الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق فعاليات «قمة المعرفة».. والإمارات تتصدّر عربياً في المؤشر العالمي

أحمد بن محمد ولطيفة بنت محمد وحشر بن مكتوم خلال افتتاح القمة بحضور جمال بن حويرب (من المصدر)
22 نوفمبر 2023 00:52

دينا جوني (دبي)
افتتح سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، أمس، النسخة الثامنة من «قمة المعرفة» التي تنظمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار «مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة»، في مركز دبي التجاري العالمي لمدة يومين، إضافة إلى يوم سيُخصّص للحضور عن بُعد (23 نوفمبر). كما شهد سموهما إطلاق مؤشِّر المعرفة العالمي للعام 2023.

حدث عالمي
وأكَّدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، أن قمة المعرفة تواصل تفعيل الحراك المعرفي من خلال هذا الحدث العالمي الذي يجمع قادة الفكر وصناع القرار من مختلف الدول والثقافات بهدف استشراف مستقبل المعرفة، لافتةً إلى الجهود التي تبذلها دبي في هذا المجال انطلاقاً من سعيها لتعزيز قدرات الدول لبناء مجتمعات المعرفة، وزيادة وعي الحكومات الطامحة للتقدم وتحقيق أعلى مستويات النماء والرفاهية لأبنائها. 
وقالت سموها: «تُشكّل المعرفة ركيزة أساسية للنهوض بالمدن والمجتمعات، ومحوراً رئيساً لتحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات، وتسعى قمة المعرفة عبر دوراتها المتتالية إلى توحيد الجهود وتبادل الخبرات والرؤى والأفكار لمواجهة التحديات المستقبلية العالمية، واستكشاف الفرص التي تتيحها المعرفة، واستثمار أدواتها للتكيف مع المتغيرات العديدة والمختلفة». 
وأضافت سموها: «أثبتت مدن المعرفة حضورها وقدرتها على تحريك جهود التنمية والاقتصاد لأي دولة عبر تبنّي نهج الابتكار والإبداع، والتركيز على كفاءة العنصر البشري. وتركز القمة على دور المدن المعرفية في احتواء الثورة الصناعية الخامسة الهادفة إلى خلق علاقة أكثر توازناً بين التقنيات الحديثة والطاقات البشرية، ما يسهم في تعزيز مفهوم الاستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي والارتقاء بجودة حياة الأفراد، وبناء مجتمعات مزدهرة».

43 جلسة
وتتضمّن فعاليات القمَّة أكثر من 43 جلسة حول موضوعات مختلفة، لا سيما الصحة الرقمية واستراتيجيات السياحة المستدامة، وأدوات تحوُّل التعليم وبناء مدن المعرفة والجيل الخامس من التقنيات التعليمية، وتأثير الثورة الصناعية الخامسة في ريادة الشركات الناشئة وصناعة التكنولوجيا الحيوية، وكيفية تعزيز الأمن السيبراني، والإعلام وصناعة المحتوى في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استعراض حلول ذكية مستدامة من أجل مستقبل الأمن الغذائي الزراعي، ومفهوم المجتمع البشري 5.0 واستراتيجيات تحويل النفايات إلى وقود، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بمستقبل الإنسان.

وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لـ «مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»: «تسعى المؤسسة إلى تحديث وتطوير المنهجيات والآليات التي تشكِّل أساس عملية إنتاج ونشر المعرفة. وتشهد قمَّة المعرفة سنوياً اهتماماً متزايداً من المؤسَّسات والجهات في القطاعين الحكومي والخاص، ما يعكس الأثر الإيجابي والقيمة التي تقدمها في سبيل تطوير المعرفة والابتكار. وتركِّز القمَّة في هذا العام على دور المعرفة في إرساء دعائم مدن المعرفة التي تشكل ركائز أساسية للنموذج الاقتصادي المستقبلي».

