الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوة لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع

جانب من جلسات الموتمر (الاتحاد)
10 نوفمبر 2022 01:25

منى الحمودي (أبوظبي)

اختتمت، أمس، أعمال المؤتمر الدولي لمبادرات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في أبوظبي الذي جمع أكثر من 30 خبيراً ومتحدثاً، وبمشاركة منظمة الصحة العالمية ونخبة من الخبراء في المجال عالمياً من أكثر من 20 بلداً حول العالم.
وناقشت الجلسات، على مدار ثلاثة أيام، التحديات التي تواجهها مؤسسات التبرع وزراعة الأعضاء حول العالم والتحديات التي تواجه مرضى الفشل الكلوي المزمن وزراعة الكُلى والحلول المبتكرة لذلك. وفي اليوم الأخير للمؤتمر، استعرض المشاركون تجارب دول المنطقة ودول الخليج ومصر في زراعة الأعضاء، بالإضافة لتجربة الاتحاد الأوروبي، ومناقشة التعاون بين دول المنطقة والتكامل بينها، وكيف يمكن خدمة المرضى من هم بحاجة لزراعة الأعضاء.
كما تطرقت محاور الجلسات للمنظومة المطلوبة لتمكين الجمهور من التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة الآخرين، وممارسة حقهم في التبرع، والتي تم نقاش جميع جوانبها، منها الجوانب المالية وشركات التأمين ودورها والجمعيات الخيرية، ومختلف الأمور اللوجستية التي يتطلبها برنامج متكامل للتبرع وزراعة الأعضاء. كما ناقشت الجلسات المبادرات بشأن التبرع بالأعضاء والأنسجة ونقلها، وإيجابيات وسلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في زراعة الأعضاء، ودور المشاركة العامة والرياضة في التبرع بالأعضاء وزرعها وتحديات الفشل الكلوي المزمن وزرع الأعضاء في دول المنطقة.
وأكد الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، أهمية التركيز على نشر ثقافة الوقاية بين أفراد المجتمع، وتمكينهم من إبداء الرغبة بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، باعتباره عملاً إنسانياً وخيرياً وتعاوناً يسهم في إنقاذ حياة الأفراد للدولة نفسها أو الدول الأخرى، خصوصاً مع وجود حالات مستعجلة وفي أمسّ الحاجة للأعضاء، على سبيل المثال مرضى فشل الكبد الحاد. وقال: يسهم المتبرع الواحد في إنقاذ حياة ثمانية أشخاص، والمتوسط العالمي يعتمد على أعمار السكان وظروف الوفاة، وبدأت أعداد المتبرعين في الإمارات تزداد مؤخراً، وهو انعكاس لثقافة المجتمع.
وأضاف: «إن منهجية العمل في الإمارات هي الحصول على النتائج قبل عرضها على أفراد المجتمع، ويأتي المؤتمر والمعرض بداية لحملة وطنية تسعى لنشر الوقاية من أمراض الفشل العضوي، باعتبار صحة الجميع أولوية، وبالتالي فإن جهود الوقاية من أمراض الفشل العضوي لابد من أن تكون متوافقة ومتلازمة مع جهود التوعية بالبرنامج الوطني».
وأشار إلى حرص دولة الإمارات على وجود نتائج لعرضها على أفراد المجتمع، باعتبارها إنجازاً في طريق نشر ثقافة التبرع بالأعضاء والازدياد في أعداد المتبرعين بعد الوفاة، ففي عام 2017 تم تسجيل عدد 3 متبرعين بعد الوفاة أنقذوا حياة 11 مريضاً، وفي عام 2018 تم تسجيل تبرع 8 متوفين ساهموا في إنقاذ حياة 27 مريضاً، وفي عام 2019 تم تسجيل 10 متبرعين بعد الوفاة، ساهموا في إنقاذ حياة 37 مريضاً، إضافة إلى ذلك سجل عام 2020 تبرع 9 متوفين بأعضائهم، حيث ساهموا في إنقاذ حياة 35 مريضاً، وفي عام 2021 ارتفع العدد ليصل عدد المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة إلى 39 متبرعاً، والذين أنقذوا حياة 147 مريضاً، وفي العام الحالي 2022 ساهم 47 متبرعاً في إنقاذ حياة 167 مريضاً.
ولفت الدكتور علي العبيدلي إلى تطور برنامج التبرع بالأعضاء، وأصبح الوقت الحالي مناسباً بحسب التنسيق بين البرنامج الوطني وجميع الشركاء لنقل البرنامج، والهدف منه لجميع أفراد المجتمع، وتم خلال المؤتمر الحرص على التعريف ببرنامج التبرع بالأعضاء وشقه الوقائي بلغات مختلفة تصل إلى أربعين لغة.
وقال: «التسجيل في برنامج (حياة) مفتوح للجميع على حسب الاشتراطات العمرية وغيرها، وبفعل التقنية لا تستغرق عملية التسجيل دقائق معدودة، ويشهد البرنامج مشاركة الشباب والمتطوعين ممن يرغبون في أن يكونوا سفراء للبرنامج، سواء للوقاية من أمراض الفشل على مستوى العائلة والأصدقاء والمعارف أو التعريف بالبرنامج في مختلف مستشفيات الدولة والمرافق والمراكز التجارية»، منوهاً بإطلاق حملة التوعية بالحملة الخيرية برعاية «الهلال الأحمر» خلال المؤتمر؛ وذلك بهدف جمع التبرعات للمساهمة بطريقة مختلفة، وهي المساهمة المالية والرمزية بحرص الجميع على المشاركة، بالإضافة لمشاركتهم في حملة منسقة مع ماراثون زايد الخيري وحملات أخرى. 

