الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاحتيال الإلكتروني.. تجارة بأحلام الضحايا

الاحتيال الإلكتروني.. تجارة بأحلام الضحايا
6 نوفمبر 2023 02:10

سعيد أحمد (أبوظبي) 
تستهدف عمليات النصب والابتزاز الإلكتروني جميع أفراد المجتمع كباراً وصغاراً من مختلف الجنسيات، وقد تنجح في بعض الأحيان، لأنها توهم الأشخاص بأنها عمليات حقيقية، تتضمن عروضاً ترويجية أو اتصالاً هاتفياً من أشخاص مجهولين ينتحلون صفة موظفين في إحدى الجهات ويحتاجون إلى معلومات شخصية لكي يتمكنوا من إكمال المعاملة المزيفة للمستهدف. 
ومع التطور السريع في التكنولوجيا الحديثة، استغل ضعفاء النفوس تطوير أساليب وأدوات «الهكر» عمليات الاحتيال، وتنويع أساليبهم الكاذبة، محاولين تصيد أكبر عدد من المستهدفين والضحايا، خاصة الحالمين بالثراء السريع، وخاصة الأطفال، من خلال الألعاب الإلكترونية، حيث يدخلون عليهم كأصدقاء، ويرسلون لهم ملفات وروابط مشبوهة، وعند الضغط عليها، يقومون بسرقة وثائقهم الشخصية، وتبدأ بعد ذلك عملية الابتزاز والتخويف، من أجل الحصول على مبالغ. 
وكثفت القيادة العامة لشرطة الشارقة حملات التوعية للوقاية من الاحتيال الإلكتروني، بعد أن لاحظت ارتفاعاً في بلاغات الاحتيال الإلكتروني خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث وصلت إلى 351 بلاغاً مقارنة بـ 177 بلاغاً في نفس الفترة من عام 2022، مؤكدة أن معظم البلاغات تمثلت في الاحتيال الهاتفي والألعاب الإلكترونية.
وحذرت الجهات الأمنية والمصرفية جميع أفراد المجتمع، بعدم التعامل مع الروابط أو المواقع الإلكترونية المشبوهة، والتأكد من هوية المتصل، وإبلاغ الجهات الأمنية على الفور في حال تعرضوا لعملية الاحتيال. 

كن واعياً
وقال العميد عمر أبو الزود، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة: شهدنا خلال السنوات الماضية ارتفاعاً في الجرائم الإلكترونية، وخصوصاً بلاغات الابتزاز الإلكتروني والاحتيال الهاتفي، وكذلك زادت بلاغات المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، وهي الشريحة التي يتم استهدافها باعتبارها أطفالاً ويمكن تصيدهم بسهولة، لافتاً إلى أنه يجب علينا القيام بحملات توعية مكثفة من أجل حماية أفراد المجتمع من مخاطر الجرائم الإلكترونية، والوقاية خير من العلاج.
وأشار إلى أنه بمجرد الضغط على الرابط المشبوه، قد تخسر جميع مدخراتك المالية ووثائقك الشخصية، وتتعرض لابتزاز إلكتروني من قبل ضعفاء النفوس، لافتاً إلى أنه تم إطلاق حملة التوعية للعام الثاني على التوالي، من خلال منصة «كن واعياً» تحتوي على 6 محطات، تعرض أساليب الجريمة الإلكترونية، وتجعل الزائر للمنصة يتخيل كأنه ضحية للاحتيال الإلكتروني، كما أنها تتضمن كيفية الوقاية من هذه الأساليب الإجرامية من خلال الاتصال بالجهات الأمنية.
وأضاف العميد عمر أبو الزود: «إن هذه الجريمة عابرة للحدود، وتحتاج منا تكثيف الجهود للوقاية منها وحماية الأفراد»، لافتاً إلى أنه يجب على مستخدمي الأجهزة الذكية والإلكترونية، عدم الضغط على الروابط المشبوهة أو التعامل مع الأشخاص المجهولين في وسائل التواصل الاجتماعي، وإبلاغ الجهات الأمنية في حال تعرضوا لعملية نصب أو احتيال أو ابتزاز إلكتروني، حتى تتمكن الجهات من إرجاع حساباتهم الشخصية واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المجرمين.

