الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة لـ«التغير المناخي والبيئة» تكشف: الشعاب المرجانية مقاومة للتغير المناخي

دراسة لـ«التغير المناخي والبيئة» تكشف: الشعاب المرجانية مقاومة للتغير المناخي
16 أكتوبر 2022 02:27

شروق عوض (دبي)

 كشفت نتائج دراسة أعدتها وزارة التغير المناخي والبيئة عن مقاومة وصمود الشعاب المرجانية في مياه دولة الإمارات ودول الخليج العربي، أمام الظروف المتطرفة التي فرضها تغير المناخ كارتفاع درجات حرارة المياه السطحية وكميات ثاني أكسيد الكربون وتحمض المحيطات، عازية السبب من وراء ذلك إلى تمتع الشعاب المرجانية في مياه المنطقة بمرونة عالية مكنتها من التكيف مع أعلى درجات الحرارة على مستوى العالم بشكل غير اعتيادي، مما ميزها عن بقية أنواع الشعاب المرجانية الأخرى في العالم.
وأوضح الدكتور إبراهيم الجمالي، مدير إدارة الأبحاث البحرية في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات لـ «الاتحاد»، بأنه رغم تأكيدات العديد من الدراسات على عدم إمكانية صمود الشعاب المرجانية في أنحاء مختلفة من العالم أمام تلك الظروف المناخية القاسية، إلا أن الدراسة التي أجرتها الوزارة مؤخراً، أثبتت عكس ذلك.
وقال الجمالي: «تعزيز الموائل الطبيعية التي تضمن استدامة التنوع البيولوجي للبيئة البرية والبحرية، يمثل أحد الركائز التي توليها دولة الإمارات اهتماماً كبيراً ضمن جهودها لحماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي».
ولفت إلى أن عمليات استزراع المرجان تمثل إحدى الأدوات والبرامج الهامة التي تعزز من زيادة الموائل الطبيعية في البيئة البحرية، لذا تحرص وزارة التغير المناخي والبيئة عبر التنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية على مستوى الدولة على إطلاق مبادرات وبرامج تعزز من عمليات الاستزراع.

مشاريع وخطط
بالسؤال عن أهم المشاريع التي تنفذها الوزارة بشأن استزراع المرجان؟ قال: «إن مشروع «حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية» الذي تم إطلاقه في مايو 2019، بالشراكة بين الوزارة ومركز الفجيرة للمغامرات وبلدية الفجيرة وبلدية دبا الفجيرة، يمثل أحد أكبر الحدائق المرجانية في الدولة، حيث يهدف المشروع إلى زراعة 1.5 مليون مستعمرة مرجانية على مدى خمس سنوات، وعلى مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، وذلك في إطار تعزيز التنوع البيولوجي البحري ومناطق الجذب السياحي المحلية».
وأشار إلى قيام الوزارة مؤخراً بالتنسيق مع فريق مركز الفجيرة للمغامرات، في استزراع ما يقارب 59536 قطعة من المرجان وبمساحة إجمالية تصل إلى 14884 متراً مربعاً قبالة سواحل الساحل الشرقي ومدينه كلباء ومحمية ضدنا، كما تمت زراعة عدة أنواع وسلالات مختلفة من المرجان من نوع «بورايتس»  و«أكربورا» و«ستايلوفورا»، مؤكداً على الاستمرارية في تنفيذ هذا المشروع لتحقيق الهدف المنشود من ورائه، حيث يعد المشروع من أبرز المشاريع المستمرة على المدى البعيد، إذ يقوم المختصون والفرق الفنية بمتابعة رصد ومراقبة المناطق المستزرعة بشكل دوري.

تأهيل المناطق البحرية
وأكد على مواصلة الوزارة جهودها في تنفيذ برنامجها الممتد ما بين الأعوام (2021-2024)، بالتنسيق والتعاون مع السلطات المختصة في كل إمارة، إلى إعادة تأهيل المناطق البحرية والساحلية المتدهورة لحماية التنوع الأحيائي البحري، وسيتركز العمل فيه على إعادة تأهيل الموائل الساحلية الرئيسية، والشعاب المرجانية المتضررة من جراء الأنشطة البشرية.

دعم الجهود
وشدد على دعم الوزارة لكافة الجهود التي تبذلها الهيئات المحلية والمؤسسات المختصة للحفاظ على الشعاب المرجانية التي تعتبر من أهم الموائل البحرية وأكثرها إنتاجية، فهي تدعم التنوع البيولوجي في مياه الدولة، وتوفر موئلاً طبيعياً لأنواع عديدة من الأسماك والكائنات البحرية، فضلاً عن دورها بحماية الشواطئ من التآكل ودعم مهنة الصيد التجاري والعديد من الأنشطة الترفيهية والسياحية في الدولة، كما تعتبر رافداً لدعم المخزون السمكي.

حماية البيئة البحرية
وأكد الدكتور إبراهيم الجمالي أن حماية البيئة البحرية وتعزيز موائلها الطبيعية وضمان استدامة تنوعها البيولوجي، تمثل أحد الأهداف الاستراتيجية للوزارة، وتمثل الشعاب المرجانية أحد المكونات الرئيسة للبيئة البحرية، لذا عملت بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية على مستوى الدولة على إيجاد بنية تشريعية تضمن حماية الشعاب المرجانية، كما طورت منظومتها البحثية في مجال حماية واستزراع الشعاب المرجانية، وتعمل بشكل دائم على توظيف أحدث التقنيات العالمية في تحقيق استدامة هذا النوع من الموائل الطبيعية، وتطلق العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز وضمان استدامة هذه الشعاب، ومنها مبادرة تأهيل المناطق الساحلية المتضررة والتي تتمثل في تثبيت واستزراع الشعاب المرجانية بالدولة، بالتنسيق والتعاون مع السلطات المختصة في كل إمارة.

ابيضاض المرجان
وعن بقية الآثار السلبية لتغير المناخ على الشعاب المرجانية.. قال الدكتور إبراهيم الجمالي: إن ارتفاع درجات حرارة مياه البحر الناجم عن تغير المناخ أحد أهم أسباب تدهور الموائل البحرية، منها بشكل خاص الشعاب المرجانية ومتمثلة في طرد الطحالب المجهرية التي تعيش داخل الشعاب المرجانية، ما يسبب حدوث ظاهرة «ابيضاض المرجان»، ما يفقدها دورها كموئل طبيعي للتنوع البيولوجي البحري، مشيراً إلى مبادرة الوزارة ضمن هذا الجانب، بتبني الأفكار الابتكارية لاستدامة الموارد المائية الحية للدولة من خلال دراسة الأنواع المرجانية المقاومة للتغيرات المناخية، وتطوير سلالات مرجان ذات مواصفات تتكيف وتتحمل الظروف القاسية والقيام باستزراعها وتثبيتها في مياه الدولة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©