الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: تعزيز الحوكمة الفضائية ضرورة لاستقرار الشرق الأوسط

مشاركون في الندوة العلمية (من المصدر)
31 أكتوبر 2021 02:32

أبوظبي (الاتحاد)

نظم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» بالتعاون مع «مؤسسة العالم الآمن» ندوة عن بُعد بعنوان: «أمن الفضاء والاستقرار والشرق الأوسط: الأهمية والحقوق والمسؤوليات»، شارك فيها كل من كريستال أزيلتون مديرة برامج التطبيقات الفضائية بمؤسسة العالم الآمن بالولايات المتحدة، والدكتورة جيل ستيوارت- أكاديمية وخبيرة في مجال الفضاء بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وفيكتوريا سامسون مديرة مكتب واشنطن بمؤسسة العالم الآمن، والدكتور برايان ويدن مدير تخطيط البرامج بمؤسسة العالم الآمن، وألمودينا أزكاريت أورتيغا الباحثة المشاركة بالفضاء والصواريخ بمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح في سويسرا، والبروفيسور كازوتو سوزوكي أستاذ سياسة العلوم والتكنولوجيا بكلية الدراسات العليا للسياسة العامة بجامعة طوكيو في اليابان، والدكتورة جيسيكا ويست باحثة أولى بمشروع بلاوشيرز في كندا، وأندري ريبل دبلوماسي ورئيس قسم العلوم والتكنولوجيا والابتكار بسفارة البرازيل في موسكو.
وأكد المشاركون في الندوة أهمية الشفافية وتعزيز الحوكمة الفضائية، وشددوا على ضرورة التركيز على أهمية وقيمة البيانات التي تجمعها الأقمار الاصطناعية وإتاحتها للجميع حول العالم، ورفع الكفاءات والقدرات التدريبية في مجال الأنشطة الفضائية. كما أوضحوا أن الأمن الفضائي يحتاج إلى عملية تنظيمية لحماية مصالح الدول وعدم نشوب نزاعات وصراعات بين الحكومات بسبب السيطرة على الفضاء الخارجي.
وفي تقديمها للندوة بينت موزة المرزوقي، الباحثة المساعدة في مركز تريندز، أن مجال الفضاء قضية أساسية في العلاقات الدولية كموقع للابتكار. وذكرت أن العديد من الدول تستفيد من الفضاء في تعزيز أمنها القومي من خلال تطوير قدراتها العسكرية. ومع ذلك، فإن الاهتمام المتزايد بالفضاء تكتنفه المخاطر المتزايدة.
وأدار الدكتور ستيفن بلاكويل، المستشار العلمي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الجلسة الأولى التي حملت عنوان: أهمية الفضاء للشرق الأوسط، وعرف بالمشاركتين فيها وهما: كريستال أزيلتون مديرة برامج التطبيقات الفضائية في مؤسسة العالم الآمن بالولايات المتحدة الأميركية، والدكتورة جيل ستيوارت أكاديمية وخبيرة في مجال الفضاء بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في المملكة المتحدة.

رصد التغير المناخي
واستهلت كريستال أزيلتون الجلسة الأولى، وتحدثت عن «دور الفضاء في رصد التغير المناخي»، مؤكدة أن أزمة التغير المناخي إحدى القضايا المأساوية التي يعاني منها العالم، ويعود الفضل في التعرف إلى هذه الأزمة إلى تقنيات الأقمار الاصطناعية، التي ساعدت في التوصل إلى صياغة أول اتفاقية في مجال مكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي. ولفتت إلى أن الأنشطة الفضائية مهمة ومحورية في رصد التغيرات المناخية وإيجاد الحلول الناجعة لها، ولكن يجب على المجتمعات والدول والحكومات الاتحاد والتوافق لمواجهة هذه التحديات، وفهم الأزمة المحيطة بالعالم بشكل أعمق، وبينت أن المراقبة والمتابعة التي تقوم بها الأقمار الاصطناعية تساعد في صياغة السياسات الضرورية لمواجهة الأزمات البيئية، كما أن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة تتيح للعالم التغلب على الأزمات التي تهدد كوكب الأرض بطرق متطورة.

