الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة.. بصمات خالدة في تطوير التعليم

خليفة.. بصمات خالدة في تطوير التعليم
3 يونيو 2022 01:48

دينا جوني (دبي)

شهد قطاع التعليم خلال فترة رئاسة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، للدولة تطويراً نوعياً في الهيكل والسياسات، والتي حقق معها القطاع تحسّناً ملحوظاً على الصعيد المحلي وفي مجال التنافسية الدولية. 
فمن خلال توجيهاته، تمّ للمرة الأولى منذ تأسيس دولة الإمارات، توحيد النظام التعليمي بين وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم للعام الدراسي 2017-2018، بما يلبي متطلبات الأجندة الوطنية وتحقيق رؤية الإمارات2021 بالتركيز على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى.
ويشكّل إعلان توحيد النظام التعليمي على مستوى الدولة بداية استثنائية لتعميم نموذج «المدرسة الإماراتية» على مستوى الدولة، والتي تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتعليم بمناهجها ومهارات طلابها ومساراتها وأساليب تقييمها، وإرساء نظام تعليمي في المدارس الإماراتية يتميز بالمستوى الرفيع الذي ينسجم مع رؤية قيادتنا الرشيدة وإيمانها الراسخ بأن أبناءها الطلبة هم المورد الأهم وسط موارد الدولة، ولهم الحق في الحصول على تعليم عصري عالمي يواكب طموح الإمارات وخططها المستقبلية.
ومن مبادرات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، التي أحدثت فارقاً في الميدان التعليمي وفي صفوف الكوادر والطلاب وأولياء الأمور، تأسيس جائزة خليفة التعليمية عام 2007 بهدف دعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفيز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة. وتهدف المبادرة إلى إبراز التربويين، والممارسات العلمية الناجحة محلياً، وإقليمياً، وعربياً. وحرصت إدارة الجائزة على الوصول إلى مكانة مرموقة في ركب الجوائز التربوية داخل الدولة وخارجها، بهدف تحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وذلك بخلق جو تنافسي يرقى بقدرات التربويين في الميدان التربوي يقودهم نحو إطلاق طاقاتهم المخزونة التي تمثل أفضل ما لديهم من معارف ومهارات تربوية وفق معايير جائزة خليفة التربوية.
كما وجّه طيب الله ثراه بأن يكون عام 2016 عاماً للقراءة، وذلك إيماناً منه بأن تغيير مسار التنمية، نحو اقتصاد معرفي قائم على العلوم التكنولوجيا والابتكار يتطلب تنشئة جيل قارئ، ومدرك، ومواكب لتطورات العالم من حوله، ومُلمّ بأفضل الأفكار، وأحدث النظريات.
وتحوّلت هذا المبادرة إلى شهر القراءة في مارس من كل عام والذي تنظم خلاله وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم مبادرات عديدة تحفز عبرها الطلاب على تحويل المطالعة إلى عادة يومية. 
ومن أهداف «شهر القراءة» الإسهام بفاعلية في الحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية والمعرفية، وبناء نموذج حضاري يحتذى به في مجال القراءة والمعرفة، وحث وتحفيز جميع أفراد مجتمع الإمارات لممارسة القراءة كجزء من أنشطتهم اليومية، والمشاركة الفعالة في ترسيخ ثقافة القراءة كعادة يومية أصيلة، وكذلك المساهمة في خلق وابتكار مبادرات جديدة ومتميزة، لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها، واستعادة مكانتها وقدراتها بين أفراد المجتمع الإمارات.