أساليب مبتكرة
بدوره، أكد الدكتور عبيد صالح المختن، المدير التنفيذي لمؤسسة افتار للاستشارات تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، أن الجهات الأمنية والمعنية تتبع أساليب توعية تقليدية تعتمد على منشورات وإقامة معارض وحملات توعية، لافتاً إلى أن المجتمع يحتاج إلى أساليب مبتكرة وحديثة، تتصدى للمحتالين، الذين تطورت أساليبهم وتغيرت أدواتهم بشكل كبير.
وأضاف: «إنه من خلال مراجعة قضايا الاحتيال الإلكتروني، نجد أن بعض الذين تعرضوا للاحتيال هم من الفئة المتعلمة، التي أخذت جرعات كافية من التوعية، وليس كما يعتقد البعض بأنهم من فئة غير متعلمة»، لافتاً إلى أن المحتالين يقومون بعمل دراسة شاملة للأفراد لمعرفة جنسياتهم وأعمارهم وتفكيرهم، ويحاولون تغيير أساليبهم بحيث يكون لكل فئة أسلوب معين يختلف عن الفئة الأخرى، لأن الأساليب القديمة أصبحت مكشوفة.
وأشار إلى أنه نظراً لحاجتنا الضرورية لاستخدام الأجهزة الذكية والتقنيات الحديثة، فلابد أن تستمر حملات التوعية، مؤكداً أن الوعي هو الأساس على جميع الأصعدة، وخاصة الأطفال باعتبارهم جزءاً من المنظومة الإلكترونية، بالإضافة إلى كبار السن وربات البيوت، جميعهم يستخدمون هذه الأجهزة بشكل يومي ولديهم حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه يجب على البنوك، عند صرف بطاقة السحب الآلي، أن تقوم بإعطاء صاحب الحساب، المعلومات والإرشادات الصحيحة لتفادي تعرضه للسرقة الإلكترونية، وكذلك الشركاء المعنيين، يجب عليهم تكثيف توعية المجتمع، وتوفير منظومة تعليمية لجميع الأشخاص، تمكنهم من حماية حساباتهم وبطاقاتهم الائتمانية من السرقة عبر الشبكة الإلكترونية.
وقال الدكتور عبيد: إن الاحتيال الإلكتروني هو مهارات عاطفية واجتماعية يستخدمها المحتالون على أفراد المجتمع، ويطلق عليها «فن اختراق العقول» أو «الهندسة الاجتماعية»، وتعمل على الابتزاز العاطفي، تحت ضغوط نفسية على الشخص.

احتيالية منظمة
وقال المواطن «ي. م» إنه تعرض لعملية احتيال وسرقة مبلغ يقدر بأكثر من 8 آلاف درهم من بطاقته الائتمانية، من أحد المتاجر الإلكترونية المشهورة خارج الدولة، التي يتعامل معها منذ سنوات، حيث قام شخص مجهول باستخدام اسمه وحسابه في التطبيق وشراء منتجات مختلفة، وحاول أن يوقف عملية الشراء ولكن لم يستطع.
وأشار إلى أن المجرم استغل وجود رقم البطاقة الائتمانية الخاصة به، محفوظاً في حسابه بالمتجر الإلكتروني، مشيراً إلى أنه كان يشاهد عمليات الشراء تتم أمامه، وطلب في لحظتها إيقاف الشراء، التي تمت على دفعات، إلا أن القائمين على المتجر رفضوا، معللين ذلك بأن صاحب الحساب هو من يقوم بالشراء، ولا يوجد به شبهة، ولا يستطيعون إيقافه.
وأضاف «ي. م» أن العملية تمت بطريقة احتيالية منظمة، وأبلغ المصرف بأن البطاقة سرقت، ويجب إيقافها، كما قام بإبلاغ الجهات المختصة والتواصل مع المتجر، ولكنه لم يتم إرجاع ماله، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى عدم حفظ رقم البطاقة الائتمانية في التطبيقات أو المواقع الإلكترونية، حتى لا يتعرضوا للسرقة.
رابط مشبوه
وتقول المواطنة «م. م» إنها تعرضت لعملية احتيال، عندما ضغطت على رابط إلكتروني، ظنت أنه من جهة رسمية، لأنها كانت تنتظر طرداً بالبريد، ووصلت لها رسالة نصية من البنك بخصم مبلغ 500 درهم من حسابها، وعلى الفور تداركت الموقف، وقامت بإبلاغ البنك بإيقاف البطاقة، قبل أن تتم العملية الثانية، والتي تقدر بـ 5 آلاف درهم.
وأضافت: أن ضعفاء النفوس، يبتكرون وسائل مختلفة وجديدة في عمليات النصب والاحتيال، ويحاولون استدراج الناس، من أجل سرقة أموالهم، لافتة إلى أن بعض الروابط الإلكترونية توهم من يستقبلها بأنها من جهة رسمية، وعندما تضغط عليها، تكتشف بأنك تعرضت لعملية نصب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©