السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاريع الإمارات «الفضائية» تعزز مكتسبات الوطن

مشاريع الإمارات «الفضائية» تعزز مكتسبات الوطن
2 ديسمبر 2023 02:48

آمنة الكتبي (دبي)

توظف الإمارات مشاريعها في «الفضاء» لخدمة ورفاهية مواطنيها على «الأرض»، وذلك بتوظيف أحدث التقنيات لبحث وحل المشكلات، وتقديم معلومات حول خصائص المناطق الحضرية وتغيراتها مع مرور الزمن، وتطوير تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمسح المناطق الزراعية، ورصد أشجار النخيل بدقة تصل إلى 98.7%، وكذلك الاستفادة من الصور عالية الدقة التي يستقبلها مركز محمد بن راشد للفضاء من أقماره الاصطناعية، في إدارة أسطح المياه واليابسة وإدارة الأنظمة البيئية المائية والتنوع البيولوجي.
وتحقيقاً لحلم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استطاعت الإمارات خلال فترة وجيزة بفضل رؤية القيادة الرشيدة، أن تؤسس قاعدة اقتصادية وبنية تحتية متطورة في شتى المجالات، وامتلاك كفاءات وطنية شابة وقدرات وممكنات جعلتها من أوائل الدول في المنطقة ضمن السباق العالمي لاكتشاف الفضاء، وبهدف ترسيخ قواعد صناعة الفضاء لأجيال المستقبل، ووضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة، جاء إطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، والتي تسهم في دعم تحقيق رؤية الإمارات في مجال صناعة الفضاء بمختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته، وتعنى الاستراتيجية بصناعة وأنشطة الفضاء لدولة الإمارات حتى عام 2030، وصولاً لمستهدفات «مئوية الإمارات 2071»، ويشمل ذلك الأنشطة الفضائية الحكومية، والأنشطة التجارية، والأنشطة العلمية التي تنفذها الجهات العاملة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث والتطوير، كما تعنى أيضاً بالأنشطة الفضائية الدولية أو لدول أخرى، والتي تشارك وتساهم فيها الجهات العاملة في الدولة.
ونجحت الإمارات في بناء قطاع فضائي رائد على المستويين الإقليمي والعالمي، يضم ما يزيد على 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، و5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء، و3 برامج جامعية في العلوم الفضائية لتخريج الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع نحو المزيد من التطور.
وسجلت الدولة إنجازات غير مسبوقة في قطاع الفضاء، وأطلقت العديد من المشاريع الفضائية، والتي تعد الأولى في المنطقة، بقيادة فريق من العلماء والمهندسين والمتخصصين الإماراتيين، الذين عملوا بإخلاص لتحقيق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع وضع اللبنات الأولى في بناء دولة الاتحاد، بإرسال بعثات إماراتية إلى الفضاء، وأن يكون لها أثرها الإيجابي الملموس في خدمة البشرية جمعاء.

الأقمار الاصطناعية
وبدأ مركز محمد بن راشد للفضاء رحلته مع تصميم وتشغيل الأقمار الاصطناعية في العام 2006، بتطوير أول قمر اصطناعي لدولة الإمارات، حيث قام مهندسو المركز بتصميم وتصنيع أول قمرين اصطناعيين لرصد الأرض، دبي سات – 1 ودبي سات – 2، اللذين أُطْلِقَا في 2009 و2013 على التوالي، وقمرها الاصطناعي النانومتري الأول «نايف-1».
وفي إنجاز تاريخي متميز سطرته الإمارات في أكتوبر من عام 2018، أُطلق قمر خليفة سات عالي التقنية، ليكون بذلك أول قمر اصطناعي لأغراض الرصد يُطَوَّر داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشهد العام 2021 إطلاق القمر الاصطناعي النانومتري «دي إم سات – 1» الذي يُعد الثاني من نوعه في دولة الإمارات، وهو أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
وفي العام 2020، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع القمر الاصطناعي الجديد «MBZ-SAT»، والذي سيصبح ثاني قمر اصطناعي إماراتي يُطَوَّر من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين المقرر إطلاقه عام 2024، أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.

الإمارات لرواد الفضاء
وأطلقت دولة الإمارات برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي الذي يقدم التدريبات والخبرات والتأهيل اللازم للكوادر الإماراتية لتمثيل دولة الإمارات والعالم العربي في بعثات الفضاء المستقبلية، وإجراء تجارب علمية تدعم مسيرة استكشاف الفضاء عالمياً، كما يهدف البرنامج إلى تطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية.
ونجح سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، في تحقيق إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات، إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لـ 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.

