الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«قمة المعرفة»: جائحة «كورونا» أثرت في تدفق المعلومات

جانب من جلسات قمة المعرفة في يومها الختامي (من المصدر)
16 مارس 2022 01:56

دينا جوني (دبي) 

حدد معالي ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين 6 مبادرات يتم تطبيقها في المدارس البحرينية خلال مرحلة عودة الطلبة إلى المدارس مع تراجع الإصابات بفيروس كورونا. 
وقال في تصريحات ل«الاتحاد»، على هامش فعاليات الدورة السابعة من «قمة المعرفة» التي اختتمت أمس، إن الانتقال من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بُعد لم يكن سهلاً على الإطلاق لأي من أطراف العملية التربوية. وأشار إلى أن انتقال المعلمين من التدريس داخل الحجرة الصفية إلى الفضاء الواسع شكّل تحدياً كبيراً لهم، خصوصاً مع بث التعليم في بدايات جائحة «كورونا» عبر قناة تلفزيونية مخصصة. 
 وأشار إلى أنه لم يطل الأمر قبل أن يتحول التعليم إلى إلكتروني عبر المنصات التعليمية، وقد ساعد في ذلك البنية التحتية التي أوجدتها جائزة الملك حمد لمدارس المستقبل. وأشار إلى أن الوزارة في تلك الفترة حرصت على أن تكون دروس الطلبة من السابع إلى التاسع في الفترة المسائية عقب عودة أولياء الأمور من وظائفهم. 
وعن حالة التعليم اليوم، قال معاليه، إن الوزارة دأبت على تحديد أولوياتها بشأن سبل تعويض ما فات الطلبة خلال التعلّم عن بُعد. وقد وضعت 6 مبادرات عامة بدأت بتنفيذها بالفعل هي تطبيق سياسات وبرامج التعلم التعويضي والتكميلي للتعويض عن فاقد التعليم، ودعم المعلمين لضمان تكييف التدريس مع مستويات تعلّم الطلبة حتى يتمكنوا من تعويض ما فقدوه من تعلّم، وإجراء تقييمات تعليمية شاملة لتوجيه التخطيط التربوي، وإتاحة المجال لتوفير تعليم تعويضي جيد لجميع المتعلمين، وضمان إعادة فتح المدارس بشكل آمن. ومن المبادرات أيضاً، تقديم المشورة والدعم النفسي للطلبة وإعادة إدماجه في المدرسة، وتشجيعه في التعبير عن مشاعره وخوفه وقلقه عبر جلسات فردية وجماعية، وتشارك المعاناة مع بقية الطلبة وإيجاد الحلول الابتكارية المشتركة. 

«نموذج جديد للتعليم» 
 وقد استعرض معاليه، خلال جلسة «نموذج جديد للتعليم» بحضور البروفيسور جلال عزين، الرئيس المؤسِّس لكرسي «اليونسكو» لسياسة العلم والتكنولوجيا والابتكار، وعزيزة عثمان، مؤسِّسة ومديرة تنفيذية، في شركة «مونتي بلاي»، تجربة مملكة البحرين في التعليم خلال أزمة جائحة فيروس كورونا. وأشار إلى الاستجابة السريعة التي انتهجتها الحكومة تجاه هذه الأزمة؛ بهدف مواصلة العملية التعليمية، مؤكداً أنَّ الأمر لم يكن سهلاً تماماً سواء بالنسبة للمعلمين أو الطلاب.
وتحدَّث معاليه عن المنظومة التعليمية الإلكترونية التي تمتلكها المملكة، حيث أطلقت الوزارة 14 قناة تعليمية على موقع «يوتيوب»، وكذلك منصة تعليمية متقدمة عبر «الإنترنت»، والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال العام الماضي، ليتجاوز عدد الزيارات نحو 68 مليون زيارة خلال العام الدراسي، ونحو 42 مليون زيارة منذ بداية العام الدراسي الجاري في سبتمبر 2021. 
وشهدت «قمة المعرفة» التي تنظمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عدداً من الجلسات التي تناولت موضوعات متنوعة أبرزها، التعليم في الجيل الثالث من الويب «الميتافيرس»، ودور وسائل الإعلام أثناء الأزمات، والأوبئة وتأثيرها في المناخ والأمن الغذائي وغيرها.

إثراء مؤشر المعرفة
من جهته، أوضح الدكتور هاني تركي أنَّ جائحة «كوفيد-19» كان لها تأثير إيجابي في تدفق المعلومات بشكل كبير، والتي أدت إلى إثراء مؤشر المعرفة الذي اعتمد على بناء فريق من الخبراء الدوليين ضمَّ أكثر من 50 خبيراً يمثلون قطاعات مختلفة، مشيراً إلى أنَّ تقارير استشراف مستقبل المعرفة لعامي 2018 و2019 عاينت أسئلة عديدة حول قدرة البلدان وجاهزيتها للمضي قدماً على مسارات المعرفة مستقبلاً، إلا أنَّ الإصدار الجديد من التقرير أثار أسئلة جديدة تتعلّق أكثر بالطبيعة البنيوية لقدرات البلدان في مواجهة المخاطر الخارجية.

امتصاص الصدمات
عُقدَت جلسة نقاشية بعنوان «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: شراكة من أجل تنمية مستدامة»، شارك فيها كل من جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وخالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية في عمّان، والدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأدارت الجلسة الإعلامية نوفر رمول.
وأشار ابن حويرب إلى أنَّ جائحة «كوفيد - 19» هي الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر؛ لأنها أدَّت إلى تقييد حركة البشر وانهيار السياحة وتوقُّف سلاسل الإنتاج بشكل أثّر في جميع القطاعات وأهمها الصحة والاقتصاد.
وأوضح أنه تمَّ إطلاق الإصدار الثالث من تقرير «استشراف مستقبل المعرفة»، الذي يُعدُّ دراسة تحليلية رائدة تستعرض المشهد المعرفي المستقبلي. وأشار إلى أن دولة الإمارات من الدول المتقدمة والسبّاقة نحو التميز والريادة والوصول إلى المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات، وتتصدر اليوم أكثر من 400 مؤشر عالمي مختلف. 
من جانبه، تحدث خالد عبد الشافي عن التأثيرات الاقتصادية والصحية الكبيرة التي خلَّفتها جائحة «كوفيد-19»، وأنَّ الوباء كشف العديد من الثغرات في النظم الاقتصادية والحياتية، ومثال على ذلك الفجوة الرقمية التي أثَّرت في 50% من الدول العربية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الحكومية.
وأكَّد عبد الشافي أهمية تقرير استشراف مستقبل المعرفة النابعة من استخلاص الدروس والعِبَر من الأحداث التي تحدث ليتفادى العالم وقوعها في المستقبل، إضافة إلى أهميته في استشراف المستقبل والاستعداد له، وعدم الانتظار للوقوع في الخطأ ثمَّ البحث عن الحلول، مشيراً إلى أنَّ التمكين وبناء القدرة والمرونة للاستجابة للأزمات وامتصاص الصدمات هي ركائز أساسية للعمل التنموي.
ونوَّه عبد الشافي بأنَّ هناك تفاوتاً بين الدول في التعامل مع جائحة «كوفيد-19»، فدول الخليج بصفة عامة ودولة الإمارات على وجه الخصوص أظهرت كفاءة كبيرة في اتخاذ إجراءات وقائية ضد تفشّي الفيروس، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي بالتعليمات والقرارات الصادرة من الجهات المعنية، والتي ساعدت على الحد بشكل كبير من انتشار الوباء.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©