الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي»: غرس 14491 شجرة قرم لمواجهة تحديات المناخ

جانب من فعاليات المؤتمر (من المصدر)
3 فبراير 2024 01:36

هالة الخياط (أبوظبي)
اختتمت أمس، فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 الذي استضافته العاصمة أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة البيئة – أبوظبي، وبحث، خلال خمسة أيام، أثر التربية البيئية على الأجيال الناشئة، كونه الأمل الحقيقي في منح الأجيال القادمة الفرصة لإدراك قيمة العمل البيئي والحفاظ على الاستدامة والتنوع البيولوجي من أجل مستقبل البشرية.
وفي ختام المؤتمر، أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي توجهها لغرس 14491 شجرة قرم، في إطار مبادرة أطلقتها الأيام الماضية لخفض انبعاثات الكربون، والحد من الأثر البيئي للوفود المشاركة من خلال زراعة أشجار القرم.
وشهد المؤتمر، التي اتخذ شعار «التواصُل بين الشعوب - صناعة الغد» 305 جلسات، شارك فيها ما يزيد على 2000 مشارك من 73 دولة.
وتضمن المؤتمر على مدى الأيام الخمسة الماضية، جلسات عامة وحلقات نقاش وورش عمل ومبادرات يقودها الشباب تهدف إلى تعزيز الريادة وإلهام العمل، ورسم مسار لمستقبل مستدام من خلال التعليم البيئي. 

أزمة الكوكب
وسلط اليوم الأول الضوء على «التحديات» البيئية الرئيسة التي يجب أخذها في الاعتبار، حيث تناول مجموعة من المتحدثين محور أزمة الكوكب الثلاثية والترابط بين المياه والغذاء والطاقة.

فيما ركز اليوم الثاني على تحديد «الأهداف»، وتعزيز الوحدة العالمية من أجل مستقبل مستدام، ودعم التعليم البيئي. أما اليوم الثالث فركز على «الأبعاد والوسائل» التي يمكن من خلالها تنفيذ التعليم البيئي، مع تسليط الضوء على التعاون والقيم والتنوع الثقافي. فيما اليوم الرابع تم خلاله تلخيص مناقشات الأيام الثلاثة الأولى، وتحديد الدروس المستفادة الأساسية، وترجمتها إلى إجراءات متفق عليها، ليتم تنفيذها بعد انتهاء المؤتمر لتتماشى مع الأهداف المحددة. 

المواقع البيئية
وشهد اليوم الخامس، أمس، رحلات ميدانية، أتاحت للمشاركين فرصة استكشاف المواقع البيئية والتعليمية في أبوظبي، والانتقال من الناحية النظرية إلى التجارب العملية.
فيما تضمن مؤتمر الشباب للتربية البيئية الذي يعتبر أحد المكونات الرئيسة للمؤتمر، إقامة ورش عمل، وجلسات، تفاعلية وحلقات نقاش، ودعم المهارات القيادية والعمل الملهم لدى صانعي التغيير من الشباب، لا سيما وأنه يهدف إلى تحفيز مشاركة العقول الشابة وتمكينها، وتزويد الشباب بفرصة للتواصل والتعلم واكتساب رؤى قيمة من القادة العالميين في مجال التربية البيئية والاستدامة وتمكين الشباب.
واستضاف المؤتمر، الذي ينعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، مجموعة من القادة العالميين وخبراء البيئة والمعلمين ومناصري الحفاظ على البيئة للشروع، من 73 دولة من مختلف أنحاء العالم، في رحلة تحويلية نحو الاستدامة البيئية من خلال التعليم. ويعد المؤتمر منصة للتعاون الجماعي من أجل مواجهة التحديات المتشابكة والطارئة التي يسببها تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث باستخدام قوة التعليم البيئي.

مستقبل مستدام 
وأكدت الدكتور شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي نجاح المؤتمر بما شهده من زخم في الحوارات والنقاشات المثمرة التي تصب في إطار تفعيل دور جانب التعليم البيئي لمواجهة التحديات البيئية، مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وزيادة نسب التلوث، من أجل حماية كوكبنا، واتخاذ إجراءات حاسمة وتحديد مساراتٍ استراتيجية تقودنا نحو مستقبل مستدام من خلال التعليم البيئي.
وقالت الظاهري، إن استضافة أبوظبي المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية يؤكد التزام دولة الإمارات، ويبرز دورها الريادي في برامج التوعية والتعليم والتثقيف، وتمكين أجيال المستقبل للتصدي لأزمة الكوب الثلاثية المتمثلة في التغير المناخي، والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي. كما يرسم مسار مستقبل التعليم البيئي المستدام لأجيال المستقبل.
وخلال المؤتمر شارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في المؤتمر، من خلال جناح جذب الزوار من المشاركين في المؤتمر من رواد التعليم البيئي والباحثين والمعلمين والمسؤولين الحكوميين والمهتمين بتطوير ورعاية التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، كما استقبل جناح الصندوق مجموعات من المعلمين والطلاب من مدارس الدولة.

