الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الضفادع البشرية»: لحظات حاسمة تفصلنا عن الموت

رجل الإنقاذ يعاون زميله في الفريق انتقالاً للبلاغ
17 يناير 2022 01:37

دبي (الاتحاد)

بضع ثوانٍ كفيلة لتصنع فرقاً وتنقذ أرواحاً وتلم شمل الأحباء؛ لذلك فهم لا يؤمنون بهامش الخطأ، ويعملون وفق إجراءات سلامة وقائية صارمة، والتزام دقيق بالتعليمات والقواعد، يهرعون لتلبية نداء الواجب الإنساني والوطني، رغم إدراكهم أن حياتهم على المحك مع كل مهمة إنقاذ وبلاغ نجدة، لكن عشقهم للبحر وأعماقه دفعهم لامتهان وظيفة يعدها الكثيرون خطراً ومصدر إرهاق جسدي ونفسي وذهني.

  • حسن السويدي
    حسن السويدي

أكد العقيد الدكتور حسن سهيل السويدي، مدير مركز شرطة الموانئ، أن القسم يضم 70 غواصاً و35 سائق زورق و18 معاوناً منقذاً، بالإضافة إلى خبير إنقاذ بحري وسائق مركبات ثقيلة. ونحرص على تحفيز الأفراد وفق آلية عمل محددة، ونلحقهم بدورات تدريبية متخصصة على أيدي مدربين مهرة.

قوانين مُلزمة
من جانبه، قال المقدم علي عبد الله النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري في المركز، والذي أكمل 30 عاماً بنفس التخصص منذ الالتحاق بمسمى غواص منقذ، إن مهنة الإنقاذ البحري، وإلى جانب اتسامها بالمخاطر والأحداث المفاجئة، فإنها تستلزم دقة في اتباع التعليمات ودقة بتنفيذ المهمات «هنالك قوانين يستوجب على رجل الإنقاذ اتباعها، منها عدم الغوص إلا بوجود زميل آخر، ففريق الدورية البحرية يجب أن يتألف، مع كل مهمة انتقال، من سائق زورق ومعاونه وغواصي إنقاذ بحري».

  • علي النقبي
    علي النقبي

وبيّن أن قسم الإنقاذ البحري لبّى نداء النجدة وتعاون مع قيادات شرطية على مستوى الدولة، كما نفذ مهمات خارجها أيضاً «شارك غواصو شرطة دبي في عمليات الإنقاذ ضمن فريق الإمارات للإنقاذ، في كل من منطقة (بلاكوت) الباكستانية التي ضربها الزلزال عام 2005، منقذاً أربعة أشخاص، وكنا متفردين حينها من بين الفرق الدولية المشاركة. كما شاركنا خلال كارثة تسونامي التي ضربت إندونيسيا، إلى جانب مشاركتنا في كارثة زلزال بم الذي وقع في إيران».

جاهزية تامة
قال الرقيب أول حميد المطروشي الذي يعمل منذ أكثر من 10 سنوات في الإنقاذ البحري، إن قدرة رجل الإنقاذ على الاستمرار رهان لياقته البدنية والتزامه بقواعد الصحة الجسمانية والذهنية، خاصة أن مهنتنا تعني المجازفة مع كل مهمة إنقاذ، وتزداد خطورتها إذا ما اقترنت بظروف جوية سيئة، وهو ما يتطلب المواظبة على التمارين والتدريبات القاسية على أيدي متخصصين في المجال، واتباع اشتراطات السلامة الشخصية.

  • حميد المطروشي
    حميد المطروشي

ويروي الرقيب أول المطروشي حادثة وقعت عند شاطئ برج العرب كاد يفقد مجموعة من الأشخاص حياتهم فيها: «ارتاد خمسة أشخاص البحر، ولتقلب الأحوال الجوية فجأة وشدة التيارات البحرية جرفتهم الأمواج، وبدأوا يتشبثون ببعضهم في محاولة للنجاة، فهرعت وزميلي لإنقاذهم مستعينين بلوح السباحة لإنقاذهم في وقت واحد».

مخاطر المهنة
تجاوزت خبرة العريف أول زياد محمد محسن اليافعي الـ 16 عاماً في مهام الإنقاذ البحري، عشقه للبحر وحبه لمساعدة الناس دفعاه للعمل في مهنة خطرة، مواظباً على التدريبات والدورات التأهيلية قرابة العامين.

  • زياد محمد اليافعي
    زياد محمد اليافعي

«يهب رجل الإنقاذ البحري لتأدية مهامه وإنقاذ حياة الآخرين من غير تردد، وفي مختلف الظروف الجوية، في الظلمة الحالكة، والتيارات القوية، والرياح الشديدة، والأمواج العاتية، ورغم اتباعنا لكافة إجراءات السلامة العالمية، لكنها تبقى مهنة في غاية الخطورة نسعد بممارستها لإنسانية العمل، والأهمية النابعة من الحفاظ على الأرواح».

أدلة تحت الماء
الرقيب يحيى عبد الكريم، إلى جانب عمله في الإنقاذ البحري، فقد تدرب للعمل مع زملائه ضمن فريق مسرح الجريمة تحت الماء التابع للإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، للمساعدة في حرز الأدلة واستخراجها، مع الحفاظ على وضعها وتوثيقها وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة.

