الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق فعاليات مؤتمر "تريندز " الأول حول التعليم

انطلاق فعاليات مؤتمر "تريندز " الأول حول التعليم
2 فبراير 2023 11:35

بدأت مساء الأربعاء فعاليات المؤتمر الأول لمركز تريندز للبحوث والاستشارات للتعليم تحت شعار "وضع رؤية لمستقبل التعليم: محركات التغيير والابتكار"، والذي يستمر يومين بمشاركة أكثر من 20 خبيرًا وأكاديميًا متخصصًا من عدة دول، وذلك ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للتعليم.

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز - في كلمته الافتتاحية للمؤتمر - الأهمية الكبيرة، التي يحظى بها التعليم، في كافة الدول التي تسعى لتحقيق التنمية والريادة، حيث يعتبر التعليم الأساس المتين، لانطلاق عمليات التنمية الشاملة، وتحقيق الرفاهية، وما يتبعها من تقدم وتطور، وارتقاء مكانة مرموقة، بين مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة، فبالتعليم تنهض الأمم وتتطور المجتمعات.

وأضاف أنه في ظل محورية دور التعليم وأهميته، لا تدخر دول العالم وسْعًا، ولا تألو جهدًا، من أجل تطوير منظوماتها التعليمية، خاصة في ظل التغيرات والتحولات الهائلة، التي شهدها العالم خلال العقود القليلة الماضية، ولايزال يشهدها، وبالتحديد ما يتعلق منها، بالثورة التكنولوجية والمعرفية المتسارعة التي يشهدها، والتحولات الحادثة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطبيقاته المتعددة.

وأشار إلى أن هذه التحولات، تتيح العديد من الفرص، التي تساعد في تطوير التعليم، بمختلف مكوناته، ولكنها تفرض في المقابل تحديات كبيرة، من أجل التطوير المستمر لعملية التعليم والتعلم، بما يساعد في تخريج أجيال قادرة، ليس فقط على مواكبة هذه الثورة التكنولوجية والمعرفية، والتغيرات التي فرضتها في سوق العمل، وإنما قادرة على المنافسة وتطوير المهارات والقدرات، التي تحتاجها الدول والمجتمعات، لتحقيق التفوق والريادة، في عصر الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.

وأكد أهمية الاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، في مجال تطوير التعليم، والوقوف عند بعض التجارب الناجحة للاستفادة منها، إضافة إلى معرفة آراء الطلاب، المستهدفين بجهود تطوير العملية التعليمية، باعتبارهم الأساس في أي تحرك جاد لتحقيق الإصلاح المنشود في مجال التعليم.

وقال الرئيس التنفيذي لتريندز إنه إيمانًا من المركز بأهمية التعليم وضرورة تطوير المنظومة التعليمية، جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر، معلنًا عن مبادرة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بتوزيع 5000 كتاب من إصداراته المتنوعة على مكتبات الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المختلفة، تأكيداً منه على دعمه لنشر المعرفة ودعم المؤسسات التعليمية بالإصدارات الوازنة والموضوعية التي تعزز الوعي العلمي والمعرفي للطلاب والباحثين الشباب.

عقب ذلك تم عرض فيديو لمبادرة مناظرات طلابية نظمها تريندز تمهيدًا للمؤتمر، ناقش خلالها طلاب جامعيون من جامعات مرموقة التعليم وضرورة التركيز على مناهج التفكير النقدي والبحثي التي تنمي قدرات المتعلمين وتفتح لهم طرق الابتكار والإبداع، كما تم استعراض آفاق التعليم وطموحات الشباب بمشاركة جامعات ذات سمعة دولية وقيمة معرفية، وأكد المتحاورون ضرورة التركيز على التفكير الإبداعي ومواكبة التعليم للعصر ومتطلباته، وأن يعمل على تحسين فرص الشباب في الحصول على وظائف لائقة والتمتع بحياة أفضل.

وبعد ذلك جاءت فقرة "ملاحظات الباحث المستقبلي" قدمتها الطالبة نوف محمد الفضلي، وأعربت في بدايتها عن شكرها لمركز تريندز على إتاحته الفرصة للطلبة الجامعيين لمناقشة بعضهم بعضًا حول الأمور التعليمية، مشيرة إلى أن المناظرات تفيد في القدرة على التفكير النقدي والعفوية في إجاباتهم، بما يعزز التفكير الإبداعي ومهارات حل المشكلات ، كما أنها تساعد في ربط الكلمات بالأفكار لتشكيل مفاهيم صحيحة أثناء المناقشة، إضافة إلى اكتساب الخبرة.

وقد استُهلت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى تحت عنوان " تطوير المعرفة ومقتضيات العصر العالمي: مواءمة التعليم مع الأهداف المنشودة في القرن الحادي والعشرين"، وقال مدير الجلسة الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز دراسات المستقبل في جامعة دبي، إنها تطرقت إلى مخرجات التعليم المطلوبة، ومستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأثيرها في مسار العملية التعليمية، وتوظيف التعليم البيئي لخدمة الأهداف العالمية في مجال التغير المناخي.. مؤكدا أهمية المرونة في أنظمة التعلم ومواكبة التطورات التكنولوجية والتركيز على التعليم الإبداعي.

من جهتها ذكرت مهرة المطيوعي، مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، أن التعليم يشكل محور التنمية المستدامة والتطور، مشيرة إلى أن الاهتمام العالمي بالتعليم ينبع من أنه المحرك لتقدم العالَم، وهو قاطرة المستقبل، مؤكدة ضرورة أن تكون المدارس حاضنة للإبداع والابتكار.

