الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صحة أبوظبي»: «كوفيد-19» اختبار حقيقي للنظم الصحية ومرونتها

«صحة أبوظبي»: «كوفيد-19» اختبار حقيقي للنظم الصحية ومرونتها
24 يناير 2022 00:59

أبوظبي (الاتحاد) 

أكد الدكتور جمال الكعبي وكيل دائرة الصحة أبوظبي، أن جائحة كوفيد-19 تعتبر، اختباراً حقيقياً للنظم الصحية ومدى مرونتها في التكيف من الاحتياجات الآنية للمجتمعات حول العالم، واضعة جاهزيته لمواجهتها نصب أعين الجميع في كل مكان.
وقال: «مع مضي عامين احتدمت فيهما المواجهة مع الوباء، لابد لنا جميعاً أن نخرج منها متسلحين بالعديد من الدروس المستفادة ونأخذ على عاتقنا مواصلة المضي قدماً بالنظم الصحية لتعزيز الخدمات المقدمة للأفراد وتضمن سلامتهم ورفاههم».
وأضاف: «أكدت الجائحة أهمية دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة ودورها الفعال في تمكين كافة الأطراف المعنية من بذل الجهود والتصدي للأزمات بكفاءة عالية والتزام منقطع النظير، حظينا بدعم كبير ومتواصل من قيادتنا الرشيدة منذ الإعلان عن أول حالة إصابة في الدولة، حيث أكدت أن صحة وسلامة المجتمع هي أقصى الأولويات وأن الإمارات قادرة دوماً على تذليل المصاعب والمضي نحو تحقيق أهدافها الطموحة».
أشار الدكتور جمال الكعبي، إلى أن التركيز على الاستجابة للجائحة  في مراحلها الأولى أتى على مدى جاهزية والاستعداد للتعامل مع حالات الطوارئ، وفي أبوظبي، تم الاستناد في التعامل مع الجائحة إلى جملة من العناصر الهامة بما في ذلك التنسيق المشترك مع الجهات المعنية محلياً واتحادياً وعالمياً بما يحقق التناغم وانسجام الجهود لنتمكن من المضي في التنفيذ وفق خطط إدارة الأزمات الاستباقية، وضمان تنسيق الأدوار والمسؤوليات، وفق توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل. 
ونوه إلى أن نظام «استجابة» الذي تم إطلاقه قبل الجائحة، مكن القطاع الصحي من جمع المعلومات الضرورية عن الموارد الصحية بشكل دوري وبناء قاعدة بيانات للمعلومات من أجل الاستفادة منها في صناعة القرار وفق بيانات آنية للمنظومة الصحية وطاقاتها الاستيعابية، حيث يعمل النظام على توفير تقارير لحظية عن الموارد الصحية في الإمارة بما في ذلك نسب إشغال الأسّرة في المنشآت الصحية وتوفر التخصصات الطبية، والطاقة الاستيعابية لمخزون بنك الدم.
بالإضافة إلى ذلك، أسهمت البنية التحتية المتطورة والمهيئة في أبوظبي للمضي بتنفيذ الخطط وتلبية الاحتياجات والمتطلبات التي فرضتها الجائحة، سواءً من خلال رفع الطاقات الاستيعابية، حيث استطاعت الإمارة تصنيع أكثر من 300 ألف عينة من محلول استخلاص الحمض النووي لكوفيد-19 محلياً، كما عززت القدرة الاستيعابية لفحوصات كوفيد لتصل إلى أكثر من 500 ألف فحص يومياً، فيما ارتفعت قدرة الإمارة على تخزين اللقاحات لتصل إلى 6 مليارات جرعة، وتم توفير 27 مركزاً للفحص والتطعيم من المركبة، وإنشاء 6 مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث الوسائل العلاجية، ورفع الطاقة الاستيعابية للقطاع بنسبة 200% لعدد الأسرة في المستشفيات، ورفع عدد الأسرة في أقسام العناية المركزة إلى 300%. وتم تزويد أبطال خط الدفاع الأول بأكثر من 150 مليون وسيلة حماية شخصية.

