السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركة خليجية واسعة في «الصيد والفروسية»

زوار في المعرض (تصوير: وليد أبو حمزة)
29 سبتمبر 2022 01:55

هالة الخياط (أبوظبي)

يشهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته العشرين حضوراً خليجياً مُتميّزاً على مستوى الجهات الرسمية والشركات العارضة والصقارين وعُشّاق الصيد والرياضات التراثية، بما يعكس عُمق العلاقات المميزة بين الدول الخليجية الشقيقة، والتراث الثقافي المُشترك الذي يجمعها. ويمثل المعرض، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، ثمرة الجهود الخليجية المبذولة نحو صون رياضات الآباء والأجداد، وتعزيز الصيد المُستدام، حيث عُرف أبناء دول مجلس التعاون الخليجي منذ القدم بولعهم وتعلّقهم الشديد برياضة الصيد بالصقور والفروسية وركوب الهجن. 
وأشاد معالي ماجد علي المنصوري رئيس اللجنة العليا المنظمة، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، بالمُشاركة الخليجية الواسعة في معرض أبوظبي الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يُغني الحدث ويزيد من فعالية استقطابه لعشرات الآلاف من الزوار من أبناء المنطقة. 
وذكر أنّ العديد من الشركات والمؤسسات الرسمية في دول مجلس التعاون الخليجي دأبت على المُشاركة بفاعلية في الحدث مُنذ دورته الأولى في العام 2003، إلا أنّ المُشاركة الخليجية في دورة هذا العام هي الأوسع وتجاوزت الـ 30 جهة وشركة وعلامة تجارية، وذلك في إطار الاهتمام المُشترك بالمُحافظة على القيم التراثية الأصيلة وضمان الاستخدام المُستدام لموارد الحياة البرية. 
وأكد معاليه في هذا الصدد أهمية التعاون في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها، وتعريف الشباب والجيل الجديد بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم. 
وأبدى العارضون الخليجيون المُشاركون في الدورة القادمة، اهتمامهم الكبير بالتواجد في فعاليات هذا الحدث الهام (أبوظبي 2022)، والذي يُعتبر النافذة الأوسع لهم على سوق مُعدّات الصيد والفروسية في المنطقة والترويج لمُنتجاتهم وعقد الصفقات. كما أكدوا أنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد، يشهد وفي كل عام تطوّراً كبيراً من حيث المساحة وحُسن التنظيم والإقبال الجماهيري، وهذا ما يدفع الشركات إلى الحرص على التواجد فيه وعرض مُنتجاتها والالتقاء بعملائها واكتساب آخرين جدد، وكذلك تبادل الخبرات والتعاون مع غيرها من الشركات في المعرض.

وتشارك «محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية»، والتي تُعتبر أكبر المحميات الطبيعية في الشرق الأوسط بمساحة تبلغ 130.700 كيلومتر مربع. وتتكون محمية الملك سلمان من ثلاث محميات رئيسية تتوزع في شمال وشمال غرب المملكة وهي: محمية الطبيق ومحمية الخنفة ومحمية حرة الحرة.
كما تشارك «محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية» من السعودية في قطاع «الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي»، وهي محمية عالمية ووجهة سياحية بيئية فريدة بتراثها الغني وطبيعتها الخلابة، تهدف للحفاظ على جمال الطبيعة وإشراك المجتمع المحلي وتعزيز السياحة البيئية عبر تقديم تجربة سياحية بيئية بمعايير عالمية للزوار. 
وتتواجد في الدورة القادمة أيضاً «هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية»، والتي تأسست في عام 2018 بهدف حفظ الأنواع النباتية والحيوانية. 
وفي قطاع «مركبات ومُعدّات الترفيه في الهواء الطلق» تتواجد شركة «ديزرت ستارز فاكتوري» مصنع نجوم الصحراء، المتخصصة بصناعة المركبات الترفيهية عالية التقنية في منطقة الخليج العربي، وتزويد كرفانات السفر والصيد بأحدث وسائل الاتصال والإلكترونيات وأجهزة استقبال الأقمار الصناعية، فضلاً عن تزويدها بأفضل مرافق التكييف والإضاءة. 
كما يُشارك من السعودية أيضاً نادي الصهوة للفروسية، وفي قطاع مُعدّات الصيد والتخييم تتواجد بقوة شركة «بلو بور»، بالإضافة لتواجد وتمثيل علامات تجارية رائدة مثل «الرماية» و«السنيدي» و«القاضي» و«برق الحيا للوازم الرحلات» و«شركة الوطني للبولي إيثيلين». أما في قطاع «الفنون والحرف اليدوية» فتبرز مُشاركة مؤسسة الفن الأبيض السعودية، والفنانة هديل بنت عبدالله. 
ومن دولة الكويت تتواجد في قطاع «أسلحة الصيد» كل من شركة البواردي الكويتية للأسلحة وذخائر الصيد وصيانتها، والتي تأسست في عام 2017، وكذلك شركة رماي للأسلحة وذخائر الصيد، المرموقة، وهي الوكيل الحصري والمُعتمد في الكويت ودول الخليج العربي للعديد من العلامات التجارية الرائدة في عالم الصيد والرماية. وكذلك شركة «يجملك» الكويتية في ذات القطاع. 
أما في قطاع «مُعدّات الصيد والتخييم»، فتأتي من الكويت مُشاركة كل من شركة «تيلوكس» لتقنيات ومُعدّات التواصل، وشركة «زهاب للوازم رحلات الهواء الطلق»، بالإضافة إلى مصنع «كشتة للوازم الصيد والرحلات» المعروف إقليمياً. كما تتواجد في قطاع «الفنون والحرف اليدوية» شركة «Breathe Creativity» التي تُقدّم مشاريع إبداعية في الموسيقى والصوت والفنون البصرية والحرف اليدوية والرقص والكتابة الإبداعية والأفلام والرسوم المتحركة. 
ومن سلطنة عُمان، تُشارك في قطاع «مُعدّات الصيد والتخييم» شركة «افكاريوس للحلول الهندسية»، وهي عبارة عن استوديو تصميم ضخم يركز على تطوير مشاريع كهربائية ميكانيكية جديدة ومبتكرة، يحرص على تصميم وإنتاج منتجات عالية الجودة تُنافس عالمياً وتُناسب عُشّاق الرياضات الخارجية. 
كما تتواجد في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، العديد من الشركات القطرية في قطاعي «الصقارة» و«مُعدّات الصيد والتخييم»، منها شركة «مشتاق للتجارة»، وشركة «الهاشمية للصقارة» التي تعرض للعديد من أدوات ومُعدّات الصيد والمقناص باحترافية عالية تُناسب اهتمامات الصقارين والصيادين، وحازت على رضا كبير من العملاء في المنطقة.

