الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق المهرجان الوطني للعلوم

أحمد بالهول الفلاسي وعبدالله المري خلال افتتاح المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار (من المصدر)
2 فبراير 2023 01:19

دينا جوني (دبي) 

أوضح معالي أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، أن التسهيلات التشريعية وحماية الملكية الفكرية التي نفذتها وزارة الاقتصاد، تساهم في تسهيل الابتكار، وتفسح المجال أمام الطلبة ورواد الأعمال في تطوير أفكارهم ومشاريعهم، ضمن بيئة حاضنة. وقال معاليه: إن تكيّف الطلبة أهم مهارة في مجال التعليم يمكن أن يتحلوا بها استعداداً لسوق العمل في المستقبل، للنجاح في التعامل مع التغيرات السريعة الحاصلة نتيجة التطور التكنولوجي وانعكاسه على طبيعة ممارسة الأعمال. وقال للطلبة: إن الشهادتين المدرسية والجامعية تؤشران لبداية طريق التعلّم وليس نهايته، كما كان يحصل في العقود السابقة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة التي تلي سنوات التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي، هي مرحلة التعلّم مدى الحياة.
جاء ذلك خلال الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بنسخته السادسة تحت شعار «بالمعرفة نتخطى كل الحدود»، وذلك في الآرينا بمدينة «الفستيفال» بدبي، خلال الفترة من 1 إلى 5 فبراير، بالتزامن مع بدء شهر الابتكار.
وقال معالي الفلاسي: «إن أي توجّه عام تطرحه حكومة دولة الإمارات، لا بد أن يبدأ تطبيقه من الطلبة»، لافتاً إلى أن الابتكار هو مفهوم، ولا يمكن انتظار الطلبة أن يتخرجوا في الجامعات ليُطلب منهم أن يبدأوا مسيرة الابتكار. وأضاف: «إن الوزارة بدأت العمل على ترسيخ هذا المفهوم أولاً من خلال المناهج الدراسية المبنية على أسس الابتكار؛ لأنها أدركت مبكراً أن الابتكار لا يمكن أن يتحوّل إلى ثقافة عامة من خلال حصة أسبوعية في الجدول الدراسي أو نشاط صفي». وأشار إلى أن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار يمثل الجانب التطبيقي من هذا التوجّه، كونه يحتضن مهارات الطلبة، ويحتفي بأبطال الابتكار وبقصص نجاحهم، لافتاً إلى أن هذا النوع من المهرجانات مطبّق في مختلف دول العالم. 

وقال معالي وزير التربية والتعليم، إن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، بمثابة منصة فعالة تسعى من خلالها وزارة التربية إلى توفير بيئة ابتكارية حاضنة لطلبتنا، تتنوع فيها خيارات التعلم، ونسلط من خلالها على آفاق التكنولوجيا والابتكار والتطور العلمي والذكاء الاصطناعي، بجانب وضع الطالب والمجتمع في قلب الحداثة والمعرفة المعاصرة، وتوفير مساحة واسعة لتعزيز التنافسية والإبداع بين طلبتنا، من خلال الاستثمار في أفكارهم وعرض نتاجاتهم وبحوثهم وابتكاراتهم، لصنع إنسان المستقبل المبتكر، وهذا حتماً ما يجسد رؤيتنا التربوية التي تتخذ من رؤية الدولة المستقبلية 2071 طريقاً واضح المعالم.
من جهته، قال معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، خلال جلسة حوارية ضمن الفعاليات الافتتاحية للمهرجان، إن الاقتصاد بشكل عام يعتمد على دعامتين اثنتين هما ريادة الأعمال وسهولة ممارستها وبناء الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبناء القدرات الابتكارية وحماية الابتكار والملكية الفكرية. 
وأشار إلى أن وزارة الاقتصاد ركزت على موضوع حماية الملكية الفكرية عبر تعديل القانون، بالإضافة إلى جذب واستقطاب المواهب من مختلف أنحاء العالم، بالاستفادة من الإقامات الذهبية وطويلة المدى. 
وأشار معاليه إلى أنه من أهم المبادرات التي أطلقتها الوزارة هي «موطن ريادة الأعمال» التي تهدف إلى خلق أو جذب 20 شركة مليارية لغاية عام 2031. وقال إن الهدف من المبادرة رفع مهارات الطلبة ورواد الأعمال، وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونشر الشركات من الإمارات إلى العالم، وهو ما حصل مؤخراً عبر اتفاقية تمّ توقيعها مع كوريا الجنوبية. 

