركة في الأعمال المنزلية، وتحضير الواجبات على سبيل المثال، مما يمنحهم الثقة في قدراتهم وإمكاناتهم.
‏ولفت سلطان إلى أن من جماليات رمضان تقدير الوقت والتنظيم والتخطيط، على سبيل المثال أوقات الصلوات، وأوقات الوجبات، وأوقات العمل، وأوقات الأسرة، وأوقات النوم الاستيقاظ، مؤكداً أن الترتيب والتنظيم لهما الأثر البالغ على الإنتاجية، ومع التخطيط يقل الشعور بالضغط والتوتر، ويزيد الشعور بالإنجاز.

متطلبات رمضان 
وعن متطلبات المحافظة على نتائج مرحلة التعافي خلال شهر مرضان الفضيل، ذكر الدكتور بول عون، استشاري طب الغدد الصماء وداء السكري في المستشفى الأميركي دبي، أن دولة الإمارات نجحت في تحقيق نتائج متميزة في التعافي من تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، وهو ما يستلزم الحفاظ خلال شهر رمضان على هذه النتائج. 
وقال: «تتطلب جهود الوصول لمرحلة التعافي من (كوفيد - 19)، الالتزام بالتعليمات في شهر رمضان، وعدم التهاون مع الإجراءات الاحترازية، للتمكين من المحافظة على المكاسب التي تحققت والجهود المتميزة التي بذلتها مؤسسات الدولة منذ ظهور الجائحة». 
وأضاف: «يمنح الالتزام بالتباعد الجسدي في رمضان المزيد من الوقت لتحقيق التغطية باللقاح، ما يخفف العبء عن كاهل القطاع الصحي، ويساعد العاملين في الميدان على متابعة الحالات الطارئة».
ونبه إلى أهمية تجنب الزيارات والتجمعات العائلية، والاعتماد على التواصل مع الأقارب والأصدقاء عبر الهاتف وبرامج التواصل الإلكتروني، لضمان سلامتك وسلامتهم، لافتاً إلى ضرورة الحد من التجمعات المنزلية والعائلية المصاحبة للولائم الرمضانية، وأن يقتصر الفطور أو السحور الجماعي على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن في المنزل نفسه.
وقال: «حرصاً على سلامة الشخص وأحبائه، تجنب المصافحة باليد و»المخاشمة» (الموايهة) والعناق، والاكتفاء بالسلام عن بُعد، والحد من زيارة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر (مثل كبار السن وأولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة)، مع ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية أثناء وجودك معهم».
وأشار إلى ضرورة ترك مسافة التباعد الجسدي أثناء تأدية مناسك شهر رمضان المبارك حتى في المنزل، والامتناع عن مشاركة وجبات الإفطار مع الأقرباء والجيران، بالإضافة إلى عدم مشاركة الأدوات الشخصية، مثل الهاتف والملاعق... إلخ، أثناء تجمع الأفراد من العائلة نفسها. وأكد أهمية الابتعاد عن التجمعات الكبيرة في الأماكن العامة، مثل المطاعم والأسواق والمراكز التجارية، والتقيّد بالطاقة الاستيعابية، مشدداً على أن القطاع الصحي في الدولة ينتهج استراتيجية مرنة ومتعددة المسارات في التعامل مع جائحة «كوفيد - 19» تعتمد على قيام الجهات المختصة بإجراء أكبر عددٍ ممكن من الفحوص الطبية، وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، وتوفير اللقاحات.
وقال: «يعتبر انخفاض عدد حالات الإصابة مؤشر نجاح الجهود الوطنية في كسر وتيرة انتشار الفيروس، وهو ما يترسخ من خلال التزام الأفراد خلال شهر رمضان بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحفاظ على ما تم تحقيقه من نجاحات». وأضاف: «كما يجب الحرص على المواظبة في اتباع الإجراءات الوقائية، وذلك من خلال التباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن مترين عن الآخرين دائماً، والالتزام بلبس الكمامة الطبية أو ثلاثية الطبقات، مع مراعاة استخدامها بشكل صحيح». وأشار عون إلى غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدام معقم اليدين، وخاصة قبل أو بعد الزيارات.

الإجراءات العملية 
وعن أهم الإجراءات العملية التي تسهم في الحد من انتشار فيروس «كورونا» خلال رمضان، أجابت الدكتورة بوجا جايسال، اختصاصية النساء والتوليد في المستشفى الكندي التخصصي بدبي: «يُعد التباعد الجسدي من أهم الإجراءات العملية؛ لأن العدوى تنتشر من خلال المخالطات اللصيقة وملامسة الأسطح الملوثة وعبر الرذاذ التنفسي؛ ولذلك يجب علينا أن نتفادى التجمعات خلال شهر رمضان». 
وأضافت: «نمر بمرحلة استثنائية تحتم علينا الابتعاد عن التقاليد المرتبطة بالشهر الفضيل مؤقتاً، ريثما تتضح الأمور أكثر حول ماهية الفيروس والاستعاضة عنها ببدائل افتراضية للتقليل من التقارب الجسدي». 
ولفتت إلى أن المحافظة على التباعد الجسدي لا تسهم في حماية أنفسنا من العدوى فقط، وإنما أيضاً في وقاية أحبائنا من كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، الذين قد تعرض الإصابة حياتهم للخطر أو تسبب لهم مضاعفات خطيرة جداً دائمة الأثر على أقل تقدير. 
وأشارت إلى أن التباعد الجسدي لا تقتصر فوائده على صحة الأفراد، بل تنعكس إيجاباً على المجتمع ككل، لا سيما بعد ما شهدنا في بلدان أخرى إلى أي مدى يمكن لهذا الوباء أن يصبح كارثياً. 
وبينت أنه في ظل هذا الوضع القائم، يتعين علينا كأفراد فاعلين ومسؤولين أن نستمر في الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها في الدولة خلال الشهر الفضيل، لأن عدم الالتزام ربما يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في الحد من نتائج السيطرة على المرض، وبالتالي حدوث تأثير هائل في منظومة الرعاية الصحية. 
وشددت على أنه يجب الامتناع عن إقامة التجمعات الكبيرة، وحصرها بالتجمعات العائلية الصغيرة، والمحافظة على مسافة التباعد الجسدي في المساجد، وتعقيم الأيدي باستمرار وتجنب المصافحة باليد أو التقبيل، وتغطية الفم أثناء السعال والعطس. 
وعن أهم نصائح المحافظة على الصحة خلال الشهر الفضيل لتعزيز مناعة الجسم من فيروس «كوفيد - 19»، أفادت جايسال، بأنه من المهم شرب كميات وفيرة من الماء بين فترة الإفطار والسحور وتناول الوجبات الصحية الطازجة والسليمة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©