السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. جهود رائدة في نشر حلول الاستدامة وحماية المناخ

الإمارات.. جهود رائدة في نشر حلول الاستدامة وحماية المناخ
21 يناير 2023 01:14

سيد الحجار (أبوظبي)

جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليشكل تتويجاً لمسيرة الدولة الرائدة في مجال الاستدامة والعمل المناخي. وتتبوأ الإمارات مكانة عالمية رائدة في مجال الممارسات المستدامة، وتسهم بدور بارز في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة عالمياً، ما يدعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ وتقليص الانبعاثات الكربونية، لاسيما مع استضافة الدولة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».
وتلعب الإمارات دوراً بارزاً فيما يتعلق بتعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة، فضلاً عن دورها في البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي، لاسيما مع استعداد الدولة لاستضافة أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، وبما يتماشى مع مبادراتها وجهودها الرائدة في هذا المجال، وفي مقدمتها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.

أسبوع الاستدامة
يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة، المبادرة العالمية التي أطلقتها الإمارات عام 2008، بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة، الحدث الأبرز عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، حيث أسهم الأسبوع على مدى 15 عاماً في تعزيز المكانة الدولية الرائدة للإمارات على صعيد الطاقة النظيفة، وزيادة الزخم والاهتمام العالمي بقضايا البيئة والمناخ. وشهدت الدورة الأخيرة من أسبوع أبوظبي للاستدامة التي تم تنظيمها تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28» خلال الفترة من 14 إلى 19 يناير 2023، مجموعة متنوعة من الفعاليات والمواضيع والمحاور التي ناقشت أبرز تحديات الطاقة والمناخ، ما يسهم في تمهيد الطريق نحو انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، والتي تستضيفها الإمارات نهاية العام الحالي. وضمت فعاليات الأسبوع العديد من الفعاليات، منها القمة العالمية لطاقة المستقبل، واجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، وقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والإعلان عن الشعار الرسمي والهوية البصرية الخاصة بالدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 والتي ستعقد في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل.  كما ضمت فعاليات الأسبوع كذلك مبادرة «ابتكر»، ومركز شباب من أجل الاستدامة، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجدّدة، وقمة الهيدروجين الأخضر، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام.

دول نامية
على مدى عقود، واصلت الإمارات إطلاق العديد من المبادرات المهمة لنشر حلول الاستدامة والطاقة المتجددة عالميا، بما يسهم في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة، ودعم الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية، ومواجهة تحديات المناخ. 
ومنذ عام 1974، موّل صندوق أبوظبي للتنمية، 73 مشروعاً في قطاع الطاقة المتجددة بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 4.569 مليار درهم، استفادت منها 54 دولة في مختلف قارات العالم.
وأطلق الصندوق عام 2013 مبادرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بقيمة إجمالية بلغت (350 مليون دولار)، حيث موّل الصندوق ضمن المبادرة 26 مشروعاً بسعة 265 ميجاواط، استفادت منها 21 دولة.
وموّل الصندوق في عام 2013، صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر المحيط الهادئ بقيمة (50 مليون دولار)، حيث موّل 11 مشروعاً، بطاقة 6 ميجاواط.
وساهم الصندوق عام 2017 بتمويل مبادرة صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي بقيمة بلغت (50 مليون دولار)، استفادت منها 16 جزيرة، بسعة 9.43 ميجاواط من إجمالي الطاقة المنتجة.
وأعلنت الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» إطلاق المنصة العالمية لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية، على هامش مؤتمر «COP26» في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر 2021، حيث تعهدت الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال «صندوق أبوظبي للتنمية» لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي العام الماضي مبادرة «اتحاد 7»، بهدف توفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص بحلول عام 2035.

مشاريع مصدر
تستثمر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في مشاريع حول العالم تتجاوز قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار (110 مليارات درهم)، حيث تنتشر أعمال الشركة في أكثر من 40 دولة موزعة على 6 قارات.
ويتجاوز إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الشركة، سواء تلك التي قيد التشغيل أو قيد التطوير، يتجاوز 20 جيجاواط، ما يكفي لتزويد 5.25 مليون منزل بالطاقة، حيث تسهم هذه المشاريع في الحد من انبعاث أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 6.5 مليون سيارة من الطرقات.
وتستهدف «مصدر» وصول القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، كما تستهدف «مصدر للهدروجين الأخضر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من 6 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأعلنت شركة «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» ديسمبر 2022 عن إنجاز الاتفاقية الاستراتيجية للاستحواذ على حصص في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والتي تهدف لتوسيع وتنمية وتطوير نطاق عمليات «مصدر»، لتشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر، وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة.