البعثات الفضائية العابرة للكواكب
في عام 2014، أعلنت الإمارات، البعثة المريخية الإماراتية والمعروفة باسم بعثة «مسبار الأمل»، وهو مشروع يسعى لإرسال أول بعثة عربية للكوكب الأحمر، وتحقق الحلم في فبراير من العام 2021 حينما تمكن مسبار الأمل من دخول الغلاف المحيط بكوكب المريخ، وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات الداعمة لتعزيز المعرفة والاستكشاف في مجال الفضاء، يقود مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج المريخ 2117 الذي يهدف إلى بناء أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ للمئة سنة القادمة، وهي أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، بهدف محاكاة الظروف الفضائية على الأرض، وتمت المهمة الأولى من برنامج SIRIUS-21 بنجاح على يد أحد أعضاء الطاقم الإماراتي صالح العامري في يوليو 2022 بعد استمرارها على مدار ثمانية أشهر لدراسة الآثار التي تحدثها العزلة على الصحة النفسية والفيزيولوجية للبشر.
كما واصلت الدولة جهودها، وتم في يوليو العام الماضي إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب» لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يوفر تصويراً رادارياً على مدار الساعة، وفي جميع الأحوال الجوية، والإعلان عن تأسيس صندوق وطني بقيمة 3 مليارات درهم لدعم قطاع الفضاء في الدولة.

الاستشعار عن بُعد
ويعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على تقديم حلول متكاملة لمراقبة الأرض من خلال أسطول أقمارها الاصطناعية بما في ذلك «خليفة سات» الذي يعد أحد أقمار الاستشعار عن بُعد الاصطناعية الأكثر تطوراً تقنياً، وهذه الخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة تدعم إدارة المشاريع والتخطيط الثلاثي الأبعاد ورصد وتحليل الظروف البيئية وإدارة الكوارث وغيرها المزيد.
ويوظف المركز أحدث تقنياته في البحث وحل المشكلات في مختلف المجالات، سواء كان ذلك في تقديم المعلومات حول خصائص المناطق الحضرية وتغيراتها مع مرور الزمن، وتعاون المركز مع بلدية العين من أجل تطوير تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمسح المناطق الزراعية ورصد أشجار النخيل، واستطاع المركز رصد 45.000 نخلة في غضون أقل من أسبوع بدقة 98.7%.
ومن خلال الاستفادة من الصور عالية الدقة التي يستقبلها المركز من أقماره الاصطناعية، فإنه يدعم إدارة أسطح المياه واليابسة وإدارة الأنظمة البيئية المائية والتنوع البيولوجي، وانضم المركز لمبادرة سنتينل-آسيا العالمية التي تعمل على تطبيق تقنية الاستشعار عن بُعد وتقنيات شبكة نظم المعلومات الجغرافية في سبيل إدارة الكوارث في إقليم آسيا والمحيط الهادي.
كما يقدم المركز خدمات تجارية أخرى، كإعداد برامج تعليمية وتدريبية لتهيئة البلدان والمؤسسات الأخرى على تطوير كفاءاتهم في مجال الفضاء، وضمن تعاون مشترك عقده المركز مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي أتاح المجال لوكالات أخرى لاستخدام منصتها للأقمار الاصطناعية القياسية 12U PHI وقد وقعت اتفاقيات مع دولتي البحرين ونيبال في هذا الشأن. كما عقد المركز اتفاقية مع موريشيوس لتنمية قطاع الفضاء والبحث والتطوير التقني في مجال الأقمار الاصطناعية.

وكالة الإمارات للفضاء
تعمل وكالة الإمارات للفضاء، والتي أُسِّسَت عام 2014، على تطوير قطاع الفضاء في الدولة، حيث تتولى الوكالة هذا المسؤولية عبر إقامة الشراكات والبرامج الأكاديمية والاستثمارات في مشاريع الأبحاث والتطوير والمبادرات التجارية، ودفع عجلة أبحاث علوم الفضاء واستكشافه.

رؤى وطموحات
تتواصل إسهامات مركز محمد بن راشد للفضاء في تحقيق رؤية وطموحات دولة الإمارات للعبور إلى آفاق جديدة خلال العقد المقبل في مجال صناعات الفضاء التي من المتوقع أن تصل قيمتها عالمياً إلى نحو تريليون دولار بحلول العام 2040، مع الاهتمام بتوطين تكنولوجيا الفضاء ونقل المعارف والخبرات وإعداد الكادر الإماراتي القادر على تحقيق إنجازات جديدة تضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة في هذا الاتجاه حتى الآن، تأكيداً على تنامي دورها الإيجابي في مجال اكتشاف الفضاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©