«أقدر» و«المدرسة الآمنة»
وأطلق برنامج خليفة لتمكين الطلاب، مبادرة «أقدر»، لتعزيز المهارات القرائية، بما يخدم عام القراءة، والتوجيهات العامة للدولة، الرامية إلى ترسيخ مكانتها الدولية في مجالي الإبداع والابتكار.
كما أطلق البرنامج مبادرة المدرسة الآمنة رقمياً، والتي تهدف إلى قياس مستوى السلامة الرقمية المقدمة في المدارس. وتأتي هذه المبادرة في إطار تعاون البرنامج مع الشركاء الاستراتيجيين من الاتحاد الأوروبي من أجل التعرف على أفضل الممارسات العالمية في مجال السلامة الرقمية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الدول السباقة في تطوير استخدامات الموارد التقنية الحديثة.
وتقوم فكرة المبادرة على قيام المدرسة بتقييم نفسها في مجال السلامة الرقمية باستخدام نظام التقييم المكون من 21 معياراً. بعد ذلك يقوم فريق التقييم من «برنامج خليفة للتمكين – اقدر» بزيارة المدرسة ومناقشتها في معايير التقييم مع الاستشهاد بالأدلة، ومن ثم الخروج بالتقرير النهائي الذي يبين جوانب القوة التي تتميز بها المدرسة، والإجراءات المناسبة لاستدامتها، والجوانب التي تحتاج إلى المزيد من التطوير، وتوصيات البرنامج من أجل الارتقاء بها.

دولياً
على الصعيد الدولي، ومن خلال المبادرات الإنسانية والخيرية للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تم توفير الدعم لمشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، والاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية، وحماية الأطفال ورعايتهم. وكذلك المساهمة في توفير البنى التحتية الأساسية مثل المدارس، والمستشفيات، للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة، بالإضافة إلى تقديم 13 زمالة فخرية لدعم التعليم في علاج الأورام.

الابتكار
بتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أقر مجلس الوزراء عام 2015 عاماً للابتكار، ووجّه كافة الجهات الاتحادية القيام بتكثيف الجهود، ومراجعة السياسات الحكومية، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً.
وتهدف هذه المبادرة إلى دعم جهود الحكومة الاتحادية، وجذب المهارات الوطنية، وزيادة البحوث المتميزة، وتعزيز الجهود لبناء كادر وطني قادر على قيادة الدولة نحو مزيد من التقدم، والازدهار، والابتكار.
وتماشياً مع توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتحقيقاً لتطلعات الدولة والرؤية الفذة لقيادتها الحكيمة في مجال الابتكار الذي أصبح يتربع على قائمة اهتمامات الدولة، سعت وزارة التربية والتعليم إلى تفعيل كل ما من شأنه النهوض بالابتكار والريادة في الدولة عبر إطلاق مبادرات مبتكرة ونوعية لتحقيق ذلك.

التنافسية 
في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، منحت 4 مرجعيات دولية متخصصة في رصد التنافسية الأممية، دولة الإمارات العربية المتحدة عضوية نادي العشرين الكبار في قطاع التربية والتعليم وفقاً لأحدث إصدارات تقارير التنافسية العالمية، التي رصدت مؤشرات القطاعات الحيوية والتي تظهر قدرة استدامة ريادة هذا القطاع في النصف الثاني من مئوية الدولة. وشملت قائمة المرجعيات الدولية التي رصدها المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، ووثقت لتنافسية الإمارات في قطاع التربية والتعليم كلاً من تقارير المعهد الدولي للتنمية الإدارية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤسسة برتلمان وكليّة إنسياد.
وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشرات الخاصة بمعدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي وفي معدل الإلمام بالقراءة والكتابة حسب تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. كما أحرزت المرتبة الأولى في انتقال طلبة التعليم العالي إلى داخل الدولة وفي الطلاب الدوليين، كما وثّقها مؤشر الابتكار العالمي الذي تصدره كلية إنسياد، ومنح معهد ليجاتم، في تقريره مؤشر الازدهار، المرتبة العالمية الأولى للإمارات في معدل إتمام المرحلة الابتدائية.

منح جامعية
أطلق مكتب فخر الوطن «برنامج منح دراسية في التعليم العالي» في الجامعات والكليات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، تُقدَّم إلى العاملين في خط الدفاع الأول وأبنائهم، ويدعم البرنامج صندوق الوطن والقطاع الخاص في الدولة وبتنسيق مع وزارة التربية والتعليم. ويحصل المؤهلون وفق هذه المبادرة، على منح دراسية كاملة، تثميناً لجهود أولياء أمورهم وتضحياتهم ودورهم في المحافظة على صحة المجتمع وسلامته.

