الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أحجار «اللاريمار» الدومينيكانية تجذب زائر «إكسبو»

«من المصدر»
27 نوفمبر 2021 00:11

شروق عوض (دبي)

يستمتع زائر جناح جمهورية الدومينيكان في معرض «إكسبو  2020 دبي»، برحلة معلوماتية مميزة حول مكونات ومعروضات معظم أركانه، وما إن تقع عينا الزائر على أحجار كريمة معروضة في أحد جانبيه، بألوانها الفيروزية أو الزرقاء المخضرة أو البنية، حتى تأخذه الدهشة ويبدأ برحلة تأمل مشوقة حافلة بالتساؤلات والرغبة باكتشاف سحر هذه الأحجار التي تدعى «اللاريمار»، ومعرفة الأسباب الحقيقية من وراء عرضها في الجناح، والسمات التي تميزها عن غيرها من الأحجار الكريمة وأنواعها وألوانها وغيرها الكثير من التساؤلات.
وتبدأ رحلة الزائر أولاً بالتركيز على شعار الجناح الذي اختارته الدومينيكان ونصبته في منطقة التنقل بمعرض «إكسبو»، تحت عنوان «الاستمتاع بأول مستوطنة في العالم الجديد»، ما يدفعه إلى الإبحار بعيداً للتعرف على تفاصيل أوفى حول طبيعة هذه البلاد الواقعة في منطقة البحر الكاريبي والمحتلة لثلثي جزيرة هيسبانيولا التي تشترك فيها مع هاييتي، وتتميز بتضاريس جبلية وعرة، ومرتفعات وأودية خصبة بينهما، ومناخ استوائي بحري مع تغير طفيف في درجات الحرارة على مدار العام.

الجبال البركانية
يكتشف الزائر في إحدى محطات رحلته من خلال شرح القائمين على الجناح أنّ أحجار «اللاريمار» تعتبر جديدة نسبياً في سوق الأحجار الكريمة، ولا تتوفر إلا في زاوية صغيرة من العالم، وهي جزيرة «هيسبانيولا» الشهيرة التي تشترك فيها جمهورية الدومينيكان مع جارتها هاييتي، وأنّ هذه الأحجار الجذابة -حسب المعتقدات- جاءت من محيط البحر الكاريبي، إلا أنها في حقيقة الأمر وجدت في أعماق الجبال البركانية المغطاة بغابات الدومينيكان.
ومع الاستماع لشرح القائمين، يكتشف الزائر كذلك أنّ «اللاريمار»، تمت مشاهدته للمرة الأولى متناثراً على الشواطئ الرملية البيضاء، منذ ما يزيد على قرن من الزمان، الأمر الذي دفع السكان إلى مثل تلك المعتقدات المشار إليها أعلاه، وبعد 50 عاماً من البحث عن مصدر تلك الأحجار، تم العثور على أنواع عدة منها في جبال الدومينيكان البركانية، وأفضل أنواعها جودة ذو اللون الأزرق الغامق مع دوامات تشبه السحب البيضاء، وثمة أنواع ممزوجة ببقع خضراء اللون وأخرى ببقع بنية وغيرها، ويتم تسويق هذا النوع الأزرق تحت الاسم التجاري «لاريمار» مدعوماً بمعلومة تؤكد وجودها حصرياً في جمهورية الدومينيكان.

تنوع سكاني
يشعر الزائر منذ اللحظة الأولى لدخول الجناح، بالدهشة والمتعة لما يراه من كنوز هذا البلد وتراثه وطبيعته الخلابة وتنوعه السكاني المكون من مزيج من الأعراق المختلفة المنحدرة من قبائل «التاينو» وذوي الأصول الأفريقية والأوروبية، الأمر الذي يثير في نفسه الرغبة في زيارة هذا البلد وشعبه المضياف والمنفتح على أبناء الشعوب الأخرى، إذ تمتلك الدومينيكان بموجب مكونات معروضاتها من أفلام شاشات العرض الكبيرة التي تظهر معلومات مدعمة بالصور حول طبيعة البلاد ومشاريعها الحيوية وأهم صناعاتها، بالإضافة إلى التماثيل والمجسمات لشخصيات أسطورية وآلهة قديمة وأدوات تقليدية، وكل ما يرغب فيه الزائر من السياحة بالشواطئ الأجمل في العالم، مروراً في متنزهاتها الوطنية وسلاسل الجبال والأنهار وعادات وطقوس شعبها وآثاره، انتهاء بأماكن الإقامة الفاخرة.
وتشرئب المشاعر أكثر عند انتهاء هذه الجولة، لينتقل إلى أجواء كاريبية حقيقية 100%، يعيشها ليتعرف وهو يستمع لموسيقى تملأ أروقة الجناح، منبعثة من الآلات الموسيقية الشعبية أو التقليدية، مثل آلة «الماراكاس» الكروية المجوفة التي يمتلئ جوفها بكريات صغيرة إيقاعية مثل البذور والأحجار الصغيرة وقطع الزجاج تصدر أصواتاً عند ارتطامها بجدار الآلة، وكذلك آلة «التامبورا» وهي طبلة ذات رأسين تستخدم في موسيقى «الميرينغي».