سويسرا تتصدر 
ويقدِّم مؤشِّر المعرفة العالمي في نسخته للعام 2023 تحليلاً متكاملاً للتطور المعرفي واتجاهاته والعقبات التي تعترض مساراته. ويتيح المؤشِّر قراءةً شاملة لأداء133 دولةً، مع التركيز على الدول الرائدة في تبني نموذج الاقتصاد القائم على المعرفة وإبراز مقومات مرونتها، وتسليط الضوء على مكامن الضعف ومجالات وآفاق التحسين للاقتصادات الأقل أداءً. 
وتُنبِئ معطيات وبيانات المؤشِّر بارتفاع المتوسط العالمي، في دلالةٍ على تسارع وتيرة مسار التعافي من جائحة «كوفيد-19» وتَبِعاتها بعيدة المدى. وتبوَّأت سويسرا صدارة تصنيفات مؤشِّر المعرفة العالمي للعام 2023، متفوقةً على الرواد المتمثلين في كل من فنلندا والسويد وهولندا، فيما تراجعت الولايات المتحدة الأميركية إلى المركز الخامس، بعد أن اعتلت قمَّة الهرم المعرفي في العام 2022. واحتلَّت كل من الدنمارك ولوكسمبورغ والمملكة المتحدة والنمسا والنرويج المراتب السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة على التوالي. وواصلت دولة الإمارات العربية المتحدة تصدُّرها ترتيب الدول العربية في مؤشِّر المعرفة العالمي، واحتلت المرتبة السادسة والعشرين عالمياً، وتلتها كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

مواجهة النمو «الخطير»
وقال الدكتور عبدالله الدردري الأمين العام المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تصريحات صحفية: إنه من خلال التوجّه نحو الاقتصاد الأخضر يمكن معالجة المشاكل التي تواجهها الدول، لأنه إذا استمر النمو على ما هو عليه اليوم ستكون النتائج البيئية لهذا النمو خطيرة لدرجة التمنّي لو أن هذا النمو لم يحدث، مشيراً إلى أنه فقط بالمعرفة يمكن تجاوز هذا الأمر.

وقال: إن المشروع بين البرنامج والمؤسسة، يضع مجموعة من المؤشرات التفصيلية على مستوى كل دولة في العالم حول مدى جاهزيتها المعرفية والتي يمكن من خلالها وضع الخطط الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. 
وقال: إن الشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تمتد لأكثر من 15 عاماً، وعمل الطرفان على توقيع اتفاقية لتدريب 6000 شاب وشابة من الدول العربية على مهارات سوق العمل المستقبلي، لافتاً إلى أن هذا الرقم سيصل في السنوات القليلة المقبلة إلى مليون شاب وشابة. وقال: إن الهدف هو بناء جيل من الشباب العربي قادر على التعامل مع متطلبات سوق العمل الجديدة والمعقدة، ولزرع فكرة المعرفة في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي. وقال: إن الجانبان بدأا في مشروع جديد وهو تخطيط التحول الاقتصادي في الدول العربية من أجل إدخال مكونات المعرفة في أدوات التخطيط الاقتصادي بهدف تحقيق التنمية المستدام.

نقل المعرفة الفضائية
قال المهندس سالم المري مدير مركز محمد بن راشد للفضاء، في تصريحات صحفية على هامش القمة: إن رحلة المعرفة في المركز بدأت مع إرسال ثلاثة مهندسين إلى كوريا الجنوبية لمدة عشر سنوات ضمن برنامج نقل المعرفة التقنية إلى الدولة. وأشار إلى أن الفريق توسّع اليوم ليضمّ 250 مهندساً، لافتاً أن خطوة نقل المعرفة إلى المهندسين شكّلت محوراً أساسياً في المركز، الذي أصبح يضم بعد ذلك قدرات عالية جداً مكّنته من توظيفها في بناء أقمار صناعية مختلفة، وإرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وإنجاز مشروع مسبار الأمل، ومشاريع القمر. وشرح أن اهتمام المركز منذ البداية في بناء القدرات والمعارف، يظهر مدى أهمية «قمة المعرفة» بالنسبة للمركز، التي يشارك فيها من خلال إحدى المهندسات الرائدات التي ستروي قصة المركز في موضوع نقل المعرفة. 
واعتبر أن موضوع نقل المعرفة مستمر ومتبدّل، ويتم اليوم من خلال القدرات المحلية الرائدة في المركز إلى الموظفين الجدد أولاً، وكذلك القطاع الخاص ثانياً الذي بدأ يدخل في صناعة الأقمار الصناعية وكيفية بناء أجزاء أساسية منها، من خلال نقل المعرفة من مهندسي المركز.
وأكد أن النواة أصبحت متوفرة لكن مسألة نقل المعرفة لا تنتهي، وإنما هي عملية مستمرة من خلال التطورات والمعلومات الجديدة. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©