الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد.. خالد في وجدان الإمارات والأمة

عبدالله بن بيه ومحمد مطر الكعبي والحضور خلال الاحتفاء بيوم زايد للعمل الإنساني (تصوير: مصطفى رضا)
11 ابريل 2023 02:43

إبراهيم سليم (أبوظبي)

تحت إشراف وزارة ديوان الرئاسة، وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أحيت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مساء أمس، يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق يوم الـ 19 من رمضان من كل عام، وحضر الأمسية معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعدد من المسؤولين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وجمهور المصلين.
وأكد معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، أن هذا اللقاء السنوي الذي أصبح سُنّة حميدة لتذاكر خصال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والتذكير بها لتكون قدوة طيبة للأجيال القادمة، وذكراً حسناً على مر الزمان يرمي إلى التنويه بإرث الشيخ زايد ومآثره الحسنة، وخاصة فيما يتعلق بفعل الخير والعمل الإنساني، وبالتنويه والإشادة يتحقق بناء القدوة ونموذج التأسي للأجيال الحاضرة والقادمة، وترسيخ قيم هذا القائد الفذ في العقل الجمعي والمحافظة على هذا النموذج النفيس والموروث القيم.
وقال معاليه: «إذا كانت خصال الشيخ زايد جميعها حريّة بالذكر وجديرة بالتناول والسرد، فإننا نركز في هذه الليلة على جانب يناسب المقام، ألا وهو اعتناؤه، طيب الله ثراه، بمشاريع النفع العام والاستدامة، فلقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حريصاً على استمرار النفع ودوام الاستفادة، فيما يرومه، ومن ذلك عنايته المشهودة بزراعة الأرض بأنواع المحاصيل المثمرة وخاصة النخيل وحفر الآبار لسقيا الناس والبهائم والزرع، وفي هذا الصنيع من أوجه البر الشيء الكثير، ففي الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة وفي سقي الماء، قوله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة سقي الماء وهذا كله داخل في الصدقة الجارية».
وتابع معاليه: من عنايته، طيب الله ثراه، باستمرار النفع عمله على بناء الأوقاف المتعددة في مختلف المجالات والأغراض، ومع ذلك هناك وقف الشيخ زايد بالخالدية بمدينة أبوظبي، وتأسيس مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وصندوق أبوظبي للتنمية، وهذه كلها أعمال حسنة ومآثر حميدة ومشاريع وآثارها شاهدة بالفضل والنبل وعلو الهمة لمؤسسها، طيب الله ثراه، ومن جوانب الاستدامة الفريدة ومظاهرها المنيفة السديدة، استدامة القيم والخصال الحميدة، ومن ذلك سمة وقيمة التعايش الآمن السعيد، وتلك سمة بارزة وقيم راسخة جعلت الأعراق والديانات تتعايش في دولتنا في وضع طبيعي لا منّ فيه ولا أذى.
وتابع معاليه: إن ذلك التعايش أساس عظيم من أسس السلم الذي لعل الفيلسوف إيمانويل كانت كان يطلبه في أطروحته عن السلام الدائم، ولعله يتجاوز مفهوم الضيافة الذي كان يؤصل له، حيث إن الضيافة قيمة أصيلة من تراث الإسلام وشيمة عريقة من شيم العرب، وهي من تراث سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولا تزال هذه الخصال الحسنة يتوارثها قادتنا الأماجد جيلاً بعد جيلٍ، واليوم في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تترسخ هذه القيم، وتتعزز هذه الخصال لتصل إلى ذروة مداها، ولذلك فلا تكاد تسمع بجائحة ولا زلزال أو فيضان في مكان قريب أو بعيد ولا تحدث كارثة لشقيق أو غريب إلا وكان نفع الإمارات حاضراً وعونها مبادراً، في تمثل عميق لاستدامة القيم وانتهاج لتراث زايد تراث إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج.

