الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. التكنولوجيا في خدمة السلام

الإمارات.. التكنولوجيا في خدمة السلام
12 يونيو 2021 03:51

أحمد عاطف (القاهرة)

أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن القضايا والأفكار والمبادرات التي وضعتها دولة الإمارات العربية المتحدة على أجندتها، استعداداً للانضمام إلى مجلس الأمن الدولي، من شأنها تعزيز دورها الفعال والبارز في مجلس الأمن والتعامل مع قضاياه.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد»: إن الدولة استعدت مسبقاً، وتعتمد في هذا الأساس على سياستها ودبلوماسياتها الناعمة، التي تمكنها من التعاون مع أعضاء المجلس الآخرين للحفاظ على السلام والأمن من التهديدات الأمنية التقليدية، وكذلك من التهديدات التي تشكلها التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ وحالات الطوارئ الصحية مثل جائحة «كوفيد-19».
وأوضحوا أن الإمارات أولت التكنولوجيا والابتكار أهمية كبرى على مدار تاريخها، وذلك في إطار استعدادها بشكل أفضل للتصدي للتحديات الحالية والمستقبلة، لاسيما أن المجلس يمكن أن يستفيد من تسخير التقنيات المتقدمة في السعي لتحقيق السلام والأمن، وكذلك التركيز على التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه التقنيات على المجتمعات.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية أشرف سنجر: إنه بقراءة الفترة الأخيرة للتحركات الاماراتية، فإنها مهتمة ليس فقط بالقضايا العربية ولكن بالقضايا الدولية والعالمية، موضحاً أن لديها أدوات تفاوضية ودبلوماسية فاعلة مع جميع الدول، لاسيما القوى الكبرى، بشكل لافت، عبر أسلوب تعاوني لا ينحاز لدولة بعينها.
وأضاف سنجر لـ«الاتحاد»: إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أصبحا منبرين لا غنى عنهما لحل النزاعات وتعزيز السلام والأمن في العالم، ولذلك فإن انتخاب الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن، يستند إلى قوتها في المجالات كافة، واهتمامها بالقضايا العالمية من قبل عضويتها بالمجلس.
ولفت أستاذ العلوم السياسية أن الدولة تتعامل مع الدول الصناعية الكبري، وتحاول دعم الدول الأخرى بسياسة إنسانية، وهو ما ظهر جلياً في ظل جائحة «كورونا»، عبر تقديم المساعدات الإنسانية لعشرات الدول، كما إن الدولة كانت من أولى الدول التي وافقت على التعامل مع قضايا المناخ بدرجة عالية من المسؤولية.
وتركز الإمارات، التي جاءت حملة انتخابها بمجلس الأمن للفترة 2022-2023 تحت شعار «أقوى باتحادنا»، على جهود تحفيز الابتكار وبناء القدرة على الصمود وتأمين السلام للأجيال المقبلة.
وتؤمن دولة الإمارات بقدرة دول العالم على التغلب على التحديات غير المسبوقة التي يشهدها العالم حالياً، من خلال مضافرة الجهود معاً. ولهذا السبب اختارت دولة الإمارات أن تكون حملتها «أقوى باتحادنا»، وستجلب الدولة إلى المجلس روح التعاون، والحوار والدبلوماسية خلال فترة ولايتها.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق السفير إبراهيم الشويمى أن وجود الإمارات في مجلس الأمن يخدم القضايا العربية، ويمكنها من دعم تمرير مشروعات قوانين تخدم المنطقة وقضاياها.
وأضاف الشويمي لـ«الاتحاد»: إن الدولة ستكون داعماً كبيراً للقضية الفلسطينية والمفاوضات كعادتها، موضحاً أنها ستنطلق إلى أفق أوسع لقضايا عالمية بعيدة عن الاقليم وستكون ملتزمة بتمثيل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كافة، وستستمع إلى آراء الدول، لنقل وجهات نظرها إلى المجلس.
في السياق ذاته، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، أن الدولة ستركز على القضايا الإقليمية والدولية، لأنها لا تمثل الدول العربية فقط، وإنما آسيا ودول المحيط الهادئ، مشيراً إلى أن مرحلة ما بعد العولمة تخص التحديات المشتركة كالحروب البيولوجية وليس كورونا فقط، مؤكداً أنه سيتم العمل على محاولة تشغيل خطوط الانتاج الدوائية مع الولايات المتحدة والدول الكبرى للدول الاكثر احتياجا.
وأضاف فهمي لـ«الاتحاد» ان الدولة ستسعى لتقديم مبادرات انسانية في اطار التسامح الدولي وحفظ السلام وانقاذ دول القرن الأفريقي، لا سيما أن مجلس الأمن يحتاج طرحاً جديداً كتعزيز الشراكة الدولية مع القوى الفاعلة، وربط الاقتصاديات ببعضها بعضاً.
ووفقاً للكثير من المراقبين، فإن الإمارات ستعمل على دعم تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن، فضلاً عن تعزيز المشاركة الهادفة للشباب في جهود السلام والأمن الدوليين، وتقديم فرصة لتعزيز التعاون العالمي، والاستفادة من نظام الأمم المتحدة لبناء مؤسسات ومجتمعات أكثر مرونة وإنصافًا واستدامة، في السنوات المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©