تقنيات تتبع الصقور
تستعرض شركة «مارشال جلف للإلكترونيات»، خلال مشاركتها في معرض الصيد والفروسية، أحدث جهاز لتتبع الصقور عن طريق الأقمار الاصطناعية من دون الاعتماد على شبكات الإنترنت أو الحاجة إلى شبكات الهواتف المتحركة.
ويُمكّن الجهاز الصقّارين من تدريب طيورهم على القنص عن بُعد، حيث يتم تثبيت جهاز التتبع على جسم الصقر ومن ثم ربطه بأجهزة الهواتف «آيفون» أو «آي باد» لمراقبة مسار الصقر بجميع تفاصيله، إضافة إلى إمكانية قياس سرعة الصقر وارتفاعه وتسجيل وزنه لقياس أدائه بين الرحلة والأخرى، إضافة إلى إمكانية تسجيل الرحلة بالكامل ليتمكن الصقار من مقارنة هذه المعلومات بعد كل جولة لتطوير مهارات الصقر ومعاينة التسجيل فيما بعد. وتبلغ تكلفة أجهزة التتبع ما بين 6 آلاف درهم إلى نحو 30 ألف درهم حسب عدد شرائح التتبع التي يطلب الصقار وضعها على الصقر الواحد، إلا أنها في حال توافرها فإنها تعمل على تحديد وجهة الطائر للحاق به في حال ضياعه، إضافة إلى توفير التفاصيل التي تتيح للصقار الحصول على تجربة قنص ممتعة وتطوير أداء الصقر.

«الوطن العربي»
أكد عبدالله حمد مدير عام مصنع «الوطن العربي» لتجهيز المركبات لرحلات التخييم، أن مشاركة المصنع في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته العشرين تكتسب أهمية كبيرة نظراً للمكانة المحلية والإقليمية والعالمية التي يحظى بها المعرض.
وقال: إن هذه المشاركة تعتبر الأولى للمصنع في المعرض، مؤكداً أهمية المعرض للإقبال الواسع الذي يشهده من قبل هواة الصيد ورحلات البر والتخييم، كما أن المعرض يستقطب الزوار من دول الخليج العربي ومختلف دول العالم، بما يشكل سوقاً قوياً لعرض كافة الخدمات التي يقدمها المصنع. وأضاف عبدالله حمد أن سمعة المعرض واسمه وعمره الطويل ونجاحاته دفعته للمشاركة في هذه الدورة. وعن الخدمات التي يقدمها المصنع، تتمثل في تجهيز المركبات من المكيفات والتلفزيون والمولدات التي تعمل بالطاقة الشمسية، إلى جانب سرير منام وجلسة داخلية، ودورات مياه بجدران بديل الرخام والسيراميك، ومغسلة وكرسي خلاط وسخان ومسبح، وتوفير الكهرباء من إضاءة داخلية 12 فولت. 

