الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رسائل محمد بن راشد للعالم تحدد.. أهدافنا في إكسبو

رسائل محمد بن راشد للعالم تحدد.. أهدافنا في إكسبو
30 سبتمبر 2021 02:53

طه حسيب (أبوظبي)

في يوم الثلاثاء11 يونيو 2013 نشرت «الاتحاد» ضمن صفحات «وجهات نظر» مقالاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعنوان «لماذا نريد استضافة العالم في 2020؟». مضامين مهمة ركّز عليها المقال، الذي يمكن اعتباره إطلالةً شاملة على رؤية سموه الثاقبة تجاه استضافة دبي لمعرض إكسبو2020، قبل أكثر من 8 سنوات على انطلاق الحدث. وفي تقديري، كان محتوى المقال معززاً لتسويق ملف ترشح مدينة دبي لاستضافة فعاليات إكسبو 2020، وهو هدف تكلل بالنجاح الباهر يوم 27 نوفمبر 2013 لحظة الإعلان عن فوز دبي باستضافة الحدث العالمي الكبير.

حدث عالمي تلتقي فيه ثقافات العالم وتجتمع إبداعاته
وكقارئ ترسخ في ذهني عند مطالعة مفردات المقال، تلك العبارات المكتنزة بمضامين ثرية وعميقة مثل: «الانفتاح الثقافي»، «التقاء الحضارات»، «امتزاج الثقافات» «التواصل بإيجابية»، «الدور الحضاري». محتوى المقال يحمل أفكاراً لا تتقادم، بل هي مستدامة، وتصلح لجميع الأجيال، بمحتوى يعكس رؤيةً استراتيجيةً، بأفقٍ عالمي مستنير، رؤية تؤسس لمستقبل أفضل، وتُبشّر بغدٍ مزدهر للإمارات والعرب والعالم كله. 
التواصل المنظم بين الحضارات، فكرة تموضعت في بداية المقال، عندما تتم الإشارة إلى أنه «قبل أكثر من ألف ومائتي عام ابتكر الخلفاء العباسيون مفهوم التواصل الحضاري المنظم بين الحضارات. ولم يسجل التاريخ المكتوب انفتاح حكام مثلهم على حضارات الآخرين وثقافتهم، وكانت حصيلة ذلك أن جمعت بغداد كل ما أبدعه العقل البشري في مكان واحد، وأسس أول جامعة في العالم بيت الحكمة، الذي ضمنت مكتبته أفضل ما أنتجته الثقافات الإغريقية والسريانية والرومانية والفارسية والهندية من علوم وآداب».

الانفتاح الثقافي وتواصل العقول
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في الجزء الأول من المقال على أن «الانفتاح الثقافي وتواصل العقول من أجل مستقبل أفضل فكرة صحيحة، بل لعلها الفكرة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة تحديات كثيرة تواجه البشرية». وجوهر المقال يعزز رسالة الإمارات ورؤيتها العميقة في استضافة إكسبو 2020، التي اختصرها سموّه، قائلاً: «نريد استضافة إكسبو 2020 في دبي تحت شعار تواصل العقول وصنع المستقبل. حدث عالمي تلتقي فيه ثقافات العالم وتجتمع إبداعاته». 