  • يحيى عبد الكريم
    يحيى عبد الكريم

«ليس من السهل على الخبراء حرز الأدلة الجنائية لمسرح الجريمة تحت الماء، تبعاً لتأثير العوامل الجوية والبحرية المختلفة على تلك الأدلة، ومساهمتها في تغيير خواصها، لذلك فإن هذا العمل تحديداً يتطلب مهارات ومعارف للتعامل معه».
الملازم طارق المنصوري، تأهل أسوة بزميله للعمل في مسرح الجريمة تحت الماء إلى جانب عمله الأساسي منقذاً بحرياً، مؤكداً أن كلا التخصصين يستلزم الدقة: «طبيعة المهنة الخطيرة تستوجب أخذ كافة التفاصيل بعين الاعتبار ومراعاتها بدقة، وإضافة إلى عملي في الإنقاذ البحري، فقد تأهلت مع زملاء آخرين لاستخراج الأدلة وحرزها وفقاً للأساليب الدولية المعتمدة في مسارح الجريمة تحت الماء».

  • طارق المنصوري
    طارق المنصوري

واجب وطني
31 عاماً منذ تسلم وكيل دحان مسعد أحمد عمله في الإنقاذ البحري، والذي يعده عملاً إنسانياً في المقام الأول وواجباً وطنياً يحافظ من خلاله على الأرواح «نتذكر أبناءنا وأحباءنا خاصة مع عمليات الإنقاذ الخطرة والتي تعد نسب النجاة فيها قليلة، لكنها تبقى برأيي من أكثر المهن إنسانية وخطورة بما تتطلبه من دقة ومهارة في التنفيذ، والتحلي بالصبر إزاء مشاق المهنة ومتاعبها».

  • دحان مسعد
    دحان مسعد

بطولات والده جعلت منه منقذاً ومدرباً
للوكيل أول خالد سبيل الماس حكاية أخرى دفعته للانضمام إلى رجال الإنقاذ البحري، فهو ابن الملازم سبيل الماس سالمين من «الرعيل» الأول، المؤسسين لقسم الإنقاذ البحري، مبصراً النور على بطولات والده وزملائه في إنقاذهم للأرواح وإسراعهم للمشاركة في عمليات انتشال الزوارق والحطام والبحث وغيرها من المهام الأخرى، والتي أبهرت الوكيل أول خالد ودفعته في عمر صغير لتقليد والده، بالانضمام إلى دورة الغوص للطلبة ضمن الأنشطة الصيفية التي تطرحها شرطة دبي كل عام.

  • خالد الماس
    خالد الماس

أبو الغواصين ... 42 عاماً في الإنقاذ
42 عاماً، والوكيل ناجي محسن، رجل الإنقاذ البحري، يواظب على نظام صارم للحفاظ على صحته ولياقته البدنية، سواء في أيام العمل أو العطل الرسمية دون كلل أو ملل: «وضعت لنفسي برنامجاً صارماً منذ التحاقي للعمل في الإنقاذ البحري، لم أنقطع عنه يوماً، يتمثل في التريّض لمسافة 6 كليومترات يومياً، والسباحة لمسافة الـ 500 والـ 1000 متر متواصل، وبقيت ملتزماً حتى اليوم، مع الحفاظ على نظام غذائي صحي». وأضاف: «أهم ما يجب الالتزام به في مهنتنا، الرياضة والحفاظ على اللياقة البدنية، فإذا ما سلم رجل الإنقاذ نفسه للكسل، تتراجع قدرته الجسدية، معرضاً نفسه لخطر الغرق بسبب ما يواجهه من ظروف جوية وبحرية قاسية في البحر، وضرورة التعامل مع كافة الحوادث بأنواعها».

  • محمد علي المنصوري
    محمد علي المنصوري

أبحر بأمان
أكد عريف أول محمد علي المنصوري الذي يعمل منذ أكثر من 16 عاماً في الإنقاذ البحري، ضرورة التأكد من الظروف الجوية قبل الإبحار، والتسجيل في خدمة «أبحر بأمان» ضمن التطبيقات الإلكترونية لشرطة دبي، ضماناً لمعرفة جهات الإنقاذ لكافة المعلومات حال وقوع حالة طارئة، وتحقيق سرعة الاستجابة إلى موقع الاستغاثة البحري، ومعرفة نوع الحادث.
وأكد الرقيب رضوان محمد عبده، الذي يعمل في مجال الإنقاذ البحري منذ أكثر من 21 عاماً، على حديث زميله في ضرورة مراعاة إجراءات السلامة حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم، خاصة الأطفال الذين يحتاجون إلى مراقبة دائمة «شهدنا على مدار سنوات طويلة من عملنا على حوادث غرق نتيجة التهور أو الإهمال أو الاستهانة بالتيارات البحرية؛ لذلك لابد من الالتزام بأماكن السباحة المسموح بها والابتعاد عن الصخور والتوغل في العمق».

  • رضوان محمد عبده
    رضوان محمد عبده
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©