استراتيجية التعليم العالي
أطلقت «الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030» تجسيداً لدعم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان« طيب الله ثراه» لقطاع التعليم العالي واستمرار التطوير فيه بما يخدم توجّهات دولة الإمارات وطموحاتها. 
وأكدت الاستراتيجية على تزويد الطلبة بالمهارات الفنية والعملية لدفع عجلة الاقتصاد في القطاعين الحكومي والخاص، وتخريج أجيال من المتخصصين والمحترفين في القطاعات الحيوية ليكونوا ركيزة رئيسة في بناء اقتصاد معرفي، يشاركون بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل.
وترمي الاستراتيجية إلى تطوير نظام تعليمي يقوم على أربع ركائز رئيسة هي أولاً الجودة، عبر دعم مؤسسات التعليم العالي للتنافس عالمياً من خلال تطبيق معايير اعتماد عالية الجودة، وتوفير حوافز للمؤسسات، وتأهيل هيئة تدريس مميزة. وثانياً الكفاءة عبر الوصول إلى مؤسسات تعليم عال ذات إنتاجية عالية، ومعدل استكمال عال للطلبة، وبرامج أكاديمية متكاملة مدعومة بآليات تمويل فعالة.
وثالثاً الابتكار، من خلال تطوير بيئة محفزة للبحث العلمي تؤهل وتستقطب أفضل الباحثين، كما توفر تمويلاً تنافسياً يركز على تحقيق نتائج بحثية مؤثرة تساهم في رفد اقتصاد معرفي.
ورابعاً المواءمة وإعداد جيل من الخريجين مؤهل للتنافس في سوق العمل بقطاعيه العام والخاص من خلال بناء الشراكات مع القطاع الخاص في جميع مراحل التعليم العالي، وتصميم وطرح البرامج والتدريب.
واهتمت وزارة التربية والتعليم بتطوير البيئة التعليمية الذكية لتخدم 25 ألف معلم ومعلمة، وما يزيد عن 300 ألف طالب وطالبة وأكثر من 500 ألف من أولياء الأمور. 
وحققت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر عدد الطلبة الدوليين وفقاً لتقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية لعام 2018.

جامعة خليفة والتصنيف العالمي
في عام 2007، تم إنشاء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث (KUSTAR) بموجب مرسوم رئاسي لتقديم مجموعة واسعة من البرامج الهندسية. في العام نفسه، استحوذت جامعة KUSTAR على كلية «اتصالات» الجامعية. كما تم إنشاء معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بموجب مرسوم رئاسي، كأول جامعة على مستوى الدراسات العليا تعتمد على البحث العلمي وتركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة. إلا أنه في العام 2017، وبفضل الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان« طيب الله ثراه»، تمّ إصدار مرسوم بدمج جامعة خليفة ومعهد مصدر والمعهد البترولي تحت جامعة واحدة تسمى جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. 
وأثبت التصنيف العالمي للجامعات صوابية الرؤية والقرارات الحكيمة، فقد حلت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في المركز الأول على مستوى دولة الإمارات، والـ47 عالمياً، متقدمة 7 مراكز في أحدث تصنيف أصدرته مؤسسة «تايمز للتعليم العالي». كما أنها مصنّفة في المركز 28 كأفضل جامعة في آسيا.
وتعدّ جامعة خليفة اليوم جامعة بحثية مكثفة تضم ثلاث كليات وثلاثة معاهد، و20 مركزاً بحثياً متخصصاً و17 قسماً تغطي مجموعة واسعة من التخصصات في العلوم والهندسة والطب، وستستمر في التطور مع الأهداف والاحتياجات الوطنية سريعة التطور لدولة الإمارات العربية المتحدة ورعاية النظام البيئي للابتكار المطلوب لتحول اقتصاد المعرفة المستهدف في الدولة.
ويعتمد تصنيف الجامعات ذات الاقتصادات الناشئة على مؤشرات الأداء نفسه الـ13، والتي تستخدمها مؤسسة التايمز للتعليم العالي في تصنيف الجامعات العالمية للتحكيم بين المؤسسات التعليمية في مجالات التعليم والبحوث، ونقل المعرفة والجهود الدولية، كما اعتمدت التايمز على معايير ترجيحية أخرى في بيان أولويات التطور لجامعات الاقتصادات الناشئة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©