عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
خلال الفترة من 27 أبريل، وحتى 29 أكتوبر من 1967، استضافت مدينة مونتريال، الواقعة على نهر سانت لورانس في مقاطعة كيبيك جنوب شرق كندا، نسخة بارزة من معارض «إكسبو» الدولية، وصفت بأنها رابع أكبر معرض دولي ناجح في التاريخ، وسجل رقماً قياسياً في عدد الزوار في يوم واحد بـ 569500 زائر، استقبلهم المعرض في يومه الثالث.
ويُعد مترو مونتريال واحداً من أكبر مشاريع النقل السريع في المناطق الحضرية في أميركا الشمالية، وأحد أبرز مشاريع البنية التحتية التي نُفذت بمناسبة معرض «إكسبو» 1967، حيث بدأت أعمال تنفيذه في أعقاب فوز مدينة مونتريال بحق استضافة المعرض الدولي، وبالتحديد في عام 1962، وذلك تحت إشراف من مهندسين تابعين لمترو باريس. ولعب معرض «إكسبو» 1967 دوراً رئيسياً في إتمام مشروع مترو مونتريال، الأمر الذي جعله أهم النسخ التاريخية للمعرض العالمي، بفضل نجاحه في إنشاء البنى التحتية للمدينة، وتشييد خط مترو خاص لخدمة زواره ساهم كثيراً في تخفيف حدة الازدحام فيها.
واُفتتح مترو مونتريال في 14 أكتوبر 1966، أي قبل افتتاح معرض «إكسبو» بستة أشهر، وخلال انعقاد فعاليات المعرض التي استمرت 6 أشهر كان مترو مونتريال إحدى أبرز المعالم الكندية التي حرص الملايين من زوار المعرض على زيارتها، وفيما بعد تحول إلى أحد أبرز معالم المدينة التي تُعد ثاني أكبر مدن كندا من حيث عدد السكان، وبقيت ذكرى المعرض مصدر فخر لسكانها.
مئوية كندا
جاء الموضوع الرئيسي لمعرض «إكسبو مونتريال» 1967 تحت عنوان «الإنسان وعالمه»، واستوحاه مجموعة من المفكرين الكنديين من رواية ألفها الكاتب، أنطوان دو سان إكزوبيري، في عام 1939.
وتعود البدايات الأولى لـ«إكسبو مونتريال» 1967 إلى اقتراح تقدم به السيناتور، مارك دروين، خلال معرض «إكسبو بروكسل» 1958، بأن تستضيف كندا نسخة من المعرض العالمي تزامناً مع احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها، وهو الاقتراح الذي لاقى قبولاً وترحيباً كبيراً.
إرث عظيم
ترك معرض «إكسبو مونتريال» 1967 الذي اختتم فعالياته في 29 أكتوبر من العام نفسه، إرثاً وأثراً عظيماً ظل مستمراً لعقود عديدة، حيث استمر موقع المعرض ومبانيه وأجنحته التي تحولت إلى معرض دائم تحت عنوان «الإنسان وعالمه»، وكان يُفتتح خلال أشهر الصيف من عام 1968 وحتى عام 1984، أما الجزر التي استضافت المعرض فقد بات تُستخدم كمنتزهات ترفيهية.
50 مليون زائر
في السابع عشر من أبريل 1967، انطلق حفل افتتاح معرض «إكسبو مونتريال» بمشاركة رؤساء 53 دولة، وبحضور 335 ألف زائر، وعلى مدى 6 أشهر استمر المعرض في استقبال الزوار، حتى تجاوز عددهم 50 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، علماً بأن عدد سكان كندا وقتها لم يكن يتجاوز الـ 20 مليون نسمة.
300 مليون راكب سنوياً
في فترات لاحقة، أُدخلت العديد من التطورات والتجديدات على مترو مونتريال، حتى أصبح يضم 68 محطة على 4 خطوط، ويبلغ الطول الإجمالي للمسارات 69.6 كم، وهو ثاني أكبر مترو في كندا بعد مترو تورونتو، وينقل أكثر من 300 مليون راكب سنوياً بمعدل 850 ألف راكب يومياً.
90 جناحاً
في 13 أغسطس من عام 1963، بدأت أعمال البناء اللازمة لاستضافة المعرض الدولي، وشملت توسع جزيرة سانت هيلين، وإنشاء جزيرة جديدة، وبناء مجموعة من المباني الضخمة، وبناء 90 جناحاً للدول المشاركة، فضلاً عن العديد من مشاريع البنية التحتية، أبرزها مشروع مترو مونتريال، وبلغ إجمالي النفقات 439 مليون دولار.
