الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: الإمارات.. ثقل استراتيجي إقليمياً وعالمياً

خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: الإمارات.. ثقل استراتيجي إقليمياً وعالمياً
11 يونيو 2023 05:06

شعبان بلال، أحمد مراد (عواصم)
تحرص قيادة دولة الإمارات على مد الجسور وتعزيز العلاقات مع مختلف دول العالم، بما يحقق التنمية والازدهار للجميع، وبفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، وحرصها الدائم على بناء علاقات إيجابية مع دول العالم كافة، وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، تتمتع الدولة بمكانة وثقل سياسي واستراتيجي عالمي، وتلعب دوراً محورياً في إرساء دعائم الاستقرار السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً.
ويؤكد خبراء ومحللون أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية تركيا الصديقة، تشكل خطوة مهمة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، لاسيما أن الإمارات وتركيا تلعبان دوراً رائداً في القضايا الإقليمية والعالمية، فيما يعمل البلدين معاً في العديد من المنتديات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لتعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة.
وتشهد العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية التركية الصديقة تطوراً مستمراً في العديد من القطاعات الحيوية، ويعكس هذا التطور حرص قيادتي الدولتين على تطوير العمل المشترك، والتطلع إلى المزيد من فرص التعاون الثنائي.
شدد خبراء في شؤون العلاقات الدولية على أهمية الزيارة، في مسيرة العلاقات المشتركة بين البلدين؛ نظراً لما يترتب عليها من تأثيرات إيجابية عديدة، لافتين إلى أن الزيارة تدفع العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين إلى آفاق أوسع عبر أسس وقواعد راسخة لشراكة ثنائية مستدامة، وهو ما يتماشى مع رؤية قيادتي البلدين في الارتقاء بالعلاقات المشتركة سياسياً ودبلوماسياً وثقافياً.

مكانة
قال الباحث السياسي التركي جيود غوك، إن تركيا حريصة على توطيد علاقاتها مع الإمارات وتطوير التعاون المشترك بما يخدم مصالح، في ضوء إدراكها للمكانة العالمية التي تتمتع بها الدولة.
وأضاف لـ «الاتحاد»، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مهمة لتطوير العلاقات الاقتصادية عبر خطوات ملموسة وعملية بين البلدين، لافتاً إلى التطورات اللافتة في تطور ونمو العلاقات البلدين على المستويات السياسية والدبلوماسية.
وأشار غوك إلى الزيارات الثنائية المتبادلة خلال الأشهر الماضية من زعيمي البلدين والوزراء وكبار المسؤولين سجلت دليلاً ساطعاً على قوة العلاقات، ومتانة وشائجها.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي التركي وعضو جمعية رجال الأعمال الأتراك الدكتور يوسف كاتب أوغلو، إن هذه الزيارة بناءة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مضيفاً أن القيادة التركية والشعب التركي يثمنان هذه الزيارة بقوة.
وشدد لـ «الاتحاد»، على أن العلاقات بين الإمارات وتركيا تتطور بشكل إيجابي، موضحاً أن هذا يدل على أن هنالك ليس فقط تقارب سياسي دبلوماسي، لكنه تنام للعلاقات لتكون استراتيجية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدبلوماسية والثقافية، مؤكداً أن ذلك سينعكس بقوة على الاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء المكانة الكبيرة لكلا البلدين. 
تجدد
وأشار إلى أن الزيارة لها دلالات كبيرة، وتؤكد حرص البلدين على دعم التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، خاصة في ظل العلاقات المتنامية ووجود رغبة حقيقة لتطويرها لتكون علاقات استراتيجية، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة للزيارة التي تأتي بعد إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من جهته، يقول الباحث السياسي التركي، علي أسمر، إن جسور الصداقة والتعاون بين الإمارات وتركيا راسخة، وتتجدد في كل مرحلة وفي جميع المجالات، لافتاً إلى أهمية الاستثمارات الإماراتية والشراكة بين البلدين في المرحلة الراهنة بالنسبة لتركيا.