الأولويات والتحديات الفضائية
استعرضت الدكتورة جيل ستيوارت الأولويات والتحديات الفضائية في الشرق الأوسط من منظور جيوسياسي، وقالت إنها نشرت مقالاً عام 2014، عندما علمت بتدشين دولة الإمارات العربية المتحدة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ والفضاء، عبرت فيه عن تفاؤلها بهذا التحدي والطموح العالي الذي يتمتع به أبناء الإمارات. كما أن سلطنة عمان تسعى إلى إطلاق قمرها الاصطناعي الأول، إضافة إلى دول عديدة في الشرق الأوسط منها مصر، وقطر، وإسرائيل، حيث تعتزم هذه الدول إطلاق أقمار اصطناعية في الأعوام المقبلة. وأدارت فيكتوريا سامسون، مديرة مكتب واشنطن من مكتب مؤسسة العالم الآمن بالولايات المتحدة الأميركية الجلسة الثانية، وقدمت لمحة حول محاورها وعناصرها، وقالت: إن العالم يعاني من الكثير من التغيرات العظمى وهناك الكثير من الدول تسعى إلى إيجاد فوائد لنا من هذا المجال على كوكب الأرض. وبين الدكتور برايان ويدن، مدير تخطيط البرامج بمؤسسة العالم الآمن بالولايات المتحدة الأميركية، في مداخلته حول «تقييم التهديدات الفضائية العالمية» أن ثمة قدرات تدميرية وأخرى غير تدميرية. وقد تم استخدام الأسلحة التدميرية من قبل الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأميركية. من جانبها، قالت ألمودينا أزكاريت أورتيغا الباحثة المشاركة، بالفضاء والصواريخ بمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح في سويسرا، في ورقة عمل بعنوان «أمن الفضاء متعدد الأطراف: التوقعات والآثار المترتبة على السياسات»، أن المجتمع الدولي أدرك أن طريقة معيشتنا تعتمد بشكل كبير على الفضاء ولذلك تم إبرام العديد من المعاهدات التي تنظم عملية استخدام الفضاء.

أمن واستقرار الفضاء
أكد البروفيسور كازوتو سوزوكي أستاذ سياسة العلوم والتكنولوجيا بكلية الدراسات العليا للسياسة العامة بجامعة طوكيو في اليابان، في مداخلته بعنوان «الوضع الراهن لأمن واستقرار الفضاء» أن الفضاء هو مسرح الحروب الاستراتيجية في المستقبل، وقال إن هناك قلقاً متنامياً من حدوث اصطدامات عرضية بين الأقمار الاصطناعية في الفضاء مما قد يؤدي إلى تشكل حطام يؤثر على الأرض، موضحاً أن الفضاء قد يكون هو مسرح الحروب الاستراتيجية في المستقبل. 
بدورها أوضحت الدكتورة جيسيكا ويست الباحثة الأولى بمشروع بلاوشيرز في كندا، في ورقة عمل بعنوان «أمن واستقرار الفضاء: قواعد السلوك»، أن معظم النزاعات في استخدامات الفضاء تنشأ بسبب سوء تأويل ما يفعله الآخرون تجاه الفضاء، مما يبرز أهمية الشفافية في هذا الصدد. 
من جانبه، شدد أندري ريبل دبلوماسي ورئيس قسم العلوم والتكنولوجيا والابتكار في سفارة البرازيل في موسكو، في مداخلة حملت عنوان «التطلع إلى تحسين أمن واستقرار الفضاء» على ضرورة تحديد المعايير والأعراف التي تشكل مرجعاً معيارياً في استخدامات الفضاء، وذلك لتجنب نشوب أي نزاعات أو صدامات هناك، مشيراً إلى أنه حتى نتمكن من الاستفادة من الفضاء بشكل جيد ينبغي أن نستخدمه بشكل آمن، وأن نسعى إلى خلق بيئة آمنة ومستقرة فيه. 
وعقبَ ذلك تقدم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بالشكر والتقدير للمشاركين في هذه الندوة على ما قدموه من معلومات مفيدة، وشدد على أن «تريندز» باختياره تقديم مثل هذه النوعية من الندوات فإنه يسعى إلى مواكبة الأحداث وتقديم رؤى حولها تخدم المجتمع وصناع القرار.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©