عدد اليوم
الظفرة (الاتحاد)
لم تعتبر الإماراتية عفراء عيد المنصوري الكرسي المتحرك عائقاً أمام مشاركتها في المعارض والمهرجانات ضمن فريق حِرفيات الإمارات، بل كان دافعاً أمامها للاستمرار بإصرار وعزيمة لتعلُم حِرف يدوية تراثية كثيرة أتقنتها بنجاح فائق وبمهارة كبيرة، وجعلت من مقولة «الإرادة تقهر الإعاقة» شعارها، فازدادت حماسة وشغفاً للعطاء، حتى أصبحت اليوم ضمن كادر «الغدير» للحِرف الإماراتية، أحد المشاريع الرائدة لـ«الهلال الأحمر الإماراتي»، عبر مشاركة الفريق في فعاليات مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ19 التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، بتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع نادي تراث الإمارات. وحرصت عفراء على المشاركة اليومية في المهرجان، ضمن فريق سفّ الخوص، لتصنع بيديها سلالاً بأحجام وأشكال مختلفة تُعرض في جناح «الغدير» للبيع لزوار المهرجان، مُوجِهة رسالة إنسانية سامية للجميع بأن الإعاقة لم تثبط من عزيمتها، بل زادتها قوة وإصراراً، إذّ آمنت بقدراتها وأخرجت أجمل ما فيها لتواجه الحياة بحب وتفاؤل، بل وأصبحت تبحث عن التميز وتسعى إليه بشغف وعزيمة لا تلين.
دورات وورش
أكدت عفراء المنصوري أنها سعيدة بمشاركتها ضمن فريق الغدير للحرف التراثية الإماراتية، إذ أضحت اليوم تتقن صناعة السلال بخوص النخيل بعد أن التحقت بدورات وورش تدريبية عدة لتعَلُم هذه الحرفة وإتقانها، ما أهلها للوجود في المهرجانات والمعارض التراثية كافة، حتى لو كانت تنظم في أماكن بعيدة عن موقع سكنها، ولا تجد صعوبة في ذلك، مشيرة إلى أن هذه المشاركات تفتح لها آفاقاً أرحب للإبداع وفرصاً أكبر لتكوين صداقات وعلاقات مجتمعية. وقالت: «وجودي في مجال الحِرف التراثية يكسبني سعادة غامرة، ويعلّمني الصبر وسعة الصدر، ويعزز لديّ قيم الولاء لتقاليد الآباء والأجداد؛ لأنه يخلد أنماط الحياة، التي عاشها الأجداد منذ القدم وهم يسعون في دروب الرزق، حتى أصبحت اليوم جزءاً رئيساً من هويتنا الوطنية».
