الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كوالالمبور.. الوجهة العائلية

كوالالمبور.. الوجهة العائلية
23 مايو 2023 01:11

نسرين درزي (أبوظبي) 

مع كل ما تتمتع به ماليزيا من مميزات سياحية، تتربع على قائمة الوجهات الترفيهية الأكثر استقطاباً للعائلات في شرقي آسيا، إذ تمتلك مدنها الفسيحة وشوارعها المخضوضرة العديد من مرافق الجذب، وتُعتبر عنواناً مألوفاً للمسافرين من الإمارات. وعدا عن التبادل التجاري ما بين البلدين والذي أسهم في زرع بذور التواصل الحضاري بين السياح من الجهتين، تتفرد العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي تحمل الطابع العائلي، بخيارات تجمع بين الاستكشاف والإبهار وسهولة التجول والتسوق. وهي على مناخها الآسيوي المتقلب جاهزة لمفاجآت الطقس الذي يرسم معالمها كل مرة بمشهد يستحق التجربة. فمتى ما سطعت شمسها تظهر جماليات الحدائق الكثيفة، فيسارع السياح إلى زيارة المرافق المفتوحة وعلى رأسها مسجد «بوتراجانا». ومتى ما غطت السحابة البيضاء الأجواء، تتحول الأنظار باتجاه البرجين التوأم حيث مركز العلوم، بما فيه من ثروة معرفية للأطفال، ومتحف الأسماك الأقدم من نوعه على الإطلاق.
لطالما شكلت كوالالمبور خياراً مريحاً لقضاء الإجازات للعائلات المقبلة عليها من الإمارات، لما حققته هذه المدينة، عاماً بعد عام، من سمعة طيبة في تقديم باقة متفردة من البرامج الترفيهية التي تناسب السياح من مختلف الأعمار، وفي احترامها لمختلف المعتقدات التي تمارس على أرضها، حيث يشعر ضيوفها بارتياح تام سواء داخل الفنادق التي تراعي مطاعمها توفير المأكولات الحلال، أو عند مقاهي الأرصفة وفي المراكز التجارية، كما تنتشر المساجد في العاصمة الماليزية بكثرة عند كل شارع ومفرق وساحة.

البرجان التوأم
عند الوصول إلى قلب العاصمة الماليزية، فإن أول ما يجذب السائح، البرجان التوأم اللذان بنيا عام 1998 وظلّا الأطول في العالم إلى حين بناء برج خليفة في مدينة دبي، والذي كسر الرقم القياسي لأطول الناطحات منذ تشييده عام 2009. ويقع البرجان المعروفان باسم «بتروناس» في المثلث الذهبي للعاصمة الماليزية، ويبلغ ارتفاعهما 452 متراً ويتألفان من 88 طابقاً دائرياً. وزيارة البرجين تحتاج إلى يوم كامل لتغطية مختلف أجزاء المرفق السياحي الأشهر في المدينة، إذ إن الصعود إلى «بتروناس» يتطلب الانتظار لساعات قبل الحصول على تذاكر الدخول التي لا يباع منها إلا عدد محدود في اليوم. وقد بني في الطابقين 41 و42، جسر يصل بين البرجين طوله 58 متراً، يشكل مرحلة الصعود الأولى للتمتع بمعالم كوالالمبور من فوق، ومن ثم التوجه من جديد إلى قمة البرجين المحاطة بالزجاج على مدار 360 درجة. وهناك لا بد من التجول داخل المركز التجاري الذي يضم مركز العلوم، وتستغرق زيارته ساعتين حيث تمثل المؤثرات الضوئية فيه والإيحاءات الصورية متعة للصغار والكبار لا تخلو من الفائدة المعرفية المبحرة في تفاصيل اكتشافات الصخور والبترول والطبقات الأرضية وحتى قصص الديناصورات وبدايات فنون العمارة. وفي الفترة المسائية يحلو التنزه داخل الحديقة المحيطة التي تتوسطها نافورة عملاقة تقدم عروضها الملونة على أنغام الموسيقى في تركيبة تبهر النظر من أي موقع مطل على المشهد المائي الراقص. 