ثلاث رسائل مهمة
وعبر كلمات تشع بالأمل وتنبض بالحماسة والمبادرة والتفاؤل، وضّح سموّه ثلاث رسائل مهمة، توجهها الإمارات إلى العالم، من خلال استضافة إكسبو دبي 2020: 
الأولى: «منطقة الشرق الأوسط ليست منطقة توترات ونزاعات وحروب. تاريخها وجغرافيتها يقولان بأنها منطقة لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداعات، وستسترد منطقتنا دورها الحضاري عبر مبادرات من هذا النوع، مبادرات تستضيف فيها العالم، وتتواصل بإيجابية وأيضاً مع ثقافاته المتعددة وتتعايش مع أفكاره وتتفاعل مع شعوبه». 
الثانية: التي وجهها سموّه، «هي لأبناء وشعوب المنطقة، التي تعبت من التوترات والنزاعات»، يقول لهم: «إذا كان تواصل الثقافات المختلفة يبني مستقبلاً أفضل، فكيف بتواصل أبناء الثقافة الواحدة والدين الواحد واللغة الواحدة؟» ويطرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ملامح هذا التواصل، مشيراً إلى أنه «تواصلٌ تتوحد فيه العقول قبل الحدود، وتنفتح فيه القلوب قبل أن تُفتح فيه الأسواق وتتوحد فيه الإرادات قبل أن تتوحد فيه العملات». «نريد أن نحقق تواصلاً حقيقياً نبني عبره مستقبلاً أفضل لأبناء المنطقة وشبابها. حان الوقت لتستعيد فيه منطقتنا دورها التاريخي والحضاري. لقد حدد تاريخُنا قدَرَه بأن نكون أمة عظيمة ويجب أن يجسد مستقبلنا هذا القدر». 
الثالثة: التي اكتنز بها المقال، تفصح عن جاهزية الإمارات لاستضافة الحدث العالمي الكبير، فسموّه يشير إلى ذلك بعبارات واضحة، يقول فيها: «نحن قادرون على تنظيم أفضل دورة في تاريخ هذا التجمع الثقافي العالمي، وتستحق هذه المنطقة، التي تضم أقدم الحضارات، وهي مهبط الديانات والوعاء التاريخي لمختلف لثقافات أن تحظى بتنظيم هذا المعرض العالمي الرائع». 
هذه الرسائل تتحول إلى واقع على أرض الإمارات، التي ضربت أروع الأمثلة في التعايش التواصل الثقافي والتسامح والانفتاح على الآخر، بالأفعال والمبادرات وليس فقط بالكلمات والشعارات.

«الاتحاد» سجلت في عددها الصادر يوم 28 نوفمبر 2013 لحظة الفوز التي باتت نقطة مضيئة جديدة في نجاحات الإمارات، ورصدت أصداءها عبر تعليقات مسؤولين دوليين ووزراء عرب وأجانب. التفكير في استضافة الحدث بدأ عام 2011، وتأكد رسمياً في 2013 عبر طلب الترشح الرسمي الذي تكلل بالنجاح في نوفمبر من العام نفسه. 
تضمن المقال التفاتة مهمة تتمثل في التذكير بأهمية تلاقي العقول المبدعة، كونه يسهم في ظهور إبداعات تجعل الإمارات الدولة الوحيدة في المنطقة التي ينتقل اقتصادها بثبات وسرعة نحو اقتصاد المعرفة. وضمن هذا الإطار يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «تواصلت عقول الآلاف من الخبراء والمتخصصين من داخل الدولة وخارجها على أرضنا، فرفعنا أطول بناء في العالم خلال زمن قياسي، وبنينا أكبر جزيرة من صنع الإنسان يمكن رؤيتها من الفضاء، ويعيش ويعمل فيها آلاف البشر». في 11 يونيو 2013، أشار سموّه إلى أن العقول تواصلت «فبنينا أكبر شبكة مترو في العالم تعمل من غير سائق وأنشأنا ثالث أكبر شركة طيران عالمية وطورنا إحدى أفضل الحكومات الإلكترونية في العالم، وبدأنا الانتقال إلى عصر الحكومة الذكية». «تواصلت العقول على أرض عاصمتنا فبنينا أكبر مدينة في العالم خالية من الكربون تضم أحدث المعاهد والعقول المتخصصة في علم الطاقة النظيفة». 

أكبر مدينة ثقافية
يواصل سموّه التأكيد على أهمية تواصل العقول، مشيراً إلى أن «عقول وثقافات وفنون العالم تتواصل في العاصمة أبوظبي لتبني أكبر مدينة ثقافية تضم أجمل وأكبر المتاحف العالمية عبر 27 كيلو متراً مربعاً، في تأكيد على إيماننا بأهمية انفتاح الثقافات وتعايشها بوئام وسلام».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©