وشارك الصندوق في عدة محاور من المؤتمر وتبادل الآراء والمعارف مع الأفراد والجهات الوطنية والدولية لتعزيز شبكة التواصل والتعاون الدولي ورفع مستويات الوعي وفتح مجالات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مجال التربية البيئية والتعليم ومن أجل التنمية المستدامة.
وأشاد عبد الله غرير القبيسي، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بردود الفعل الإيجابية لزوار المعرض، مما يدل على التقدير العالمي لجهودنا في المحافظة على الحياة البرية والرغبة المتزايدة في العمل معنا لتحقيق الأهداف المشتركة والقبول المتنامي لدور التراث المستدام في المحافظة على الطبيعة. 
وأوضح القبيسي، أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى قد تمكن من خلال المشاركة في هذا المؤتمر من توسيع شبكة التواصل الدولي مع المنظمات والخبراء والرواد العالميين للاستفادة من أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في التعليم الموجه للمحافظة على الحياة البرية، معرباً عن أمله في أن يكون ذلك فاتحة للمزيد من المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية للتعريف بإنجازات الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ونموذجه المبتكر في المحافظة على التنوع البيولوجي.
وشملت مشاركة الصندوق، إثراء جلسات المؤتمر في عدة محاور، ففي محور القيم والتنوع الثقافي ودوره في التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، تحدث محمد صالح البيضاني، مستشار الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، عن الإرث المستدام للصيد بالصقور والتقاليد العريقة للإمارات في حماية الحياة البرية والعيش الآمن في كنف الطبيعة، والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وتبلورت في رؤية متكاملة لاستدامة البيئة والحياة البرية، ودفعت بدورها لإطلاق العديد من المبادرات والخطط والبرامج للمحافظة على الأنواع والأنظمة البيئية، وتعزيز الإرث المستدام الذي يعتمد على استمرار تنوع وثراء التنوع البيولوجي في البيئات الطبيعية. 
ويعتبر برنامج أبوظبي للمحافظة على الحبارى من الأمثلة النموذجية على رؤية الاستدامة البيئية التي أطلقها الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ نجح برنامج أبوظبي في تغيير الوضع العالمي للحبارى باستراتيجية متكاملة تتضمن الأبحاث الجينية والدراسات الإيكولوجية، والتتبع والمراقبة عبر الأقمار الصناعية، وتطوير تقنيات حديثة للإكثار في الأسر، والإطلاق إلى البرية وفق المعايير العالمية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية الأنواع والموائل الطبيعية ومكافحة الصيد الجائر وإدارة الاستخدام المستدام، وإشراك المجتمعات المحلية وتنميتها وتوعيتها من خلال التعليم والتربية البيئية. 
وتحت المحور الأول للمؤتمر المتعلق بمعالجة الأزمة الكوكبية الثلاثية: تغير المناخ، التلوث وفقدان التنوع البيولوجي، شارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بعرض حول مساهمة برنامج أبوظبي للحبارى في تقييم التنوع البيولوجي، وتعزيز المعرفة والوعي بشأن الحفاظ على الأراضي القاحلة، قدمه الدكتور إيف هينجرات خبير الأبحاث بشركة رينيكو الدولية لاستشارات الحياة البرية، وهي واحدة من أهم الأذرع التشغيلية للصندوق. 
وضمن المحور الرابع للمؤتمر المتعلق بتعزيز التعاون ومجتمعات التعلم لمواجهة التحديات البيئية، قدمت حمدة العامري عرضاً تعريفياً عن البرنامج التعليمي للصندوق الذي تم إطلاقه في عام 2018، مع التركيز حول مبادرة إشراك الطلاب في تحدي «قصص من بيئتنا» لتنمية مهارات القراءة والكتابة والمواهب الفنية، وهي المبادرة التي أطلقها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في عام 2021 للتعريف بالأنواع المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة طائر الحبارى وارتباطها العميق بالتراث والثقافة الإماراتية، وضروه حمايتها والمحافظة عليها. 
وشجع التحدي طلاب مدارس الدولة على كتابة عدد كبير من القصص القصيرة التي أسهمت في توسيع آفاق فهمهم لقضايا الاستدامة المتعلقة بالحفاظ على الأنواع الأصلية والتحديات التي تواجهها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©