طالبان يستخدمان الذكاء الاصطناعي للتصحيح النحوي
شارك الطالبان عبد العزيز فهد الرئيسي في صف الثاني عشر مسار النخبة، ومحمد يوسف الحوسني في صف الثاني عشر المسار المتقدّم من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في الفجيرة، في المهرجان بمشروع «توظيف الذكاء الاصطناعي في تقويم النحو والعربية»،  وكان الرئيسي قد شارك وفاز في النسخة الخامسة من المهرجان عن مشروع عزوف الطلاب عن دراسة النحو. ويعدّ مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي في تصحيح الأخطاء النحوية استكمالاً للفكرة التي تمّ تنفيذها العام الماضي. 
وشرح الطالبان أن فكرة المشروع بدأت من ملاحظتهما وجود الكثير من الأخطاء النحوية في العديد من برامج تشكيل النصوص، وهي تضعف من قوة النص المشكّل وتخالف المعنى المقصود منه، الأمر الذي يربك المستخدمين ويعوق من إمكانية استخدامهم للنص وفهمهم له. 
ومن منطلق رؤية دولة الإمارات واهتمامها البالغ باللغة العربية، واستجابة لمطلب الدولة في استثمار التكنولوجيا والوسائل الحديثة، عمد الطالبان إلى استخدام التكنولوجيا لحلّ تلك المشكلة. وقالا: إنهما اختارا برنامج «فراسة» لتشكيل النصوص كونه واحداً من أكثر البرامج جودة ودقة، وعملا على إدخال مجموعة من النصوص في البرنامج وحصر عدد من الأخطاء النحوية، ومن ثم تصحيحها بعد البحث عن قواعدها في المصادر الموثوقة في اللغة العربية وكتب النحو، مثل كتابي النحو المصفى والنحو الوظيفي. وأشارا إلى أنهما عملا على تصحيح الأخطاء في البرنامج بالوصول إلى «الكود» المرجعي بلغة «جافا» والتعديل عليه، لتطويره وتقليل الأخطاء وتحسين أداء البرنامج لغوياً ونحوياً. 
وأضافا: إن دولة الإمارات العربية تسعى لتعزيز اللغة بين صفوف أبنائها، كونها لغة القرآن الكريم. ولا يخفى على أحد أن علم النحو يعدّ من أهم علوم اللغة العربية؛ لأنه يساعد في التعرّف على صحة أو ضعف التراكيب والألفاظ العربية، والهدف من ذلك تجنّب الوقوع في أخطاء التأليف والقدرة على إفهام النص.
وشرحا أن الفكرة بنيت على فرضية أن البرامج الموجودة تفتقر إلى دقة التدقيق النحوي وتزيد من المشكلة، بالإضافة إلى الضعف العام لدى الطلبة وأفراد المجتمع في النحو، وأهمية التكنولوجيا في خدمة الإنسان في مختلف المجالات، ومنها النحو واللغة. ويهدف المشروع إلى إعمال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير اللغة العربية وتحسين النحو، وتصحيح الأخطاء في البرنامج المدقّق، ومساعدة الأفراد والطلبة على كتابة نصوص بالعربية خالية من الأخطاء. 
واعتبرا أنه بالرغم من نقاط القوة التي يتميز بها المشروع، إلا أن سعة قواعد اللغة العربية تجعل من الصعوبة إصلاح كل الأخطاء باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وقد أظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي فاعليته محدودة في بعض المجالات اللغوية، مثل تصحيح الأخطاء المتعلقة بالأسماء الممنوعة من الصرف. في المقابل، تمكّن المشروع من تحسين العديد من القواعد النحوية الأخرى بشكل يتفوق على برامج التدقيق المستخدمة حالياً.

ثروة بشرية
قالت هدى الهاشمي، مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية في الكلمة التي ألقتها: «لطالما سخّرت دولة الإمارات جهودها للاستثمار في بناء ثروة بشرية قادرة على تحقيق طموحات النمو على مختلف الأصعدة. وهي سباقة في تطوير معارف ومهارات وخبرات الشباب والطلاب، وقد نجحت في إعداد قادة مؤهلين لمواصلة مسيرة التقدم والنمو».
وأكدت أن فعاليات «الإمارات تبتكر 2023» تهدف إلى تشجيع الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص وبين كافة أفراد المجتمع من أجل توحيد الجهود وتعزيز الابتكار وتوظيفه في خدمة مستقبل الإنسانية، ونحن، في «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» نواصل مساعينا الدؤوبة في ترسيخ ثقافة الابتكار لدى مؤسسات القطاع الحكومي وتشجيع جميع الفئات، لا سيما الشباب، على إبراز مواهبهم وتفعيل دورهم واستثمار قدراتهم وطاقتهم الإبداعية والابتكارية في اكتشاف وإيجاد حلول وأفكار تساهم في تطوير المجتمعات وبناء مستقبل مستدام.

مشاركة واسعة
شهدت النسخة الحالية مشاركة واسعة، حيث بلغ عدد الطلبة المشاركين 418 طالباً وطالبة، ينتمون إلى 4475 مدرسة على مستوى الدولة، بواقع 2274 مشروعاً، وتأهل منها 100 مشروع، و222 طالباً وطالبة من 38 مدرسة.
وبلغ عدد الطلبة المشاركين في المهرجان خلال 5 سنوات، 18597 طالباً وطالبة، ووصل عدد المدارس خلال الفترة ذاتها 1728 مدرسة على مستوى الدولة، و8656 مشروعاً، بينما تأهل منها 654 مشروعاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©