الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المنسّق العام لمنصة «مدرسة» في حوار مع «الاتحاد»: رواد أعمال مواطنون شاركوا في الإنتاج البصري لمنهج اللغة العربية

المنسّق العام لمنصة «مدرسة» في حوار مع «الاتحاد»: رواد أعمال مواطنون شاركوا في الإنتاج البصري لمنهج اللغة العربية
23 يناير 2023 01:43

دينا جوني (دبي)  

تشهد منصة «مدرسة»، خلال المرحلة المقبلة، حزمة من التغييرات والتحديثات في الشكل والمحتوى تعمل عليها الإدارة حالياً، وذلك بعد مرور ما يقارب خمس سنوات على إطلاقها، والتي عمل فيها فريق عمل يضم حوالي 100 مختص. وأعلن الدكتور وليد آل علي، المستشار في مبادرات محمد بن راشد العالمية والمنسّق العام لمشروع «مدرسة»، في حوار مع «الاتحاد»، أنه جارٍ العمل حالياً على تطوير نموذج من منصة «مدرسة» باستخدام تقنيات «الميتافيرس»، كتجربة تعليمية جديدة يتم إعدادها وتجهيزها قبل طرحها إلى جانب المنصة الرئيسية. وأكد أن إدارة المنصة تعمل أيضاً على تجديد شكلها وتحديث الموقع والمكتبة الرقمية وتحسين تجربة استخدامها، لخدمة ملايين المشتركين في المنصة والمتابعين للدروس التعليمية عبر قنوات أخرى. وقال، في حوار مع «الاتحاد»: إن المشروع استعان بكتّاب سيناريو من شركة ناشئة يديرها رواد أعمال شباب من المواطنين، أثبتوا أنفسهم ومهاراتهم في الإنتاج البصري لقصص الأطفال باللغة العربية وفقاً للمعايير التي تمّ تطويرها واعتمادها، مشيراً إلى أن المنصة تضم لليوم 200 قصة مصوّرة باللغة العربية.
وأكد أن إدارة المنصة تعمل على طرح مسار جديد في إعداد المحتوى من خلال «توليد محتوى المستخدم»، وهو المحتوى التعليمي المؤلف من قبل المستخدمين، الذي يختلف عن المحتوى الحالي للغة العربية الذي تمّ تأليفه وإعداده من قبل المنصة، وهو معتمد في جميع المدارس. 
وقال: إن الهدف هو الوصول إلى المجتمعات التعليمية المعنية، من مدارس حكومية وخاصة ومعلمين في مختلف مناطق الدولة، وتحفيز الطلاب المتميزين والمعلمين وإشراكهم في إعداد الدروس للمنصة، بالاعتماد على الممارسات والتجارب الدولية، ومع المحافظة على معايير الصوت والصورة، والذي يجعل المحتوى في منصة «مدرسة» أفضل من ذاك المتوافر على العديد من المنصات العالمية. 

مواد جديدة
وعن التحديثات في المواد التعليمية التي تضمها المنصة، قال: إن هناك توجّهاً لإضافة مواد جديدة منها البرمجة وعلوم الروبوت، علماً بأن المحتوى المتوافر حالياً هو معرفي، ثابت وأساسي، وأشبه بالمرجع للطالب والمعلم وولي الأمر، وليس متغيّراً مثلما هو الحال مع مادة البرمجة التي تحتاج إلى تحديث مستمر من قبل فريق العمل. كما توسّعت المنصة في مادتي علوم الحياة ومهارات تكنولوجيا المعلومات، لافتاً إلى أن المحتوى بشكل عام يشكّل مادة داعمة وليس منهجاً متكاملاً بحدّ ذاته. أما مراجعة المحتوى العام في المنصة والتعديل عليه، فيتم بناءً على الملاحظات التي ترسل إلى فريق العمل. 

«البادج» الرقمي 
انتهت المنصة من تفعيل المسارات التعليمية، أي عند إتمام حزمة معينة من الفيديوهات والأنشطة التفاعلية يحصل الطالب على إشعار أو«بادج رقمي» بإتمام مفهوم معيّن في الكيمياء أو الرياضيات أو أي من المواد العلمية الأخرى، مشيراً إلى أن «البادج الرقمي» غير معتمد أو معترف به في المنظومة التعليمية لغاية اليوم.
وقال الدكتور آل علي: إن المنصة استحدثت خاصية ملف الطالب الذي يجمع كل الدورات والدروس والمهارات التي حصّلها، لافتاً إلى أن إدارة المنصة تشارك اليوم في العمل على إطار تنظيمي يعترف بملف مهارات الطالب و«البادج الرقمي» أو«الشهادات الصغيرة». 

