السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولون لـ«الاتحاد»: «إعلان الإمارات» يساهم في تطوير منظومات صحية عادلة ومستدامة ومرنة مناخياً

مسؤولون لـ«الاتحاد»: «إعلان الإمارات» يساهم في تطوير منظومات صحية عادلة ومستدامة ومرنة مناخياً
15 ديسمبر 2023 01:15

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أكد مسؤولون بالقطاع الصحي، أن إقرار وموافقة 144 دولة على «إعلان الإمارات بشأن المناخ والصحة»، إضافة نوعية ومرحلة جديدة في تاريخ مؤتمر «كوب» منذ بدايته، مشيرين إلى أن «إعلان الإمارات» يساهم بتسريع التقدم المنشود في تطوير منظومات صحية عادلة ومستدامة ومرنة مناخياً. 
وقال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع:«كانت الوزارة جزءاً من فعاليات هذا الحدث العالمي الحيوي، وتمكنت من مدّ جسور الشراكة والتعاون في مجال التنمية المستدامة والعمل المناخي». 
 وأشار إلى تخصيص رئاسة مؤتمر الأطراف للمرة الأولى في تاريخه يوماً للصحة، والذي يشكل منصة دولية لبناء منظومات صحية عادلة ومرنة مناخياً على المستوى العالمي، من خلال تبادل الأفكار والآراء والخبرات ووضع الخطط المستقبلية التي من شأنها حشد الجهود العالمية من أجل التصدي لتأثير تغير المناخ على الصحة.
وأكد، أن النتائج المتعلقة بالجانب الصحي الصادرة عن «كوب 28»، تجسد رؤية دولة الإمارات والتزامها الراسخ بتعزيز ممارسات الاستدامة البيئية والحد من تأثيرات تغير المناخ على الصحة، حيث تضع الدولة في مقدمة أولوياتها الحفاظ على حياة البشر وتحسين سبل عيشهم بالاهتمام والحرص على صحة الإنسان والمجتمعات حول العالم.
بدوره، أشار الدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إلى أن مؤتمر «كوب 28» كان علامة فارقة في تاريخ تنظيم هذا الحدث العالمي، بعد أن نجح في تقديم نتائج استثنائية، من بينها مد جسور الشراكة والتعاون في مجال التنمية المستدامة وجعل الصحة محوراً أساسياً في العمل المناخي. 
وذكر أن الإمارات حريصة على المساهمة الفاعلة في مؤازرة الجهود الدولية في مجال تقييم قابلية تأثر الصحة بتغير المناخ، مؤكداً أن الصحة العامة لشعوب العالم من أبرز أولويات دولة الإمارات، لذلك تعمل الإمارات بكل جهد للتصدي لهذه المخاطر الصحية المتزايدة من خلال تطوير أدوات تقييم قابلية التأثُّر والتكيُّف، ووضع خطط وطنية مخصصة لقطاع الصحة بالتعاون مع كافّة الجهات لبناء منظومة صحية صديقة للبيئة وقادرة على الاستجابة لآثار التغير المناخي. 
وقال: إن «تداعيات تغير المناخ تؤثر على الجميع، وهي من أخطر التهديدات لصحة البشر في القرن الحادي والعشرين، وبدأت الحكومات بإدراج موضوع الصحة ضمن العناصر الأساسية في العمل المناخي، ولذلك فان إعلان الإمارات كان بمثابة برسالة تدعو إلى ضرورة خفض الانبعاثات، وتعزيز تضافر الجهود لدعم المنظومات الصحية في كافة الدول».