كما نوّه أسمر بأن الزيارة تأتي في ظل تطورات دولية متسارعة، ومنها على سبيل المثال الأزمة الأوكرانية-الروسية التي لا شك في أنها محط اهتمام إقليمي وعالمي، لما يمكن أن يكون لها من تداعيات على الشرق الأوسط، ويمكن للبلدين أن يكون لهما دور في تخفيف حدة التوتر بحكم علاقاتهما الجيدة مع مختلف الأطراف، وربما دفع الجهود الرامية للتهدئة. 
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين مهم أيضاً لمواجهة عدد من التحديات أو التهديدات العالمية، ومنها التطرف والإرهاب، فضلاً عن مشكلة البيئة التي تحظى باهتمام متزايد من قبل البلدين.
وللبلدين جهود مشتركة في مكافحة الإرهاب، حيث يشارك البلدان في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش. 
العمل المشترك
من جهته، قال محمد أونال، المحلل السياسي التركي، إنه منذ زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تركيا قبل نحو عام ونصف العام تقريباً، حدثت نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأوضح المحلل السياسي التركي لـ«الاتحاد»، أن عمق العلاقات بين البلدين، تجلى بوضوح في مساعدة الإمارات لتركيا أثناء الزلزال، سواء بفرق الإنقاذ، والتي أنقذت الآلاف بالبحث تحت الأنقاض وفتح مستشفى ميداني، أو من خلال المساعدات الإغاثية والغذائية واللوجستية المختلفة، والتي لم تتوقف لحظة، وكانت من ضمن الأوائل في الوصول بعد الزلزال المدمر. وأشار إلى أن رغبة البلدين المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي، وتوقع مشاركة الإمارات في عمليات إعادة الإعمار، والتي قد تصل تكلفتها إلى نحو 100 مليار دولار تقريباً.
وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمارات في فبراير عام 2022، أشار إلى أن الإمارات من بين الشركاء التجاريين الرائدين، معتبراً أن تركيا «ترى أن أمن واستقرار كل الدول الشقيقة في منطقة الخليج لا ينفصلان عن أمنها واستقرارها، والعلاقات مع الإمارات مهمة لتعزيز استقرار المنطقة بأسرها».
من جهته، توقع الباحث السياسي التركي إبراهيم إدمير، زيادة الاستثمارات الثنائية بين الإمارات وتركيا خلال الفترة المقبلة، في ضوء العلاقات المتميزة والوطيدة بين قيادتي البلدين، والتي ظهرت في الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات خلال الفترة الماضية.
وأضاف الباحث السياسي التركي لـ«الاتحاد»، أن العمل المشترك بين تركيا والإمارات سياسياً واقتصادياً له دور كبير في تعزيز استقرار المنطقة.
وأوضح أن الشعب التركي يعتز بمساعدة الشعب الإماراتي في أزمة الزلزال، والتي أفجعت الجميع، وكان للإمارات دور إنساني عظيم تمثل في عملية «الفارس الشهم» التي قدمت العون لتساعد تركيا على المضي قدماً بعد الفاجعة الكبرى.

آفاق استراتيجية
وفي هذه الأثناء، أكد السفير حسين هريدي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، الخبير في شؤون العلاقات الدولية، أن إعلان الإمارات وتركيا في نهاية مايو الماضي، التصديق على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بعد أقل من ثلاثة أشهر من توقيعها، يعكس حرص البلدين في الارتقاء بالعلاقات إلى آفاق استراتيجية أوسع. 
وأوضح الدبلوماسي المصري لـ«الاتحاد»، أن الإمارات وتركيا ترغبان في دعم وتعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بينهما من خلال أسس وقواعد راسخة لشراكة ثنائية مستدامة، لا سيما أن الإمارات بدأت مؤخراً مرحلة الخمسين الجديدة، وتسعى خلالها إلى تعميق شراكاتها الدولية مع مختلف دول العالم.
وأشار هريدي إلى أن الإرادة السياسية في الإمارات وتركيا تسهم بشكل كبير في إحداث نقلة مهمة ومحورية في تاريخ العلاقات المشتركة، وهو ما ظهر بوضوح خلال الفترة الماضية في الزيارات المتبادلة والاتفاقيات الموقعة بين البلدين. 
وقال مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، إن العلاقات الإماراتية التركية تعززت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، في ظل حرص قيادتي البلدين على الدفع بهذه العلاقات إلى الأمام، وهو ما ظهر جيداً خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تركيا في 24 نوفمبر 2021، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات في 14 فبراير 2022. 
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، زار تركيا وفي 24 نوفمبر2021، وخلال الزيارة، أعلنت دولة الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاقتصاد التركي والاستثمارات الاستراتيجية في تركيا، وبالأخص القطاعات اللوجستية مثل الطاقة، والصحة، والغذاء. 
وفي 14 فبراير 2022، زار الرئيس التركي الإمارات، وخلالها وقع الجانبان 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتوكولاً تهدف إلى تعزيز التعاون، وتوسيع الشراكات بين البلدين في مجالات عديدة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©