جمال الكعبي يسجل كمتبرع بالأعضاء
ضمن حملة أبوظبي المجتمعية لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة «حياة»، التي أطلقها معالي عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، على هامش فعاليات المؤتمر الدولي لمبادرات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 7 حتى 9 نوفمبر، سجل فريق الإدارة التنفيذية في دائرة الصحة – أبوظبي كمتبرعين للأعضاء في البرنامج الوطني «حياة»، وذلك دعماً للبرنامج والمساهمة في تشجيع أفراد المجتمع على التسجيل كمتبرعين في الأعضاء والأنسجة والمساهمة في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي.
وتقدم المسجلون في البرنامج الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، وكل من الدكتور راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية، الدكتورة هدى المعيني، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية، هند الزعابي، المدير التنفيذي لقطاع منشآت الرعاية الصحية، علي الخوري، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون المالية، الدكتورة مريم المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع مزودي تمويل الرعاية الصحية، الدكتور صالح آل علي، المدير التنفيذي لمركز الجاهزية والاستجابة للطوارئ.
وتتركز حملة أبوظبي المجتمعية على محاور أساسية تتضمن تشجيع كافة أفراد المجتمع على تسجيل إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة، وتسليط الضوء على قصص النجاح التي حققتها أبوظبي واستعراض تجربة وإمكانات الإمارة في مجالات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية. وتهدف الحملة إلى مواصلة رفع الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية تبني أسلوب حياة صحي يجنبهم التعرض لأمراض مرتبطة بأسلوب الحياة وفشل الأعضاء والحاجة إلى الزراعة. ويتضمن ذلك ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي لتجنب الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والسمنة وغيرها.
ويُعد البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» منظومة وطنية لتعزيز جهود التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

توزيع الأعضاء
وذكر الدكتور علي العبيدلي أن منهجية الدول في توزيع الأعضاء تعتمد على مبدأين، الأول أن يكون العضو صالحاً للاستخدام أكبر فترة ممكنة؛ لذلك يُعد الأطفال هم أكثر متلقين للأعضاء، بحيث يُعمر العضو أكثر فترة ممكنة ولا يفشل ويصبح على قائمة الانتظار، وبالتالي يكون هناك نقص، والمبدأ الثاني في توزيع الأعضاء هو مبدأ العدالة، والذي كلما حافظت عليه الدول يشعر شرائح المجتمع بأنهم شركاء في البرنامج، ويسود مبدأ العدالة في توزيع الأعضاء، في الدول التي يتوافر فيها التأمين الطبي ويكون للجمعيات الخيرية دور بارز في برامج التبرع بالأعضاء، حيث تكون الدولة مهمتها أسهل لوجود تكامل بين شركات التأمين والجهات الخيرية، بالتالي يكون فيه حرص على التوزيع العادل للأعضاء، وكلما ما شاركت شرائح المجتمع في هذا البرنامج الإنساني، ينعكس ذلك على إحصائيات الدولة بأنها الأفضل من ناحية نسبة التبرع لكل مليون نسمة، وبالتالي يختفي حجم الدولة في هذه المعادلة، على سبيل المثال لدينا دولة صغيرة بحجم نصف سكان الإمارات وهي «كرواتيا»، لكنها من أفضل وأعلى المعدلات في التبرع بالأعضاء لوجود تكامل بين مختلف الجهات.

شريحة المتبرعين
وأوضح الدكتور علي العبيدلي أن شريحة المتبرعين المحتملين بالأنسجة البشرية أكبر من شريحة المتبرعين بالأعضاء، ويعود ذلك لاختلاف منهجيات الأعضاء والأنسجة البشرية والتعامل معها، ففي التبرع بالأعضاء من المهم التروية الدموية، وتعتمد على ظروف الوفاة والعناية المركزة للأعضاء، لافتاً إلى وجود فهم خاطئ حول أن المتبرع لا تتم العناية بصحته بعد التبرع، وهو أمر غير صحيح، وهناك حرص شديد من الفريق الطبي لجميع التخصصات ومن مختلف الجهات اللوجستية على عدم المس بالجثمان، وعدم التشويه في طريقة استئصال الأنسجة والأعضاء، كما أن العناية الطبية الفائقة تحافظ على صحة الشخص وتنقذه من الوضع الحرج سواء لإنقاذ حياته أو المحافظة على الأعضاء، وإن إبداء الرغبة في التبرع بعد الوفاة يساعد الدول التي تتبنى منظومة التبرع بالأعضاء، بأن تكون حريصة على صحة الأفراد لإنقاذ حياتهم، وأن أكبر عدد منهم يكون متبرعاً.
ولفت إلى أن مجال التبرع بالأنسجة أكبر، وهناك حالات غير مناسبة للتبرع بالأعضاء، ولكنها مناسبة للتبرع بالقرنيات والأنسجة الأخرى.  وأشار إلى وجود نقص بالقرنيات على مستوى العالم، ومن يوافق على التبرع لن يخسر، بل سوف يساهم في أن يستفيد ملايين الأشخاص من القرنيات لمن هم بحاجة لإعادة البصر وإنقاذ وتطوير وتحسين جودة حياتهم.
وأكد الدكتور علي العبيدلي أهمية الإعلام والإعلاميين في التوعية ببرامج التبرع بالأعضاء، ودورهم في نشر الوعي وبناء تحالف ائتلاف للوصول لأكبر عددٍ من أفراد المجتمع، وذلك من خلال الدورات التي قدمها خبراء من خارج الدولة خلال المؤتمر. ودعا لبذل المزيد من الجهود لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء بين أفراد المجتمع، باعتباره عملاً إنسانياً نبيلاً قطعت فيه دولة الإمارات شوطاً كبيراً ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى وأعاد لهم الأمل في الحياة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©