  • جمال الكعبي
    جمال الكعبي

توحيد الجهود 
لفت الدكتور جمال الكعبي أن  دائرة الصحة أبوظبي استطاعت في ظل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة تطوير وترسيخ شراكات مثمرة مع العديد من المؤسسات والشركاء حول العالم، وكان لجائحة كوفيد-19 دور في تسريع وتيرة تطوير مثل هذه الشراكات. حيث شهد القطاع الصحي في أبوظبي جملة من الشراكات الهامة التي أسهمت بلا شك في تحقيق الاستجابة، بما في ذلك الشراكات التي انبثق عنها المشاركة في التجارب السريرية للقاحات كوفيد-19. 
وأشار إلى أن دولة الإمارات من بين أوائل البلدان العالم التي تحصل على أول شحنة من عقار شركة أسترازينيكا «ايفوشيلد»، لتضيف عقاراً جديداً للعلاجات المبتكرة والواعدة التي توفرها لتعزيز استجابتها للجائحة، مواصلة ترسيخ سبل التعاون مع العديد من الشركات والمؤسسات العالمية المرموقة في مجالات الصناعات الدوائية والأبحاث الطبية من مختلف أنحاء العالم لاستقطاب وتوفير أكثر العلاجات الواعدة تقدماً على مستوى العالم وتسخيرها لتعزيز صحة وسلامة أفراد المجتمع بكل فئاته. وشملت الشراكات تعاوناً مع «روش»، الشركة الأكبر عالمياً في مجال التكنولوجيا الحيوية لتوفير عقار (كازيريفيماب وإمديفيماب)، الذي يعمل على الوقاية من فيروس كورونا وعلاج المصابين ذوي الحالات الخفيفة والمتوسطة.  وتُعد أبوظبي الأولى على مستوى العالم التي تحصل على عقار «سوتروفيماب»، وذلك بعد ترخيصه للاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في يونيو الماضي. كما تتعاون دائرة الصحة أبوظبي مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الحلول الطبية والصناعات الدوائية والتشخيصية للارتقاء بالرعاية الصحية في الإمارة وصحة ورفاه أفراد المجتمع بما في ذلك التعاون مع شركة «فايزر» العالمية للصناعات الدوائية، لتعزيز إمكانات البحوث السريرية وتطوير الكفاءات الوطنية في إمارة أبوظبي. 

البحث العلمي
أكد الدكتور جمال الكعبي على الدور الكبير للبحث العلمي في التعامل مع الجائحة من خلال تطوير اللقاحات والعقاقير الوقائية والعلاجية والسبل التشخيصية. مشدداً على مواصلة الدائرة إطلاق مبادرات تدعم مشروعات البحث العلمية في الإمارة لا سيما خلال جائحة كوفيد-19، فقد أطلقت الدائرة «سجل أبحاث كوفيد-19»، ليكون منصة موحدة لدعم الأبحاث العلمية وتسريع وتيرة الاكتشافات والابتكارات التي من شأنها المساهمة في رفد الجهود العلمية المبذولة لمواجهة الفيروس.

العنصر البشري 
أوضح الدكتور جمال الكعبي، حرص دائرة الصحة على الاستثمار في تعزيز كفاءة وإمكانات أبطال خط الدفاع الأول من العاملين في الرعاية الصحية، وذلك إيماناً بدورهم المحوري في التعامل مع الجائحة وضمان صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع، حيث تم أطلاق أول منصة للتدريب الإلكتروني لتطوير مهارات مختصي الرعاية الصحية العاملين في جائحة كوفيد-19، بهد توحيد وتعزيز المهارات والقدرات ومواصلة الارتقاء بمستوى الاستعداد والجاهزية في الإمارة. وتم أطلاق برنامج «ممرضي الجيل القادم» الذي يتطلع إلى الارتقاء بكفاءات الكوادر التمريضية وضمان تقديمهم خدمات رعاية صحية تتسم بأعلى درجات التميز والجودة وتتماشى مع أحدث الممارسات العالمية. واعتمدت الدائرة برنامج التجسير للأطباء المواطنين في إمارة أبوظبي، بهدف الارتقاء بالكفاءات الوطنية في قطاع الرعاية الصحية. 
كما أولت الإمارة اهتماماً بالتعليم الطبي، (برنامج تنسيق هو الأفضل على مستوى المنطقة) وهناك كليتان للطب، صناعات والخدمات اللوجستية لعلوم الحياة من خلال التطوير والتصنيع المحلي واستخدام أبوظبي كمركز إقليمي، إضافة إلى مجالات كثيرة أخرى مثل الأبحاث، حيث تم نشر أكثر من 400 بحث، منها أكبر تجارب سريرية عالمية للقاحات كوفيد-19. وتتطلع الدائرة إلى مواصلة تعزيز جهود التعليم الطبي في المؤسسات الأكاديمية وإثراء البرامج التدريبية لما بعد التخرج والدراسات العليا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©