الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات ترسي قواعد مشجعة للاستثمار في الطاقة النظيفة

الإمارات ترسي قواعد مشجعة للاستثمار في الطاقة النظيفة
27 يناير 2023 01:30

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد خبراء ومسؤولون بشركات طاقة عالمية ومؤسسات دولية، أن الإمارات أرست قواعد راسخة للاستدامة ومشجعة للاستثمار في الطاقة النظيفة، مشيرين إلى أهمية استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، في إبراز الدور الرائد للإمارات في العمل المناخي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي استضافته الإمارات قبل أيام، وجاء في ختام فعالياته إعلان، 2023 عاماً للاستدامة في الإمارات، إن التجربة الإماراتية في تبني حلول الاستدامة والطاقة والنظيفة باتت ملهمة لكثير من دول العالم، مشيرين إلى الدور البارز للدولة في دعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ، ومساعدة الدول النامية في نشر حلول الطاقة النظيفة.
ويُعد أسبوع أبوظبي للاستدامة، المبادرة العالمية التي أطلقتها الإمارات عام 2008؛ بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة، الحدث الأبرز عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، حيث أسهم الأسبوع على مدى 15 عاماً في تعزيز المكانة الرائدة للإمارات عالمياً في مجال الاستدامة.
وشهدت الدورة الأخيرة من أسبوع أبوظبي للاستدامة التي تم تنظيمها تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28» خلال الفترة من 14 إلى 19 يناير 2023، مجموعة متنوعة من الفعاليات منها، القمة العالمية لطاقة المستقبل، واجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، وقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، ومبادرة «ابتكر»، ومركز شباب من أجل الاستدامة، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجدّدة، وقمة الهيدروجين الأخضر.
كما شهد الأسبوع، الإعلان عن الشعار الرسمي والهوية البصرية الخاصة بالدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 والتي ستعقد في مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل.

تنويع المصادر
وأكد لاندون ديرينتس، مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، أن الإمارات كان لها السبق في التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة النووية، ومصادر الطاقة المتجددة، والوقود الحيوي، وغيرها، ما أسهم في ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة.
وأشار إلى أهمية استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) نهاية العام الحالي، في تسليط الضوء على خبراتها فيما يتعلق بالتحوّل نحو الطاقة النظيفة، ما يشجع الدول الأخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة.
وقال ديرينتس، إن الإمارات قدمت تجربة متميزة في مجال الاستدامة والطاقة النظيف، مشيراً إلى أهمية برنامج الإمارات للطاقة النووية السلمية في خفض الانبعاثات الكربونية ونشر حلول الطاقة النظيفة.
وخلال شهر سبتمبر الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدء تشغيل المحطة الثالثة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، بينما وصلت المحطة الرابعة إلى المراحل النهائية من الإنجاز التي تسبق اكتمال الأعمال الإنشائية، فيما تواصل المحطتان الأولى والثانية التشغيل التجاري وإنتاج كميات وفيرة وموثوقة من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة.
وعند تشغيلها بالكامل، ستوفر محطات براكة الأربع ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية، وستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وتوفر محطات براكة الأربع، فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 5600 ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، بواقع 1400 ميجاواط بكل محطة، حيث تواصل المحطتان الأولى والثانية التشغيل التجاري وإنتاج كميات وفيرة وموثوقة من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة. 

تحديات عالمية
إلى ذلك، أكدت هبة أسعد المدير التنفيذي لشركة «نيورو تك» الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عن فئة الطاقة أهمية الجائزة في نشر حلول الطاقة النظيفة عالمياً، ودعم الابتكارات والتقنيات الحديثة بالقطاع، مشيدة إلى أهمية دور الإمارات في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بتداعيات التغير المناخي.
وأشارت أسعد إلى أهمية جائزة زايد للاستدامة في توفير حلول عملية تسهم في ترسيخ الاستدامة، ما يؤكد الدور الرائد للإمارات على صعيد قطاع الطاقة العالمي.
وكرمت الجائزة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة مؤخراً 10 فائزين ضمن 5 فئات، تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.
وشهدت دورة عام 2023 من الجائزة زيادة ملحوظة في عدد طلبات المشاركة، حيث تلقت 4538 طلب مشاركة، من 152 دولة، محققةً بذلك زيادة بنسبة 13% مقارنة بالدورة الماضية، ما يؤكد الاهتمام الدولي بالمشاركة في الجائزة، ونمو تأثيرها العالمي بقطاع الاستدامة، بجانب تميز فريق الجائزة في الترويج لها عالمياً.
وتعد جائزة زايد للاستدامة، إحدى المبادرات النوعية على الصعيد العالمي لتكريم المبتكرين ورواد الأعمال والشباب، وتسريع جهود التغيير الإيجابي للحفاظ على كوكبنا، وتحسين حياة المجتمعات.
وتأسست جائزة زايد للاستدامة عام 2008 تخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة والعمل الإنساني.
وكرمت الجائزة منذ إطلاقها في عام 2008، حتى الآن، 96 فائزاً، أسهمت مشاريعهم في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص في 150 دولة.