كرنفالات سنوية
يحظى الزائر من خلال تلك المعروضات بالتعرف على قصة الكرنفالات السنوية التي تكتظ بها شوارع البلد كل يوم أحد خلال فبراير من كل عام، وطبيعة الملابس الفولكلورية التي يتم ارتداؤها في هذه الاحتفالات، كذلك يمكن للزائر التعرف إلى الصناعات التي يشتهر بها هذا البلد الكاريبي، ولمس حجر اللاريمار بوصفه حجراً وطنياً غير موجود إلا في الدومينيكان، ويستخدم في الزينة وبعض المشغولات اليدوية.

مقومات اقتصادية وسياحية
تقول كارلا تيجيدا، موظفة في الجناح: «إن جمهورية الدومينيكان تتسم بمقومات اقتصادية وسياحية كبيرة، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الجاري تنفيذها، حيث حرصنا على منح الزوار معلومات معمقة حول كافة المقومات، عازية مشاركة الجمهورية في معرض «إكسبو  2020 دبي» لكونه أرضية خصبة لتعزيز العلاقات بين دولة الإمارات ودول العالم أجمع، بهدف الترويج لقطاعات الدومينيكان التجارية والاستثمارية، وهو ما يعكس الرؤية المستقبلية لفتح أسواق جديدة أمامنا، واستقطاب الاستثمارات حول العالم وجذبها إلينا».

  • كارلا تيجيدا
    كارلا تيجيدا

وأشارت إلى أنّ الدومينيكان لطالما وجدت طريقها نحو المستقبل منذ قرون مضت، حيث يقدم الجناح دمجاً واقعياً بين الأفلام المصورة عن طبيعة البلاد والمعروضات الموزعة فيه من أجل فهم التراث الوطني وطبيعة العيش فيها على مر العصور، الذي تقدم بخطى ثابتة وسريعة نحو النمو والتطور، فبات المستقبل أمامنا.
وأضافت أن الجناح يقدم أيضاً لزائري «إكسبو 2020 دبي» معلومات حول الدور الاستراتيجي للبلاد ضمن سلسلة من الأسواق العقارية النشطة، ومركزاً لوجستياً لعمليات الشحن البحري بفضل موقعها الجغرافي المتميز، وتسهيلاتها الضريبية، إضافة إلى ضمّه مرفأ كوسيدو التابع لموانئ دبي العالمية في الدومينيكان الذي يستوعب 2.5 مليون وحدة حاويات معيارية سنوياً، كما تشجع تطوير مصادر الطاقة المتجددة لخفض الاعتماد على الوقود الكربوني المستورد، حيث ساهمت هذه المصادر من الطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح وغيرها بـ 18% من الإمدادات الأولية للطاقة في البلاد في عام 2019، كما تضم أيضاً المناطق الحرة، حيث تشكل شبكة من 75 منطقة تجارة حرة معترف بها دولياً، ومصممة لتذليل العقبات في وجه التجارة الدولية وتحسين إنتاجية الأعمال، وصناعة الأفلام وغيرها الكثير من الأدوار.

حضارة متجذرة
يكشف الجناح «الدومينيكاني»، للزائر ثراء البلاد الواقعة في جزيرة «هيسبانيولا» وجزء من أرخبيل جزر «الأنتيل الكبرى» في منطقة البحر الكاريبي، وهي ثاني أكبر دولة في منطقة الكاريبي (بعد كوبا)، وتبلغ مساحتها 48,442 كيلومتراً مربعاً، ويقدر تعداد سكانها بـ 10 ملايين نسمة، وتمتاز بحضارتها العريقة والتنوع الطبيعي والجغرافي والتراثي والثقافي، وثمة معلومات مهمة توجهها الدومينيكان من أرض الحدث العالمي «إكسبو دبي 2020»، عن شعب «التاينو» الذي سكن في أراضيها منذ القرن السابع، ووصل إليها الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس عام 1492، وأصبحت مدينة «سانتو دومينغو» بعد ذلك أول مستوطنة أوروبية دائمة في الأميركيتين، وهي عاصمة البلاد في الوقت الراهن وتوجد فيها أول جامعة وأول كاتدرائية وأول قلعة في الأميركيتين، وغيرها الكثير من المعالم الحضارية والتاريخية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©