الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الإمارات رائدة تحويل الأنشطة الاقتصادية إلى صديقة للمناخ

بيتري تالاس
28 يونيو 2023 01:18

جنيف (وام)

قال البروفيسور الدكتور بيتري تالاس السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: إن اقتصاد الإمارات يعتمد بنسبة أقل من %20 على الوقود الأحفوري وهو ما يمثل نموذجاً جيداً للغاية في منطقة الخليج وغيرها، مشيراً إلى أن هذا التوجه نحو خفض الاعتماد على الطاقة المستخلصة من الوقود الأحفوري يعتبر أمراً حيوياً للغاية عند الحديث عن النجاح في تخفيف آثار التغير المناخي حيث على الدول حذو الإمارات وبدء احلال مصادر طاقة الوقود الأحفوري بمصادر صديقة للمناخ.
وأضاف بمناسبة استضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ «COP28» نهاية العام: أن المنتدى الاقتصادي العالمي أكد أن التغير المناخي يمثل مشكلة اقتصادية كبيرة ويمكن أن يمثل مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة وذلك إذا فشلنا في التخفيف من حدة التغيرات المناخية أو إجراءات التكيف.
وأوضح البروفيسور تالاس بأنه من جانب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإنها هي التي تستضيف الهيئة الدولية المعنية بالتغير المناخي وتقدم تقريراً سنوياً عن حالة المناخ والذي يؤكد حتى الآن أن المؤشرات سلبية حيث وصلت نسبة كثافة غازات الدفيئة (الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون) إلى مستوى قياسي، إذ سجلت المنظمة زيادة كبيرة في معدلات الاحترار في المحيطات إضافة إلى تسارع في ذوبان الثلوج كما تضاعف ارتفاع مستوى البحار خلال العشرين عاماً الأخيرة وبدأ العالم يشاهد أيضاً زيادة كبيرة في الكوارث المناخية والأحداث المناخية مثل موجات الحر في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وفيضانات تغرق باكستان وأعاصير استوائية في مناطق لم نر فيها ذلك من قبل مثل جنوب شرق أفريقيا.
ولفت البروفيسور تالاس إلى أنه إضافة إلى ذلك ما ترصده المنظمة من تحديات أكبر على صعيد توفر المياه والجفاف وكذلك حرائق الغابات وهذا كله له تأثير سلبي للغاية على الحياة البشريه وقال إنه في المحصلة فإن هناك بالفعل آثاراً واضحة للتغيرات المناخية ولكن الأخبار الجيدة أنه باتت تتشكل رؤية واضحة للكيفية التي يمكن بها التعامل مع هذه المشكلة مثل السيارات الكهربائية وانخفاض أسعار بطارياتها وغير ذلك من الوسائل.
وذكر أن العالم بدأ التحرك بالفعل لإيجاد حل ولكن ليس بالسرعة الكافية حتى الآن وذلك فيما يتعلق بالحد من الاحترار العالمي والحفاظ على معدل 1.5 درجة مئوية مقارنة مع درجتين أو 2.3 درجة وتحقيق هدف اتفاق باريس المناخى..محذراً من أن العالم سيواجه المزيد من المشكلات والتحديات اذا لم يسارع لتحقيق هذا الهدف.
وعن رؤيته لاستضافة دولة الإمارات لقمة الدول الأطراف المعنية بتغير المناخ في نهاية العام الجاري وكدولة خليجية ودولة رائدة على مستوى العالم في مجال الطاقة النظيفة قال السكرتير العام للمنظمة الدولية: إنه سعد بزيارة أبوظبي مرتين هذا العام وكذلك باللقاء مع معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 حيث عقد معه لقاءات مثمرة للغاية.
وأكد أنه وجد فهما مشتركاً وكبيراً بالفعل للهدف الذي تصبو اليه المنظمة في القمة، مشيرا إلى أنه ستكون هناك لقاءات أخرى ومجموعات عمل في أبوظبي للإعداد للمؤتمر في نهاية شهر سبتمبر من أجل جذب المزيد من الانتباه لمسائل مثل التكيف المناخي وخدمات الإنذار المبكر وتحقيق مراقبة أفضل لمعدلات غازات الدفيئة من أجل رسم صورة لما يمكن أن يحدث في المستقبل مع الظواهر المناخية.
وفيما يتعلق والخطوة التى يراها ضرورية للقيام بها في القمة والتي يمكن أن تمثل اختراقاً نحو إيجاد حل لمشكلة التغير المناخي، قال البروفيسور بيترى تالاس: إنه على مستوى الصورة الأكبر فإن المطلوب هو خطوة كبيرة باتجاه تسريع التحول إلى حلول صديقة للمناخ وذلك في مجالات عديدة سواء مجال الطاقة أو النقل أو الصناعة أو امدادات الغذاء.
وأكد أن هناك فرصاً كبيرة في هذه المجالات، مضيفاً أن ما تأمل المنظمة في تحقيقه أيضاً هو المسارعة في تحويل نظم الطاقة إلى الطاقة المتجددة وهو ما يمكن للإمارات أن تساعد في ترويجه وتشجيع الدول عليه في المؤتمر خاصة أنها أصبحت من الدول السباقة في هذا المجال.
ولفت إلى أن الطموح الأكبر هو النجاح في تحقيق ما التزمت به مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قبل عامين في جلاسجو بالحفاظ على درجة الحرارة عن 1.5 مئوية خاصة أن هذا سيمثل أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لتحقيق هدف رفاه سكان الكوكب والاقتصاد العالمي والغلاف الجوي.
وأكد أن المنظمة سعيدة للغاية للخطوات التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتمثل في ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات مثل الطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التي تدعم توجه المنظمة للتعامل مع قضايا التغير المناخي، وكذلك لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ارينا) والتي تعد منظمة مهمة للغاية في هذا المجال. وأعرب عن أمله في أن يرى المزيد من الدول تتوجه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة كما تفعل الإمارات. وقال: إن لديه ثقة كبيرة للغاية في أن المشكلة المناخية تدركها الإمارات والدول المجاورة وغيرها جيداً وبما يعني الحذو حذو الإمارات فيما يخص التعامل مع النشاطات التي تستخدم الوقود الأحفوري حتى تكون جزءاً من الحل للمشكلة وذلك بتحويل نظم الطاقة إلى نظم تستخدم الطاقة الصديقة للمناخ.. مؤكداً أن هذا يمثل أيضاً فرصة لمشروعات جيدة وفرص استثمارية وتوجه يمكن أن تساعد فيه الإمارات والدول الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©