الثناء الصادق
من جانبه، قال الدكتور عرفات محمد عثمان أستاذ التفسير بجامعة الأزهر: قليل هم أولئك الأشخاص الذين لا تنتهي حياتهم بوفاتهم، ومن هؤلاء، بل على رأسهم، يأتي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فقد جعل الله له لسان الثناء الصادق في ربوع الأرض وأقطارها، وهذا من عاجل البشرى في الدنيا، وما ذاك إلا لأن المغفور له (الشيخ زايد) كان رمزاً وعنواناً للسلام والمحبة والتلاحم والمودة والتنمية والبناء في بلده وفي محيطه العربي والإسلامي وفي أماكن كثيرة، فالسلام في مفهومه هو سلام الرحمة والعدل والبناء والتعمير.
وتابع: «لا يغيب اسم (الشيخ زايد) عن ذاكرتنا نحن المصريين، فاسمه مخلد في مدننا الحضارية وشوارعنا الرئيسية ومشروعاتنا التنموية، يدعو له المرضى الذين يعالجون في مشافي الشيخ زايد في مصر، ويثني عليه أهل الإسماعيلية الذين يسكنون في مدينة الشيخ زايد، ويشكره المزارعون الذين يسقون أراضيهم من قناة الشيخ زايد في توشكي، فإن الشيخ زايد في قلوب المصريين، كما كانت مصر في قلب الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
من جانبها، قالت الدكتورة ماجدولين النهيبي بجامعة محمد الخامس بالرباط، في كلمتها: إننا كلما ذُكر اسم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عادت بنا ذاكرة الماضي إلى مشاهد الزيارات المتكررة التي كان يقوم بها إلى المملكة المغربية في عهد الراحل المغفور له الملك الحسن الثاني، وتلك المواكب الحافلة التي كان المغاربة يستقبلونها بالفرح والهتافات، واليوم، كلما مررنا بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الرباط أدركنا معاني وعبراً علمتنا إياها مسيرة بناء كان فيها الإنسان محوراً وهدفاً، إنه نموذج الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في عيون فئات من المغاربة ممن مكنتهم الحياة من التدرج في المعرفة، ليفهموا أن بناء الأوطان يبدأ من الإنسان، إذ هي مسيرة بناء وتشييد وتحديث وتطوير وخدمات، تكتب بمداد الفخر تاريخاً فريداً من الحكمة والحنكة وبعد النظر.
وتابعت: إن عناية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالطاقات البشرية نساء ورجالاً، لهي في عيون المتخصصين في التربية وعلومها، بناء حقيقي لوطن مستقر، تشكله الأسرة الإماراتية بتلاحمها وأصالتها وتطلعها نحو الأفضل لأفرادها ولوطنها، وإن عناية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالتعليم وتطوير القدرات لتعتبر بالنسبة لخبراء التنمية البشرية مرتكزاً أساسياً في استثمار الموارد البشرية وبناء والكفاءات التي تؤسس صرح الوطن وتعلي من شأنه بين سائر الأمم. 
وختمت: إن إعطاء الأولوية للعمل الإنساني داخل الوطن وخارجه ليراه المتخصصون في التفكير الاستراتيجي مرتكزاً أساسياً في ترسيخ أسس التنمية المستدامة، بما يحققه ذلك من ترقية الإنسان بترقية ظروف عيشه.  

الخير والعطاء
وقال الدكتور فايز مصطفى سيف عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان: لقد عرف صاحب هذه الشخصية باسم زايد الخير والعطاء، ومضى على رحيله قرابة عقدين من الزمن ولا تزال جسور الخير تمتد من بلده إلى كل محتاج في العالم، تحمل معها قيم التسامح والتكامل بين الإنسان وأخيه الإنسان.
وتابع: «لقد آمن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بأن الله سبحانه كرم الإنسان فخلقه ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلّها، وأسجد له الملائكة سجود تحية وتكريم، وأن التكريم الرباني للإنسان كان بنفخ الروح فيه ثم بتعليمه أصول ومفاتيح العلوم الكفيلة بعمارة الأرض وحسن استخراج واستثمار خيراتها، وأودع فيه منظومة القيم الإنسانية، حيث قال (وعلّم آدم الأسماء كلّها) وبأمر الله تحفظ المعقبات وترعى هذا الإنسان». 
وأشار إلى أن يد العطاء والخير والإنسانية لم تتوقف لا عن بلدي لبنان ولا عن أية بقعة من الأرض ينادي بها الواجب الإنساني، لا في حياة الشيخ زايد ولا بعد رحيله، فها هم حملة الراية من بعده قد حفظوا الأمانة ورعوها حق رعايتها، وإذا بهم يجوبون الآفاق ويعرجون مع سلطانهم في الفضاء، ينشرون المحبة ويفشون السلام ويقودون مسيرة التسامح، ويحافظون على القيم، ويسعون لحماية الإنسانية وتطورها ودوام أمنها وأمانها حتى وصلوا إلى الريادة العالمية. 

مساعدات
وقال محمد حاجي الخوري مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية: مع قيام دولة الإمارات، اتسع نطاق العمل الخيري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان، ليشمل جميع أنحاء العالم، وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي أمر بتوجيهها أكثر من 90 مليار درهم.
وأشار إلى أن إنجازات المغفور له مؤسس الدولة في الجانب المحلي متعددة، منها توفير الأراضي السكنية المجانية لأبناء المواطنين، ما ساهم في توفير الحياة الكريمة لهم، فضلاً عن منح الأراضي التجارية المجانية لتكون مصدر دخل لهم، وقام بتوفير العلاج والتعليم مجاناً داخل الدولة، ومنح المزارع مجاناً، حتى تبوأت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور على مستوى العالم، على الرغم من أن أرض الدولة غير زراعية.
وقال: «في الشأن العالمي ساعد مؤسس الدولة العديد من الأفراد على مستوى العالم دون النظر إلى العرق أو اللون، وساهم مساهمة ملحوظة في استقرار البشرية، عبر بناء العديد من المدن، ووفر العلاج والمستشفيات للعديد من الدول، وفي الجانب التعليمي العالمي قام ببناء المدارس والمراكز التعليمية، ودائماً ما كان سباقاً في تقديم العون والمساعدة حتى في أوقات الأزمات والكوارث المتمثلة في الزلازل والفيضانات، وتوفير الاحتياجات كافة سواء من حيث النقل الجوي أو البحري».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©