«صحارى هونتنج»
تعرض شركة صحارى هونتنج الإنجليزية في معرض الصيد والفروسية معدات ومستلزمات الصيد والفروسية، ومنها القفازات التي يستخدمها الصقارون والمصنوعة من جلد الغزال الطبيعي، إضافة إلى ملابس الصقارين الخارجية والتي تقاوم المياه، حيث تشارك الشركة في المعرض للعام السادس عشر على التوالي. وقال حسن سعيد عبيدالله مالك الشركة: إن المشاركة الطويلة في المعرض كونت للشركة سمعة طبية على مستوى دول الخليج، بالإضافة إلى مساعدة الشركة على التعرف إلى تطلعات واحتياجات الجمهور من أدوات وإكسسوارات تتعلق برياضة الصيد والفروسية، مشيراً إلى أن المعرض يتيح للعارضين الالتقاء بالعملاء الإماراتيين والخليجيين والأجانب كذلك بشكل مباشر، الأمر الذي يفيدهم في الدعاية المستقبلية لمعروضاتهم.

مواطن يحقق مبيعات 6 ملايين درهم سنوياً  
يشكل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فرصة مثالية للترويج لشركات بيع الصقور المحلية، من خلال وجود الآلاف من زوار المعرض من الصقارين الإماراتيين والقادمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف أنحاء العالم لاقتناء نخبة من الصقور المحلية والهجينة، حسب هادي المنصوري مؤسس شركة مزادات الثمامة للطيور. وأوضح المنصوري أنه بدأ تأسيس شركته قبل نحو 12 عاماً في إمارة أبوظبي وتحديداً في عام 2010 عبر استيراد الصقور من الخارج، ومن ثم تهجينها بأنواع محلية حتى وصلت مبيعاته السنوية ما بين 5 إلى 6 ملايين درهم إماراتي. وأشار إلى أنه أضحى يمتلك سلالات متنوعة من كافة أنواع الصقور التي يتطلبها السوق في الوقت الحالي، ومنها صقور حر خالص وبيور جير خالص وبيور قرموشة وشاهين وجير شاهين وجير تبع وجير وكري.
وأوضح المنصوري أنه يستهدف من وراء المشاركة في معرض أبوظبي للصيد والفروسية كافة أصحاب العلاقة من منتجي المزارع ومراكز إكثار الصقور في مختلف دول العالم، ومنظمي مزادات الصقور والعاملين في تجارة الصقور والصقارين في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، وكبار الشخصيات ورجال الأعمال المهتمين بقطاع الصقارة وأفراد المجتمع من الإمارات والمقيمين والسياح. ولفت المنصوري إلى أن المعرض تحول إلى منصة دولية مثالية تستعرض أجود أنواع الصقور وأفضل مزارع إكثار الصقور في العالم، وقد نجح المعرض على مدى 20 عاماً في تعزيز صناعة مزارع إنتاج الصقور، والتي أثبتت مقدرتها العالية في الصيد والتنافس في السباقات الكبرى.

«السنع في الحياة البرية» تضيء على القيم الإماراتية الأصيلة 
تحدث زايد المنصوري المستشار التراثي، في محاضرة تحت عنوان «التعريف بالسنع الإماراتي في الحياة البرية»، احتضنها معرض الصيد والفروسية أمس، عن دور السنع كموروث اجتماعي وثقافة حياتية تتجلى في مفهوم الضيافة الإماراتية، كما دعا إلى الاستفادة منه كغيره من القيم الجميلة التي كرسها التراث المحلي. واتخذ المنصوري من مفهوم «الضيافة» نموذجاً تفاعلياً، لشرح آليات «السنع» على مستوى الممارسة السلوكية للإماراتي، والمنبع الفكري للتراكم الحضاري التاريخي لأهل الإمارات، مقدماً محور القهوة العربية كشكل تعبيري عن الترحيب بالضيف، مع تفسير حول كيفية تقديمها للضيوف، إضافة إلى شرح مستفيض حول طقوس الضيافة المحلية في البيوت الإماراتية. وأوضح المنصوري أن الحديث عن الضيافة، على اعتبارها جزءاً أصيلاً من طبيعة الإماراتي يشجع المعنيين بالحركة الثقافية والتراثية والأدبية في الإمارات والأجيال المقبلة على البحث في تراث الآباء المؤسسين والتمسك به.  وألقى المحاضر الضوء على جزء من الأخلاقيات والقيم التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي والتوعية بهذه الركائز المتوارثة لبناء جيل جديد متسلح بثقافته وخلقه وهويته الوطنية، وفي الوقت نفسه حريص على استمرارية هذا الإرث التربوي، كما تطرقت المحاضرة إلى مواضيع عدة تم الاستدلال فيها بالأمثلة السائدة في الوسط المحلي وسبل معالجتها. ولاقت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور لما تضمنته من مواقف يومية يعيشها الفرد تتبلور في التقويم الأسري والحشمة وحسن التعامل ومساعدة الغير والحياء والمحافظة على أفضل السلوكيات التربوية والإنسانية.  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©