وقالت إن توجهات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التعليمية تؤكد على الإبداع واستشراف المستقبل وتوفير نظام تعليمي بجودة عالية قادر على التكيف مع المستقبل ويسعى للريادة، وكذلك الشراكة المجتمعية.. مشيرة إلى أهمية وجود نظام تعليمي متكامل دافع للبحث العلمي والابتكار، وممكّن للقدرات البشرية ومتكامل وقادر على المنافسة في سوق المهارات التي تقود للمستقبل، ويرقى إلى مستوى الأنظمة التعليمية والأداء القوي والمتوائم مع العصر.

و أكدت أهمية الاستخدام المناسب لتكنولوجيا التعليم واستثمار التطورات الحاصلة فيه لدعم العملية التعليمية، مشيرة إلى أهمية المنصات المتاحة وضرورة الاستفادة منها لدعم الكادر البشري المتمثل في المعلم والإدارة، مؤكدة أن المعلم هو القلب النابض للتعليم.

بدوره أكد البروفيسور دانيال كيرك، مدير التطوير الأكاديمي، بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أهمية أن يلائم التعليم وشكله الفهم الاجتماعي لغرض التعليم في المستقبل، موضحًا أن التعليم سيأخذ دورًا أكبر في تشكيل المجتمع وسيكون دور التكنولوجيا في طليعة هذا النموذج الجديد.

وذكر أنه لا يمكن التقليل من الدور الذي ستلعبه التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في مستقبل التعلّم، موضحًا أن تقنيات مثل chatGPT أصبحت أداة تعليمية يجب أن يدرك التعليم أهميتها، لافتًا إلى أن فيروس كورونا أتاح لقطاع التعليم فرصة لمرة واحدة في القرن للتوقف وإعادة التفكير في الطريقة التي يعمل بها التعليم.

من جانبها قالت الدكتورة فاطمة العنوتي، الأستاذ المشارك بقسم العلوم الطبيعية والصحة العامة، في جامعة زايد، إنه يمكن أن يوفر التعليم العالي منصات لتحفيز الأجيال الجديدة على تبني المرونة البيئية والاستدامة من خلال المناهج الأكاديمية والمسؤولية الاجتماعية والبحث، مؤكدة أن الشباب هم المحرك للتعليم ومستقبله، مشددة على أهمية المرونة في مناهج التعليم المستمر، إضافة إلى التفاعل.

وعقب استراحة قصيرة بدأت الجلسة الثانية تحت عنوان "دور تكنولوجيات التعليم في تعزيز التعلم: النُّهُج التحويلية والاستشرافية" وقالت مدير الجلسة الدكتورة ابتسام المزروعي، مدير وحدة الذكاء الاصطناعي عبر المراكز بمعهد الابتكار التكنولوجي إن الجلسة تتمحور حول التعليم والابتكار التقني.. حدود التأثير والتأثر، والتحول الرقمي في التعليم، ضمن أجندة الحكومات الرقمية، وتكنولوجيات التعليم ودورها في تطوير العملية التعليمية. وقالت إن منصات الذكاء الاصطناعي مثل Chat GBT أدت إلى تغيير جذري في كيفية تقييم الأساتذة للطلاب، مشيرة إلى أنه يجب أن يتعلم الطلاب كيفية استخدام هذه المهارات؛ ما قد يؤدي إلى تعليم أفضل يركز على الابتكار والتفكير النقدي.

من ناحيته ذكر الدكتور عبدالله الكوافي أبو نعمة، رئيس، وكيل وأستاذ الحوسبة والتعلم الآلي والتحليلات كلية أبوظبي للإدارة، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا مهمًا في الأنظمة التعليمية، مشيرًا إلى أن بعض التقنيات أثرت في التدريس والتعلم لسنوات عديدة.

وتطرق إلى برنامج (شات جي بي تي) (ChatGPT) القائم على الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنه يعد روبوت المحادثة والمساعدة الرقمية، وأول مثال على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.

كما تطرق إلى التعلم التكيفي، وتوقف عند وضع العلامات والتعليقات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، موضحا أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر في التعليم بشكل عميق، كما أن الاستثمار فيه يتزايد يومًا بعد يوم. وتطرق إلى ما يقدمه الذكاء الاصطناعي للتعليم من خلال المحتوى والمحادثة والتعليم التعاوني، مطالبًا بتبني التطورات التكنولوجية لكي تصبح جزءًا من النظام التعليمي.

من جهته تحدث الدكتور ألكسندر يوساد، رئيس السياسات بوحدة الحكومة الرقمية بمعهد توني بلير، عن التغيير العالمي بالمملكة المتحدة، فقال إن أزمة التعليم كانت مدفوعة بالتوتر بين أهداف ثلاثة هي: الجودة العالية، والنطاق الوطني، والتكلفة المستدامة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا من شأنها المساهمة الفعالة في حل هذه المعضلة الثلاثية.

وأوضح أن برنامج Edtech ليس منتجًا تجاريًا أو منتجًا استهلاكيًا بل هو عنصر أساسي، وأنه لتحقيق تأثير على نطاق واسع لا بد لنا من مواءمة الحوافز بين المعلمين والحكومة من ناحية، ومقدمي الخدمة والمستثمرين من الناحية الأخرى.

عقب ذلك درات مناقشات بين المشاركين والحضور تركزت حول ما جاء في أعمال الجلسة الأولى، حيث أكدت على أهمية تنمية المهارات، والتركيز على التعليم الإبداعي، واستخدام التكنولوجيا المتطورة .

وتُختتم أعمال المؤتمر، اليوم الخميس، بجلستي عمل، إضافة إلى جلسة ختامية تُعلَن فيها توصيات خبراء المؤتمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©