عدد اليوم
أحمد شعبان (القاهرة)
أكد دبلوماسيون وسياسيون نجاح دبلوماسية دولة الإمارات العربية المتحدة في إصدار قرار عربي بالإجماع على إدانة جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية من خلال جامعة الدول العربية، والذي طالب في قراره الذي صدر في ختام اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين، أمس الأول، كافة الدول بتصنيف ميليشيات «الحوثي» منظمة إرهابية.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد»، أن القرارات الأخيرة التي صدرت عن الجامعة العربية بالإجماع تؤكد هذا النجاح للدبلوماسية الإماراتية، وأن هذا النجاح يعود إلى تميز الجهاز الدبلوماسي والسياسة الخارجية في الإمارات، والتي تسعى دائماً لنشر السلام والاستقرار في المنطقة.
وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين خلال اجتماعه الأحد الماضي بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، أدان بشدة الهجوم الإرهابي الغاشم الآثم على المدنيين والأهداف المدنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية على منشآت مدنية في الإمارات في 17 يناير الجاري بصواريخ وطائرات مسيرة، وطالب كافة الدول بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
وأكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت بسبب دبلوماسيتها المعهودة في نشر السلام والاستقرار بالمنطقة، وفي جمع موقف الدول العربية على المطالبة بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، مضيفاً: «الإمارات متأكدة أنه لا أحد في العالم العربي سوف يقصر في دعمها»، مشيراً إلى أن الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي تسعى لنشر السلام.
وأشار السفير جمال بيومي خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن الإمارات استخدمت أداة من أدوات العمل الدبلوماسي المهمة جداً في العالم العربي، وهي الجامعة العربية والتي أدانت بالإجماع هجوم الحوثي الإرهابي على أبوظبي في 17 يناير الجاري وأمس الاثنين، مشيراً إلى أن اجتماع مجلس الجامعة الذي طالبت به الإمارات بعد الاعتداء الغاشم على أراضيها كان على مستوى المندوبين الدائمين، وهذا دليل كبير على توافق الرؤى والمواقف والتأييد العربي والتضامن مع الإمارات.
ولفت إلى أنه أصبح هناك قرار من أكبر منظمة إقليمية في المنطقة العربية، وهي الجامعة العربية التي أدانت هذا السلوك الإرهابي، وبالتالي لا تستطيع أي دولة أو مؤسسة في العالم أن تتحدى هذا القرار والإجماع العربي، مؤكداً أن القرار الذي صدر من الجامعة بالمطالبة بوضع الحوثي على قوائم الإرهاب سوف يلقى قبولاً وتضامناً عالمياً، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لن تتجاهل قرار أكبر تنظيم عربي يدين الحوثيين، وبالتالي يجب عليها التحرك نحو تنفيذ هذا القرار، ووضع الحوثيين على قوائم الإرهاب.
واختتم حديثه مؤكداً أن دولة الإمارات دولة شابة منذ نشأتها، وقامت على أسس حديثة وستواصل نجاحاتها الدبلوماسية والسياسية والأمنية، وهذا ليس مستغرباً على دولة تقوم على أسس من الحداثة والقانون الدولي، بالإضافة إلى علاقتها الطيبة بجميع الدول العربية.
ومن جانبه، أكد السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، أن نجاح الدبلوماسية الإماراتية في الجامعة العربية سوف يدفع العالم نحو وضع «الحوثي ضمن الجماعات والتنظيمات المسجلة على قوائم «الإرهاب»، وخاصة بعد إدانة العديد من دول العالم للاعتداءات التي قامت بها ميليشيات الحوثي على الإمارات والسعودية، مؤكداً أن القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بالإجماع تؤكد هذا.
وأشار السفير علي الحفني، خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن هذا النجاح الإماراتي يعود إلى تميز الجهاز الدبلوماسي والسياسة الخارجية والتي تقوم على تنفيذها وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة الإماراتية، ونجاح الجامعة العربية من خلال هذا التراص والتعاون والتضامن الذي لمسناه في اجتماع مجلس الجامعة الأخير لبحث الاعتداء الإرهابي الحوثي على الإمارات، واتخاذ قرار سريع وشامل في هذا الخصوص، الأمر الذي يؤكد أن بيت العرب مازال فاعلاً ويلعب دوره المنوط به والمنتظر منه في مثل هذه الظروف وهذه الأزمات.
ولفت إلى أنه طال الأمد من خلال الوضع السيئ في اليمن، وأن الذي يدفع هذه الفاتورة هو الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الممارسات التي لجأ إليها الحوثيون في الآونة الأخيرة هي ممارسات ملفوظة، ويدينها المجتمع الدولي، منوهاً بأن مجلس الأمن الدولي أدان هذه الممارسات وهذه الأعمال الإرهابية العابرة للحدود التي تستهدف المدنيين تارة في المملكة، وتارة في الإمارات، وقرصنة السفن ومصادرة الشحنات المنقولة، وزرع الألغام وتهديد الملاحة البحرية، مؤكداً أن استمرار تردي الأوضاع المعيشية لليمنيين يأتي بسبب الجرائم التي يرتكبها الحوثيون.
وبدوره، أشاد الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، بالقرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية والتي أدانت هجوم الحوثي الإرهابي على أبوظبي، وطالبت العالم بتصنيف هذه الجماعة على قوائم الإرهاب، مؤكداً أن هناك اتفاقاً عربياً كبيراً على إدانة جماعة الحوثي الإرهابية على جرائمها بحق الشعب اليمني وبحق جيرانها من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشدداً على أن التفاف العرب كلهم حول إدانة الاعتداءات الإرهابية الغاشمة على دولة الإمارات الشقيقة، دليل على أن هناك يقظة عربية جديدة، وأنهم شعروا بالخطر الذي يُداهم المنطقة.
وأكد المحلل السياسي اليمني لـ«الاتحاد»، أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية أخطر من تنظيم «داعش»، وأن الإمارات نجحت من خلال دبلوماسيتها المعهودة مع جيرانها من إصدار هذا القرار المهم من الجامعة العربية والذي سيكون له أكبر الأثر عالمياً في تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً مع السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسير في اتجاه السلام، واستضافت العديد من مؤتمرات السلام، وتدعو إلى السلام.