حلول عملية 
من جهته، أفاد الدكتور عامر أحمد الشريف، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، أن الجهات الصحية شاركت خلال المؤتمر ضمن جهود الدولة الرامية إلى تقديم حلول عملية وفعالة للحد من تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان، والكشف عن التغيّرات الصحية، ورصد أعباء الأمراض ذات الصلة بالمناخ والتأهب لمواجهتها بمرونة وجاهزية.
وقال:«شكلت اجتماعات ومناقشات «كوب 28» منصة دولية رفيعة المستوى للتباحث بشأن الآثار الصحية لتغير المناخ وتحديد التدابير الفعالة للتكيف وبناء القدرات الملائمة، وتحديث الأدلة العلمية وتطوير أطر ومنهجيات قياس مدى تأثر الصحة بالمناخ، بالإضافة إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ وتحديد مجالات التدخل ذات الأولوية». 
وأشار إلى نجاح دور الإمارات من خلال «كوب 28» في تسهيل المناقشات الرامية إلى تعزيز إنشاء أنظمة رعاية صحية مقاومة للمناخ ومستدامة بيئياً، وتعزيز التعاون بين البلدان لابتكار طرق للحد من انبعاثات الكربون في أنظمة الرعاية الصحية وتحقيق أهداف مستدامة في مجال الرعاية الصحية.
من جانبه، قال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، المساعد لقطاع الصحة العامة:«تشكل الآثار الصحية لتغير المناخ من موجات الحرارة إلى انتشار الأمراض المعدية، تهديداً متزايداً للأفراد والمجتمعات، ما يؤكد أهمية الاستجابة الصحية لتغير المناخ من خلال إرساء أنظمة صحية قادرة على الصمود في مواجهة تأثيرات تغير المناخ».
وأشار إلى مشاركة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في التحالف من أجل العمل التحويلي في مجالي المناخ والصحة، يظهر تركيز دولة الإمارات على العلاقة بين المناخ والصحة، انطلاقاً من التأثيرات التي تحدثها التغيرات المناخية المحتملة على الأفراد والمجتمعات وأنظمة الرعاية الصحية والاقتصادات. 
وأوضح أن «إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة» غطى مجموعة من مجالات العمل المناخي والصحي، منها إنشاء منظومات صحية مرنة مناخياً ومستدامة ومنصفة، وتعزيز سُبل التعاون بين القطاعات لخفض الانبعاثات وتحقيق أقصى استفادة من العمل المناخي لتحسين الصحة، وزيادة التمويل للحلول المناخية والصحية، حيث التزم الموقعون على الإعلان بإدراج المستهدفات الصحية ضمن خططهم الوطنية للمناخ، وتحسين سُبل التعاون الدولي لمعالجة المخاطر الصحية لتغير المناخ في مؤتمرات الأطراف القادمة.
من جهته، قال الدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة: «نجحت دولة الإمارات في جعل الصحة أولوية رئيسية ضمن ترأسها لمؤتمر الأطراف COP28، ويؤكد إعلان الصحة والمناخ على الحاجة لبناء أنظمة صحية منخفضة الكربون وقادرة على التكيف مع المناخ، لحماية صحة الكوكب والبشر على حد سواء». وأضاف: «تمكن COP28 من تحديد مسار أوضح يُركز على الاستثمار في صحة البشر ورفاههم، ويضمن تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة نحو مستقبلٍ أكثر صحة للبشر».
وتوقع أن يؤدي إنشاء وتنفيذ هذا الإطار الشامل والأكثر إنصافاً إلى فوائد اقتصادية شاملة نتيجة زيادة تركيز التمويل المناخي على تحسين الصحة، مشيراً إلى أن COP28 شهد مشاركة وزراء الصحة والبيئة لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، في إشارة إلى التغير الواضح في منهج وضع السياسات المناخية والتركيز على مراعاة الآثار الاجتماعية للقرارات الحكومية. 
وشمل الإعلان عدداً من التعهدات المالية الجديدة بشأن المناخ والصحة لدعم التعهدات السياسية منها تمويل بقيمة 1.1 مليار درهم من «الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا» و370 مليون درهم من «مؤسسة روكفلر» لتوسيع نطاق الحلول المناخية والصحية. وأضاف:«كما تسير الدولة بخطى سريعة وواثقة نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي بالتعاون مع البلدان الشريكة، وهذا النهج سينعكس إيجاباً على الصحة، لما له من دور فعّال في الحد من تلوث الهواء وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة والمساهمة في دفع عجلة التحول للاعتماد على طاقة نظيفة».
من جهته، تحدث شريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا، الشركة المالكة للمستشفى الأميركي بدبي، عن تعهد جهات مانحة عالمية بتخصيص أكثر من 2.8 مليار درهم ضمن مبادرة «بلوغ الميل الأخير» يسهم بشكل كبير في المساعدة على مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة والسيطرة عليها، ما يعزز ريادة دولة الإمارات وجهودها الحثيثة من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة للجميع.
وأكد أن مبادرة «بلوغ الميل الأخير» تدعمها الجهود الخيرية والإنسانية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تخفيف معاناة الدول التي ما زالت تعاني من تفشّي الأمراض المدارية المهمَلة، وذلك امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لجعل الدولة منارة للعمل الخيري والإنساني.
وأشار إلى دعم صاحب السمو رئيس الدولة، لتوسيع مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، لتصل إلى 39 دولة في أفريقيا، لمكافحة جائحة العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية، وذلك من أجل رؤية طموحة لأفريقيا الخالية من عبء هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وفرصة تاريخية لإطلاق العنان لإمكانات البشر في جميع أنحاء القارة.
ولفت إلى التزام قيادات دولة الإمارات بالقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وهو ما يظهر جلياً من خلال الإنجازات التي حققتها مبادرة «بلوغ الميل الأخير» حتى الآن والمتمثلة في تمويل الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال والملاريا والأمراض المدارية المهملة، موضحاً أن التعهدات الجديدة للمانحين تمثل استجابة عاجلة لمستجدات التغيُّر المناخي وآثاره في مفاقمة تلك الأمراض.
وأكد أن التغير المناخي يشكل أحد أكبر التحديات التي تهدد صحة الإنسان، إذ يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الطقس في تفشي الأمراض المعدية بشكل أوسع وأسرع، مما يجهد المنظومات الصحية، بينما تتسبب الظواهر الجوية المتطرفة بالكثير من حالات الطوارئ الإنسانية، والتي يصعب التعامل معها في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية المناسبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©