مشاريع ومبادرات
من جانبه، أكد ريد بليكمور، القائم بأعمال مدير مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، الدور الرائد للإمارات في ضمان أمن الطاقة العالمي، مشيراً إلى أهمية استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، نهاية العام الحالي في إبراز جهودها المتميزة في العمل المناخي.
وأوضح أن الإمارات قدمت نموذجاً يحتذى به لتسريع التحول العالمي في مجال الطاقة، ما يشجع العديد من الدول على زيادة الاستثمار في تقنيات إزالة الكربون والطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الإمارات وقعت خلال السنوات الأخيرة العديد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بمجال الطاقة النظيفة، وأطلقت العديد من المشاريع والمبادرات التي ساهمت في ترسيخ مكانتها على صعيد قطاع العالمي.
ووقعت الإمارات مؤخراً شراكة استراتيجية مع والولايات المتحدة، لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035، بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.
وتجسد الشراكة التزام دولة الإمارات والولايات المتحدة المشترك بتعزيز التقدم في جهود العمل المناخي، ورفع سقف الطموح في هذا المجال من خلال تضافر الجهود، بما ينسجم مع أهدافهما للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050.
وتهدف الشراكة إلى توسيع الاستثمار في المبادرات العملية والتقنيات الواعدة من خلال التركيز على أربع ركائز أساسية تشمل الابتكار في مجال الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات، وتعزيز سلاسل الإمداد، وإدارة انبعاثات الكربون والميثان، وتقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة، وخفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.
كما تهدف الشراكة إلى خلق فرص لإطلاق استثمارات مشتركة ومجدية اقتصادياً في الدول الناشئة والنامية من خلال التركيز على دفع مسيرة العمل المناخي العالمي.
ويعمل الجانبان على دعم مشروعات الطاقة المستدامة ذات الجدوى الاقتصادية والبيئية في الدول النامية، وذلك من خلال توفير الخبرة الفنية والمساعدة في إدارة المشروعات وتوفير التمويل.

تجربة رائدة
أكد بييرلويجي فيتشيني، المدير الإداري في شركة CESI الشرق الأوسط، أن الإمارات قدمت تجربة رائدة في مجال الاستدامة ونشر حلول الطاقة النظيفة عالمياً، مشيراً إلى الدور الهام للدولة في دعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ، لاسيما مع استضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» نهاية العام الحالي.
وأوضح، أن الإمارات كانت سباقة في تبني حلول الاستدامة، وقيادة التحول بقطاع الطاقة بما يدعم التنويع الاقتصادي. وأضاف: تشهد دول الخليج نمواً سريعاً، وفي الوقت نفسه، ووفقا لبيانات البنك الدولي، تعاني من درجة عالية من الانبعاثات الكربونية، وبالتالي يمثّل التحول الأخضر في المنطقة أولوية قصوى لتلبية الطموحات قبيل مؤتمر المناخ COP28 الذي سيعقد في دولة الإمارات نهاية العام الحالي، وتماشياً مع هذا النهج، وضعت دول الخليج أهدافاً طموحة لإنجاز العديد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وتستثمر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في مشاريع حول العالم تتجاوز قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار (110 مليارات درهم)، حيث تنتشر أعمال الشركة في أكثر من 40 دولة موزعة على 6 قارات. ويتجاوز إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الشركة، سواء تلك التي قيد التشغيل أو قيد التطوير، 20 جيجاواط، ما يكفي لتزويد 5.25 مليون منزل بالطاقة، حيث تسهم هذه المشاريع في الحد من انبعاث أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 6.5 مليون سيارة من الطرقات. وتستهدف «مصدر» وصول القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، كما تستهدف «مصدر للهدروجين الأخضر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من 6 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©