«مساحات التعلّم»
وعن حصول منصة «مدرسة» على جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» الدولية لمحو الأمية في سبتمبر الماضي للمرة الأولى على مستوى دولة الإمارات والأولى لعام 2022 على مستوى الوطن العربي، شرح الدكتور آل علي أن موضوع الجائزة للعام الجاري كان عن «مساحات التعلّم»، وأن طرح «اليونسكو» هو ألّا تقتصر مساحات التعلّم ومشاريع محو الأمية على مبنى المدرسة، كواحدة من الدروس المستفادة من جائحة «كورونا». كما أنها تركز على المبادرات المتميزة عالمياً في دعم اللغة الأم. 
وقال: إن الفوز بجائزة «اليونسكو» كان عن مشروع مادة اللغة العربية على منصة «مدرسة»، والتي قدمت منهجاً متكاملاً للغة الأم وبطرح مختلف يواكب الجيل الجديد من صور متحركة وشخصيات وعوالم، الأمر الذي ميّزها عن بقية المتنافسين وجعل الفوز من نصيبها. واعتبر أن الفوز هو اعتراف بالجهد الذي بذل خلال السنوات الماضية من قبل جميع المساهمين في هذا المشروع. هي الجائزة الثالثة بعد حصول مدرسة على جائزة منظمة «الإسكوا» للمحتوى الرقمي العربي من أجل التنمية المستدامة لعام 2022، وجائزة الشارقة للمشروع التربوي المتميز.

خريطة اللغة العربية
 لفت الدكتور آل علي إلى أن محتوى المواد العلمية على المنصة مأخوذ ومترجم ومعاد إنتاجه عن المنصة التعليمية «خان أكاديمي». أما محتوى مادة اللغة العربية، فهو إنتاج أصيل لمنصة «مدرسة»، والتحدي تمثّل بكيفية طرح اللغة العربية بطريقة حديثة وجاذبة للطلبة تخدم كل المناهج في العالم العربي، وليس فقط المنهج الوزاري الإماراتي، وتغطي مختلف المراحل الدراسية. 
وعن مسار تأليف منهج اللغة العربية، قال إنه تمّ تشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم وكرسي اللغة العربية في جامعة زايد مع الدكتورة هنادا طه ثومور، وجامعة الإمارات، وتمّ تأليف خريطة اللغة العربية التي تشمل كل المادة المعرفية الأساسية والمدخلات والمخرجات التي يجب توفيرها في المنهج بما يلائم المدارس الحكومية أو الخاصة في كل بلد عربي. بعد ذلك، بدأت مرحلة تأليف الدروس بناء على الخريطة، وتقديم الاقتراحات في كيفية عرضها وتصويرها، ونوع الفيديو، والشخصيات الكرتونية والحوار والسيناريو فيما بينها.  وتختلف الشخصيات التي تمّ اختيارها باختلاف المرحلة العمرية للطلبة، منها شخصيات فضائية، ومحقق، و«بلوغر».  وبشكل عام، تمّ تقديم 30 شخصية كرتونية تعكس الثقافة واللغة العربية، منها الفراهيدي شارحاً بحور الشعر، وأحمد زكي باشا، وأبو الأسود الدؤلي ضمن محور عوالم. 

«مدرسة» داخل كل مدرسة
عملت منصة «مدرسة» على إعادة توزيع المحتوى والدروس لربط الفيديوهات التعليمية بالمناهج المدرسية وفق كل دولة. كما تمّ ربط المحتوى مع وزارة التربية والتعليم الإماراتية التي عملت على توظيف فيديوهات «مدرسة» في الخطط التعليمية في المدارس الحكومية. وتتصدّر الإمارات الدول الأكثر استخداماً لدروس اللغة العربية على المنصة، تليها مصر والسعودية والأردن والمغرب.

الآداب
بالنسبة لغياب مواد العلوم الإنسانية والفنون عن المنصة، قال: إن أساسيات الأدب والفلسفة موجودة في الجانب الإثرائي من دروس اللغة العربية، مشيراً إلى أنه إذا وُضع للفلسفة إطار واضح، فلا مانع من إضافتها كمادة بحدّ ذاتها، شرط ألا يكون المحتوى جدلياً أو ذا توجّه. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©