مشاريع جديدة
خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، كشفت الشركات الإماراتية عن مشاريع وشراكات واتفاقيات جديدة بقطاع الطاقة النظيفة.
ووقعت «مصدر»، اتفاقيات لتطوير اتفاقية تطوير مشروع لطاقة الرياح بقدرة إجمالية تصل إلى 1 جيجاواط في جمهورية كازاخستان، بجانب اتفاقيات مع شركة النفط الوطنية في أذربيجان «سوكار» لتطوير مشاريع في مجالات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، وأخرى لاستكشاف سبل تطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر بين أبوظبي وأمستردام لدعم احتياجات السوق الهولندية والأوروبية.   وكشفت «أدنوك»، عن بدء العمل في تطوير أول بئر في العالم لحقن ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، كما أعربت «أدنوك» عن عزمها إطلاق مجموعة من المشاريع والمبادرات الجديدة، بمجال التقاط وتخزين وإزالة الكربون، والاستثمار في حلول الطاقة الجديدة، وتعزيز الشراكات الدولية. 
وأبرمت شركة مبادلة للطاقة، مذكرة تفاهم مع كل من «أو إم في» و«باك أراب ريفاينري ليمتد - باركو»، بهدف بحث فرص التعاون في مجال الوقود المستدام وإنتاج المواد الأولية في باكستان. ووقّعت شركة أدنوك للتوزيع، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، على اتفاق بهدف إطلاق شراكة جديدة تحت اسم «E2GO» لإنشاء وتشغيل البنية التحتية اللازمة لشحن المركبات الكهربائية في إمارة أبوظبي ومختلف أنحاء الدولة، تضيف 70 ألف شاحن بحلول عام 2030، وبتكلفة رأسمالية تصل إلى 734 مليون درهم. 

طاقة نووية
جاء إطلاق الإمارات برنامجها النووي السلمي قبل سنوات عدة، ليحدث نقلة نوعية في مسيرة تنويع مصادر الطاقة بالدولة.
وشهدت محطات براكة للطاقة النووية السليمة، منذ عام 2008، إنجازات تاريخية واستراتيجية كبرى، جعلت من دولة الإمارات الأولى في العالم العربي التي تمتلك مشروعاً للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل، وترسخ مكانتها الريادية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي تمهيداً للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وعند تشغيلها بالكامل، ستوفر محطات براكة الأربع ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية، وستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وتوفر محطات براكة الأربع، فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 5600 ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، بواقع 1400 ميجاواط بكل محطة، حيث تواصل المحطتان الأولى والثانية التشغيل التجاري وإنتاج كميات وفيرة وموثوقة من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة. 
وخلال شهر سبتمبر الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدء تشغيل المحطة الثالثة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، بينما وصلت المحطة الرابعة إلى المراحل النهائية من الإنجاز التي تسبق اكتمال الأعمال الإنشائية.

جائزة زايد للاستدامة
تعد جائزة زايد للاستدامة، إحدى المبادرات النوعية على الصعيد العالمي لتكريم المبتكرين ورواد الأعمال والشباب، وتسريع جهود التغيير الإيجابي للحفاظ على كوكبنا، وتحسين حياة المجتمعات. ونجحت الجائزة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، في الإسهام بترسيخ إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عبر مواصلة مسيرته في مجال العمل الإنساني، وتسخير موارد الدولة في خدمة الإنسان.  وتأسست جائزة زايد للاستدامة عام 2008 تخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة والعمل الإنساني. وكرمت الجائزة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة مؤخراً 10 فائزين ضمن 5 فئات تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية. وشهدت دورة العام 2023 من الجائزة زيادة ملحوظة في عدد طلبات المشاركة، حيث تلقت 4538 طلب مشاركة، من 152 دولة، محققةً بذلك زيادة بنسبة 13% مقارنة بالدورة الماضية، ما يؤكد الاهتمام الدولي بالمشاركة في الجائزة، ونمو تأثيرها العالمي بقطاع الاستدامة، بجانب تميز فريق الجائزة في الترويج لها عالمياً. وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة زايد للاستدامة 3 ملايين دولار، وتوزع على المؤسسات التي تقدم حلولاً مستدامة تمتلك مقومات التأثير والابتكار والأفكار الملهمة ضمن 5 فئات. وتتنافس على الجائزة كل عام الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية العالمية. وكرمت الجائزة منذ إطلاقها في عام 2008، حتى الآن، 96 فائزاً، ساهمت مشاريعهم في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص في 150 دولة.  ويتم ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية تكريم 6 مدارس من ست مناطق عالمية بجائزة تصل إلى 100 ألف دولار، وهذه المناطق هي: الأميركتان، أفریقیا جنوب الصحراء الكبرى، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوروبا وآسيا الوسطى، وجنوب آسيا، وشرق آسیا ومنطقة المحيط الهادي.

شراكات استراتيجية
تلعب الإمارات دوراً بارزاً في تعزيز العمل في مجال الطاقة النظيفة، وبناء الشراكات الفاعلة في هذا المجال.
وخلال معرض أدبيك 2022، نوفمبر الماضي، تم توقيع شراكة استراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035، وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة، ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة، ودعم العمل المناخي. وخلال قمة المناخ «كوب 27» بمصر مؤخراً، تم التوقيع على اتفاقية مهمة بين كل من «إنفينتي باور»، الشركة المشتركة بين «مصدر»، و«إنفينتي إنرجي» من جهة، وشركة «حسن علّام للمرافق»، والحكومة المصرية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر، حيث يعد المشروع واحداً من أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم.
كما شهدت «كوب 27» أيضاً توقيع «مصدر» وائتلاف شركائها «إنفنيتي باور القابضة»، وشركة «حسن علام للمرافق»، اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 جيجاواط ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©