هندسة ذكية
عند زيارة كوالالمبور يمكن للضيوف استكشاف التراث الثقافي الغني والرفاهية الحديثة للمدينة ليلاً ونهاراً. كما بإمكانهم الاستجمام وسط عالم من الضيافة الماليزية التي تشمل المرافق الحيوية المتنوعة والأسواق التقليدية بمنتجاتها الشعبية ذات الجودة العالية بأسعار مناسبة. وتتميز منطقة المربع الذهبي بعدد من المراكز التجارية الراقية، بما فيها «البافيليون» و«كونفشن سنتر»، وذلك عبر ممرات خارجية مغطاة ملاصقة للمباني بهندسة ذكية، تصل بين الشوارع على اختلاف الاتجاهات، حيث تنعدم الحاجة للسير على الطرقات واجتياز الإشارات الضوئية في عز الحر أو تحت المطر. 
مسجد «بوتراجايا»
عند اختيار التعرف إلى أهم نماذج العمارة الإسلامية في ماليزيا، لابد من التوجه إلى مسجد «بوتراجايا» الذي يقع على بعد نصف ساعة من وسط العاصمة كوالالمبور. وقد تم تشييده عام 1999 فوق الماء، حيث يطل على بحيرة اصطناعية كاشفة. والمسجد بما يحوطه من مرافق للتنزه والاستجمام، يعتبر أحد أهم المزارات السياحية في المدينة. يُظهر متباهياً بمنارته، روعة الفنون الإسلامية وسط فناء يتسع لأكثر من 15 ألف مصل، ويتميز بقببه الملونة والمزخرفة بالورود، حيث يقع ضمن منطقة تضم المباني الحكومية والسفارات. ويتألف المسجد من 3 مناطق رئيسة: الحرم والعمود والفناء، إضافة إلى الغرف المخصصة للتعليم. 

«بوكيت ناناس»
يُعتبر التنقل بين 4 إلى 5 وجهات ترفيهية في اليوم أمراً عادياً في كوالالمبور، وتكثر العناوين اللافتة التي يسأل عنها السياح حيث يغلب طابع الرحلات العائلية. وتشكل حديقة الحيوانات في العاصمة الماليزية موقعاً خلاباً يضم مئات الأصناف من الحيوانات النادرة. حيث تقدَّم عروض الفيلة والأسود والطيور الرشيقة التي تسير أمام الجمهور على أسلاك رفيعة في مشهد لا يصدَّق. وبالأهمية نفسها تطل محمية «بوكيت ناناس» التي تقع بمحاذاة منارة كوالالمبور الشهيرة، وتضم أشكالاً وأنواعاً من الزواحف والأفاعي الخطيرة، تعرض بطريقة فنية داخل أقفاص شفافة تتيح ملامستها. ومن هناك يمكن التوجه بسهولة إلى «ساحة الاستقلال» التي شهدت تحرر البلاد من الاستعمار البريطاني، والذي ترك بصمة واضحة على نكهة العيش في ماليزيا عموماً، بدءاً من قوانين القيادة إلى أنظمة المعاملات الإدارية. وفيها يحضر تاريخ المدينة بوضوح، على امتداد الميدان الفسيح الذي يكشف قصر السلطان عبدالصمد، بعدما تحول إلى معلم أثري يمكن الوصول إليه من محطة «بازار سيني». 
الحي الصيني
للتسوق في العاصمة الماليزية حصة الأسد، حيث يتوافد الزوار إلى المراكز التجارية سائلين عن أفضل ما فيها، وعن أرخص السلع المحلية. ويشتهر في كوالالمبور الحي الصيني الذي تتوزع عند أطرافه المحال على أرصفة العرض، وفيها كل ما يخطر في البال من منتجات جلدية وأكسسوارات وأحذية وملابس بأسعار زهيدة. ومع ذلك، ينصح الماليزيون الزوار بعدم الشراء من الحي الصيني، على اعتبار أنه يضارب على تجارهم المحليين.

شارع العرب
يتميز شارع العرب في كوالالمبور بموقعه وسط المدينة، على كتف المركز التجاري الأشهر مجمع «البافيليون». وعلى بعد 5 دقائق سيراً على الأقدام من البرجين التوأم «بتروناس» عبر الممر المغطى الممتد من «كونفنشن سنتر». وهو مقصد للجاليات القادمة من المنطقة، حيث تنتشر المطاعم الخليجية والعراقية واللبنانية، وتحمل الكثير من المحال أسماء مكتوبة بالعربية. 
المثلث الذهبي
تشتهر في كوالالمبور منطقة المثلث الذهبي التي يطلق عليها باللهجة المحلية اسم «بوكيت بنتانج»، أي المرتفع المليء بالنجوم. وهي على أهميتها تضم أشهر العلامات الفندقية ومنشآت الضيافة ومعالم الجذب السياحي، إضافة إلى أهم 5 مراكز تجارية في العاصمة الماليزية. وهي: «بيبي بلازا»، «سونجاي وانج»، «لوت تن»، مجمع «البافيليون» و«التايمز سكوير».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©